الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح ج3

الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح ج3 | مرابط

الكاتب: سفر الحوالي

661 مشاهدة

تم النشر منذ سنتين

الأوساط التي يعشش فيها التنصير

وللتنصير مجالات كثيرة فمنها:

 

النساء

المجمعات السكنية: وكما تلاحظون في جدة مجمعات ضخمة، لا يدخلها أحد غيرهم، وهم يريدون ذلك، فمن خلال الباب لا يدخل أحد، وأما في الداخل فإنهم يفعلون كل شيء، حتى التنصير، حتى المخدرات، وكل أنواع الفساد، والذي يُدخلونه ممن يثقون فيه، فيدخل ويشاركهم في مثل هذه الأمور والعياذ بالله، وهي مجمعات كثيرة، بعضها تسمى قرية، وبعضها يسمى مجمع إلى آخر ما تعلمون، وهي في أماكن كثيرة من جدة، لا يتسع الوقت لحصرها.

وأضرب لكم مثلًا على دخولهم إلى عالم المرأة، لأنهم يعلمون أن كل امرأة تحتاج إلى الطبيخ، لأنه عمل النساء، خاصة في مجتمعنا هذا -والحمد لله- وأي بيت يريد أن يطبخ، فإنه لا بد له أن يحتاج إلى الزيت، وعن طريق زيت عافية -كما يسمونه- أرادوا أن يدخلوا إلى أسرار البيوت التي لا يعرفها أحد، فأنا وأنت لا نقدر أن نعرف ما اسم زوجة جارنا في الشقة، وما عملها، وكم عمرها، لكنهم وعن طريق نشرات بعنوان (عالم عافية للسيدات) التي وزعوها، ونشروها، استطاعوا أن يعرفوا الاسم، والعمر، والعنوان، والعمل، والهواية، ثم بعد التعرف تبدأ لقاءات في مطعم كذا أو في فندق كذا، ثم بعد ذلك الحديث عن التسريحات، وعن الأصباغ، وعن الفنون، ثم بعد ذلك القيام بالرحلات للخارج، وهنالك تستقبل عن طريق المنصرات، وهكذا! عمل بطيء ولكنه أكيد المفعول لإفساد المرأة المسلمة.

 

الأطفال

أما كيف يدخلون عالم الأطفال؟ فمن خلال هذا المثال -وسأضرب صفحًا عن الأمثلة المتعلقة بكبار السن، وكتب المرتدين التي توزع وأتكلم فقط عما يعملوه للأطفال- أحد أعمالهم هذه المجلة التي تسمى الأشبال.

مجلة الأشبال هذه، إذا تأملتها فإن أول ما تجد في الداخل، هو اسم الجلالة، كما هو مكتوب عادة عندنا في المساجد، فتظن أنها مجلة إسلامية، وكلمة (الأشبال): كلمة عربية، فتقول: هذه مجلة لأطفال المسلمين، ثم إذا بدأت تقرأ فيها تجد الموضوعات الأولى تتحدث عن خلق الله، وعن حياة النمل، وكيف يمكن للطفل أن يقوم ببعض التجارب مع النمل، فهي مسلية ومضحكة، فينجذب الطفل لمتابعة هذه المجلة، ثم بعد ذلك ينتقل إلى موضوع عن الصداقة والأصدقاء، وتقول: هذه الفقرة يحتاجها الشباب، ثم يتحدث عن قصة طويلة تشرح موضوع الغيرة بين الأطفال، وهذا موجود بين الشباب في العلاقات، هذا يصاحب هذا وهذا يعارض هذا، ثم يختتمون فقرات المجلة بقولهم: إن كلمة خالدة من كتاب الله الكريم فانتبهوا إلى قولهم: من كتاب الله الكريم، وما قالوا: الإنجيل.

فأي طفل يقرأ هذا الكلام فسيظن أنه في القرآن، وكم رأينا من أناس يقولون: قال الله، ثم يأتي أحيانًا بحكمة، ويأتي أحيانًا بحديث! ويقول قال الله، فكيف بالأطفال؟! يقول: ''إن كلمة خالدة من كتاب الله الكريم، تنفعك لمثل هذه الظروف، من يكثر الأصحاب يخرب نفسه، ولكن يوجد صديق أقرب من الأخ، إن اسم هذا الصديق هو عيسى'' ولا يقولون: هو ابن مريم، بل يكتفون بكلمة (عيسى) فيتساءل هذا الطفل عن عيسى هذا، من هو؟ من هذا الذي هو أقرب إليّ من جميع أصدقائي؟ وإذا سأل والديه فليس لهم وقت يرشدونه فيه.

