واسمع إلى قول الله تعالى: ((وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا)) [الكهف:28]
ما أكثر الأوقات التي تضيع على من غفل عن ذكر الله تضيع بلا فائدة وأنت إذا رأيت من نفسك أن أوقاتك ضائعة بلا فائدة فيجب عليك أن تلاحظ قلبك فإن هذا لا يكون إلا من غفلة القلب عن ذكر الله، ولو رأيت أو لو نظرت فيما سبق من التاريخ كيف أنتج العلماء ما أنتجوا من المؤلفات، ومن فطاحل العلماء الذين تخرجوا على أيديهم في أوقات قد تكون أقل من الوقت الذي عشته أنت؛ وذلك بسبب ما ملأ الله به قلوبهم من ذكره حتى صارت أعمارهم لا يضيع منها لحظة واحدة، فعليك أن تنتبه لهذا لمرض القلب وأن تبادر بمداواته لأنه إذا تفشى المرض في القلب، نسأل الله العافية، قد يموت ويطبع عليه فلا يحق حقًا ولا يبطل باطلًا. وأما الإرجاف وتخويف الناس المؤمنين وإلقاء الذعر في قلوبهم فهذا أيضاً من الأخلاق الذميمة لأن الواجب على المرء على الأقل أن يكون موقفه موقف المحايد أما أن يذهب ويرجف بالمؤمنين ويقول عدوكم أكثر منكم ولا يمكن أن تغلبوه وعدوكم فعل وفعل فإن هذا من علامات النفاق.