التاريخ عظات وعبر

التاريخ عظات وعبر | مرابط

الكاتب: عبد العزيز الطريفي

619 مشاهدة

تم النشر منذ سنتين

التاريخ علم لا يحتاج إلى معلم، يحتاج فقط إلى قدم تسير وعين تنظر "قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا"


لا يكاد توجد واقعة إلا ولها نظير في التاريخ، ومن المؤسف حقًا أن نرى أخطاء التاريخ تتكرر: بسبب الجهل به


من جهل التاريخ لا بد أن يعيد أغلاطه، وأكثر الناس يسقطون بنفس حفر الماضين


عجلة التاريخ وأحداثه متشابهة البادية والنهاية، ومع هذا تتكرر أخطاء البشر "قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا"


مرور السنن تُعطي الإنسان خبرة يقيس عليها الأحداث النازلة به، وتقليب كتب التاريخ عيش سريع لأحداث قرون "وَمَثَلًا مِّنَ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُمْ"


كل جيل يتحسر على تاريخ من سبقه لأنه لم يدون دقيقًا واضحًا، وهم أنفسهم يهملون ضبط تاريخهم لمن يأتي بعدهم.. وفي تاريخ اليوم عظيم العبر.

ثلث القرآن قصص، يقصها الله لأفضل بشر، عبرة وعظة وسلوانا... احتاج إليها سيد البشر، فكيف بمن دونه، ولا ينبغي أن يترفع متحدث عن أسلوب القرآن.


أخبار الأمم وتاريخهم وأحوالهم عبرة وعلم وعظة حتى للأنبياء "وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رُّسُلِنَا"


النقص ليس في الآيات والعبر ولكن في البصيرة والبصر "وَكَأَيِّن مِّنْ آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ"


لو تدبروا القرآن ما كرروا أخطاء السابقين "أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرًا".. يكررون الخطأ فتتكرر العقوبة.


يجري الله العبر في الأرض، والمحروم الذي يتسلى بها ويسخر ويلهو ويستمتع "وَإِذَا ذُكِّرُوا لَا يَذْكُرُونَ وَإِذَا رَأَوْا آيَةً يَسْتَسْخِرُونَ"


كل حادثة ففيها عبر من الله، وأسعد الناس أكثرهم استخراجا للعبر من الحوادث. سبحان من لا تنزع الحوادث سلطانه... ولا يتغير مع الأيام مقامه.


أكثر قصة تكرر ذكرها في القرآن قصة فرعون: ﻷنها أكثر الأحوال دورانا في الأمم، وكثرة التكرار لحاجة الأمة للاعتبار.


العقل يسير ومن الحكمة أن يسأل عن حال من سبقه في الطريق، لا أن يسأل من يرافقه فيه: كيف ترى الطريق "كَذَٰلِكَ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاءِ مَا قَدْ سَبَقَ ۚ وَقَدْ آتَيْنَاكَ مِن لَّدُنَّا ذِكْرًا"

العلم يورث الخشية والخشية تورث التذكّر والاعتبار، ولن يعتبر من لا يخشى ولن يخشى من لا يعلم "إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ" "سَيَذَّكَّرُ مَن يَخْشَىٰ"


الجاهل لا يتعظ مهما تكاثرت عليه العبر "إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَعِبْرَةً لِّمَن يَخْشَىٰ" ولا يجتمع الجهل مع الخشية  "إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ" ويخشى الشيء من عرفه


لا يعتبرون! ﻷنهم لا يعرفون الله، فكيف يخشون من لا يعرفونه "إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَعِبْرَةً لِّمَن يَخْشَىٰ"

 


 

المصدر:

سطور من النقل والعقل والفكر

تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.
اقرأ أيضا
فصول في خروج النساء وملابسهن | مرابط
المرأة

فصول في خروج النساء وملابسهن


وانظر رحمنا الله وإياك إلى هذه السنن كيف اندرست في زماننا هذا حتى بقيت كأنها لم تعرف لما ارتكبن من ضد هذه الأحوال الشرعية فتقعد المرأة في بيتها على ما هو معلوم من عادتهن بحفش ثيابها وترك زينتها وبحملها وبعض شعرها نازل على جبهتها إلى غير ذلك من أوساخها وعرقها حتى لو رآها رجل أجنبي لنفر بطبعه منها غالبا فكيف بالزوج الملاصق لها فإذا أرادت إحداهن الخروج تنظفت وتزينت ونظرت إلى أحسن ما عندها من الثياب والحلي فلبسته وتخرج إلى الطريق كأنها عروس تجلى.

