من يؤمن بنسبية الحق في مسائل كالشريعة الإسلامية والعقائد هو ببساطة يجعل مع الله أندادًا..
فقد أنزل الله غير منزله العظيم، فجعله مجرد فيلسوف منظّر آخر يخترع نظرية عقائدية تشريعية للحكم يمكن أن تكون صوابا أو خطأ!
بل لم يكتف بهذا، لقد رفع عشرات البشر الآخرين ليصبحوا في نفس مكانة هذا الإله الفيلسوف البشري المتجسد.. إنهم يشرعون كما يشرع.. إنهم يزرعون عقائد حقيقة كما يزرع.وأخيرًا تجيء الخطوة الأهم.. إنه يرفع نفسه إلى ما فوق مستوى الرب البشري المتجسد وشركاءه.. إنه يجعل نفسه حكما على أقوالهم وعقائدهم وشرائعهم.. هو يحكم بما هو صحيح أو مقبول منهم وما هو خطأ.. لقد قام بنزع صفات الألوهية والربوبية من الله فكفر به.. ثم قام بتأليه بعض البشر فأشركهم مع الله في الحكم.. وفي النهاية رفع نفسه شخصيًا إلى مرتبة كبير الآلهة.. زيوس!
إن هذا المؤمن بنسبية الحق هو شخص مؤله لنفسه وذاته.. وما ادعاؤه لحب البشر واحترامه لهم ورحمته بهم إلا محاولة أخرى لتشبيه نفسه بالرب الرحيم العطوف.. كأنه في منافسة خفية مع ذلك الرب الأعلى الذي يؤمن به كثير من البشر تاركينه هو -ذلك البشري الإله- بلا عبادة ولا حمد برغم عطفه وحبه لهم
المصدر:
عمرو عبد العزيز، وطن الراشدين الطبعة الأولى، ص100