أليس حديثي عن أن وباء كورونا علامة غضب من الله، فلعله عقاب للناس على ما صنعوه من جرم وما ارتكبوه من فحش وآثام = مما قد يسبب موجة جديدة من الإلحاد، إذ ننسب ظاهرة علمية لغضب إلهي، وهذا من مثيرات الشك والريبة في عصرنا كما تعرفون؟
قلت: أبعد كل تلك الأعوام تظنون الإلحاد إشكالا عقليا منطقيا؟ أو أن صاحبه عرضت له شبهة فاهتز أو سمع خطابا منفرا فكفر؟! لا والله، قد رأينا أنهم أصحاب نفوس خبيثة، وأفهام منكوسة، وما شأن الملحد إن يكفر يرسم في الساعة صورا للنبي يهزأ به، وينشر صفحة يسخر فيها من القرآن، ويخترع النكتة تلو الأخرى على رب الأرباب، ويجهر بارتكاب كل موبقة حرمتها الفطر ونبذتها الأفهام، ولا يناصر إلا كل كافر معاد للإسلام من أي دين أو ملة؟!
وما شأن الملحدة إن تكفر تملأ صفحتها بصور عارية لها، أو لنساء ورجال يفحشون ببعضهم البعض، ولا تتحدث إلا بالإقذاع والزور على أمهات المؤمنين، والإفك والبهتان على المحجبات والصالحين، وتفح حقدا ولا تطيق صبرا أن تبيد حواضر الإسلام ويُذل أهله؟
تلك نفوس معتلة، خذلها الله ومنعها التوفيق، ألحدوا أم ظلوا على إسلامهم، ألا ترى القوصي ورسلان وغيرهما؟ أناس فجار في الخصام، بذاؤون في الجدال، فتانون للعوام، محرضون للظالمين، ثم يحسبون أنفسهم أنصار الملة وحماة السنة!
وأنتم ترون فسلا جاهلا أحرقه الله بحقده، اسمه حرقان، أحسن إليه بعض المسلمين وهو يجور في حق ربهم ونبيهم، ثم هو يقول برجعته إلى الإسلام، ويسعر ليلة عودته الحرب على ذوي الأيادي البيضاء من الدعاة، الذين سخروا أوقاتهم لدفع خبالات الدارونية وغيرها من أركان الإلحاد؛ فهاكم نموذجا أبين من الشمس في قلب السماء، أن الشخص الملحد إذ يفعل لا يكون لعلة غيره، بل لخبث طويته، وسقم عقله، ودناء نفسه، وأنه نجس الخِلقة ألحد أم بقي على إسلامه، فقولوا ما شئتم منضبطين بالقرآن والسنة، ولا تخشوا سوى رب الأرباب وحده.