نسبية الحق والإنسان المؤله

نسبية الحق والإنسان المؤله | مرابط

الكاتب: عمرو عبد العزيز

638 مشاهدة

تم النشر منذ سنتين

من يؤمن بنسبية الحق في مسائل كالشريعة الإسلامية والعقائد هو ببساطة يجعل مع الله أندادًا..
فقد أنزل الله غير منزله العظيم، فجعله مجرد فيلسوف منظّر آخر يخترع نظرية عقائدية تشريعية للحكم يمكن أن تكون صوابا أو خطأ!
بل لم يكتف بهذا، لقد رفع عشرات البشر الآخرين ليصبحوا في نفس مكانة هذا الإله الفيلسوف البشري المتجسد.. إنهم يشرعون كما يشرع.. إنهم يزرعون عقائد حقيقة كما يزرع.

وأخيرًا تجيء الخطوة الأهم.. إنه يرفع نفسه إلى ما فوق مستوى الرب البشري المتجسد وشركاءه.. إنه يجعل نفسه حكما على أقوالهم وعقائدهم وشرائعهم.. هو يحكم بما هو صحيح أو مقبول منهم وما هو خطأ.. لقد قام بنزع صفات الألوهية والربوبية من الله فكفر به.. ثم قام بتأليه بعض البشر فأشركهم مع الله في الحكم.. وفي النهاية رفع نفسه شخصيًا إلى مرتبة كبير الآلهة.. زيوس!

إن هذا المؤمن بنسبية الحق هو شخص مؤله لنفسه وذاته.. وما ادعاؤه لحب البشر واحترامه لهم ورحمته بهم إلا محاولة أخرى لتشبيه نفسه بالرب الرحيم العطوف.. كأنه في منافسة خفية مع ذلك الرب الأعلى الذي يؤمن به كثير من البشر تاركينه هو -ذلك البشري الإله- بلا عبادة ولا حمد برغم عطفه وحبه لهم

 


 

المصدر:

عمرو عبد العزيز، وطن الراشدين الطبعة الأولى، ص100

تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.

الكلمات المفتاحية:

#نسبية-الحق
اقرأ أيضا
كيف نثبت النبوة عقلا | مرابط
تعزيز اليقين

كيف نثبت النبوة عقلا


وقال في إثبات نبوة رسوله باعتبار التأمل لأحواله وتأمل دعوته وما جاء به: أفلم يدبروا القول الآيات فدعاهم سبحانه إلى تدبر القول وتأمل حال القائل فإن كون القول للشيء كذبا وزورا يعلم من نفس القول تارة وتناقضه واضطرابه وظهور شواهد الكذب عليه فالكذب باد على صفحاته وباد على ظاهره وباطنه ويعرف من حال القائل تارة فإن المعروف بالكذب والفجور والمكر والخداع لا تكون أقواله إلا مناسبة لأفعاله ولا يتأتى منه من القول والفعل ما يتأتى من البار الصادق المبرأ من كل فاحشة وغدر وكذب وفجور بل قلب هذا وقصده وقوله....

بقلم: الإسلام سؤال وجواب
1508
سقوط الجانب الأخلاقي في الغرب | مرابط
اقتباسات وقطوف

سقوط الجانب الأخلاقي في الغرب


مقتطف من كتاب العلمانية الجزئية والعلمانية الشاملة لعبد الوهاب المسيري يذكر فيه أصل الإشكالية الأخلاقية في الغرب وكيف قادت النسبية المتزايدة إلى انهيار كل شيء تقريبا فالإنسان في النهاية يحتاج إلى وجود متجاوز يحتاج إلى إله فوق كل شيء وليس مثله شيء ولما تلاشت هذه الفكرة أصبح الإله الجديد هو الجسد

بقلم: عبد الوهاب المسيري
1968
فإنها لا تعمى الأبصار | مرابط
مقالات

فإنها لا تعمى الأبصار


تسمع بين الفينة والأخرى صوت الهمز واللمز يزداد ويعلو حول هدي الإسلام وشعائره: كيف تتحملين النقاب في الحر الشديد؟ ازاي تستحملوا الكتمة دي؟ هل أنت عبدة لزوجك؟ ما لك تشبهين الخيمة السوداء في الطرقات؟ كيف تتحمل مظهرك بهذه اللحية؟ ألا ترى مظهرك مضحكا بهذا السروال القصير؟ يا أمة ضحكت من جهلها الأمم هل الدين يهتم بهذه المظاهر؟

بقلم: محمود خطاب
686
قصة العلمانية المؤسلمة | مرابط
مقالات العالمانية

قصة العلمانية المؤسلمة


يستعرض المقال عددا من الرؤى التجديدية في الفكر السياسي كما يعرضها بعض المعاصرين ويفحصها جميعا من خلال مقارنتها ب المضمون العلماني ليكشف عن وجه الاختلاف الذي تفترق فيه هذه الرؤى عن المضمون العلماني حين نفحص هذا الوعاء نجد أن المبادئ العامة أمور كلية فطرية متفق عليها بين جميع الناس فلا وجود لمنظومة فكرية ذات بال تقول إنها ترفض الحرية أو العدالة أو المساواة وإنما الخصومة والنزاع دائما في التفصيلات والتشريعات الجزئية

بقلم: د فهد بن صالح العجلان
2275
لماذا الهجوم على الحجاب ج2 | مرابط
تعزيز اليقين تفريغات المرأة

لماذا الهجوم على الحجاب ج2


إن الله يريده مجتمعا إسلاميا طاهرا نقيا فيه الفضائل وتحارب فيه الرذائل فليس لها مكان في ظل مجتمع يؤمن بالله ورسوله ويسعى لتنفيذ حكم الله ورسوله والله عز وجل خلق العباد وهو أبصر بهم ويعلم ما في نفوسهم وما يصلح لهم ولذلك حرم الزنا وحرم الخلوة بين الذكر والأنثى الأجنبيين وأوجب الحجاب وفرض حد القذف وحد الزنا وشرع الزواج وأكد عليه ففتحت الشريعة طرق العفاف وسدت طرق الشر والرذيلة

بقلم: محمد صالح المنجد
2412
سلوك المسلم في ظل العلم الإجمالي بدين الإسلام | مرابط
اقتباسات وقطوف

سلوك المسلم في ظل العلم الإجمالي بدين الإسلام


العلم الإجمالي قلما يفيد صاحبه لأنه دائما عرضة للجهالة بما يرد على جزئياته من الشكوك التي لا تنفى إلا بالعلم التفصيلي الكامل ألا ترى أن أكثر الناس يعلمون بالإجمال أن أمهات الرذائل وكبائر المعاصي من أسباب الشقاء ولو كان هذا العلم صحيحا كاملا لا اضطراب فيه لصدرت عنه آثاره حتما

بقلم: محمد رشيد رضا
572