اقتضاء العدل الإلهي للجزاء الآخروي

اقتضاء العدل الإلهي للجزاء الآخروي | مرابط

الكاتب: د سعود عبد العزيز العريفي

653 مشاهدة

تم النشر منذ سنتين

وأما اقتضاء العدل الإلهي للجزاء الأخروي فظاهر؛ لأن من أعظم مظاهر العدل الإلهي: التفريق بين المحسن والمسيء، كما قال الله تعالى "أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَن نَّجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَّحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ ۚ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ وَخَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَلِتُجْزَىٰ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ"، فجعل التسوية بين المحسن والمسيء حكما سيئًا منافيًا للحق الذي خلقت به السماوات والأرض، والواقع أن هذا التفريق الذي يقتضيه عدل الله تعالى وحكمته غير متحقق تماما في الدنيا، بل إنا قد نشاهد الكافر أو المسيئ منعّمًا في الدنيا، والمحسن المؤمن مبتلى مقدورًا عليه؛ لحكمة يريدها الله، فلزم من ذلك ضرورة وجود جزاء أخروي، يتجلى فيه العدل الإلهي  بإثابة المحسنين ومعاقبة المجرمين. وقد قيل في معنى قوله "سَوَاءً مَّحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ" إن محيا كل من الذين اجترحوا السيئات والذين آمنوا مساو لمماته، أي: لا يتبدل حال الفريقين بعد الممات، بل يكونون بعد موتهم كما كانوا في الحياة، فيكون ضمير "محياهم" وضمير "مماتهم" عائدين للفريقين على التوزيع.

 


 

المصدر:

د. سعود عبد العزيز العريفي، الأدلة العقلية النقلية على أصول الاعتقاد، ص374

تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.

الكلمات المفتاحية:

#العدل #الجزاء-الآخروي
اقرأ أيضا
المذاهب والفرق المعاصرة: العلمانية ج3 | مرابط
تفريغات العالمانية

المذاهب والفرق المعاصرة: العلمانية ج3


ومن الأهداف التي حققها الاستعمار القضاء على التعليم الإسلامي وإيجاد معاهد بديلة عنه تدرس الفكر الأوروبي والفكر العلماني الجديد الذي صار في أوروبا وقصة هذا الموضوع أيضا طويلة لقد وضعوا خططا لذلك مثل: خطة دلوب مثلا في مصر وغيرها وأتوا بجامعات مثل: الجامعة الأمريكية في لبنان وغيرها وأرادوا تربية أكبر عدد من أجيال المسلمين على هذه المبادئ وعلى هذه الأفكار الباطلة

بقلم: عبد الرحيم السلمي
639
هنري ماكآو: بين النقاب والسفور | مرابط
فكر اقتباسات وقطوف المرأة

هنري ماكآو: بين النقاب والسفور


إن المرأة التي تلبس النقاب قد اتصفت بمجموعة من الصفات النفسية والتي تبدو رائعة إنها لا تهتم بالشكل الخارجي لمظهرها -يقصد ملبسها- مما يعطيها فرصة أكبر لتهتم بجسدها وشكلها بداخل بيتها أكثر من خارجه ﻷن الضغوط النفسية التي تتعرض لها تكون أقل مما يعطيها مساحة للتأنق داخل البيت براحة كبيرة

بقلم: محمد علي فرح
539
هل القرآن منقول من الكتاب المقدس ج2 | مرابط
أباطيل وشبهات تعزيز اليقين

هل القرآن منقول من الكتاب المقدس ج2


يقول المشككون أهل الباطل أن القرآن منحول عن الكتاب المقدس في كثير من معارفه ونصوصه التي شابهت ما في الكتاب المقدس من أخبار السابقين وبين يديكم مقال تفصيلي في الرد على هذه الفرية يقف فيها الكاتب الدكتور منقذ السقار على حقائق الإيمان بين القرآن والكتاب المقدس وقصص الأنبياء وأخبار الأمم السابقة في الكتابين وكذلك الأحكام التشريعية بين القرآن والكتاب المقدس لندرك حقيقة الأمر وندرك الباطل الذي بنيت عليه هذه الشبهة

بقلم: د منقذ السقار
657
النساء وهوس العمل | مرابط
المرأة

النساء وهوس العمل


قضية صلاح المرأة ترتبط بداية بعقيدتها ودينها وخلقها فمن كانت تنشد القرار في البيت الأصل مساعدتها لا إعلان الحرب عليها ونبذها ومهاجمتها كأنها الفاسدة. ويعلم الله أن هناك أخوات مسلمات يعانين الأمرين من أب وزوج لا يصلي ومع ذلك لا نسمع صوتا يوجه لهؤلاء! وكم من امرأة صلحت على يد رجل!

بقلم: د. ليلى حمدان
628
أصول الانحراف الدرس الأول ج3 | مرابط
تفريغات

أصول الانحراف الدرس الأول ج3


الذي يقبل على القرآن -إن صح التعبير- بأقفال يبحث لها عن مفاتيح فإنه يجد كنوزا الذي يقبل على القرآن بهموم يبحث لها عن حل الذي يقبل على القرآن بتساؤلات يبحث لها عن إجابات يفاجأ بآيات كثيرة كانت نصا في الباب ولكنه لم يكن يشغله هذا الهم

بقلم: أحمد عبد المنعم
473
من جرائم العبيديين في الشمال الأفريقي | مرابط
تاريخ

من جرائم العبيديين في الشمال الأفريقي


عمل حكام الدولة الفاطمية في المغرب الإسلامي على إزالة آثار بعض من تقدمهم من الخلفاء السنيين فقد أصدر عبيد الله أمرا بإزالة أسماء الحكام الذين بنو الحصون والمساجد وجعل اسمه بديلا منهم واستول هذا الشيعي الرافضي الباطني على أموال الأحباس وسلاح الحصون وطرد العباد والمرابطين بقصر زياد الأغلبي وجعله مخزنا للسلاح

بقلم: علي الصلابي
492