المدارس العالمية وتعلم اللغات

المدارس العالمية وتعلم اللغات | مرابط

الكاتب: د.خالد حمدي

475 مشاهدة

تم النشر منذ سنة

للحريصين على المدارس العالمية والتعجل  بتعليم اللغات:

▪️ وأنا أقرأ وردي من القرآن اليوم كدت أقبل كل حرف فيه لفرط تلذذي به، دعوت كثيرا لوالديَّ، فقد كانا سببا لأن أقرأ القرآن وأفهمه وأعيش مع آياته ورسائله.

▪️ تذكرت تلك المرأة المصرية التي أخبرتني منذ أيام أنها تبذل جهدها لتحصل على استثناء من دراسة اللغة العربية لابنتيها اللتين تدرسان في مدرسة من أعرق المدارس الدولية في مصر، ويستثقلان مادة اللغة العربية.
رغم أن ما يُدَرّس منها قشور، لكنه ثقيل عليهما أيما ثقل!!
أشفقت على البنتين وآلاف غيرهن وربما ملايين ينشأن في بلد عربي مسلم ثم يكبرون ولا يعرفون عن كتاب ربهم ولا عن سيرة نبيهم شيئا.

▪️ منذ أيام كتب أحد الأصدقاء عن صديقه الياباني الذي قال له: "ليتك تأخذ لغتي وتقدمي العلمي ومخترعات بلادي وتعطيني ما أستطيع أن أفهم به آية من كتاب الله دون ترجمة". ليت كل المولعين بتعليم أولادهم اللغة الأجنبية قبل لغتهم العربية يقرءون ذلك.

▪️ الأستاذ القدير أنور الجندي رحمه الله ألف كتيبا صغيرا لكنه عظيم سماه:
(أخطر ما تواصى به الأجيال: الدين.. اللغة.. التاريخ)
وكأنه رحمه الله ينظر إلى واقع الأمة المرير من وراء حجاب، فمثل هذه المدارس لا تعلم أولادنا دينا، ولا لغة، ولا تاريخا، فحتى التاريخ الذي يدرسونه تاريخ الدولة التي يتعلمون لغتها.

▪️ لا أدري لم كل هذا النفور من لغة القرآن، ولغة الرسول، ولغة الأمة التي اختارها الله لتنزل وحيه واختتام كتبه؟

▪️ تقول إحداهن: "كنت أقرأ القرآن في الحرم المكي، وإذا امرأة أعجمية تقترب مني، وتسمعني وتبكي، ثم اكتشفت أن المسكينة تبكي تأثرا من كتاب الله الذي لا تفهم منه حرفا، وربما ندبا على حالها، وهي المسلمة التي لا تعرف كيف تقرأ كتابها المقدس".

▪️ زد على ذلك ما يعيشه أولادنا من صراع بين ما يعرفون من ثوابت دينهم من حرام وحلال، وبين ما يعيشونه في هذه البيئات المختلطة والمائعة طوال عام كامل بل أعوام، وغالبا ما ينتهي الصراع لصالح ما يعيشه الولد في المدرسة لا ما يُلَقّنه في البيت!!
فلا ينتهي من دراسته حتى يصبح مائعا ضائعا كالغراب الذي قلد مشية الحمامة، فلا هو أصبح حمامة ولا استطاع أن يعود لمشية الغراب!!
بل إن كثيرا منهم بعد سنوات من هذه المدارس يتحول من ولد كانت فيه سيماء الرجولة رغم صغر سنه إلى ما يشبه البنات نعومة وطراوة لفرط جلوسه بينهن وكلامه معهن، وذهاب الفوارق والحواجز الفطرية بينه وبينهن.. وما أكثر قصص هؤلاء التي مرت علي.

▪️ سيتعللون لك بلغة المستقبل، ومجالات العمل، وفرص السفر والدراسة، ورقي المدارس، وروعة المناهج، و...و....
فقل لهم: اطمئن على لغة ولدك ودينه وأصالتهما عنده أولا ثم علمه ما شئت... فعندما تتعرض عقيدة أولادنا وأخلاقهم وثوابتهم ولغتهم للضياع فلتذهب كل مدارس الدنيا ولغاتها للجحيم.

▪️ لي تجربة مع ولدي، كان العمل يعطيني بدلا للتعليم يدخله أغلى مدرسة دولية، لكنني فضلت لغة دينه وأمته، ثم لما اطمأننت عليها دفعته قبل الجامعة بعام أو عامين لتعلم الإنجليزية فأتقنها، وها هو الآن يدرس بها، فلا هو ضيع لغته ودينه، ولا هو تأخر عن غيره من أهل اللغة التي يدرسونها منذ نعومة أظفارهم على حساب لغة قرآنهم وأمتهم.

