أصول الانحراف الدرس الأول ج1

أصول الانحراف الدرس الأول ج1 | مرابط

الكاتب: أحمد عبد المنعم

361 مشاهدة

تم النشر منذ سنتين

 

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
بإذن الله سبحانه وتعالى نبدأ سلسلة جديدة، نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا وأن يسددنا وأن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه سبحانه وتعالى، وأن يتقبل منا.

 

السلسلة التي سنبدأها إن شاء الله تدور حول "أصول الضلال" أو "أصول الانحراف" من خلال أصول الوحي، نريد أن نتكلم عن الضلال الذي وقع فيه كثير من الناس، {وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ} [الأنعام:116] {إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ} [إبراهيم:36]، {وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنكُمْ جِبِلًّا كَثِيرًا} [يس:62]، فالضلال وقع فيه كثير من الناس، لماذا؟! ما هي الأصول التي حذر منها القرآن والتي لو وقع فيها الإنسان -في هذه الأصول- ينحرف والعياذ بالله؟

 

وأنا أفكر في تحضير هذه السلسلة كنت في البداية سأضع عنوانًا: "أصول الانحراف الفكري أو أصول الضلال الفكري من خلال الوحي"، ثم وجدت أن الوحي لا يتعامل أن الضلال يكون بسبب الأفكار فقط، فهناك ضلال بسبب مشاكل في النفس، وهناك ضلال بسبب العمل، حتى كل مرة كنت أقول إذًا سأسميها "أصول الضلال الفكري والعملي من خلال الوحي"، وبعد ذلك وجدت أن هناك "النفس"، فقلت أسميها "أصول الضلال الفكري والنفسي والعملي من خلال الوحي"، ثم توصلت أن أكتفي باسم "أصول الضلال" إو "أصول الانحراف"، وستجدون الطرح فيه ما أسميه "العشوائية المنظمة"، فستجدوا مرة أصل فكري، ومرة أصل عملي، وأخرى أصل نفسي، وسأخبركم كيف تم تحضير السلسلة بحيث  تكونوا على علم ومن يحب يشارك معنا أيضًا في تحضير السلسلة.

 

درس اليوم سيكون مقدمة فلن نتناول أي أصل من الأصول، لأن وقت الدرس لن يسمح بتناول أصل مع المقدمة.
من خلال هذه المقدمة سأتكلم معكم في بعض القضايا بحيث أننا لما نتكلم عن الأصول إن شاء الله نكون فاهمين كيف سنتناول الأصول، فمثلًا مسألة أصول الضلال أو أسباب الانحراف، تناولها كثير من الكتّاب وحقًا من أميز الكتب: كتاب "ينبوع الغواية الفكرية" للشيخ عبد الله العجيري، وأظن كان يوجد كتاب أظنه من مركز تفسير أو لا أتذكر للإمام الشاطبي -من الكتب التي تهتم بقضايا القرآن- كان "أسباب رفض الحق" أو "أسباب الناس للصد عن السبيل"، لماذا يصد الناس عن السبيل أيضًا من خلال الوحي، وإن كان الشيخ عبد الله العجيري لم يقتصر على الأسباب من خلال الوحي.

 

لكن كل مؤلف أو محاضر يتناول بصورة معينة، سواء كان يركز على العلاقة بتناول فكري أو باستعمال مصطلحات معينة، نحن قدر المستطاع سنحاول أن يكون منطلقنا من خلال الوحي، من خلال كتاب ربنا سبحانه وتعالى، وهذا ما سنتكلم عنه اليوم، لماذا نريد أن ننطلق من خلال الوحي؟ فمثلًا لماذا لم نحاول أن ندرس الموضوع من خلال الكتب الفكرية التي تناولت هذا الموضوع، لماذا تم التناول من خلال الوحي؟

 

استعادة الثقة في القرآن

أول نقطة أريد أن أتكلم عنها اليوم، بل ممكن أن نجعلها عنوان درس اليوم، فلو السلسلة "أصول الانحراف -إو أصول الضلال- من خلال الوحي"، يكون عنوان المقدمة: "استعادة الثقة في القرآن"، أننا نريد أن نستعيد الثقة مرة أخرى، فلو جئت أتكلم مع شخص عن أصول الضلال أو أصول الانحراف، هو متصور أننا دائمًا يجب أن نتناول هذا بمصطلحات فيها نوع من التعقيد، أو كتب فيها نوع من الصعوبة، لا، نحن نريد أن نتناول هذا من الوحي، ونريد اليوم أن نثبت أو نتكلم أن هناك قضايا لا بد أول ما تبحث في حل عنها، تبحث في الوحي.
إننا نريد أن نستعيد الثقة مرة أخرى في كتاب الله سبحانه وتعالى، الله سبحانه وتعالى أنزل هذا الكتاب فرقانًا بين الحق والباطل، فكيف إذا أردنا أن نعرف الحق أو أن نعرف الباطل لا نعود إليه؟! 

