أفنيت عمري في علم الكلام

أفنيت عمري في علم الكلام | مرابط

الكاتب: ابن القيم

1897 مشاهدة

تم النشر منذ سنتين

ينقل ابن القيم، رحمه الله، عن بعض المتكلمين أنه قال:

 

"أفنيت عمري من الكلام أطلب الدليل، وأنا لا أزداد إلا بعدا عن الدليل، فرجعت إلى القرآن أتدبره وأتفكر فيه، وإذا أنا بالدليل حقا معي، وأنا لا أشعر به، فقلت والله ما مثلي إلا كما قال القائل:

ومن العجائب والعجائب جمةٌ          قرب الحبيب وما إليه وصول
كالعيس في البيداء يقتلها الظما    والماء فوق ظهورها محمول

قال فلما رجعت إلى القرآن، إذا هو الحكم والدليل، ورأيت فيه من أدلة الله وحججه وبراهينه وبيناته ما لو جُمع كل حق قاله المتكلمون في كتبهم، لكانت سورة من سور القرآن وافية بمضمونه، مع حسن البيان، وفصاحة اللفظ، وتطبيق المفصل، وحسن الاحتراز، والتبيه على مواضع الشبه، والإرشاد إلى جوابها، وإذا هو كما قيل -بل فوق ما قيل-:

كفى وشفى ما في الفؤاد فلم يدع    لذي أرب في القول جدا ولا هزلا

وجعلت جيوش الكلام بعد ذلك تفد إلي كما كانت، وتتزاحم في صدري، ولا يأذن لها القلب بالدخول فيه، ولا تلقي منه إقبالا، ولا قبولا فترجع على أدبارها"

 


 

المصدر:

  1. ابن القيم، مفتاح دار السعادة، ص146
تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.

الكلمات المفتاحية:

#ابن-القيم #علم-الكلام
اقرأ أيضا
المذاهب والفرق المعاصرة: القدرية ج3 | مرابط
تفريغات

المذاهب والفرق المعاصرة: القدرية ج3


أهل السنة والجماعة يؤمنون بالقدر إيمانا كاملا مفصلا وعقيدتهم في الإيمان بالقدر عقيدة واضحة وبينة وهم ينهون ويأمرون بالإمساك عن مسائل القدر إذا كان الخوض فيها بغير منهاج الشرع فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أنه قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم والناس يتكلمون في القدر قال: فكأنما تفقأ في وجهه حب الرمان من الغضب وقال: ما لكم تضربون كتاب الله بعضه ببعض بهذا هلك من كان قبلكم وهذا حديث صحيح رواه الإمام أحمد في المسند بإسناد صحيح

بقلم: عبد الرحيم السلمي
1063
تحريم الخمر بين وازع السلطان ووازع الإيمان | مرابط
اقتباسات وقطوف

تحريم الخمر بين وازع السلطان ووازع الإيمان


مقتطف من كتاب لا إله إلا الله عقيدة وشريعة ومنهاج حياة للأستاذ محمد قطب يقارن فيه بين المجتمع المسلم الأول والدول المعاصرة فيما يخص تحريم الخمر والفارق الشاسع بين الاستناد إلى الوازع الإيماني داخل الناس وبين اللجوء فقط إلى وازع السلطان والقانون في التحريم والتحليل

بقلم: محمد قطب
445
الخوف من البلاء | مرابط
اقتباسات وقطوف

الخوف من البلاء


والحقيقة أن من خالط الإيمان بشاشة قلبه فإنه سوف يجني أولى ثمرات إيمانه في الدنيا بتذوق طعم الحياة بنكهة مختلفة لأن نظرته للأشياء من حوله ستكون أكثر شمولا للزمان والمكان والأحوال فينشأ عن ذلك طمأنينة النفس وسكينة القلب وهدأة البال فلا يجزع عند البلاء مع الجازعين ولا يتسخط عند المصيبة مع المتسخطين لأنه موقن أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه

بقلم: د. جمال الباشا
353
الليبرالية السعودية والتأسيس المأزوم ج2 | مرابط
أبحاث الليبرالية

الليبرالية السعودية والتأسيس المأزوم ج2


المراقب الواعي إذا تجول في مخرجات التيار الليبرالي ووقف على أبرز محطاته وسلط الأضواء على مرتكزاته المعرفية تصيبه الدهشة بسبب ما يراه من الفقر الشديد في مؤهلات النمو الصحي وبسبب ما يلحظه من الهشاشة الكبيرة في مرتكزات شرعية وجوده في الساحة الفكرية وسيكتشف أن الليبرالية السعودية تعاني من أزمة فكرية ومنهجية عميقة أزمة في المصطلح وأزمة في الخلفيات الفلسفية وأزمة في السلوكيات اليومية وأزمة في الالتزام بالقيم وأزمة في الاتساق مع المبادئ وأزمة في الاطراد وأزمة في التوافق بين أسس الليبرالية وبين قطع...

بقلم: سلطان العميري
1360
كيف تقرأ كتابا ج5 | مرابط
تفريغات

كيف تقرأ كتابا ج5


وأحيانا يحتاج القارئ أن يقرأ كتابا آخر ليعرف طريقة مؤلف أو كتاب مثل صحيح البخاري العلماء استقرءوا منهج البخاري ووضعوه في كتب وبعض كتب الفقه لها مصطلحات مثلا: مغني ذوي الأفهام عن الكتب الكثيرة في الأحكام لابن عبيدان الحنبلي هذا إذا قال: اتفقوا يقصد الأئمة الأربعة مثلا أحيانا إذا قال: اتفقت يقصد ثلاثة إلا فلانا أحيانا إذا قال: اتفقا يقصد فلانا وفلانا ولكن ليس دائما يقول هذا فلابد أن تعرف ذلك وقد ذكر لك الاصطلاح في البداية

بقلم: محمد صالح المنجد
420
انتقاد ابن تيمية لمن أهمل العقل | مرابط
اقتباسات وقطوف

انتقاد ابن تيمية لمن أهمل العقل


لم يكن السلف الصالح في خصام مع العقل أو الاستدلال العقلي بل إن كلامهم فيه الكثير من الأدلة العقلية وكذلك الوحي فيه من الأدلة السمعية العقلية الكثير والكثير وهنا اقتباس لشيخ الإسلام ابن تيمية ينتقد من أهملوا العقل تماما بحجج مختلفة وجاء ذلك في الفتاوى المجلد السادس عشر

بقلم: شيخ الإسلام ابن تيمية
1839