▪️ البعض عنده نفور واشمئزاز من العرب والعربية، وهؤلاء موجودون في كل زمان ومكان، لكن غالبية الأمة تحب دينها وكتابها لكنها تمشي ربما على خطى غيرها دون أن تلتفت لعاقبة أمرها وأمر أولادها.

▪️ ولهؤلاء أقول: آية واحدة يحفظها ويفهمها ولدك، أو حديث تحفظه وتفهمه ابنتك، خير لك في آخرتك من كل لغات العالم لو كنت تعلم. فكيف لو كان المصحف كله، أو السيرة كلها؟!!

▪️ أدركوا أولادكم قبل أن تضيع لغتهم ودينهم في الدنيا، ويمسكوا بتلابيبكم في الآخرة، فالأمر أكبر من مجرد لغة وحروف، إنه هوية ودين.

تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.

الكلمات المفتاحية:

#المدارس-العالمية #تعلم-اللغات
اقرأ أيضا
تحرير العقول من التفكير الخاطئ | مرابط
تفريغات

تحرير العقول من التفكير الخاطئ


يعطيك صاحب الفكر المتصلب انطباعا بأن لديه جوابا لكل سؤال والسبب في ذلك أن ممارسته للمشاركة في التحدث قائمة على عدد قليل من المبادئ والمفاهيم الجاهزة والمحددة فهو يحفظها عن ظهر قلب ويسارع إلى استخدامها في محاوراته وليس عنده أي مشكلة نحو الآثار التي تترتب على عدم صوابها إنه موقن بها وليس بحاجة إلى سماع رأي الآخرين فيها

بقلم: د عبد الكريم بكار
661
اجتلاء العيد | مرابط
مقالات

اجتلاء العيد


جاء يوم العيد يوم الخروج من الزمن إلى زمن وحده لا يستمر أكثر من يوم. زمن قصير ظريف ضاحك تفرضه الأديان على الناس ليكون لهم بين الحين والحين يوم طبيعي في هذه الحياة التي انتقلت عن طبيعتها. يوم السلام والبشر والضحك والوفاء والإخاء وقول الإنسان للإنسان: وأنتم بخير. يوم الثياب الجديدة على الكل إشعارا لهم بأن الوجه الإنساني جديد في هذا اليوم. يوم الزينة التي لا يراد منها إلا إظهار أثرها على النفس ليكون الناس جميعا في يوم حب.

بقلم: مصطفى صادق الرافعي
452
الاستبداد يشل القوى | مرابط
فكر مقالات

الاستبداد يشل القوى


فحيث تسود الطمأنينة ويختفي الرعب ينصرف العامة إلى تثمير أموالهم وتكثير ثرواتهم لأنهم واثقون أن حصاد ما يغرسون لهم ولذراريهم فهم غير مدخرين وسعا في العمل والإنتاج إلا أن هذه البيئة الوادعة الآمنة المشجعة على الكدح والكسب تقلصت رقعتها في الأمة الإسلامية خلال القرون الأخيرة ووقع الفلاحون والصناع وأهل الحرف المختلفة في براثن أمراء يحكمون بأمرهم لا بأمر الله فكانت عقبى الترويع المتجدد النازل على رؤوسهم أن أقفرت البلاد وصوح نبتها وعم الخراب أرجاءها

بقلم: محمد الغزالي
732
الزواج وطلب العلم | مرابط
اقتباسات وقطوف

الزواج وطلب العلم


مقتطف من كتاب إلى الجيل الصاعد للكاتب أحمد يوسف السيد يناقش فيه معضلة طلاب العلم حيث يعتقد البعض أن الزواج سيكون عائقا أمام رحلة الطلب أو أن الوقت سيكون ضيقا ومن هنا يقرر البعض تأخير الزواج لكن الحقيقة عكس ذلك تماما

بقلم: أحمد يوسف السيد
688
خطر الكسل المعرفي | مرابط
مقالات ثقافة

خطر الكسل المعرفي


كثير من الشباب لديه كسل معرفي رهيب فتراه يبادر إلى تبني أفكار كثيرة بمجرد أن يسمع بكلمة دليل أو عقل!! ولو كلف نفسه بالبحث قليلا أو بسؤال عدد من أهل الخبرة لأدرك بأن كثيرا مما يسمى دليلا وعقلا هو مجرد كلام فارغ لا قيمة له.

بقلم: د. سلطان العميري
628
الأهواء المتدينة | مرابط
فكر مقالات

الأهواء المتدينة


نتعامل في واقعنا المعاصر مع إشكال جديد يمكن تسميته بالأهواء المتدينة هذا الإشكال يظهر في أن ترك الالتزام بالأحكام الذي هو من جنس التقصير والهوى أصبح محسنا مزينا في نفس المسلم متوافقا مع الدين مقربا إلى الحق فلم تعد تلك المخالفات متضمنة مفسدة المخالفة فقط بل أضيف لها مفسدة التحسين والتزيين للهوى والباطل

بقلم: فهد بن صالح العجلان
1124