وقد يفتح إذاعة أحيانًا، كإذاعة مونتكارلو، ساعة الإصلاح، فإذا بها تتحدث أن عيسى هو الذي صلب من أجلنا، وخلصنا، وأنقذنا، فيتذكر أن هذا هو الذي يجب علي أن أصاحبه. وهكذا، والمهم أنهم أثاروا في ذهنه قضية مهمة من خلال أصدقائك الذين تغار منهم أو يغارون منك.

وبعد ذلك يكتب عن موضوع (إنه حيران) موضوع الحيرة وكيف يمكن أن تحل حيرته، ثم يأتي بقصة، والقصة كما تعلمون مصورة كعادة مجلات الأطفال، ويبتدئون كتابتها بخط كبير. فيقولون فيها: ''ذات مرة جاء واحد من علماء الدين -لاحظوا أنه لم يقل راهب أو قسيس كما هو في أصل القصة- إلى عيسى -وأيضًا ما قال ابن مريم-.

وسأله: يا معلم، ما ذا أعمل لكي تكون حياة الخلود من نصيبـي؟

فأجابه عيسى: أحب الله، وقريبك.

لكن هذا الرجل عاد وسأل: من هو قريـبي؟'' فأخبره عيسى بهذه القصة.

ثم يأتون بقصة، تصور وتشرح على أنها حكاية بين عالم الدين وبين عيسى، وهي قصة تنصيرية، غايتها وخلاصتها الرحمة والشفقة بالفقراء والضعفاء.

ثم بعد ذلك يعرضون في مجلة حقائق عن بلادنا:

البلد: جمهورية موريتانيا الإسلامية

الموقع:....، اللغات:..... إلخ.

ثم يقول: في القرن الثامن الميلادي فتحها العرب، وفي سنة (1902م) أصبحت مستعمرة فرنسية، ثم حصلت على استقلالها سنة (1960م)، إذًا يقول: العرب فاتحون ومستعمرون، ولا نجد للإسلام أي ذكر.

بعد ذلك نجد -وهذا هو بيت القصيد- صور الأطفال الذين يراسلون هذه المجلة، وبعضهم لم يرسل الصور، والأطفال هم من المغرب، والسودان والجزائر، ومصر، وتونس، ونيجيريا، والأردن، وسوريا، واليمن، وعُمان، والسعودية، والكويت.

فيراسلونهم وتنشر صورهم هاهنا، وفي الأخير يكتبون إعلانًا مهمًا مضمونه: أننا نعرف أن الكثيرين من أصدقائك سوف يتمتعون ويستفيدون إذا حصلوا على مجلة الأشبال، وأنت تستطيع مساعدتهم بالحصول عليها بواسطة إرسال خمسة أسماء من أصدقائك إلينا، مع عناوينهم وأعمارهم وصورهم إذا استطعت، ثم يرسلونها إليهم على عناوينهم، ولا يدري الطفل من أين جاءت إليه، وتأتيه بالمجان، ثم بعد ذلك يقولون له: هل لديك أية مشكلة؟ أو تفتش عن حل؟ نحن بعون الله تعالى وحده نعينك على هذا فاكتب لنا، ونحن نعينك على الحل أيضًا.

ويعرضون -أيضًا- في المجلة كلمة (لأشبالنا): ''تستطيع أن تتعلم الكثير عن الصداقة الحقيقية من خلال سيرة سيدنا عيسى المسيح''

الآن بدأت كلمة سيدنا المسيح! في آخر المجلة!! في الأول: مذكور "عيسى" فقط وثم رجل دين، أو واعظ يعظ رجال الدين، بعدها سيدنا عيسى المسيح، وهنا يضع لك مبادئ ونقاطًا معينة، كيف تستخرج الصداقة والعلاقة منها، لكن من خلال سيرة سيدنا عيسى المسيح، وهنا بعض المبادئ عن الصداقة يمكنك أن تتعلمها من سيرته العطرة، ثم يذكر لك المثال.

وحقيقة إننا نريد أن نُذكر بأنواع وألوان هذا الغزو الذي تغلغل في عقول أطفالنا، ونسائنا، وصغارنا، وكبارنا، ونحن لا نعلم.

 

جنسيات المنصرين

قد تقولون: ما جنسيات هؤلاء المنصرين؟، أقول لكم: هم من كل الجنسيات.

