كان الإنسان يفتش دائما ويقرأ ويطالع في سيرة صحابة النبي صلى الله عليه وسلم: ما هو المُعامل الإيماني، ما هو المكون العقدي، ما هو الشيء الذي وجد عند صحابة النبي صلى الله عليه وسلم غائب عند أبناء المسلمين بحيث لو استطعنا أن نعزز من هذه القيمة في نفوسنا = استطعنا أن نخلق حالة من حالات الحصانة من الذوبان في المعطى الحضاري الغربي، كيف يستطيع الإنسان أن يحصن نفسه من ضغط هيمنة النموذج الثقافي الغربي؟
ولا شك أننا نعيش اليوم في عالم تغلب عليه الأمزجة الليبرالية، هذه الإشكالية حقيقية وعميقة، ومن خلال مطالعة وقراءة في هذا الملف، وجدت أن المعنى الإيماني العميق الذي وجد عند صحابة النبي صلى الله عليه وسلم وهي سمة مركزية مميزة لجيل الصحابة على سائر أجيال المسلمين التالية.. هي أن حجم اعتزازهم وانقيادهم وإذعانهم وخضوعهم وتسليمهم لله تبارك وتعالى وللنبي صلى الله عليه وسلم = كان يمثل مستوى إيمانيًا شديد الرفعة.
كان عندهم قدر عال من تعظيم الوحي والإذعان والخضوع والتسليم لمعطيات الوحي كتابا وسنة، كان موقفهم واضح في ضوء التصور السلفي، من الله عز وجل الرسالة، ومن الرسول صلى الله عليه وسلم البيان، وعلينا التسليم.. كان هذا هو الوظيفة المنهجية التي تصورها صحابة النبي صلى الله عليه وسلم عن ذواتهم = أن الله عز وجل يرسل الرسول، وهذا الرسول يبين لنا شريعة الله تبارك وتعالى، وأن الدور المناط بنا أن نسلم لهذا الرسول.. معادلة واضحة شديدة الوضوح.