المروجون لسؤال غير الله ودعائه

المروجون لسؤال غير الله ودعائه | مرابط

الكاتب: حسين عبد الرازق

308 مشاهدة

تم النشر منذ سنة

المُروِّجون لسؤال غير الله ودعائه...

 

قال الله عز وجل ((ألا للهِ الدينُ الخالِص))، ((وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ))
وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ.. ذلك وحده فقط هو الدينُ القيّم. وكما أنّ أتباع الإلحاد والنّسويّة وعمل قوم لوط ونحوهم يحاربون الفِطرة والدين والعقلَ وكلَ ميزانِ حقٍ

 

فإنّ المُروّجين لسؤال غير الله ودعائه والنذر له.. بأقوالهم وأفعالهم هم كذلك يحاربون الفطرة والدين والعقل. أولئك مُضلُّون صادّون عن سبيل الله، وهؤلاء كذلك.. ويجب بيانُ باطلهم وكشفُهم وفضحُهم بكل وضوح صراحة.

 

وهم أوْلى بالبيان حيث يلوون ألسنتهم في الكلام ويذكرون شيئا من الآيات والأحاديث يُحرفون معانيها ليحسب الجهلةُ أنهم على حق وأن لديهم حُججا وأن معهم جماهير أهل العلم، ويُظهرون الشفقة على الخلق وأنهم يُحبون الخير للناس، و يستخفّون بمن يناقشهم أو ينصحهم

 

وهُم واللهِ قُطّاع طرق، يصدون عن سبيل الله. ولا أعلم شيئا أولى بالرد والبيان والتفصيل من مقام إخلاص الدين لله الذي هو الأصل الذي خلق الله له السموات والأرض وما بينهما.. أن يكون الدينُ كله لله، وليس بعضُه له وبعضُه لشركائهم!

 

أيحتاجُ النهارُ إلى دليل؟
أيتبجّجُ أولئك السفهاء الجهلةُ المُضلّون ببدعهم وشِركهم وينشطون في الدعوة إليه جهارا قولا وفعلا، ثم يكسل الثقاتُ من طلبة العلم أو يخافون عن الرد عليهم، ومن ألسنتهم؟ أو نجد من يقول: لا ترد عليهم.. لا تشتغلوا الناس بذلك، هؤلاء أيضا عندهم شيء من النفع في باب آخر... الخ

 

هل هذا كلام؟ أيُّ نفعٍ هذا وهم مُضلُّون يصرفون الناس عن أخص ما في الإسلام؟! وما معنى أن يكون بعضُهم له كم فيديو في الرد على علماني أو ملحد.. وهو نفسُه يُروجُ لسؤال غير الله ويُطمئنُ فاعليه.. اطمئنوا.. أنتم على هدى وخير.. لا تسمعوا لمن يقول لكم: لا تسألوا غير الله.. هؤلاء لا يحبون لكم الخير.. اسمعوا كلامي أنا.. عادي إنك تسأل غير الله وتدعوه من دون الله وتصمُد اليه في حوائجك وتتبرّك بقبره... عادي... ينفع على فكرة على الأقل من باب المجاز.. دي دقائق علمية لا يتفطّن لها إلا الخواص!

 

ويقولون: هذه ليست من العبادات.. يعني الدعاء والسؤال وطلب الحوائج.. ليست من العبادات فجائزٌ أن تصرفوها لغير الله.. عادي صدّقوني!

 

أليس هذا إلحاد في دين الله؟ بل هو أعظم إلحاد.. فالذي ينفي عن الله صفةَ الإله الواحد، ويجعل له شريكا يُدعى ويُصمَد إليه ويُسأل وتُطلب الحوائج عنده هو مُلحِد في دين الله أيضا؛ بل هذا هو عينُ الشرك الذي بُعث جميع المرسلين لنقضه ورَدّ الناس إلى الفطرة وإخلاص الدين لله الواحد.

 

ثم يستعملون لك شمّاعة(التكفير).. إلحق هيكفروك.. إلحق.. احنا بنحب لكم الخير وخايفين عليكوا.. بس الوحشين الخوارج بيكفروكوا!

 

واللهِ إن أولئك المُضلين كذّابون ومجرمون ومُدلّسون.. يُخوّفون الناس بى(بُعبُع التكفير) وهم يعلمون يقينا أنّنا من أكثر من يحتاط في ذلك ويلتمس الأعذار، وأن غرضَنا مِن ذلك ليس الحكم على مُعينٍ بالكفر والشرك، بل بيانُ أن فعله هذا أو قوله شركٌ، يجب أن يستغفر اللهَ منه ويتوب، وأنه يجب أن يعتصم بالله وحده ويصمُد اليه وحده وأننا بحمد الله عندنا من العلم بالله والرحمة بالخلق أعظم ما عندهم.

 

ولو كان عندهم رحمةٌ بالناس لدلُّوهم على أسباب الرحمة، وأعظمُها-بل أصلُها-أن يكون الدينُ كلُّه لله وحده لا شريك له. فأيُّ الفريقين أحقُّ أن يُوصف بالرحمة بالناس: من اهتمّ بهم ونهاهم عمّا يُسخِط الله ودلَّهم على ما يُرضيه.. أم مَن ثبّتهم على ضلالهم واستدل له وناضَل في سبيل إبقائهم على ضلالهم؟! ولا أدري واللهِ كيف لمسلم بل لعاقلٍ أن يُصدقهم في ذلك أو يتّبعهم فضلا عن أن يراهم هُداةً مهتدين.. كيف؟

 

وهذا واللهِ أكثرُ ما يُقويني بحمد الله في بيان باطلهم علمي بأنهم دجّالون مجرمون يلفون ويدورون ويلتمسون أدنى شُبهة لإضلال الناس، وترويج البدع والمُحدثات والشرك، و يُناضلون فيه، ويتركون المُحكمات البيّنات التي هي أصلُ الدين كله من إخلاصه لله وجعْل كل عبادة ودعاء وسؤال ونحوه لله وحده لا شريك له.. ثم يتعلقون بشُبهة او قول او فعل لمَن لا يُحتج به ولا يزنُ في مقام الحُجة خردلة.