 

هذا أصل من أصول هذا القرآن، هذا الوحي، غاية أساسية ومقصد أساسي من مقاصد الوحي: التفريق والتمييز بين الحق والباطل، وسنذكر آيات تدل على ذلك، التمييز بين الحق والباطل، هذا مقصد من مقاصد القرآن، فكيف إذا أردنا أن نتعرف على الباطل لا نرجع إلى القرآن؟ كيف؟! 

 

لما أنزل الله سبحانه وتعالى آدم إلى الأرض في أول أمر بالهبوط إلى الأرض {اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا} [البقرة:38]، فقال الله سبحانه وتعالى لآدم وأخبره أنه لن يتركه: {فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ} وفي سورة أخرى {فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ} [طه:123]، إذًا فمن أول لحظة ربنا يقول لسيدنا آدم لا تخف أنا لن أتركك، سأنزل إليك هدى، تعرف بهذا الهدى الحق من الباطل حتى لا ينتصر عليك الشيطان مرة أخرى.

 

إذًا من أول لحظة، من لحظة ظهور العداوة بين إبليس وبين آدم وبنيه، الله سبحانه وتعالى لم يترك آدم، بل قبل ذلك علّم آدم الأسماء كلها، ثم كان ينزل الهدى {كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ} [البقرة:213] وقيل أمة واحدة أي على التوحيد، والله سبحانه وتعالى لم يترك البشر بغير هداية بل كان ينزل عليهم الوحي ويرسل الرسل لكي لا يكون للناس حجة على الله سبحانه و تعالى. فإذًا لابد أن نستعيد الثقة مرة أخرى في الوحي.

 

نحن للأسف حين يقابلنا مشاكل في حياتنا خاصةً في الطريق إلى الله سبحانه وتعالى فإننا لا نلجأ إلى الوحي، ما معنى أن تلجأ إلى القرآن؟ -وسنذكر أيضًا إن شاء الله بعض الطرق العملية لهذا- أي هل منا من إذا قابلته مشكلة في السير في الطريق إلى الله سبحانه وتعالى وأراد أن يتعرف على شيء مما يحبه الله، يعمل ختمة؟  هل عندنا عادة أننا نعمل ختمة في آثار الذنوب والمعاصي مثلًا؟ 

 

كانت تعجبني فكرة كتاب "بناء الإيمان من خلال القرآن" للدكتور مجدي الهلالي، كان يتكلم كيف تحاول أن تبني صرح الإيمان من خلال القرآن، وذكر أمثلة عملية، مثلًا يقول كيف تبني بداخلك معنى رحمة الله سبحانه وتعالى، وتقوم بختمة لذلك، وتستخرج آيات تتكلم عن رحمة الله سبحانه وتعالى، تُفاجأ أن هذا البناء مختلف عن أي درس تسمعه، فالذي يلقي درسًا لو كلامه صحيح فهو لا بد أن يكون من الوحي، فتخيل أنك تقيم علاقة مباشرة مع النص!

 

هل نحن فقدنا الثقة في الوحي؟ هل فقدنا الثقة أن القرآن فيه حل لمشاكلنا؟ 
هل لأننا حين نتكلم في موضوع اليوم -موضوع السلسلة- "أصول الضلال أو أصول الانحراف"، وهذا يدخل ضمن باب مثلًا العقائد وجزء منه ضمن الأعمال، هل لأني لما أبحث في القرآن لا أجد الكلمة التي أبحث عنها مباشرة، فمثلًا كتبت: العقيدة وضغطت زر البحث search ولم تجد شيئًا في القرآن، فكتبت الليبرالية أيضًا غير موجودة،  فأقول: إذًا الذي أبحث عنه غير موجود -في القرآن-، هل لأن طريقة بحثي عن الحل في القرآن طريقة خاطئة تعتمد على مجرد مصطلحات معينة أبحث عنها فلو لم أجدها أستنتج أن القرآن لا يحل المشكلة، لا يرد على العلمانية ولا على الليبرالية ولا يرد على الحداثة وما بعد الحداثة؟ هل القرآن لا يقدّم إجابات على هذه الأمور؟ 

 

القرآن أنزله الله سبحانه و تعالى وجعله إلى يوم القيامة هدى للناس، وليس خاصًا بمرحلة معينة ولا بأمة معينة، هذا من خصائص رسالة النبي صلى الله عليه وسلم، من خصائص القرآن، أنه عام للناس إلى يوم القيامة، أي ليس لمكان واحد ولا زمان واحد، فالله سبحانه وتعالى لما تكلّم بهذا الكلام، وهو سبحانه وتعالى عليم بما سيكون، تكلّم بهذا الكلام لهذا الإنسان إلى يوم القيامة.

