من علامات السعادة والفلاح

من علامات السعادة والفلاح | مرابط

الكاتب: ابن القيم

957 مشاهدة

تم النشر منذ سنتين

 من عَلَامَات السَّعَادَة والفلاح أَن العَبْد كلما زيد فِي علمه زيد فِي تواضعه وَرَحمته وَكلما زيد فِي خَوفه وحذره وَكلما زيد فِي عمره نقص من حرصه وَكلما زيد فِي مَاله زيد فِي سخائه وبذله وَكلما زيد فِي قدره وجاهه زيد فِي قربه من النَّاس وَقَضَاء حوائجهم والتواضع لَهُم.

وعلامات الشقاوة أَنه كلما زيد فِي علمه زيد فِي كبره وتيهه وَكلما زيد فِي عمله زيد فِي فخره واحتقاره للنَّاس وَحسن ظَنّه بِنَفسِهِ وَكلما زيد فِي عمره زيد قي حرصه وَكلما زيد فِي مَاله زيد فِي بخله وإمساكه وَكلما زيد فِي قدره وجاهه زيد فِي كبره وتيهه.

وَهَذِه الْأُمُور ابتلاء من الله وامتحان يَبْتَلِي بهَا عباده فيسعد بهَا أَقوام ويشفى بهَا أَقوام وَكَذَلِكَ الكرامات امتحان وابتلاء كالملك وَالسُّلْطَان وَالْمَال قَالَ تَعَالَى عَن نبيه سُلَيْمَان لما رأى عرش بلقيس عِنْده هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أم أكفر فالنعم ابتلاء من الله وامتحان يظْهر بهَا شكر الشكُور وَكفر الكفور كَمَا أَن المحن بلوى مِنْهُ سُبْحَانَهُ فَهُوَ يَبْتَلِي بِالنعَم كَمَا يَبْتَلِي بالمصائب قَالَ تَعَالَى فَأَمَّا الْأِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ كلا أَي لَيْسَ كل من وسعت عَلَيْهِ وأكرمته وَنعمته يكون ذَلِك إِكْرَاما مني لَهُ وَلَا كل من ضيّقت عَلَيْهِ رزقه وابتليته يكون ذَلِك إهانة مني لَهُ.

 


 

المصدر:

ابن قيم الجوزية، الفوائد، ص155

تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.

الكلمات المفتاحية:

#ابن-القيم #الفوائد
اقرأ أيضا
الاستبداد يشل القوى | مرابط
فكر مقالات

الاستبداد يشل القوى


فحيث تسود الطمأنينة ويختفي الرعب ينصرف العامة إلى تثمير أموالهم وتكثير ثرواتهم لأنهم واثقون أن حصاد ما يغرسون لهم ولذراريهم فهم غير مدخرين وسعا في العمل والإنتاج إلا أن هذه البيئة الوادعة الآمنة المشجعة على الكدح والكسب تقلصت رقعتها في الأمة الإسلامية خلال القرون الأخيرة ووقع الفلاحون والصناع وأهل الحرف المختلفة في براثن أمراء يحكمون بأمرهم لا بأمر الله فكانت عقبى الترويع المتجدد النازل على رؤوسهم أن أقفرت البلاد وصوح نبتها وعم الخراب أرجاءها

بقلم: محمد الغزالي
733
عولمة المدن الخليجية المعاصرة | مرابط
فكر مقالات

عولمة المدن الخليجية المعاصرة


اجتاحت موجة العولمة كل مدن الخليج تقريبا خصوصا مع بداية تدفق النفط الخليجي وزيادة عمليات التنمية والتطوير ولكن الحقيقة أن هذه الموجة وهذا المسار الذي تتسابق فيه مدن الخليج أدى في النهاية إلى استنساخ مدن أوروبية وغربية فما الداعي أن تكون مكة في طرازها المعماري نسخة من لاس فيجاس أو شيكاغو وما الداعي لهذه الحركة التي قتلت وسحقت الروحانيات والتراث الخليجي والعربي القديم

بقلم: د علي عبد الرءوف
2167
قضية اللغة العربية الجزء الثالث | مرابط
فكر مقالات لسانيات

قضية اللغة العربية الجزء الثالث


قبل كل شيء ينبغي أن نعلم أن حياة هذا العالم العربي الإسلامي كانت تسير على نمط مألوف معروف لا يكاد يستنكره أحد: في العقيدة العامة التي تسود الناس وفي الدراسة في جميع معاهد العلم العريقة وفي التأليف والكتابة وفي حياة الناس التي تعيش بها عامتهم وخاصتهم من تجارة وصناعة كل ذلك كان نمطا مألوفا متوارثا فجاء هؤلاء الخمسة ليحدثوا يومئذ ما لم يكن مألوفا وشقوا طريقا غير طريق الإلف وبيان ذلك يحتاج إلى تفصيل ولكني سأشير إليه في خلال ذكرهم إشارة تعين على تصور موضع الخلاف

بقلم: محمود شاكر
2262
معارضة الوحي بالعقل: ميراث الشيخ أبي مرة | مرابط
اقتباسات وقطوف

معارضة الوحي بالعقل: ميراث الشيخ أبي مرة


مقتطف من كتاب الصواعق المرسلة لابن قيم الجوزية يدور حول معارضة الوحي بالعقل ويقف بنا أمام القياس العقلي المركب في قول إبليس أنا خير منه والفاضل لا يسجد للمفضول والاحتجاج بأنه مخلوق من نار بينما آدم مخلوق من طين أي من خلق من نار خير ممن خلق من طين

بقلم: ابن القيم
855
حفظ اللسان وفضل الصمت | مرابط
مقالات

حفظ اللسان وفضل الصمت


حدثنا يونس بن عبد الرحيم العسقلاني حدثنا عمرو بن أبي سلمة عن صدقة بن عبد الله عن عبد الله بن علي عن سليمان بن حبيب حدثني أسود بن أصرم المحاربي رضي الله عنه قال: قلت: أوصني يا رسول الله قال: أتملك يدك قال: قلت: فما أملك إذا لم أملك يدي قال: أتملك لسانك قال: فما أملك إذا لم أملك لساني قال: فلا تبسط يدك إلا إلى خير ولا تقل بلسانك إلا معروفا

بقلم: ابن أبي الدنيا
679
علامتان جعلهما الله لأهل محبته | مرابط
اقتباسات وقطوف

علامتان جعلهما الله لأهل محبته


وقد جعل الله لأهل محبته علامتين: اتباع الرسول والجهاد في سبيله وذلك لأن الجهاد حقيقته الاجتهاد في حصول ما يحبه الله من الإيمان والعمل الصالح وفي دفع ما يبغضه الله من الكفر والفسوق والعصيان وقد قال تعالى: قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم إلى قوله: حتى يأتي الله بأمره فتوعد من كان أهله وماله أحب إليه من الله ورسوله والجهاد في سبيله بهذا الوعيد الشديد

بقلم: شيخ الإسلام ابن تيمية
2086