حكم التنكيت على الطقس؟
مع استمرار الشتاء أكثر من المتوقع هذا الفصل (والحمد لله) سمعت من اثنين من الإخوة عبارات لم أرتح لها، فاستفتيت صديقًا لي من أهل العلم فيهما وأود مشاركتكما الفائدة.
العبارتان: قال أحدهما: "يتناقلون نكتة أن المربعانية رسبت في الشتاء فنزَّلت فصل صيفي"، وقال الآخر: "يقولون: تعالوا نلبس ملابس صيفية لنضع الشتاء تحت الأمر الواقع".
فهل هذا من المزاح الجائز تناقله؟
أجاب صديقي:
"لا تجوز هذه العبارات، لأن فيها نسبة الفاعلية في انزال المطر لغير الله. وقد جاء في البخاري: خَرَجْنَا مع رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عَامَ الحُدَيْبِيَةِ، فأصَابَنَا مَطَرٌ ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَصَلَّى لَنَا رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الصُّبْحَ، ثُمَّ أقْبَلَ عَلَيْنَا فَقالَ: أتَدْرُونَ مَاذَا قالَ رَبُّكُمْ؟. قُلْنَا: اللَّهُ ورَسولُهُ أعْلَمُ، فَقالَ: قالَ اللَّهُ: أصْبَحَ مِن عِبَادِي مُؤْمِنٌ بي وكَافِرٌ بي، فأمَّا مَن قالَ: مُطِرْنَا برَحْمَةِ اللَّهِ وبِرِزْقِ اللَّهِ وبِفَضْلِ اللَّهِ، فَهو مُؤْمِنٌ بي، كَافِرٌ بالكَوْكَبِ، وأَمَّا مَن قالَ: مُطِرْنَا بنَجْمِ كَذَا، فَهو مُؤْمِنٌ بالكَوْكَبِ كَافِرٌ بي"...وهو مما يخفى على الناس كثيرًا لذلك وصف مثله النبي صلى الله عليه وسلم بأنه أخفى من دبيب النمل".
يقصد صاحبنا قوله صلى الله عليه وسلم: "الشرك فيكم أخفى من دبيب النمل".
ولذلك وجهنا النبي صلى الله عليه وسلم إلى الاستغفار مما يقع منا دون قصد فقال لأبي بكر رضي الله عنه: ( وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَلشِّرْكُ أَخْفَى مِنْ دَبِيبِ النَّمْلِ ، أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى شَيْءٍ إِذَا قُلْتَهُ ذَهَبَ عَنْكَ قَلِيلُهُ وَكَثِيرُهُ ؟ قَالَ : قُلِ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أُشْرِكَ بِكَ وَأَنَا أَعْلَمُ ، وَأَسْتَغْفِرُكَ لما لا أعلم ) ، وصححه الألباني في " صحيح الأدب المفرد "، وضعفه غيره.
فهذه دعوة للإخوة أن يضبطوا ألفاظهم ويتجنبوا النكات من هذا النوع، والتي تتعامل مع الطقس كأن له اختيارًا وفاعلية.
والله تعالى أعلم.