الزينة والنمص

الزينة والنمص | مرابط

الكاتب: محمد العريفي

382 مشاهدة

تم النشر منذ سنتين

ومن اتباع الهوى والشيطان تكلف الفتاة في تزيين مظهرها، ولو كان في ذلك التعرض للعنة الله، ومن ذلك نمص الحواجب وترقيقها إما بالنتف أو الحلق، وهو تحقيق لوعيد الشيطان لما قال لربه: "لأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا * وَلأضِلَّنَّهُمْ وَلأمَنِّيَنَّهُمْ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الأَنْعَامِ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ" [النساء:118-119].

 

والنمص تغيير لخلق الله، وهو تعرض للعنة الله، فقد صح عند أبي داود وغيره عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال: (لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الواشمة، والمستوشمة، والنامصة، والمتنمصة، المغيرات لخلق الله).

 

سبحان الله! كيف تفعلين ما يعرضك للعنة الله وأنت تسألين الله المغفرة والرحمة في الصلاة وخارجها؟! أليس هذا تناقضًا بين قولك وفعلك، تطلبين الرحمة وتفعلين ما يطردك منها.. إن هذا لشيء عجاب! بل أفتى العلماء الربانيون بتحريمه، وبين يدي أكثر من عشرين فتوى كلها تحرم نمص الحواجب، فمن مقتضى إيمانك بالله أن تطيعيه فيما أمر، وأن تجتنبي ما نهى عنه وزجر.

 

بل إن النمص أيضًا من التشبه بالكافرات، و(من تشبه بقوم فهو منهم)، والله يوم القيامة يقول: "احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ" [الصافات:22] أزواجهم: أي شبهاؤهم ونظراؤهم، ومن أحب قومًا حشر معهم.

 

ولا تقولي: كثيرات يفعلن ذلك. فأقول: نعم، العبرة ليست بالكثرة، فكثيرات أيضًا يعبدن الأصنام، هل تعبدين الأصنام معهن؟ كثيرات يعلقن الصليب هل تفعلين مثلهن؟! إن كثرة العاصيات لا تعذرك عند الله، فأنت مسئولة عن عملك، وكما كنت في ظهر أبيك وحدك، ثم في بطن أمك وحدك، ثم ولدت وحدك فإنك تموتين وحدك، وتبعثين يوم القيامة وحدك، وتمرين على الصراط وحدك، وتأخذين كتابك وحدك، وتسألين بين يدي الله وحدك، قال الله: "إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ إِلاَّ آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا * لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا * وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا" [مريم:93-95].

 


 

المصدر:

محاضرة قصة فتاة

تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.

الكلمات المفتاحية:

#المرأة-المسلمة #النمص
اقرأ أيضا
مهارة الحفظ | مرابط
ثقافة

مهارة الحفظ


قدرة الحفظ لها لياقة تنمو بالمراس والمران والدربة والمزاولة ومعيار اللياقة أمران: أن تزيد كفاءة وفعالية المهارة وأن تثمر المهارة نتائجها دون مشقة وتعب مفرط. وهذان يحصلان كما سبق بكثرة التمرين واستمراره.

بقلم: إبراهيم السكران
305
لكم دينكم ولي دين | مرابط
تعزيز اليقين مقالات

لكم دينكم ولي دين


يزعم البعض أن سورة الكافرون جاءت تقر الكافرين على دينهم وتقر المسلمين على دينهم أي أنها بمثابة الرضى بما عليه أهل الأديان الأخرى ولهذا قال البعض في تفسيرها أنها منسوخة وحاول آخرون أن يجدوا مخارج أخرى ولكن هنا ستعرف حقيقة هذه السورة وكيف أنها جاءت بالمفاصلة التامة بين الإسلام والكفر

بقلم: محمد سعيد القحطاني
4163
الحياة الأدبية والأمة الإسلامية | مرابط
اقتباسات وقطوف

الحياة الأدبية والأمة الإسلامية


لا تستطيع أمة أن تعيش بغير تاريخها والذي يريد أن ينشئ في هذا الزمن أمة أخرى عن طريق التوهم فهو مخطئ وهذا ضرب من العبث الأمم بلسانها فقط الأمم بحركتها الأدبية واللغوية فقط أما الأشياء الأخرى من الصناعة وكذا وكذا والآراء الاجتماعية فهذه زائلة ومتحولة ويمكن أن تتحول في أي وقت لكن إذا تحول التاريخ فلا يمكن أن يبقى إنسان على صورة صحيحة في هذه الحياة.

بقلم: محمود شاكر
284
رؤية السلف لصفات الله عز وجل | مرابط
اقتباسات وقطوف

رؤية السلف لصفات الله عز وجل


ومن أهم المعاني التي كان يستحضرها السلف عند تصور صفات الله استحضار التعظيم الإلهي بمعنى أنهم يتذكرون دائما وجوب تعظيم الله وإجلاله سبحانه وهذا المعنى أثر في طريقة بحثهم وفي طريقة تعبيرهم عن مقام الله وأسمائه وصفاته

بقلم: سلطان العميري
797
شعب النفاق | مرابط
اقتباسات وقطوف

شعب النفاق


ومن تدبر شعب النفاق التي ذكرها الله في مواضع متفرقة من القرآن خصوصا مطلع البقرة والتوبة والأنفال ونحوها من السور المدنية علم سر قلق الصحابة من النفاق فالصحابة لم تكن خشيتهم الأساسية أن يبطنوا الكفر ويظهروا الإسلام فهذا أمر ظاهر وإنما كانوا يخشون أن يقع أحدهم في شعبة من شعب النفاق الدقيقة

بقلم: إبراهيم السكران
402
المسألة فيها خلاف الجزء الثاني | مرابط
فكر مقالات

المسألة فيها خلاف الجزء الثاني


كان الناس قبل عقود -بل سنوات- قليلة إذا تباحثوا في مسألة ما قال أحدهم: ما الدليل واليوم وبعد أن سمع فتوى فلان وفلان قال لك: المسألة فيها خلاف فرد التنازع إلى الخلاف لا إلى الدليل من كلام الله تعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم وبدلا من أن يجعل القرآن والسنة حاكمين عند الاختلاف جعل الاختلاف حاكما عليهما ومرد ذلك إلى الجهل والهوى والتساهل والتهاون في اتباع الشرع والأخذ بالدليل

بقلم: علوي بن عبد القادر السقاف
1565