التاريخ عظات وعبر

التاريخ عظات وعبر | مرابط

الكاتب: عبد العزيز الطريفي

482 مشاهدة

تم النشر منذ سنة

التاريخ علم لا يحتاج إلى معلم، يحتاج فقط إلى قدم تسير وعين تنظر "قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا"


لا يكاد توجد واقعة إلا ولها نظير في التاريخ، ومن المؤسف حقًا أن نرى أخطاء التاريخ تتكرر: بسبب الجهل به


من جهل التاريخ لا بد أن يعيد أغلاطه، وأكثر الناس يسقطون بنفس حفر الماضين


عجلة التاريخ وأحداثه متشابهة البادية والنهاية، ومع هذا تتكرر أخطاء البشر "قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا"


مرور السنن تُعطي الإنسان خبرة يقيس عليها الأحداث النازلة به، وتقليب كتب التاريخ عيش سريع لأحداث قرون "وَمَثَلًا مِّنَ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُمْ"


كل جيل يتحسر على تاريخ من سبقه لأنه لم يدون دقيقًا واضحًا، وهم أنفسهم يهملون ضبط تاريخهم لمن يأتي بعدهم.. وفي تاريخ اليوم عظيم العبر.

ثلث القرآن قصص، يقصها الله لأفضل بشر، عبرة وعظة وسلوانا... احتاج إليها سيد البشر، فكيف بمن دونه، ولا ينبغي أن يترفع متحدث عن أسلوب القرآن.


أخبار الأمم وتاريخهم وأحوالهم عبرة وعلم وعظة حتى للأنبياء "وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رُّسُلِنَا"


النقص ليس في الآيات والعبر ولكن في البصيرة والبصر "وَكَأَيِّن مِّنْ آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ"


لو تدبروا القرآن ما كرروا أخطاء السابقين "أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرًا".. يكررون الخطأ فتتكرر العقوبة.


يجري الله العبر في الأرض، والمحروم الذي يتسلى بها ويسخر ويلهو ويستمتع "وَإِذَا ذُكِّرُوا لَا يَذْكُرُونَ وَإِذَا رَأَوْا آيَةً يَسْتَسْخِرُونَ"


كل حادثة ففيها عبر من الله، وأسعد الناس أكثرهم استخراجا للعبر من الحوادث. سبحان من لا تنزع الحوادث سلطانه... ولا يتغير مع الأيام مقامه.


أكثر قصة تكرر ذكرها في القرآن قصة فرعون: ﻷنها أكثر الأحوال دورانا في الأمم، وكثرة التكرار لحاجة الأمة للاعتبار.


العقل يسير ومن الحكمة أن يسأل عن حال من سبقه في الطريق، لا أن يسأل من يرافقه فيه: كيف ترى الطريق "كَذَٰلِكَ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاءِ مَا قَدْ سَبَقَ ۚ وَقَدْ آتَيْنَاكَ مِن لَّدُنَّا ذِكْرًا"

العلم يورث الخشية والخشية تورث التذكّر والاعتبار، ولن يعتبر من لا يخشى ولن يخشى من لا يعلم "إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ" "سَيَذَّكَّرُ مَن يَخْشَىٰ"


الجاهل لا يتعظ مهما تكاثرت عليه العبر "إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَعِبْرَةً لِّمَن يَخْشَىٰ" ولا يجتمع الجهل مع الخشية  "إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ" ويخشى الشيء من عرفه


لا يعتبرون! ﻷنهم لا يعرفون الله، فكيف يخشون من لا يعرفونه "إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَعِبْرَةً لِّمَن يَخْشَىٰ"

 


 

المصدر:

سطور من النقل والعقل والفكر

تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.
اقرأ أيضا
صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم ج3 | مرابط
تفريغات

صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم ج3


إن الله سبحانه وتعالى قد فرض فرائض وشرع شرائع وأمر بلزومها ومن أعظم هذه الشرائع هي أركان الإسلام الخمسة التي أمر الله عز وجل بها وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بركنيتها للإسلام كما جاء في حديث عبد الله بن عمر في الصحيحين وغيرهما في قوله عليه الصلاة والسلام: بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت من استطاع إليه سبيلا

بقلم: عبد العزيز الطريفي
620
قضايا يدور حولها الجدل: الحرية | مرابط
أباطيل وشبهات فكر مقالات

قضايا يدور حولها الجدل: الحرية


إن رسالة الرسل كان فيها من معاني الحرية ما هو أكثر من ذلك وهي تخليص الإنسان من معاني العبودية الخفية التي لا يشعر بها كالخضوع للمال وعبادته أو للشهوة وعبادتها وفي هذا المقال يقف بنا المؤلف على مفهوم الحرية لفحص ما أثارته من الجدل وتوضيح معناها السليم

بقلم: أحمد يوسف السيد
1811
الصين الشيوعية والتركستان المسلمة ج1 | مرابط
توثيقات

الصين الشيوعية والتركستان المسلمة ج1


دولة التركستان الشرقية من الدول الإسلامية المحتلة التي ابتلعتها الصين الشيوعية في سنة 1949م في ظل غفلة المسلمين عن قضاياهم الماسة ونتيجة لفرقة المسلمين وتشتتهم وهي أرض إسلامية خالصة ولقد فصلنا في تاريخها في مقال سابق بعنوان قصة الإسلام في الصين كما ذكرنا الثروات الهائلة التي تمتلكها هذه الدولة الإسلامية الكبرى والإمكانيات الاقتصادية والسياسية والاستراتيجية والدينية التي تتمتع بها وهذا في مقال آخر بعنوان كنوز التركستان الشرقية وفي مقالنا هذا نرى ماذا فعلت الصين الشيوعية في العقود الثلاثة الأ...

بقلم: راغب السرجاني
676
الاعتراف بالذنب | مرابط
اقتباسات وقطوف

الاعتراف بالذنب


اعتراف المذنب بذنبه مع الندم عليه توبة مقبولة قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن العبد إذا اعترف بذنبه ثم تاب تاب الله عليه وفي دعاء الإستفتاح الذي كان النبي صلى الله عليه وسلم يستفتح به: اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت ظلمت نفسي واعترفت بذنبي فاغفر لي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت

بقلم: ابن رجب
679
دلالة الإجماع على حجية السنة | مرابط
تعزيز اليقين

دلالة الإجماع على حجية السنة


إن المتأمل في كتاب الله وهدي رسوله صلى الله عليه وسلم وفي طريقة أصحابه ومن اتبعهم وفي مذاهب أئمة الإسلام وفقهائهم ومفسريهم ومؤرخيهم لا يشك في أن عدم اعتبار السنة حجة لمن أولى ما يدخل في قول الله تعالى: ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولىالنساء:١١٥ الآية

بقلم: أحمد يوسف السيد
2727
مخالفة المرجئة لمنهج السلف: إخراج العمل عن الإيمان | مرابط
أباطيل وشبهات تعزيز اليقين تفريغات مناقشات

مخالفة المرجئة لمنهج السلف: إخراج العمل عن الإيمان


ومنهج أهل السنة والجماعة في قضايا الإيمان والتوحيد أن الإيمان قول وعمل واعتقاد وهذا خلافا للمرجئة فالإيمان بإجماع أهل السنة والجماعة: تصديق بالجنان وقول باللسان وعمل بالجوارح والأركان والإيمان قول وعمل القول باللسان فإذن قول القلب وعمل القلب وعمل اللسان وعمل الجوارح الإيمان حقيقة مركبة من هذه الأشياء الأربعة وفي هذا المقال بيان لحقيقة الإيمان وخلاف المرجئة فيه

بقلم: محمد صالح المنجد
1199