تروي كتب السيرة أنه حين نزل تحريم الخمر، أرسل رسول الله، صلى الله عليه وسلم، مناديا ينادي في طرقات المدينة: أيها الناس! ألا إن الخمر قد حُرمت.. وما زاد على ذلك.. وتقول كتب السيرة: فمن كان في فمه شربة خمر أراقها، ومن كان في بيته زق خمر أراقه، حتى ظلت المدينة أياما تفوح طرقاتها برائحة الخمر.
والدول العصرية المتقدمة، تسن القوانين، وتجند الشرطة، وتشغل المحاكم، وتشغل السجون، وتقول تقريراتها إن نسبة الإدمان فيها آخذة في الازدياد..
ثم إن هناك فرقًا في النوعية: بين أن يكون دافع الطاعة هو الخوف من سطوة القانون، وأن يكون الدافع مخافة الله، النابعة في القلب من الإيمان بلا إله إلا الله.. ومع أن الله "يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن" كما قال عثمان بن عفان، رضي الله عنه، ولكن يظل الفارق قائمًا بين وجود القاعدة الإيمانية، وكونها الدافع الأول للسلوك، بأي درجة من الدرجات، وبين عدم وجود تلك القاعدة أصلًا، وانحصار الوازع في السلطان.
المصدر:
محمد قطب، لا إله إلا الله عقيدة وشريعة ومنهاج حياة، ص 41