لا بد من استرداد مقولة الإمبريالية كمقولة تحليلية، الغرب عمل ايه فينا؟ الغرب جعل الإمبريالية استثناء، النازية استثناء، الصهيونية استثناء، إبادة الهنود في أمريكا الشمالية استثناء، في أمريكا الجنوبية استثناء، في الفلبين استثناء في أمريكا اللاتينية استثناء، يعني كمية الاستثناءات تدل على إنه ركبنا مقولات تحليلية بحيث منشوفش دة، أنا بأدعو ان علم الاجتماع العربي والإسلامي يستعيد مقولة الإمبريالية. أنا أزعم أن الغرب لم ينجح في تأسيس ما يسمى أي مجتمع مدني إلا في الدول الاستعمارية فقط؛ بلجيكا، فرنسا، الدول التي لها تجربة استعمارية نجحت في عمل مجتمع مدني، بلجيكا فرنسا هولندا..
انتقل إلى أوروبا، مثلا بولندا لا يوجد مجتمع مدني، المجر أيضًا لا يوجد، روسيا لا، رغم أن روسيا عندها تجربة استعمارية لكن فائض القيمة الذي كان يأتي من المستعمرات لم يكن كافيا، والتجربة الاستعمارية لروسيا كانت عبأ عليها، كان كثير من المفكرين الروس قبل الثورة البلشفية يطالبون بالتخلي عن الأجزاء الإسلامية، ﻷن عدم الكفاءة الخاصة بالإمبراطورية الروسية جعلت المصاريف أو التكاليف الخاصة بإدارة المستعمرات أعلى بكثير من العائد منها.. لكن أنا أتحدى أن يذكر لي أحد بلدًا غربيًا واحدًا، أسس مجتمعا مدنيا بدون تجربة استعمارية.. التجربة الاستعمارية لا تعني مجرد جيوش، وإنما تعني تصدير بضائع، تصدير مشاكل اجتماعية، تصدير مجرمين، تصدير أقليات.
الحل الصهيوني للمسألة اليهودية مثلا، هو الحل الاستعماري.. عندك يهود زيادة، إما تحرقهم أو ترسلهم فلسطين وهكذا تحل قضية الأقليات في المجتمعات المدنية، عندك بضائع أرسلها للمستعمرات، وهكذا.. أوروبا حلت مشاكلها عن طريق تصديرها للشرق، وأسست مجتمعات مدنية، الدول التي لم يكن لها تجربة استعمارية حصل فيها تناقضات وتفجرات ولم تنجح في تأسيس البنية التحتية التي ضمنت للإنسان الغربي مستوى معيشي مرتفع فضمنت نوعا من أنواع السلام الاجتماعي التي صُدرت فواتيره مننا .. فاستعادة الإمبريالية كمقولة تحليلية يجعلنا نرى الأمور بصورة أوضح.