الزلازل ومحدودية العلم

الزلازل ومحدودية العلم | مرابط

الكاتب: محمد وفيق زين العابدين

317 مشاهدة

تم النشر منذ سنة

حدث مثل الزلازل وآثاره من القتلى والمصابين والخسائر، رحم الله موتى المسلمين وخفف عن الناس؛ يكشف لك بوضوح محدودية قيمة العلم وتهافت دعاوى تعظيمه ومقارنته بـ الدين ..

لاحظ مثلًا دور العلم والإنسانوية وقيم التنوير المزعومة في مثل هذه الكوارث، وكيف أنها في غاية الحقارة؟! فلا هي نفعت الناس وجنبتهم المصائب أو عصمتهم نتائجها، ولا هي لها أي دور وجداني يُذْكَر في الناس!

لكن انظر للدين في مثل هذه الأزمات.. تجده يوضح لك من البداية كيف أن الإنسان عُرضة لهذه المصائب؟! إما ابتلاءً وإما عقوبة.. وفي الحالتين يوضح لك كيف تتعامل معها؛ إما رضًا وصبرًا واحتسابًا، وإما إعادةً للنظر في تصورات الإنسان والأُمة، بالأوبة والتوبة والاعتبار..
لأن الدنيا أصلًا ليست مستقرة بطبيعتها، وما هي إلا قنطرة لحياة أخرى أكبر وأرحب!

ثم إن الدين في كل الأحوال، لا يتركك دون أن يُعيد تشكيل نظرتك ويُذْكَرك بفطرتك، ويشحن وجدانك بمعانٍ يستحيل على العلم الوصول لها؛ حمدًا وشكرًا واستغفارًا وتسبيحًا وذكرًا.. فلا يتركك فريسةً للهم والكرب والأسى والحزن وحيرة العقلانية، بل يُعيد لك توازنك ويصحح مسارك..

لأن النفس أكثر احتياجًا من الجسد، لذلك كان تركيبها أحد أبهر آيات وجود الله عز وجل، فأقسم بها تعالى "ونفسٍ وما سواها" وهو لا يُقسم إلا بعظيم.. فإن لم تُقابَل بما يُراعيها فيما لا تقدر عليه؛ تجرعت مرارة ذلك ألمًا وضيقًا وتعاسةً وشعورًا بالخسارة والحرمان..

كم أُشفق والله على المحرومين الذين تبجحوا بعقولهم على دين الله، وحادوا الله بنعمه عليهم..
قال ابن تيمية: "من اتكّل على نظره وعقله ومعرفته؛ خُذل".

تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.

الكلمات المفتاحية:

#الزلازل
اقرأ أيضا
أصول الانحراف الدرس الأول ج3 | مرابط
تفريغات

أصول الانحراف الدرس الأول ج3


الذي يقبل على القرآن -إن صح التعبير- بأقفال يبحث لها عن مفاتيح فإنه يجد كنوزا الذي يقبل على القرآن بهموم يبحث لها عن حل الذي يقبل على القرآن بتساؤلات يبحث لها عن إجابات يفاجأ بآيات كثيرة كانت نصا في الباب ولكنه لم يكن يشغله هذا الهم

بقلم: أحمد عبد المنعم
540
الإنصاف عزيز | مرابط
مقالات

الإنصاف عزيز


وكل أهل نحلة ومقالة يكسون نحلتهم ومقالتهم أحسن ما يقدرون عليه من الألفاظ ومقالة مخالفيهم أقبح ما يقدرون عليه من الألفاظ ومن رزقه الله بصيرة فهو يكشف به حقيقة ما تحت تلك الألفاظ من الحق والباطل ولا تغتر باللفظ كما قيل في هذا المعنى

بقلم: ابن القيم
324
الحضارة المتبرجة | مرابط
فكر مقالات

الحضارة المتبرجة


ولولا هذا التبرج الفاجر في هذه المدنية ولولا هذه الشهوات التي انطلقت تشرف من مسكرات الفن المتبرج ولولا هذه الغرائز الجامحة في طلب السيطرة لإدراك غاية اللذة لما كان النظام الاقتصادي الحاضر في هذه المدنية هكذا مهدما مستعبدا مستأثرا باغيا ولما تعاندت القوة الدولية هذا التعاند الذي أفضى بالعالم إلى الحرب الماضية ثم إلى هذه الحرب المتلهبة من حولنا اليوم وذلك في مدى خمسة وعشرين عاما لم يستجمع العالم خلالها قوته ولم يتألف ما تفرق إلا ليضيع قوته مرة أخرى ويتفرق

بقلم: محمود شاكر
2084
الاستغاثة بالأموات | مرابط
مقالات

الاستغاثة بالأموات


سؤال الميت والغائب نبيا كان أو غيره من المحرمات المنكرة باتفاق أئمة المسلمين لم يأمر الله به ولا رسوله ولا فعله أحد من الصحابة ولا التابعين لهم بإحسان ولا استحسنه أحد من أئمة المسلمين وهذا مما يعلم بالاضطرار من دين المسلمين

بقلم: شيخ الإسلام ابن تيمية
586
الرقية الشرعية.. بين الطب والوحي | مرابط
أباطيل وشبهات

الرقية الشرعية.. بين الطب والوحي


نسمع بين الفينة والأخرى سؤالا يتردد حول الرقية الشرعية ما رأيك في الرقية الشرعية؟ وإذا كان الطب يؤيدها فلم التداوي بالعلاج إذن؟ لم لا يلجأ الناس للرقية الشرعية فقط دون الأدوية؟ وهل تؤتي أكلها أم أن العلاج المادي أنجع؟ وغير ذلك من الإشكالات والشبهات التي يرد عليها د. مهاب سعيد في هذا المقال الموجز.

بقلم: د. مهاب
484
حجاب المرأة ولباسها في الإسلام | مرابط
فكر مقالات المرأة

حجاب المرأة ولباسها في الإسلام


لا يختلف العلماء في جميع المذاهب: أن المرأة يجب عليها ألا تلبس لباسا ملتصقا يصف جسمها ولا أن تلبس شفافا يبدي لون أو هيئة ما يجب عليها ستره من بدنها وهن المقصودات بقوله صلى الله عليه وسلم في أحد الصنفين من أهل النار: نساء كاسيات عاريات يعني: لا هي كاسية ولا هي عارية لشفوف لباسها ووصفه وفي المسند عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال: كساني رسول الله صلى الله عليه وسلم قبطية كثيفة مما أهداها له دحية الكلبي فكسوتها امرأتي فقال: ما لك لم تلبس القبطية

بقلم: عبد العزيز الطريفي
810