بقلم: ابن الحاج
878
الدين والعبادة | مرابط
اقتباسات وقطوف

الدين والعبادة


مقتطف ماتع لشيخ الإسلام ابن تيمية من رسالة العبودية يتحدث فيها عن المعنى الحقيقي للعبادة وكيف أنها تستلزم الحب والذل في آن واحد وكذلك يشملهما معنى الدين وما هو المعنى العام للدين ومراحل أو درجات الحب وجدير بالمسلمين أن يدركوا هذه المعاني جيدا حتى تصفى عبادتهم لله

بقلم: شيخ الإسلام ابن تيمية
2224
حسن اختيار الزوجة | مرابط
المرأة

حسن اختيار الزوجة


وكما أن المرأة الصالحة واحدة من أربع من السعادة فالمرأة السوء واحدة من أربع من الشقاء كما جاء في الحديث الصحيح وفيه قوله .. فمن السعادة: المرأة تراها تعجبك وتغيب عنها فتأمنها على نفسها ومالك. ومن الشقاوة: المرأة تراها فتسوءك وتحمل لسانها عليك وإن غبت عنها لم تأمنها على نفسها ومالك

بقلم: محمد صالح المنجد
421
لن نصلح إلا بما صلح به السلف | مرابط
تفريغات

لن نصلح إلا بما صلح به السلف


أنزل الله تبارك وتعالى هذا الدين ليكون منهجا للبشرية وقام محمد صلى الله عليه وسلم -نبي هذه الأمة- بهذا الدين خير قيام حكم به الحياة وبلغه إلى العالمين ومضت الفترة التي كان فيها الرسول صلى الله عليه وسلم لتكون هي النموذج الذي يحتذي المسلمون حذوه ويسعون دائما لأن يصلوا بأنفسهم وبجماعتهم إلى المستوى الذي وصل إليه المسلمون في تلك الأيام

بقلم: عمر الأشقر
712
نقل الإجماع على أن الإيمان قول وعمل | مرابط
أباطيل وشبهات تعزيز اليقين تفريغات

نقل الإجماع على أن الإيمان قول وعمل


ومنهج أهل السنة والجماعة في قضايا الإيمان والتوحيد أن الإيمان قول وعمل واعتقاد وهذا خلافا للمرجئة فالإيمان بإجماع أهل السنة والجماعة: تصديق بالجنان وقول باللسان وعمل بالجوارح والأركان والإيمان قول وعمل القول باللسان فإذن قول القلب وعمل القلب وعمل اللسان وعمل الجوارح الإيمان حقيقة مركبة من هذه الأشياء الأربعة وفي هذا المقال بيان لحقيقة الإيمان وخلاف المرجئة فيه

بقلم: محمد صالح المنجد
1583
الفتح الإسلامي | مرابط
تاريخ فكر مقالات

الفتح الإسلامي


الفتح الإسلامي أكبر لغز من ألغاز العبقرية وأروع أحجية من أحاجي النبوغ وأجل مظهر من مظاهر العظمة في تاريخ البشر ولقد مرت عليه إلى اليوم قرون طويلة وأعصار مديدة ارتقى فيها فن الحرب وتقدم فيها البشر أشواطا في كل ميدان من ميادين الحضارة وغاص المؤرخون في أعماق الحوادث التاريخية فكشفوا أسرارها وعرفوا أسبابها فبدت لهم هينة ضئيلة بعد أن كانوا يرونها لغزا لا يحل ولكنهم لم يستطيعوا أن يكشفوا سر الفتوحات الإسلامية ولم يدركوا كنهها وستمر قرون أخرى وأعصار قبل أن يكشف ذلك السر وقبل أن يرى تاريخ البشر حاد...

بقلم: علي الطنطاوي
1278