 

{الرَّحْمَٰنُ ‎﴿١﴾‏ عَلَّمَ الْقُرْآنَ ‎﴿٢﴾‏ خَلَقَ الْإِنسَانَ ‎﴿٣﴾} [الرحمن:1-3] فجاء تعليم القرآن مع خلق الإنسان لأنه أنزل له هذا الوحي لإنقاذ هذا الإنسان، لسعادة هذا الإنسان، لإخراج الإنسان من الظلمات إلى النور، {اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا} [البقرة:257] أعلى صور الولاية في إخراج الناس من الظلمات إلى النور، وكيف يخرج الناس من الظلمات إلى النور بدون وحي، أيضا ولاية مرة أخرى {إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ} [الأعراف:196] فالله سبحانه وتعالى يتولى الصالحين فنزّل لهم الكتاب ليكون الناس على بينة من أمرهم إذًا الذي يريد أن يكون من الصالحين يريد أن يحقق هذه الولاية عليه أن يرتبط بالكتاب، (إن هذا القرآن سبب طرفه بأيديكم وطرفه بيد الله)(1) كما قال النبي صلى الله عليه وسلم.

 

كسر الحواجز بين الناس والوحي

ودائمًا عداوة الشيطان الأساسية في أنه يحاول أن يصنع حواجز بين الناس وبين الوحي، لما تكلمنا في "وقفات مع سورة الحجر" -موجود على الساوند كلاود- ذكرنا أن من المواضيع الأساسية التي تتكلم عنها سورة الحجر وحتى من اسمها: محاولة أن يصنع سواء إبليس الشيطان أو شياطين الإنس أن يصنعوا حجرًا، حاجزًا بين الناس وبين سماع الهدى، محاولة أن يصنع إبليس أو أن يصنع شياطين الإنس من بعده ويتعلمون منه أن يصنعوا حجرًا وحاجزًا بين الناس وبين الوحي.

 

لذلك دور الداعية أن يكسر هذا {فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ} [الحجر:94]، الصدع يكون أحيانًا للزجاج، فهذا الحجر سيكون ضعيفًا، دورك أنك تكسر هذا الحجر وأن تصل إلى الناس، من أهم ما يحاول عمله أهل الباطل أنهم يمنعوا وصول الداعية إلى الناس {وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا} [الأنفال:30] آول شيء: {لِيُثْبِتُوكَ} أن تكون ثابتًا، غير متحرك فلا تصل إلى الناس، فيحاولون عمل حواجز بين الداعية وبالتالي بين ما يحمله الداعية و (العلماء ورثة الأنبياء)(2) من الوحي للناس.


وفي سورة الحجر ذُكر توصيف الإنسان أن الله سبحانه وتعالى خلقه من صلصال من حمأ مسنون، هذه الثلاثية -صلصال حمأ مسنون- لم تأتِ إلا في سورة الحجر ثلاث مرات، تكررت هذه الآية أو هذه الجملة ثلاث مرات في القرآن وكلها في سورة الحجر.

 

يوجد خلاف ومحاولات لاجتهاد العلماء في المراحل التي مر بها الطين في خلق آدم عليه السلام، فهل في البداية كان ترابًا؟ وبعد ذلك هل طينًا أم فخارًا وصلصالًا؟ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال (لما صور الله آدم) (3) كان مصورًا في صورة طينية (وتركه ما شاء الله أن يتركه) الحديث في صحيح مسلم.

 

إذًا سيدنا آدم تُرك على هذه الصورة الطينية لفترة، في هذه الفترة هذا الطين كان يمر بنوع من التغيرات حتى قيل أنه أنتن وتعفن وتغيرت رائحته، لذلك لما العلماء تكلموا ما معنى "صلصال حمأ مسنون" هل الصلصال فيه نوع تغير من "صل اللحم" أنه يتغير فيكون من "الصلل"، أم من "صلصل" أي خروج الصوت حين يكون الشيء مجوفًا ويكون مثل الفخار فتطرق عليه فيصدر الصوت، وهذا الأرجح والله أعلم في الصلصال.

 

"الحمأ المسنون" قيل الطين المصبوب أو المسنون من التغير: {غير ءاسن} و{لم يتسنه} فالمسنون فيه تغير وتغيرت رائحته، فتخيل حالة الطين الذي ترك وتيبس وتغيرت رائحته، وأصبح شيئًا تنظر إليه من بعيد، تنظر إلى هذا الطين، شيء تنفر منه النفوس.
ثم هذا الطين بنفخة من روح الله سبحانه وتعالى: {فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ} [الحجر:29] حدث التشريف بعد نفخ الروح، فالملائكة لم تسجد للطين، الملائكة لم تسجد للحمأ المسنون، لكن جاء الأمر بالسجود بعد نفخ الروح فكان تكريم آدم عليه السلام بعد نفخ الروح، فأصبح آدم عليه السلام بشرًا، أصبح إنسانًا، فيه سر من أسرار الله سبحانه وتعالى.

 

أيضًا هذه الروح التي في آدم عليه السلام وفينا تحتاج إلى غذاء {وَكَذَٰلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا} [الشورى:52] هذا الغذاء لا يكون إلا من الله كما أن هذه النفخة كانت من روح الله سبحانه وتعالى، وخلق الله آدم بيده سبحانه وتعالى، فهو يحتاج إلى غذاء من عند الله لا من الأرض لا من الطين لا من البشر لأن البشر كلهم من طين فأي كلام يأتينا من البشر هو كلام في أصله طيني مرتبط بالأرض، نحتاج إلى كلام يأتينا من أعلى يأتينا من الله سبحانه وتعالى {وَكَذَٰلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا}.

