يتمنّع بعض الشباب ذوي الطموح العالي في العلم والطلب عن الزواج أو التبكير به، ويعتبرونه شاغلًا وصارفًا، ويكثرون الاستشهاد بحال بعض العلماء الذين تفرّغوا للعلم وآثروا العزوبة على الزواج. وفي الحقيقة فإن من يعتقد من الشباب المعاصر أن الزواج -الموفق المناسب- معيق عن طلب العلم فهو واهم، بل إن الزواج الطيب المناسب لمن أهم الوسائل المعينة على طلب العلم والاستقرار؛ خاصة مع تنامي دوائر المغريات والشهوات.
وقد حدّث الله سبحانه وتعالى نبيّه صلى الله عليه وسلم عمّن سبقه من الرسل؛ وهم صفوة خلقه، فقال "وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِّن قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وذرية" وزاد رسوله صلى الله عليه وسلم هذا المعنى تأكيدًا عندما سمع برجل من أصحابه يقول له: إنه لن يتزوج -تزهّدًا- فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم: أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له، لكني أصوم وأفطر، وأصلي وأنام، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني"
المصدر:
أحمد بن يوسف السيد، إلى الجيل الصاعد، ص101