 

العرب اللبنانيون والأقباط

وهم من أخبث أنواعهم، لأن كثيرًا منا لا يفطن لهم، فإذا رآه يسلم عليه أو يكلمه ظن أنه مسلم، وهو نصراني: إما من الأقباط، وإما من اللبنانيين المارون، وهم من أخبث الطوائف، لأنهم يتغلغلون عند الكبراء، وعند التجار الكبار، وعند المسؤولين، ويتغلغلون بوسائل كثيرة جدًا، منها المشروع، ومنها غير المشروع، ولا يبالون ولا يتورعون، فلو أتيت بواحد منهم وهو لا يملك دينارًا واحدًا، ثم أتيته بعد سنة أو سنتين أو ثلاث، تجده قد ملك السيارة الفاخرة، والعمارة و...، ما تدري من أين جاءوا بها، فيهم نوع من الذكاء والشيطنة والدهاء، ولا شك أنهم يتعاونون في هذا، وهؤلاء يجتمعون، ومثال على ذلك: اللبنانيون مثلًا يجتمعون، وتأتيهم الأشرطة، وتأتيهم الأفلام من بيروت، ويقيمون القُدَّاسات، ويحتفلون، ويصنعون ذلك في أكثر من مبنى من مباني الشركات وغيرها،وهذا أيضًا موجود بالوثائق.

 

الأوربيون والغربيون

وهؤلاء يتغلغلون في معظم الإدارات، وينفذون إلى الناس من خلال كونهم غربيين، فالإنسان الغربي لا يمس، وذاته مصونة مقدسة، ولا يستطيع أحد أن ينتقده، ولا يستطيع أحد في الطريق أن يفتشه، ولا يستطيع أحد أن يوقفه ولا يسأله، بل مجرد أن يُرى الدم الأحمر والشعر الأشقر فلا يُكلم، ولا يقال له: من أين جئت؟ ولا ماذا فعلت؟ ولا ماذا تصنع؟ الثقة المطلقة فيهم، وهم ينفذون في المجتمع من خلال هذا الأمر، ويفعلون ما يشاءون.
فأنشئوا نوادٍ خاصة للرجال، ونوادٍ للسيدات، ويقيمون رحلات في الإدارات التي يعملون فيها مع الموظفين وغيرهم إلى الأماكن التي يريدون؛ مثلًا: والرحلات تنطلق من جدة إلى خيبر وتنطلق من جدة إلى وادي فاطمة، وإلى الطائف، يفعلون كل شيء ولا يبالون.

ومن خلالهم لا يكون تنصير فقط، بل هناك رصد أيضًا لهذا المجتمع، ولمعرفة مكامن القوة فيه واتجاهاته.

وما الكلمات التي تكتب في الصحافة الغربية عن هذه البلاد والصحوة فيها، والأصوليون وما إلى ذلك إلا من آثار هؤلاء الذين بيننا، ونحن لا نعلم ولا ندري عنهم شيئًا، ولا يفتشون في دخول ولا خروج؛ فكل الوسائل لديهم متوفرة وممكنة...!

الكوريون والفلبينيون وغيرهم
وقد تعجبون من كوريا التي ما دخلها الدين النصراني إلا من قريب، أن يكون منها منصرون يعملون في هذه البلاد لتنصير إخوانهم الكوريين وغيرهم.
وطبعة الإنجيل الكبيرة التي توزع في إفريقيا وغيرها بالملايين، هي طبعة كورية، طبعها النصارى الكوريون بدعم من المؤسسات التنصيرية.

وهناك حركة تنصيرية مضادة، ولها نشاط كبير في جدة مع الفلبينيين الذين أسلموا، تهاجمهم من أجل إرجاعهم إلى الدين الذي كانوا عليه.

بين السرلانكيين وغيرهم، فكل هذه الشعوب، يوجد بينها من يريد أن يردها عن الإسلام إلى النصرانية، أو يثبتهم على دينهم إن كانوا نصارى، أما إذا كانوا بوذيين أو غير ذلك، فهؤلاء من أسهل ما يكون أن يُدْعَوا إلى النصرانية في هذه البلاد.

ولعل هناك جوانب أخرى لا نستطيع الإطالة فيها، لأترك لكم المجال في الحقيقة، بعد أن نعرض المشروع بإيجاز للتساؤل عن المشروع بالذات.

 

وسائل التنصير

إن للتنصير وسائل عدة منها:

 

توزيع النشرات التبشيرية

أرسلوا نشرات إلى بعض المدارس المتوسطة، كبارًا وصغارًا، وذلك غير ما يتلف في البريد، ولا شك أن في البريد وفي المنافذ أخوة مخلصين، ويتلفون الكثير من ذلك، لكن هذا الذي يتسرب، ومن جملتها: نشرة بعنوان (شهادة القرآن)، وهذه وزعت أيام وجودهم هنا أيام الحرب.
ومنها نشرة تقول: في دعايتها للإنجيل: ''إن الإنجيل هو كلمة الله التي لم تتغير -وهذا من الكذب على الله، ثم يقولون:- إن الإنجيل قد ترجم إلى أكثر من ألف وأربع مائة لغة''.

