البيئة قرارك

البيئة قرارك | مرابط

الكاتب: د. جمال الباشا

368 مشاهدة

تم النشر منذ سنة

كما أنَّ السعادة قرار فكذلك البيئة قرار، فزاوية النظر إلى الأمور المختلفة وطريقة قراءة سلوكيات الآخرين، والتي قد تكون إيجابية أو سلبية هي التي ينشأ عنها الشعور بالسعادة أو الحزن، وتقود الإنسان نحو قرارات صحيحة متَّزنة، او تقوده نحو قرارات تعيسة وطائشة.

لقد قدَّر الله سبحانه على العباد أحولاً قهريةً لم يجعل لهم فيها الخيار وذلك لكمال ربوبيته وقدرته ومشيئته، فليس للعبد أن يختار هيئتَه وملامحَ وجهه، ولا انتقاء والديه ونسبه، ولا أرض ولادته ونشأته، لكن في المقابل منحَه الله تعالى حرية الاختيار بين سبيل الرشد وسبيل الغيِّ، وآتاه مَلَكاتٍ وأدوات تطبيق في الواقع؟ وجعل ذلك مسؤوليةً فرديةً هي مناط التكليف والثواب والعقاب، فيتحمل كلُّ فردٍ تبِعاتِ اختياره وسلوكه بنفسه، فلا يحملُ عن غيره شيئًا كما لا يحمل غيره عنه شيئا.

نعم؛ الإنسان في الحقيقة نتاجُ بيئته العامة، لكن في الوقت ذاته هو من يصنع بيئته الخاصة.
حسبك دليلا على ذلك أنك تجد الشخص الخبيث الشقي في العائلة الطيبة الصالحة، وتجد الشخص المستقيم التقي في العائلة الضالة المنحلة.

من هذا المُنطلق نُدرك أنَّ كل فردٍ هو من يصنعُ بيئتَه الخاصة وذلك باختياره محيطه الخاص به وعالمه الذي يتناسب مع شخصيته وغاياته وطموحاته، فلا يحقُّ له تعليق فشله وانحرافه على فساد بيئته.

أيها المكرم ..
تذكَّر دائما "ولقد جئتمونا فُرادى"، و "كل إنسان ألزمناه طائره في عنقه"، فأنت الذي تختار ما تسمع وما ترى!! وأنت تختار من تصاحب، وتختار ما تقرأ، وتختار من تتابع من الصفحات والمواقع، وكذلك أنت تختار الشيخ الذي تأخذ عنه دينك، وأنت تختار جامعتك وتخصصك، وتختار مهنتك، ومحل سكنك، كل ذلك سوف يؤثر على قلبك وإيمانك، وتشكيل فكرك ووعيك، ويحدد ملامح شخصيتك، فيكون هو من صنعك، لكن تذكَّر دائما أنك صنعته قبل أن يصنعك، وشكَّلته قبل أن يشكِّلك، فالبيئة قرارك.

تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.

الكلمات المفتاحية:

#البيئة
اقرأ أيضا
طرق أهل البدع في تحريف الكتاب والسنة ج1 | مرابط
تفريغات

طرق أهل البدع في تحريف الكتاب والسنة ج1


من أساليب أهل البدع في إثبات بدعهم وما أحدثوه في الدين هو تحريف آيات الكتاب وأحاديث السنة إما بلي أعناقها لإثبات مقصودهم وأهوائهم أو بتفسيرها بما يسمى عندهم بالتفسير الباطني أو تحريف الأحاديث بذكر زيادات لم تصح وغير ذلك وقد تصدى أهل العلم لهذه التحريفات بفضل الله فقاموا بتفنيد هذه الشبه وفضح أهل البدع بكل ما أوتوه من قوة وبيان

بقلم: أبو إسحاق الحويني
842
ثم ما هي اللغة | مرابط
اقتباسات وقطوف لسانيات

ثم ما هي اللغة


إن هذه العربية بنيت على أصل سحري يجعل شبابها خالدا عليها فلا تهرم ولا تموت لأنها أعدت من الأزل فلكا دائرا للنيرين الأرضيين العظيمين كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن ثم كانت فيها قوة عجيبة من الاستهواء كأنها أخذة السحر

بقلم: مصطفى صادق الرافعي
682
تأصيل موجز حول إشكالية المعازف | مرابط
أباطيل وشبهات تعزيز اليقين

تأصيل موجز حول إشكالية المعازف


بين يدي القارئ مجموعة من التغريدات لإبراهيم السكران حول موضوع المعازف حاول فيها تأصيل المسألة بشكل موجز وسريع وأشار إلى عدد من المصادر لمن أراد الاستزادة في هذه المسألة ثم تم جمع هذه التغريدات لما فيها من فائدة على وجازتها واختصارها

بقلم: إبراهيم السكران
2336
الدفاع عن السنة الجزء الأول | مرابط
تفريغات

الدفاع عن السنة الجزء الأول


النبي عليه الصلاة والسلام لما جاء بدين الله عز وجل قال له ورقة هذه الكلمة التي تعد من أصدق ما قاله إنسان جاء النبي فخالف كثيرا من أعراف العرب وأهواء الجاهلية ولذلك رموه عن قوس واحدة وجاء يقول لهم: يا أيها الناس قولوا: لا إله إلا الله تفلحوا فأبت العرب أن تقول هذه الكلمة ورضيت أن تدخل في حروب دمرت اقتصادياتها وقتلت أشراف الناس فيها وسبيت النساء وكان العرب أصحاب غيرة إذا هم فهموا معنى: لا إله إلا الله وما معنى أن يقول الواحد منهم: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله

بقلم: أبو إسحق الحويني
646
الإنسانية في أصدق معانيها | مرابط
فكر

الإنسانية في أصدق معانيها


فالعالم العالم بحجة الشرع والقوي قوي بالله والمرحوم مرحوم بالتسليم والطاعة والغني غني بالافتقار إلى الله والواصل واصل بتدبير الله.. فمن جعل الإنسانية دينا جعل الإنسان إلها على الحقيقة! أي إنسانية يدعون إليها؟!

بقلم: محمد وفيق زين العابدين
296
موانع قبول الحق | مرابط
اقتباسات وقطوف

موانع قبول الحق


مقتطف رائع لابن قيم الجوزية من كتاب هداية الحيارى يشير فيه إلى موانع قبول الحق التي تحول بين الشخص وبين الانقياد للحق حتى لو أنه ليس جاهلا به فهناك الكثير من المحاور الأخرى أو الأسباب الأخرى التي تمنع ذلك وهنا يستعرضها لنا بشكل دقيق

بقلم: ابن القيم
2124