 

فالمحاولة التي في سورة الحجر أن يمنع الشيطان وشياطين الجن والإنس وصول الوحي، لذلك قال الله سبحانه وتعالى للنبي صلى الله عليه وسلم ألا ينشغل بالطين عن الوحي {وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ ‎﴿٨٧﴾‏ لَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَىٰ مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّنْهُمْ} [الحجر:87-88]، لا تنشغل بهذه الطينيات المزخرفة وانشغل بما معك من الوحي.
لذلك أيضًا في سورة الزخرف لما حاولوا زخرفة الدنيا وإبهار الناس بالذهب المزخرف {فَلَوْلَا أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِّن ذَهَبٍ أَوْ جَاءَ مَعَهُ الْمَلَائِكَةُ مُقْتَرِنِينَ} [الزخرف:53] محاولة زخرفة الأمور في سورة الزخرف، فقال الله لنبيه {فاستمسك} إياك أن تنشغل بالزخرفة {فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ‎﴿٤٣﴾‏ وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ} [الزخرف:43-44] شرف أن تستمسك بالوحي الذي معك.

 

فعلى مدار الزمان هناك محاولة لصرف الناس عن الوحي {لَا تَسْمَعُوا لِهَٰذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ} [فصلت:26] هذه الطريقة الوحيدة لتنتصروا على المسلمين {لَا تَسْمَعُوا لِهَٰذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ} يحتمل أن نغلب، لن تكون الغلبة إلا بمنع الناس عن الوحي.

 

وكذلك أخبر الله سبحانه وتعالى من يريد أن يمكر بالمسلمين وأن يمنعهم من الدين أخبره الله سبحانه وتعالى أن الحل الأوحد أن يقطع بينهم وبين السماء {مَن كَانَ يَظُنُّ أَن لَّن يَنصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ} [الحج:15] أقوال كثيرة في الآية منها: فليحاول أن يصعد إلى أسباب السماء ويمنع الوحي، {فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ لْيَقْطَعْ} أي يمنع  الوحي وهذا لن يستطيعه، إذًا  الدين سوف يستمر {ثُمَّ لْيَقْطَعْ فَلْيَنظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ} لن يستطيع أن يفعل ذلك لماذا؟ لأن الله أنزله آيات بينات {وَكَذَٰلِكَ أَنزَلْنَاهُ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَأَنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يُرِيدُ} [الحج:16].

 

إذًا المحاولة الشيطانية الأولى لصرف الناس عن مراد الله سبحانه وتعالى هي بمنعهم عن الوحي، محاولة صد الناس عن الوحي، فكيف ونحن نقوم بهذه المهمة عوضًا عنهم، نحن نصرف أنفسنا عن الوحي! نحن أصلًا غير مشغولين بالقرآن، الشيطان منشغلًا يفكر كيف يصرفنا عن القرآن وبعد ذلك يجدنا لا نقرأ القرآن، فيقول: أنا أفكر وأخطط لأضع لك الحواجز التي تبعدك عن القرآن وأنت أصلًا لا تقرأه وغير مشغول بالبحث عن الهدى في القرآن! 

 

فتخيل أننا نقوم بتحقيق هدف الشيطان! بالضبط مثل الداعية الذي يحبس نفسه ويمنع نفسه من دعوة الناس وينفر الناس، والشياطين يفكرون ويخططون ليثبتوك فجاؤوا ليجدوك أنت مثبت نفسك أصلًا، فأنت حققت مرادهم بدون مجهود منهم.
فمحاولة الشيطان وشياطين الإنس والجن المستمرة لصرف الناس عن الوحي لابد أن تقابل بجهود إقبال الناس على الوحي، لكن كما قلت نحن نحتاج أن نتعلم كيف نتعامل مع الوحي لحل مشاكلنا التي نواجهها.

 

إذًا نحن نحتاج أن نستعيد الثقة في القرآن مرة أخرى، نحتاج أن نستعيد الثقة أن هذا القرآن كما قال ربنا سبحانه وتعالى -هذا الذي بين أيديكم- {إِنَّ هَٰذَا الْقُرْآنَ} [الإسراء:9] بالتأكيد "إن"، هذا القرآن {يَهْدِي} يقدم هداية حقيقية وليس مجرد شعارات، {يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ} ونحمد الله سبحانه وتعالى على هذه النعمة {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَىٰ عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجًا ۜ ‎﴿١﴾‏ قَيِّمًا لِّيُنذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِّن لَّدُنْهُ} [الكهف:1-2].

 

إذًا هذا الوحي أنزله الله سبحانه وتعالى ليهدينا، فيه الهدى، {ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ} [البقرة:2] ونقف {فِيهِ ۛ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ}، و {ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ} ونقف {هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ}
إذًا نحتاج أن نستعيد الثقة مرة أخرى.