ومن ذلك أنه ترجم داخل اللغة الواحدة إلى عدة لهجات -وقد قرأنا ذلك في درس سابق- ترجم باللهجة المصرية، واللهجة اللبنانية، ولهجة بدوية للبدو، وترجموه إلى جميع اللهجات حتى يقربوه إلى أفهام الناس، ثم يقولون في الدعاية: '' الرب أعطانا كلمته بدون ثمن، ونحن المسيحيين نحب أن نعطيها أصدقاءنا المسلمـين بدون ثمن -ثم يقولون:- وما عليك إلا أن تعبئ البطاقة وتأتيك الأشرطة مجانًا'' لأنهم كما أخذوها بغير ثمن يعطونها بغير ثمن!!

 

الطعن في الدين واستخدام البث المباشر

وهكذا فعلوا ويفعلون، وأذكر مثالًا على هذا، وقد أوردناه لكم أبو فيليب هذا عاش هنا وكان من زمرة الخيَّامين، فلما رجع إلى أمريكا كتب.
يقول: ''أكثر ما آلمني في السعودية أننا نرى ملايين من الناس يذهبون إلى أماكن العبادة يوميًا عدة مرات، ولكنهم -للأسف- يعبدون الله على ضلال'' يتحرق قلب أبو فيليب أننا لا نعبد الله كما يعبدونه، ويريد أن نشرك بالله ما لم ينزل به سلطانا، ويريد أن نجعل له صاحبه ولدًا، ونجعل له شريكًا! ويعجب الواحد منا من شدة حرقتهم على ذلك، وهذا الكلام إذا قرأه الإنسان الأمريكي -وهو من أسذج الشعوب- يتأثر كثيرًا، وتظل هذه القضية في حسه، ويقول: فعلًا لماذا لا أتبرع؟. ونتيجة ذلك تكون هذه التبرعات مبالغ خيالية، وقد ذكرنا أن مجموع التبرعات -كما نشر ذلك في مصدر تنصيري موثوق- مائة وواحد وخمسون ألف مليون دولار، جمعتها الكنيسة في سنة واحدة، أي ما يعادل ميزانية المملكة عشر سنوات، ولذلك يستفيدون من هذه الأموال فائدة كبيرة جدًا.

ونذكر لكم مثالًا واحدًا من أمثلة إفادتهم من هذه الأموال ضد هذه البلاد: عندما بدأ البث المصري يصل إلى جدة أو خطط له لكي يصل إلى جدة، قالوا: لا بد أن نستفيد من هذا البث لإدخال النصرانية إلى جدة وهذا كان قبل البث المباشر.

فأقاموا شركة تنصيرية في يوليو 1998م كما نشرت جريدة المسلمين بأنه بدأت في القاهرة الخطوة الأولى لمشروع تنصيري مشترك بين الفاتيكان والتلفاز المصري حول إنتاج مسلسل معاني القرآن الكريم، وهذه الفكرة خبيثة بحيث لا يستطيع أحد أن ينكر عليهم ذلك.

وأيضًا قالوا: هذه البلاد متدينة، وأفضل شيء يجعلها تقبل عليه هو عن القرآن، فعملوا على إنتاج مسلسل معاني القرآن الكريم بالرسوم المتحركة التي تجذب عقول ملايين الأطفال، وتقوم بإنتاجه إحدى شركات النشر الكاثوليكية التي يقوم بالإشراف عليها مجموعة من القساوسة، وتخضع للإشراف المباشر من قبل أضخم مؤسسة تنصيرية في العالم وهي الفاتيكان.

وعهدت الشركة الكاثوليكية بالأعمال التي تتم في القاهرة لشركة مصرية وضعت تحت تصرفها (21.000.000) دولارًا لإعداد الفيلم.

وتخيل شركة مصرية تعطى مبدئيا مبلغ واحد وعشرين مليون دولار. ينفقون من سعة هائلة، ولا بد أن يكون مثل هذا العمل مما تتنافس وتتسابق عليه الشركات المصرية لكي تظهره في أروع وأبدع ما يمكن بغض النظر هل هو ضد الدين أو معه، وتعلمون أن تجارة الفنانين هي الدعارة والفساد والانحلال والإلحاد، فكيف إذا جاءت هذه المبالغ الخيالية في عمل مبدئي، وربما إذا انتهى تكون ضعف ذلك المبلغ، وذلك مقابل حلقات تعرض -ستة وعشرين حلقة- فما بالك بالجهود المستمرة للجامعات التي تعد بالمئات والآلاف في إفريقيا وغيرها، وللمراكز التنصيرية التعليمية، وللمستشفيات التي تقطع العالم ذهابًا وإيابًا.

