اللغة الفصحى التي ذكرها "توينبي"، وبيّن أنها هى الرباط الوثيق الذي يمنع العالم العربي من التفكك، إذا أراد مريد أن يُدخِلها في معركة مع اللغة العامية التي تؤدي إلى التفكك، كما تنبه إليه "توينبي" أيضًا، فإن هذه المعركة لا يمكن أن تُعد معركة أدبية مجردة من العوامل السياسية والدينية، الخفية والظاهرة.
و كل من يريد أن يدس هذه الحقيقة في ضباب من الغموض، ومن الألفاظ المبهمة، ومن المغالطات، فإنه امرؤ مريب يكتم أمرًا يرمي إليه، لآفة ينطوي عليها. أما الدعاه إلى ذلك، كصبيان المبشرين أمثال التالف الغبي سلامة موسى، ولويس عوض، فهؤلاء قد تجردوا لهذه الحرب السياسية التي اتخذت الدعوة إلى العامية سلاحًا يُراد به تفتيت قوة متجمعة كانت، أو تفتيت قوة هى في طريقها إلى التجمع. و كل الذين يغفلون عن هذه المعارك ويعدونها معارك أدبية (!!) أى معارك ألفاظ، إنما يخاطرون بمستقبل أمم، قد ائتمنوا عليها
المصدر:
- محمود شاكر، أباطيل وأسمار