 

القرآن صالح لكل زمان ومكان

أحيانًا الإنسان يظن أن القرآن نزل لعلاج مشاكل في لحظة تاريخية ما، بما أنه يقرأ القرآن ويجد  في آيات القرآن آيات تتكلم عن مثلًا {أفرأيتم اللات والعزى} [النجم:19] أو تتكلم عن الأوثان  {فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ} [الحج:30] أو يتكلم عن بعض القضايا في أهل الكتاب، فيعتقد أن القرآن نزل للحظة تاريخية ما، وهذا من أخطر الضلال في التعامل مع القرآن، فيما يسمى تاريخية النص،  محاولة العلمانين لجعل القرآن نص تاريخي لا يصلح لكل زمان ومكان، وأنه نزل في لحظة تاريخية وهذا القرآن لا يناسب العصر الحالي، هذا من أشد أنواع الضلال، بل اتهام لله سبحانه وتعالى أنه ترك الإنسان يعيث في الأرض فسادًا بدون أن ينزل له الهدى.

 

القرآن صالح لكل زمان ومكان وهذا ما نحتاج أن نستعيد فيه الثقة، أن في كل مرحلة تاريخية يقيض الله سبحانه وتعالى علماء يتفاعلوا مع النص، يشتبكوا مع النص، كما في تعبير النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث: (مثل ما بعثني الله به من الهدى كمثل غيث أصاب أرضًا فكان منها أرضًا نقية أنبتت العشب الكلأ الكثير)(4)، هذا التفاعل تفاعل العلماء مع الوحي ليخرج العشب والكلأ الكثير من الممكن أن نسميه "لحظه الإنبات" "لحظة الإيقاد" {يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ} [النور:35]، سواء في سورة النور أو حديث النبي صلى الله عليه وسلم.

 

لذلك تكلمت كثيرًا عن حديث النبي صلى الله عليه وسلم: (ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه)(5) هذه الجلسة المباركة تحفها الملائكة ويذكرهم الله سبحانه وتعالى فيمن عنده لأن هذه الجلسة الآن تقوم بإيقاد النور للبشرية، هذا التفاعل مع الوحي لإخراج معاني تفيد البشرية للخروج من الضلال، أمر مهم وأمر لابد أن يستمر على مدار الزمان، لا يصح أننا نقرأ التفاسير ونكتفي بذلك.
نعم نحن نقرأ التفاسير لتكون سياجًا آمنا حتى لا نضل في فهم كتاب الله سبحانه وتعالى، ففهم السلف قيد مهم حتى لا تضل في فهم الآيات، لكن التعامل مع الآيات لحلول مشاكلنا الحالية هذا دور علماء كل عصر.

 

لذلك من الكتب التي أحضرتها معي اليوم كتاب جيد اسمه "تنزيل الآيات على الواقع عند المفسرين دراسة وتطبيق" للدكتور عبد العزيز عبد الرحمن الضامر، الكتاب حقيقة يقدم فكرة جيدة، حتى لا يكون من يحاول أن يعايش النص القرآني ويسقطه على الواقع يُتهم بنوع من التبديع، أو يُقال له ليس لهذا أنزل القرآن، بل لهذا أنزل القرآن، بل هذا من مقاصد القرآن الرئيسية.

 

قيمة الكتاب أن كل ما قام به أنه جرد مجموعة من تفاسير العلماء أو حتى الذي ليس له تفسير كامل كمن له مقالات مختلفة أو كتب منوعة مثل شيخ الإسلام ابن تيمية،  جرد مجموعة من الكتب وكلام العلماء، ركز على كلام للإمام القرطبي، خاصة أن الإمام القرطبي كان في الأندلس وعاش لحظات مأساوية في سقوط الأندلس، ثم انتقل إلى مصر، فأيضًا عاش قضايا معينة كتب فيها معاناة معينة قابلها في مصر، وتكلم عن شيخ الإسلام ابن تيمية والمعارك التي خاضها شيخ الإسلام مع التتار، وبعض المعارك شعر فيها شيخ الإسلام أن هذه المعركة أشبه بغزوة الأحزاب، فحاول أن يسقط آيات غزوة الأحزاب على الواقع الذي كان يعيشه، وهذه قيمة أنك تعايش النص وتُسقطه على الواقع، القرطبي ذكر نصوصًا لابن تيمية ولابن عربي في "أحكام القرآن"، القرطبي تقريبًا استوعب غالب كلام ابن العربي، أي أن تفسير القرطبي من التفاسير التي ابتلعت تفاسيرًا -إن صح التعبير-، فالقرطبي ذكر كثيرًا من كلام ابن العربي.

 

فالكاتب ذكر نصوصًا للقرطبي المالكي وذكر نصوصًا لشيخ الإسلام ابن تيمية، ونصوصًا لابن العربي المالكي، وذكر كلامًا لرشيد رضا في تفسير المنار، وذكر كلامًا لعبد الحميد بن باليس في مجالس كتابه "مجالس التزكية"، ذكر هؤلاء الخمسة الذين انتقاهم وحاول يذكر كلامهم بأن يذكر الآية ويسقطها على الواقع المعاصر ويحل بها مشاكلنا.

