أن تكون أبا

أن تكون أبا | مرابط

الكاتب: محمد علي يوسف

399 مشاهدة

تم النشر منذ سنة

أن تكون أبا فليس ذلك بالأمر الهين..
أن تكون أبا فيعني ذلك أن الخوف والقلق والفزع البشري الطبيعي لم يعودوا من المشاعر التي يحق لك أن تجدها وإن حدث ووجدتها يوما فليس من حقك أن تستسلم لها أو تنساق خلف تبعاتها إلا لثوانٍ ثم تتدارك بعدها نفسك لتستطيع إكمال المهمة
مهمة أن تكون أبا..   

أن تكون أبا فذلك يعني أن ثمة أجساد أخرى صغيرة تمتلك خلايا حسية في جلودها ذات نهايات عصبية غير مرئية تنتهي لقلبك مباشرة لتطعنه بعنف كلما تألمت تلك الخلايا لتشعر بكل شوكة يشاكونها 

أن تكون أبا فذلك يعني أن عليك تلمس مواضع أقدام غير قدميك، واتقاء مخاطر لم تعد معنيا بها، وتجاوز ملمات قد جاوزتها بالفعل قبل عقود لكنك تعرف أن عليك العودة لمواجهتها من جديد في كل مرة يتعثر بها صغارك

أن تكون أبا فذلك يفسر أخيرا تلك الحركة اللاإرادية التي يقوم بها والدك كلما عبرتما طريقا مسرعا لتجد يده الواهنة ممسكة بيدك الفتية ليعبر بك رغم أن شيب رأسك ولحيتك قد صار ينافس شيبته لكن يبدو أنه لم يلحظ.. 
ولن يلحظ

أن تكون أبا فهي مسؤولية ورعاية وعناية وربما مشقة وعنت لا أجازة منهم ولا راحة و لن يشعر بما تجد إلا من كابد ما تكابد
لكن ذلك كله يهون في الدنيا في تلك اللحظة التي تجد فيها هذه البسمة المطمئنة التي قد نجحت أخيرا في رسمها على وجه صغيرك وفي ذلك الحضن الذي كافأك به 

وفي الآخرة المكافأة الكبرى إن كنت قد أديت حقا ما عليك من محاولة وقايته الخطر الأعظم. 
خطر النار
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ"

تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.

الكلمات المفتاحية:

#الأبوة
اقرأ أيضا
التغريب: الأهداف والأساليب ج4 | مرابط
فكر تفريغات أبحاث

التغريب: الأهداف والأساليب ج4


التغريب مصطلح يطلق على الانسياق وراء الحضارة الغربية سواء في الاعتقاد أو الاقتصاد أو غير ذلك وقد سعى الغرب في تغريب الأمة الإسلامية بشتى الوسائل والتي منها: الاستعمار العسكري والفكري ونشر مدارس التغريب في بلاد المسلمين والابتعاث ولكون التغريب يشكل خطرا على المسلمين في دينهم وجب مواجهته بشتى السبل والتي منها: التمسك بالإسلام الحق وفضح مدارس التغريب ونشر العلم الشرعي وما أشبه ذلك

بقلم: عبد العزيز بن مرزوق الطريفي
2378
احتساب السلف لأعمارهم وجهدهم في طلب العلم | مرابط
تفريغات

احتساب السلف لأعمارهم وجهدهم في طلب العلم


إن أشرف ما يستثمر باتفاق العقلاء هو الوقت لأن الوقت هو العمر وبمقدار ما يستثمر المرء هذا الوقت بمقدار ما تكون له المكانة في الدار الآخرة لأن حياته في الآخرة إنما هي باستثماره لعمره فإذا ضيعه خسر هناك وإذا استثمره حق استثماره ربح ولا أفضل ولا أجود من ضرب المثال في استثمار الوقت بحياة العلماء لأنهم هم الذين عرفوا شرف هذا العمر فلذلك نضرب المثل بهم فهم القدوة وهم الذين نأخذ عنهم الفتوى

بقلم: أبو إسحق الحويني
754
من أشراط الساعة: التباهي بالمساجد | مرابط
اقتباسات وقطوف

من أشراط الساعة: التباهي بالمساجد


ومن أشراط الساعة ما أخبر به النبي عليه الصلاة والسلام من التباهي بالمساجد والمراد بالتباهي بالمساجد بتشييدها وعمرانها على مبان مختلفة حتى يتباهى الأغنياء كما يتباهون في بيوتهم: ذاك مسجد فلان وذاك مسجد فلان وشيد فلان مسجدا على هيئة كذا وشيد فلان مسجدا على هيئة كذا أو ما يقال أن مسجد فلان أكبر من مسجد فلان أو مسجد فلان أجمل وأفضل أو أكثر تحسينا من مسجد فلان

بقلم: عبد العزيز الطريفي
752
شهادة أهل العصبية | مرابط
اقتباسات وقطوف

شهادة أهل العصبية


الناس كلهم عباد الله تعالى لا يخرج أحد منهم من عبوديته وأحقهم بالمحبة أطوعهم له وأحقهم من أهل طاعته بالفضيلة أنفعهم لجماعة المسلمين من إمام عدل أو عالم مجتهد أو معين لعامتهم وخاصتهم وذلك أن طاعة هؤلاء طاعة عامة كثيرة فكثير الطاعة خير من قليلها وقد جمع الله تعالى الناس بالإسلام ونسبهم إليه فهو أشرف أنسابهم.

بقلم: الإمام الشافعي
399
حول مشروع الجندر | مرابط
الجندرية

حول مشروع الجندر


تدور الفكرة الرئيسية لمفهوم الجندر حول أن صفاتنا النفسية والاجتماعية وأدوارنا لا تولد معنا بل نكتسبها من خلال التربية والثقافة المحيطة وأن الاختلاف الطبيعي الوحيد بين الذكر والأنثى هو في تلك الوظيفة الإنجاب أما الاختلافات الأخرى من حيث الطباع أو الأدوار الاجتماعية التي يقوم بها كل من الذكر والأنثى فهي ليست مرتبطة بالاختلافات البيولوجية أو الفيزيولوجية الموجودة في جسد كل منهما بل بسبب عوامل اجتماعية صنعها البشر أنفسهم

بقلم: الحارث عبد الله بابكر
492
غموض النصوص الفلسفية | مرابط
اقتباسات وقطوف

غموض النصوص الفلسفية


إن الجملة اللغوية البسيطة فيها مسند ومسند إليه أو تصور وتصديق أو موضوع ومحمول أو موضوع وحكم أو محکوم عليه و محکوم به ونحوها وهي اصطلاحات متقاربة فالمراد أنك تجد في الجملة البسيطة كلمة تقدم تصورا عن موضوع ما وكلمة أخرى تقدم حكما تسنده إلى هذا الموضوع

بقلم: إبراهيم السكران
839