 

التخطيط والكيد لبلاد الإسلام

عندهم خطة -وهذه البلاد من جملة ما تشمله الخطة- وهي خطة التنصير عام (2000م) نادى بها البابا عندما زار غرب إفريقيا في عام (1412هـ) في شعبان، وأقيم له أكبر قداس في الإستاد الرياضي وهو الملعب الذي أقيمت فيه بطولة إفريقيا، وجاء النصارى وأتباعهم من جميع دول غرب إفريقيا، ونقلت تلك المقابلات بالأقمار الصناعية إلى أنحاء العالم، ليس كشيخ من شيوخ الإسلام لا يدري به أحد، لا في التلفاز ولا في الإذاعة، بل ينقل بالأقمار الصناعية؛ ينقل هذا الكاهن الأكبر للوثنية البوليسية التي تنتسب إلى المسيح وهو بريء منها، وهناك أعلن أنه في عام (2000) ستكون إفريقيا نصرانية، وكذا إندونيسيا وقد لا يتم بالكامل، لكن المقصود أن إندونيسيا تعتبر هدفًا كبيرًا لهم، لأن عدد سكانها يقارب المائتين مليون، وكذلك نيجيريا تعتبر هدفًا كبيرًا لتنصيرها لأنها أكبر دولة إفريقية، وكذلك أفغانستان وباكستان وبنجلادش كلها لها برامج خاصة للغاية، لأنها تعيش أوضاع حروب، وفتن، وفيضانات، وكوارث، ومآسٍ، فهذه من أسهل ما يمكن أن ينصِّروها.

وعندما أتى الداعية الشيخ: أحمد ديدات، رأيت نماذج من الرسائل التي ألفها باكستانيون مرتدون -والعياذ بالله- وعندي نماذج منها وفيها يقول: إنه كان في ظلام، وكان في حيرة، وكان يذهب إلى المسجد فلا يجد الحقيقة، وكان يسأل علمـاء الدين فيتهـربون منه -اختلاقات من عنده- ولما تعرف على دين النصارى، فدخل فيه وآمن اطمأن قلبه، وينشرون هذا بجميع اللغات، ومنها اللغة العربية، وهكذا يريدون أن يزينوا للناس، كذلك في كل البلاد التي لا نستطيع أن نحصرها، والمقصود أن لديهم أعمالًا هائلة، منها ما أشرنا إليه في هذه الإشارات العابرة.
ونقول: وماذا بعد هذا الطوفان؟ وماذا بعد هذا المد الهائل؟ وماذا بعد هذه الجهود التي نجدها في كل شارع، وفي كل شركة، وفي كل مكان؟!

وماذا بعد هذا الموج العاتم، وهذا التيار الهائل الذي سينصب علينا من الأقمار الصناعية فيما بعد؟! وما هو موقفنا من ذلك؟ هل سنظل نقول: قاتلهم الله، ولعنهم الله، لقد فعلوا كذا، وعملوا كذا، ونظل نخطب؟! هذا لا يعفينا أمام الله عز وجل، وإن كانت التوعية بهذا في المنابر والخطب مفيدة، وهي ضرورية ومقدمة للعمل، لكن لا نكتفي بالمقدمة، بل لا بد أن نعمل وأن نواجه هذه الجهود بشيء مهما قل، حتى لو تخلت هذه الأمة -ولن تتخلى عن دينها- فلا بد أن يقوم لله تعالى من يقوم بإعلاء كلمة الدين، وأن يعمل أي عمل لمواجهة هؤلاء المجرمين..، ونحن لا نعمل لأنفسنا، بل نعمل لله عز وجل، ولذلك نحن نثق بنصر الله، ولم تنجح جهودهم الهائلة والضخمة، لأنهم يعملون لغير الله، وإلا لو كانوا على الحق، لما بقي على ظهر الأرض أحد إلا دخل دينهم، إذ من الذي يملك هذه الوسائل؟! حتى الطائرات، وكذلك المطارات يملكونها في كثير من بلاد العالم!!


مواجهة التنصير

لقد عزمنا على أن نقوم بعمل يقاوم جهود المنصرين، واسترشدنا بمشورتكم وبآرائكم وباقتراحاتكم الكثيرة، وتوصلنا إلى هذا المشروع، وهذه هي فكرته ببساطه: هي أنه لا بد من عمل ما، ونحن لا نستطيع أن نفتح مستشفيات, أو مطارات, أو جامعات, لا نستطيع إلا في حدود ما أعطانا الله, وهو أن ننشر العلم الصحيح والعقيدة الصحيحة, ونرد شبه هؤلاء بالرد العلمي، الذي هو مجالنا وبضاعتنا الوحيدة.
فكّرت في هذا مع بعض الإخوة الأفاضل -جزاهم الله خيرا- وقلنا: ولم لا يكون ذلك, ولم لا تكون البداية في ترجمة ذلك الكتاب العظيم الذي كتبه شَيْخ الإِسْلامِ رحمه الله, عندما رأى بدايات محاولات التنصير، وهو كتاب الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح.