 

كيفية البحث في الوحي

بل أحيانًا يتعجب المرء حين يقرأ مشكلة عقدية، خلاف مثلًا في صفة الكلام لله سبحانه وتعالى -وكلام أهل السنة في صفة الكلام أن الله سبحانه وتعالى يتكلم بما شاء ونثبت الصفة لله سبحانه وتعالى صفة حقيقية- فتجد أن شيخ الإسلام حين يرد عليهم أفاجأ أنه يذكر كمية آيات وأحاديث لم تكن تخطر ببال أحد أن هذه الأية تصلح لهذه المناظرة، أو لهذه المسألة لكن لأنه عاش قضية معينة وهذا هو لب الحل العملي الذي سنقوله اليوم إن شاء الله، عاش قضية معينة وعاش مشكلة معينة ثم بحث عنها في الوحي فوجد الإجابة.

 

فالمشكلة أننا لا نبحث عن حل مشاكلنا في الوحي، فمثلًا حين نعالج خطورة العلمانية أو أي مسألة فكرية معقدة مثلًا الدولة الحديثة وآثارها على الإنسان الفرد، ما هي آثار الدولة الحديثة على الإنسان؟ لماذا لا نبحث في النص القرآني عن مثل هذه الإجابات؟ بالتأكيد قلت لكم ليس الحل أنك تكتب "الدولة الحديثة" وتبحث search فتجد no result  فتظن أن الحل غير موجود في القرآن، لا، أنت تحتاج أن تفهم المشكلة التي تبحث عنها وتدرسها جيدًا، ثم تقرأ النص القرآني وأنت مُحمل بهموم ومُحمل بقضايا لا مُحمل بإجابات مسبقة، كما سنتكلم إن شاء الله عن الفرق بين الاثنين.

 

إذًا نحتاج أن نستعيد الثقة بالنص القرآني، أن القرآن يصلح حقيقة وليس خطابًا وشعارات، يصلح حقيقة أن يكون هدى في كل زمان ومكان وأن يقدم إجابات، وهذا من إعجاز القرآن لأنه كلام الله سبحانه وتعالى. 
لابد أن تستحضر هذه المسألة دائمًا: أن الإله القدير العليم الخبير الحكيم الرحيم سبحانه وتعالى تكلم بهذا الكلام لنا للإنسان ليكون هدى له، أنزله على أطهر قلب من أفراد هذا الجنس الإنسان 

 

{وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ ‎﴿١٩٢﴾‏ نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ ‎﴿١٩٣﴾‏ عَلَىٰ قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ ‎﴿١٩٤﴾‏ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ ‎﴿١٩٥﴾}  [الشعراء:192-195]
استحضار هذا المعنى أن هذا الإله العظيم تكلم بهذا الكلام، ويمكنكم الرجوع لشرح الآيات في سورة سبأ حينما يتكلم الله بالوحي وما يعتري الملائكة من وجل وكيف نزل جبريل بالوحي، ومقدمة سورة الشورى، أمر جلل في لحظات نزول الوحي، فكيف نتعامل مع هذا الوحي العظيم بالإعراض؟! 

 

هذا الوحي الذي قال عنه الله سبحانه وتعالى أنه لو اجتمعت الإنس والجن، أي ليس مجموعة معينة بل كل الإنس في كل زمان وكل الجن لو {قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَىٰ أَن يَأْتُوا بِمِثْلِ هَٰذَا الْقُرْآنِ} [الإسراء:88] الذى معكم {لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا} مستحيل، ويمكنكم أيضًا الرجوع لمحاضرة "مميزات الخطاب القرآني وطريقته في تقرير العقائد"، أن طريقة القرآن مختلفة عن أي كتاب بشري.

 

إذًا نحن نحتاج أن نستعيد الثقة في النص القرآني، فلما نبحث في أي موضوع -ولاسيما مثل الذي نتكلم فيه في السلسلة: "أصول الانحراف" أو "أصول الضلال"- كيف لا نتكلم عن هذا من خلال الوحي؟ ومن مقاصد القرآن الأساسية هو التفريق، بل من أسماء القرآن الفرقان، ويوجد خلاف ما بين أهل اللغة هل هذا اسم أم وصف، فحين يقال "الذكر" القرآن يسمى أو يوصف بالذكر، فقيل من أسمائه أو من أوصافه "الفرقان"، و"الفرق" فيه نوع من التمييز بل صيغة مبالغة "الفرقان" أي قمة الوضوح {تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَىٰ عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا} [الفرقان:1]، كيف ينزل الله سبحانه وتعالى الفرقان ليكون لنا نذيرًا ثم نعرض عنه في استكشاف طرق الضلال؟! 