 

وأمامَهم الهدى البيّن في القرآن، وصدق اللهُ ((وَإِن يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَّا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِن يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِن يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا)).. ويُقويني أيضا علمي بالله أنه لا يُصلح عمل المفسدين ولا يهدي كيد الخائنين، ولا يُحب الفساد وأنه لا يُفلح الساحر حيث أتى، ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله، وأن الله مع من دعا إلى سبيله يهدي وينصر.

 

لا أكتب هذا الكلام لهم، فاولئك إذ لم ينفعهم ما في القرآن والسُنة من الآيات البينات والحُجج والواضحات= فلا ينفعُهم كلامي.. إنما أكتبُه لمتابعي هذا الوسائل: إن هذا العلمَ دينٌ فانظروا عمّن تأخذون دينكم..

 

فاللهم إني أسألُك أن تُخزي كل من أضلّ الناسَ عن سبيله وتفضحه حتى لا يُفتن به أحدٌ وأسألك أن تهدي وتنصر من يدلّ الناس على إخلاص الدين لك وحدك وأفرِغ علينا صبرا وتوفّنا مسلمين

تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.

الكلمات المفتاحية:

#الدعاء
اقرأ أيضا
دعوني أصلي.. | مرابط
مقالات

دعوني أصلي..


في كل موقف جلل ستجد صلاة وليس الأمر بمستغرب إذا فهمت حقيقتها حقيقة الصلة تلك التي تثبت أصحابها عند المصائب وتهبهم قرار النفوس واتزانها عند تقلبات الدنيا وتغيرها وتهديهم راحة يسكنون إلى ظلالها كلما مستهم مصاعب الحياة ومتغيراتها وتعطيهم القدرة على التحكم في ضبط الانفعالات والمشاعر لأجل كل ذلك كان الاستثناء من الهلع والجزع إلا المصلين

بقلم: د. محمد علي يوسف
232
أصل ضلال البشرية | مرابط
تفريغات

أصل ضلال البشرية


أضعف الناس عقلا وأقلهم إدراكا واستعمالا للعقل أولئك الذين يجحدون وجود الخالق سبحانه وتعالى الإنسان خلق بإحكام وخلقه الله عز وجل في أحسن تقويم لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم التين:4 أحسن تقويم من جهة نظامه وقوامه وكذلك أيضا دب الحياة فيه واتساقها وانتظامها وما جعل الله سبحانه وتعالى له من قدرة يؤتيها الله عز وجل إياه للاكتساب وجلب الخير ودفع الضر الذي يلحق به هذا من حسن خلق الله عز وجل وصنعه في الإنسان.

بقلم: عبد العزيز الطريفي
428
مفهوم العبادة | مرابط
اقتباسات وقطوف

مفهوم العبادة


وأما العبادة الخاصة وهي العبادة الشرعية وهي التذلل لله سبحانه وتعالى شرعا فهذه خاصة بالمؤمنين بالله سبحانه وتعالى القائمين بأمره ثم إن منها ما هو خاص أخص وخاص فوق ذلك فالخاص الأخص كعبادة الرسل عليهم الصلاة والسلام

بقلم: ابن عثيمين
304
الأعياد من جملة الشرع | مرابط
اقتباسات وقطوف

الأعياد من جملة الشرع


إن الأعياد من جملة الشرع والمناهج والمناسك التي قال الله سبحانه : لكل أمة جعلنا منسكا هم ناسكوه الحج67 كالقبلة والصلاة والصيام فلا فرق بين مشاركتهم في العيد وبين مشاركتهم في سائر المناهج فإن الموافقة في جميع العيد موافقة في الكفر والموافقة في بعض فروعه موافقة في بعض شعب الكفر

بقلم: شيخ الإسلام ابن تيمية
470
دور محمد علي الجزء الثاني | مرابط
تاريخ مقالات

دور محمد علي الجزء الثاني


لقد لعب محمد علي دورا بارزا في إحكام السيطرة على الحالة الإسلامية في مصر وفي العالم الإسلامي بشكل عام عندما استطاعت فرنسا أن تحتويه وتوفر له كل الإمدادات اللازمة حتى يحقق أهدافها في بلادنا وكان على رأس هذه الأهداف الانفصال عن الدولة العثمانية والمساهمة في إضعافها بشتى الطرق والهدف الهام الثاني هو بداية التغريب وسحق الروح الإسلامية المتبقية وفي هذا المقال يقف بنا المؤلف على محاور هذا الموضوع كلها وما يتفرع عنها وما نتعلمه منها من دروس الهدف هنا أن ندرك ما حدث في بلادنا حتى نفهم كيف وصلنا إلى...

بقلم: محمد قطب
1968
وجوب هجر أهل البدع | مرابط
تفريغات

وجوب هجر أهل البدع


إن الرسول عليه الصلاة والسلام سن لنا هجران العصاة فهجركعب بن مالكوأصحابه:مرارة بن الربيعوهلال بن أميةلما تخلفوا عن غزوة تبوك وهجرهم المسلمون خمسين ليلة وهو يعلم أنهم يحبون الله ورسوله وبالتالي فهجر المبتدع من باب أولى لأن جرمه أعظم من جرم العاصي

بقلم: أبو إسحق الحويني
718