 

ترجمة كتاب الجواب الصحيح

إن خير ما نبدأ به في هذا المشروع هو ترجمة كتاب شَيْخ الإِسْلامِ الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح فيترجم إلى كل اللغات, ولا يكفي أن يكتب ويعلق عليه باللغة العربية، نحن الآن في عالم متشابك لا تكفي لغة واحدة ولا حتى الإنجليزية أو الألمانية أو غيرها، لأنها لا تكفي إلا طبقة مثقفة, فلابد أن يترجم هذا الكتاب إلى جميع اللغات.
وقد عرضت هذا الموضوع على علمائنا الأفاضل جزاهم الله خيرًا, ولقد قابلوه بكل ترحاب, ومنهم سماحة الوالد الشيخ عبد العزيز بن باز, ومحمد العثيمين, وعبد الله الجبرين, وكل العلماء، ولقد سرهم هذا العمل، وجعلوا من أنفسهم القدوة في تأييد هذا المشروع ودعمه والتبرع له؛ فحقيقة إن أول من أيده وأول من كتب عنه هم هؤلاء العلماء الأجلاء بارك الله فيهم ووفقهم وجزاهم عنا كل خير.. وبدعائهم وبتشجيعهم, وبتشجيعكم نرجو أن يستمر هذا العمل وأن ينجح بعون الله تبارك وتعالى, وأن تكون ترجمة الكتاب نواةً لأعمال أخرى.

 

توزيع النشرات العقدية

ومن المقترحات المهمة أن تستخلص منه نشرات عن التثليث والتنصير, وكل القضايا العقدية المهمة, وتوزع بجميع اللغات, تهدى أو تباع بسعر التكلفة إذا عجزنا من الناحية المالية, كل هذا ضمن خطة معينة مرسومة والحمد لله.
وبين يدي الآن هذه الدراسة -دراسة تكاليف المشروع- وربما أكون قد أشرت إليها في المحاضرات السابقة إشارات مجملة، فلا أريد أن أكررها الآن, إنما أقول: إن هذه بداية وخطوة إن شاء الله لتكوين مركز صغير للترجمة، ترجمة الكتاب وتلك النشرات المتفرعة عنه إن شاء الله.

 

تعاون الدعاة وتفعيل الأنشطة الدعوية في بلاد النصارى

ثم بعد ذلك يكون لنا في كل بلاد العالم من يتعاون معنا -وهذا موجود والحمد لله- من إخواننا المسلمين في كل مكان, ولا يوجد بلاد في أي مكان حتى البلاد الغربية إلا ولنا إخوة مسلمون، لديهم مراكز دعوية, ولديهم أنشطة,يريدون كتبًا، ونحن نرسل إليهم ونمدهم ونساعدهم, فيكون هذا التواصل بين المسلمين من أجل مقاومة هذا العدو الشرس، الذي يريد أن يقضي علينا جميعًا، فيكون هذا المركز الصغير، أو المشروع الصغير نواة التعاون بين المسلمين في هذا الجانب, أعني: جانب مقاومة التنصير ورصده، ومتابعة تحركات أصحابه وأتباعه رصدًا علميًا بعيدًا عن العاطفة والانفعال، ورد الشبهات ردًا علميًا بأقوى الحجج، وفي المحاضرة الأولى تحدثت عن قيمة الكتاب وأهميته وتبحره, وهذا أظنه لا يحتاج إلى إعادة، ولا تحتاجون إلى ذكره لأنكم تعلمون من هو شَيْخ الإِسْلامِ رحمه الله، ونحن كما قال ابن القيم رحمه الله قال: ''نحن من بحره نغترف'' فنحن نغترف من بحره, ونبسط عباراته, ونزيد إضافات لما حدث من فتن وضلالات وبدع وفرق جديدة عندهم, ونتمم ما عمله رحمه الله، ثم ننشره إن شاء الله بجميع اللغات.