 


 

الإشارات المرجعية:

  1. [عن أبي شريح العدوي خويلد بن عمرو:] أَبشِروا أَبشِروا، أليس تَشهدونَ أن لا إلهَ إلا اللهُ وأني رسولُ اللهِ؟ قالوا: نعم، قال: فإنَّ هذا القرآنَ سببُ طرفِه بيدِ اللهِ، وطرَفُه بأيدِيكم، فتمَسَّكوا به، فإنكم لن تَضِلُّوا ولن تَهلِكوا بعده أبدًا الألباني (ت ١٤٢٠)، السلسلة الصحيحة ٧١٣  •  إسناده صحيح على شرط مسلم  •  أخرجه ابن أبي شيبة في «المصنف» (١٠/٤٨١)، وابن حبان (١/٣٢٩) (١٢٢)، والطبراني (٢٢/١٨٨) (٤٩١)
  2. [عن أبي الدرداء:] من سلَكَ طريقًا يبتغي فيهِ علمًا سلَكَ اللَّهُ بِهِ طريقًا إلى الجنَّةِ وإنَّ الملائِكةَ لتضعُ أجنحتَها رضاءً لطالبِ العلمِ وإنَّ العالمَ ليستغفرُ لَهُ من في السَّمواتِ ومن في الأرضِ حتّى الحيتانُ في الماءِ وفضلُ العالمِ على العابدِ كفضلِ القمرِ على سائرِ الكواكبِ إنَّ العلماءَ ورثةُ الأنبياءِ إنَّ الأنبياءَ لم يورِّثوا دينارًا ولا درْهمًا إنَّما ورَّثوا العلمَ فمَن أخذَ بِهِ فقد أخذَ بحظٍّ وافرٍ. الألباني (ت ١٤٢٠)، صحيح الترمذي ٢٦٨٢  •  صحيح  •  أخرجه أبو داود (٣٦٤١)، والترمذي (٢٦٨٢) واللفظ له، وابن ماجه (٢٢٣)، وأحمد (٢١٧١٥)
  3. [عن أنس بن مالك:] لَمّا صَوَّرَ اللَّهُ آدَمَ في الجَنَّةِ تَرَكَهُ ما شاءَ اللَّهُ أنْ يَتْرُكَهُ، فَجَعَلَ إبْلِيسُ يُطِيفُ به، يَنْظُرُ ما هُوَ، فَلَمّا رَآهُ أجْوَفَ عَرَفَ أنَّه خُلِقَ خَلْقًا لا يَتَمالَكُ. مسلم (ت ٢٦١)، صحيح مسلم ٢٦١١  •  [صحيح]
  4. [عن أبي موسى الأشعري:] مَثَلُ ما بَعَثَنِي اللَّهُ به مِنَ الهُدى والعِلْمِ، كَمَثَلِ الغَيْثِ الكَثِيرِ أصابَ أرْضًا، فَكانَ مِنْها نَقِيَّةٌ، قَبِلَتِ الماءَ، فأنْبَتَتِ الكَلَأَ والعُشْبَ الكَثِيرَ، وكانَتْ مِنْها أجادِبُ، أمْسَكَتِ الماءَ، فَنَفَعَ اللَّهُ بها النّاسَ، فَشَرِبُوا وسَقَوْا وزَرَعُوا، وأَصابَتْ مِنْها طائِفَةً أُخْرى، إنَّما هي قِيعانٌ لا تُمْسِكُ ماءً ولا تُنْبِتُ كَلَأً، فَذلكَ مَثَلُ مَن فَقُهَ في دِينِ اللَّهِ، ونَفَعَهُ ما بَعَثَنِي اللَّهُ به فَعَلِمَ وعَلَّمَ، ومَثَلُ مَن لَمْ يَرْفَعْ بذلكَ رَأْسًا، ولَمْ يَقْبَلْ هُدى اللَّهِ الذي أُرْسِلْتُ بهِ. البخاري (ت ٢٥٦)، صحيح البخاري ٧٩  •  [صحيح]  •  أخرجه البخاري (٧٩)، ومسلم (٢٢٨٢)
  5. [عن أبي هريرة:] مَن نَفَّسَ عن مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِن كُرَبِ الدُّنْيا، نَفَّسَ اللَّهُ عنْه كُرْبَةً مِن كُرَبِ يَومِ القِيامَةِ، وَمَن يَسَّرَ على مُعْسِرٍ، يَسَّرَ اللَّهُ عليه في الدُّنْيا والآخِرَةِ، وَمَن سَتَرَ مُسْلِمًا، سَتَرَهُ اللَّهُ في الدُّنْيا والآخِرَةِ، واللَّهُ في عَوْنِ العَبْدِ ما كانَ العَبْدُ في عَوْنِ أَخِيهِ، وَمَن سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فيه عِلْمًا، سَهَّلَ اللَّهُ له به طَرِيقًا إلى الجَنَّةِ، وَما اجْتَمع قَوْمٌ في بَيْتٍ مِن بُيُوتِ اللهِ، يَتْلُونَ كِتابَ اللهِ، وَيَتَدارَسُونَهُ بيْنَهُمْ، إِلّا نَزَلَتْ عليهمِ السَّكِينَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ وَحَفَّتْهُمُ المَلائِكَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِيمَن عِنْدَهُ، وَمَن بَطَّأَ به عَمَلُهُ، لَمْ يُسْرِعْ به نَسَبُهُ. غيرَ أنَّ حَدِيثَ أَبِي أُسامَةَ ليسَ فيه ذِكْرُ التَّيْسِيرِ على المُعْسِرِ. مسلم (ت ٢٦١)، صحيح مسلم ٢٦٩٩ • [صحيح]

 

 

 

تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.

الكلمات المفتاحية:

#أصول-الانحراف
اقرأ أيضا
شبهة تشابه الإسلام مع الزرادشتية | مرابط
أباطيل وشبهات

شبهة تشابه الإسلام مع الزرادشتية


إن الزرادشتيين المتأخرين الذين كانوا يعيشون في الدولة الإسلامية هم من سرق شرائع الإسلام ووضعوها في كتبهم وهذا مثل الترجوم الثاني لإستر في الديانة اليهودية فأصله قديم إلى ما قبل الميلاد لكن النسخة التي يأخذون منها التشابه مع الإسلام تعود إلى ما بعد الإسلام بقرون وقد أثبت علماء التوراة اختلاف النسختين وعدم وجود التشابه مع القرآن في النسخة الأقدم وكذلك في الزرادشتية فهؤلاء قوم يعدلون كتبهم كل فترة

بقلم: موقع هداية الملحدين
650
الرد على المفوضة الجزء الثالث | مرابط
تفريغات

الرد على المفوضة الجزء الثالث


وردت الكثير من الشبه حول مسألة التفويض في آيات الصفات ونسبتها إلى أهل السنة وعقيدة السلف في هذه ذلك هو الإيمان بالمعنى وتفويض الكيف أما المعطلة فيظهر فساد مذهبهم في ذلك وتأثرهم بعلم المنطق وبين يديكم تفريغ لمحاضرة للشيخ الألباني يرد فيه على المفوضة وعلى من نسب عقيدتهم إلى السلف

بقلم: الشيخ الألباني
699
وسلسلت الشياطين: لماذا لم ينقطع الشر؟ | مرابط
أباطيل وشبهات فكر

وسلسلت الشياطين: لماذا لم ينقطع الشر؟


إن شياطين الإنس الذين أفرغوا رمضان من مضمونه ومعناه الديني قد نجحوا -بالفعل- في تحويله إلى مجرد فلكلور شعبي.. فأصبح رمضان يعني العزومات والحلويات والمسلسلات وبرامج المقالب والترويع رمضان يعني الفوازير واللقاءات التليفزيونية التي لا يستفيد منها المشاهد أي شيء سوى معرفة بعض التفاصيل الخاصة عن حياة الممثلين والفنانين رمضان يعني الفوانيس والأنوار والزينة والسهرات الرمضانية والخيام الترفيهية والحفلات المختلطة وغير ذلك من المظاهر الاحتفالية.. كل هذا في مجمله يشكل فلكلورا شعبيا

بقلم: محمود خطاب
480
قل ولا تقل: قاعدة الاستبدال | مرابط
لسانيات

قل ولا تقل: قاعدة الاستبدال


على الرغم من شيوع هذه القاعدة ومعرفة معظم المشتغلين والناطقين بالعربية بها فإن الخطأ فيها شائع جدا على مستوى الممارسة. والقاعدة هنا تقول إن باء الجر تدخل على المتروك لا على المأخوذ عند استخدام فعل التبديل بدل أو أي فعل من نفس مادته استبدل تبدل أبدل.. أو أي من مشتقات هذه الأفعال.

بقلم: محمود عبد الرازق جمعة
492
سلسلة كيف تصبح عالما: الدرس الثاني ج2 | مرابط
تفريغات

سلسلة كيف تصبح عالما: الدرس الثاني ج2


ما حال أمتنا في العلوم الحياتية ما حال أمتنا في علوم الطب والهندسة لا شك أن أمتنا تعاني حالة من التردي في العلوم الحياتية وليس هذا كلاما عاطفيا إنما هناك ظواهر ومشاهدات واستقراءات نريد أن نتحدث عنها اليوم فأي مشكلة لها حل وأول وسائل الحل أن تعرف الواقع ليست هذه دعوة للإحباط ولا دعوة للتشاؤم فعندما يأتي إلينا مريض يعالج من مرض كذا أو كذا لابد أن تعرف واقع المريض: هل عنده أمراض أخرى عمره كم سنة ما هي ظروفه هل عمل عمليات قبل ذلك أم لا أخذ أدوية أو لم يأخذ

بقلم: د راغب السرجاني
637
لماذا نصلي يا أبي | مرابط
تعزيز اليقين

لماذا نصلي يا أبي


من الأمور التي يتهاون بها كثير منا الإجابة بأسلوب مقنع عن أسئلة الأطفال الدينية خاصة في مسائل الإيمان ولبروفسور الرياضيات المسلم جيفري لانغ إجابة لطيفة عقلانية ميسرة عن سؤال: لماذا نصلي قد تناسب بعض الأطفال الذين فطروا على كثرة الأسئلة

بقلم: د خالد بن منصور الدريس
562