وما يقف في سبيل هذا المشروع هو عقبتان: الأولى: هي الناحية المادية، والثانية: هي الناحية العلمية، والحمد لله قد توفر لنا من الناحية العلمية أخ أمريكي هداه الله تعالى للإسلام, وكان قد درس دينهم وتعمق فيه, ويعرف بعضًا من لغاته الأساسية، بالإضافة إلى إتقانه اللغات الإنجليزية، والحمد لله أنه قد أثبت كفاءة في فهمه للكتاب ودقته في ذلك, وقد بدأ في الترجمة، وهذه اللغة الإنجليزية نجعلها أساسًا ثانيًا مع اللغة العربية لدى من يترجم إلى اللغات الأوروبية، أما اللغات الإسلامية مثل الهوسا والأوردو والتركية والفارسية، فهذه الترجمة إليها من العربية ليس فيها إشكال كبير والحمد لله لأنها سهلة، وقد استعد كثير من الإخوة للتعاون معنا في المجال العلمي: تنقيح المصطلحات, وتخريج الأحاديث والروايات؛ فنحن نعمل سويًا مع إخوة متخصصين في اللغات والأديان.

الجانب الآخر: هو الجانب المادي, وأقول لكم: إنه جانب مكلف كثيرًا، حتى إن سماحة الشيخ الوالد عبد العزيز عندما قلت له: قد يكلف ثلاثين مليونًا، على أساس أن تكلفة المجلد الواحد مثلًا عشرة ريالات، وعدد مجلدات الكتاب ستة مجلدات, ونحتاج أن نترجم خمسمائة ألف نسخة فقط, فتبلغ التكلفة الإجمالية ثلاثون مليون ريال, فقال الشيخ: لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها، قلنا: سنفعل ما بوسعنا ثم نضعه للأمة، ونأمل إن شاء الله أملًا كبيرًا جدًا في غيرة هذه الأمة, وفي حرصها على دينها، وفي مقاومتها لهؤلاء الأعداء، فيمكن أن يغطى هذا الجانب بوسائل وبأسباب كثيرة ليس هذا مجالها.

وليس المقصود من هذه المحاضرة أن نجمع التبرعات، وإنما المقصود أن نعلن لكم عن الفكرة، وأن نبين لكم المشروع وأهميته، وليس المقصود أن نقول لكم: نجمع شيئًا من المال اليوم أو غدًا ثم نمضي!! لا فهذا عمل متكامل، ويحتاج إلى جهود مستمرة، فنريد من كل أخ منكم أن يعد نفسه جنديًا للإسلام، إن رأيت أي نشرة تنصيرية فأرسل بها، إن سمعت أي خبر عن التنصير في جريدة أو مجلة فاكتبه، أو وجدت شبهة من شبهاتهم فاجمعها، أو حصل لك مبلغ مادي أو لديك تاجر يفعل خيرًا فقل له: تعال يا أخي، أتتبرع لـمنظمة اليونسيف؟! أتتبرع لنادٍ من النوادي؟! أتتبرع لبطولة القارات؟! وعندنا مشاريع إسلامية مهمة جدًا وضرورية جدًا لا بد منها؟ فتدل على الخير، والدال على الخير كفاعله.

على كل حال أرجو أن أكون قد وفيت بشيء مما أردته، والمشروع حقيقة لا مجاملة فيها هو منكم وإليكم ومن أفكاركم واقتراحاتكم جزاكم الله خيرًا، وإن كان كثير منكم من خارج جدة، وخاصة من المنطقة الشرقية والرياض والقصيم، بل والله من أمريكا وصلت رسائل ومكالمات، كل واحد من المسلمين ممن لا نعرفه، يقول: أنا مستعد لأي عمل، ماذا تريدون أن أفعل، أنا مستعد ونحن نعلم أن الخير باقٍ في هذه الأمة إلى قيام الساعة, ونعلم أن الذي ينقص هذه الأمة هو من يفتح لها الطريق، من يريها كيف تعمل، وإلا فهي مستعدة لأن تجاهد، وتبذل كل شيء، لكن الذي ران على عقولها وقلوبها من الشهوات والشبهات والتخدير الإعلامي والتضليل الذي يمارس ضدها فكريًا من قبل أعدائها هو الذي جعلها كذلك، وإلا فالحمد لله ما من مسلم إلا ولديه من الغيرة على دينه بحيث لو استطاع أن يقدم روحه لقدمها، بشرط أن تنجلي عنه هذه الغشاوة، ويعلم أنه جندي من جنود الله عز وجل، وتابع من أتباع محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, وأن هؤلاء الوثنيين والمشركين والمجرمين الذين يسعون لإطفاء نور الله يريدون أن ينتزعوا إيمانه وعقيدته من قلبه وعقيدة أبنائه من بعده، وهذه هي التي نعلق عليها الأمل في إنجاح هذا المشروع, إن شاء الله تعالى.

 


 

المصدر:

محاضرة الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح، للشيخ سفر الحوالي

تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.

الكلمات المفتاحية:

#الجواب-الصحيح
اقرأ أيضا
سلسلة كيف تصبح عالما الدرس الأول ج2 | مرابط
تفريغات

سلسلة كيف تصبح عالما الدرس الأول ج2


الأساس الأول الذي بنيت عليه أمة الإسلام والذي بنيت عليه الأمم الأخرى في زماننا وفي الأزمان السابقة هو أساس العلم وبغيره لا تقوم أمة ونتميز نحن المسلمين بأن عندنا العلم الحياتي نعظمه ونجله وكذلك العلم الشرعي الذي أوحى به ربنا سبحانه وتعالى إلى نبيه صلى الله عليه وسلم ونزل في كتاب الله عز وجل وفي سنة حبيبنا صلى الله عليه وسلم فهذا تفتقده الأمم الأخرى فتجد معايير الأخلاق والعقيدة والآداب عندهم مختلة بينما عندنا صحيحة فنحن نتساوى معهم في العلوم الحياتية إن أردنا لكننا نسبقهم وبمراحل لا مقارنة ب...

بقلم: د راغب السرجاني
674
قضية اللغة العربية الجزء الثاني | مرابط
فكر مقالات لسانيات

قضية اللغة العربية الجزء الثاني


منذ أربعة قرون ماضية كان العالم العربي والإسلامي أرضا واحدة تحيي حضارة واحدة تمدها ثقافة واحدة من أقصى المغرب إلى حدود الصين ومن أطراف تركية إلى دار الخلافة في أغوار أفريقية وآسية أمة واحدة وارثة لأسلافها ولكن الورثة كانوا في غفلة استناموا إلى ميراثهم الجليل الضخم فهمدوا همود الجمرة تحت الرماد وفي زمان غفلتهم واستنامتهم دبت الحياة دبيبها في ناحية أخرى على أطراف دولتهم

بقلم: محمود شاكر
1901
شبح الحروب الصليبية الجزء الثاني | مرابط
تاريخ مقالات

شبح الحروب الصليبية الجزء الثاني


إذا أردنا أن نقف على الأسباب الحقيقية للعداء البغيض الذي تحمله أوروبا ويحمله الغرب تجاه الإسلام علينا أن نرجع عدة خطوات إلى الخلف إلى الماضي الذي شكل معالم المدنية الأوروبية وتشربه الرجل الأبيض وتوارثه مع مرور الوقت سنقف هنا أمام الحروب الصليبية لندرك أثرها على الهوية الأوروبية فيما يخص الإسلام كما يقول الكاتب: إن الشر الذي بعثه الصليبيون لم يقتصر على صليل السلاح ولكنه كان قبل كل شيء وفي مقدمة كل شيء شرا ثقافيا لقد نشأ تسميم العقل الأوروبي عما شوهه قادة الأوروبيين من تعاليم الإسلام ومثله ال...

بقلم: محمد أسد
2102
إشكالات الاختلاط | مرابط
المرأة

إشكالات الاختلاط


صورة التطبيع والتسليم مع الاختلاط أن يبحث عن ضوابط الاختلاط مع إغفال أصل المشكلة مثلا كثير من الدول العربية ليس فيها جامعات منفصلة فيأت مثلا بعضهم فلا يبحث عن حكم هذه الجامعات من أصلها وهل هي بصورتها المعاصرة القبيحة مما يقاس عليه خروج المرأة قديما إلى السوق لحاجتها

بقلم: محمد ياسين
361
حجاب الغفلة | مرابط
مقالات

حجاب الغفلة


حجاب الغفلة من أعظم جند الشيطان لإغواء بني آدم وما أحوج العبد إلى تمزيق هذا الحجاب بين الفينة والأخرى حتى لا يفجؤه الموت وهو بعيد عن الله حينها تتجلى له الحقيقة. ويعض أصابع الندم على ما قدم وأخر.إن زيارة واحدة للمقبرة ورؤية ذلك اللحد الضيق تكشف لك حقيقة الدنيا وتبين لك عوارها.. أهده نهاية الدنيا التي يتقاتل الناس من أجلها وفعلوا لأجلها الأفاعيل؟

بقلم: د. طلال بن فواز الحسان
242
تفريق الرسول بين اختلاط المكث والاختلاط العارض | مرابط
مقالات

تفريق الرسول بين اختلاط المكث والاختلاط العارض


لنسأل الآن سؤالا كان يجب أن يطرح قبل ذلك وهو: وهل فرق النبي فعلا في صور الاختلاط بين الاختلاط العابر في زمن يسير واختلاط المكث الذي يأخذ زمنا كثيرا؟ الحقيقة أننا حين نتدبر صور الاختلاط في عهد النبوة التي من جنس واحد يتبين لنا فعلا كيف ميز النبي في أحكامها طبقا لعامل الزمن أو بشكل أدق طبقا لقوة الإفضاء إلى الفتنة وبين يديكم نماذج توضح ذلك.

بقلم: إبراهيم السكران
425