شبهة هل الإسكندر الأكبر هو ذو القرنين الذي مدحه القرآن

شبهة هل الإسكندر الأكبر هو ذو القرنين الذي مدحه القرآن | مرابط

الكاتب: محمد عمارة

925 مشاهدة

تم النشر منذ سنتين

الشبهة:

يمدح القرآن الإسكندر الأكبر (ذو القرنين) كعبد صالح يؤمن بالله [18: 87 ـ 88]. ولكن جميع مؤرخى الإغريق يجمعون على أنه كان من عبدة الأوثان. فكيف يصح ذلك؟

الجواب:

فى القرآن بسورة الكهف: 83 ـ 98 حكاية ذى القرنين: (ويسألونك عن ذى القرنين قل سأتلو عليكم منه ذكرًا. إنا مكنا له فى الأرض وآتيناه من كل شىء سببًا) [83، 84] إلى آخر الآيات.. وخلال هذه الآيات يتبدى عدل (ذى القرنين)، فيقول: (قال: أما من ظلم فسوف نعذبه ثم يرد إلى ربه فيعذبه عذابًا نكرًا. وأما من آمن وعمل صالحًا فله جزاء الحسنى وسنقول له من أمرنا يسرًا) [87، 88].. تلك هى تسمية القرآن الكريم لهذا الملك (ذى القرنين).

أما أن ذا القرنين هذا هو الإسكندر الأكبر المقدونى (356 ـ 324 ق.م) فذلك قصص لم يخضع لتحقيق تاريخى.. بل إن المفسرين الذين أوردوا هذا القصص قد شككوا فى صدقه وصحته..

فابن إسحق (151 هـ / 768 م) ـ مثلًا ـ يروى عن " من يسوق الأحاديث عن الأعاجم فيما توارثوا من علم ذى القرنين " أنه كان من أهل مصر، وأن اسمه " مرزبان بن مردية اليونانى "..

أما الذى سماه " الإسكندر " فهو ابن هشام (213 هـ 828 م) الذى لخص وحفظ (السيرة) لابن إسحق.. وهو يحدد أنه الإسكندر الذى بنى مدينة الإسكندرية فنسبت إليه..

وكذلك جاءت الروايات القائلة إن (ذا القرنين) هو الإسكندر المقدونى عن (وهب بن منبه) (34 ـ 114 هـ / 654 ـ 732 م) [القرطبى ج 11 ص 50].. وهو مصدر لرواية الكثير من الإسرائيليات والقصص الخرافى.

ولقد شكك ابن إسحق ـ وهو الذى تميز بوعى ملحوظ فى تدوين ونقد القصص التاريخى ـ شكك فيما روى من هذا القصص الذى دار حول تسمية ذى القرنين بالإسكندر، أو غيره من الأسماء.. وشكك أيضًا فى صدق ما نسب للرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ حول هذا الموضوع.. وذلك عندما قال ابن إسحق: " فالله أعلم أى ذلك كان؟.. أقال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ذلك أم لا؟ ".

ويثنى القرطبى على شك وتشكيك ابن إسحق هذا، عندما يورده، ثم يقول: " والحق ما قال ".. أى إن الحق هو شك وتشكيك ابن إسحق فى هذا القصص، الذى لم يخضع للتحقيق والتمحيص، وإن يكن موقف ابن إسحق هذا، وكذلك القرطبى، هو لون من التحقيق والتمحيص..

فليس هناك، إذن، ما يشهد على أن الإسكندر الأكبر المقدونى الملك الوثنى هو ذو القرنين العادل والموحد لله.

 


 

المصدر:

محمد عمارة، شبهات حول القرآن الكريم، ص10

تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.

الكلمات المفتاحية:

#شبهات-حول-القرآن
اقرأ أيضا
نكتة لطيفة في القضاء والقدر | مرابط
اقتباسات وقطوف

نكتة لطيفة في القضاء والقدر


فإن قيل فما الفرق بين كون القدر خيرا وشرا وكونه حلوا ومرا؟ قيل الحلاوة والمرارة تعود إلى مباشرة الأسباب في العاجل والخير والشر يرجع إلى حسن العاقبة وسوئها فهو حلو ومر في مبدأه وأوله وخير وشر في منتهاه وعاقبته وقد أجرى الله سبحانه سنته وعادته أن حلاوة الأسباب في العاجل تعقب المرارة في الآجل ومرارتها تعقب الحلاوة فحلو الدنيا مر الآخرة ومر الدنيا حلو الآخرة

بقلم: ابن القيم
326
ادعاء نسبية الأخلاق | مرابط
أباطيل وشبهات

ادعاء نسبية الأخلاق


تعتبر النسبية من أضر الفلسفات التي حطت رحالها في بلاد المسلمين وفي هذا المقال نناقش دعوى أن الأخلاق أمور اعتبارية نسبية لا ثبات لها تختلف من مكان إلى مكان ومن زمان إلى زمان ومن أمة إلى أمة. فالذي يعتبر منافيا للأخلاق عند شعب من الشعوب لا يعتبر منافيا للأخلاق عند شعب آخر وبعض ما كان مستنكرا فيما مضى قد يعتبر مستحسنا في عصر آخر

بقلم: عبد الرحمن حسن حبنكة الميداني
434
فهم الصحابة للنصوص على الحقيقة | مرابط
تعزيز اليقين تفريغات

فهم الصحابة للنصوص على الحقيقة


إن السلف الصالح لم يكونوا بحاجة إلى أن يشرحوا ما هو واضح لديهم وضوح الشمس في رابعة النهار والمثال السابق يشبه تماما ما لو قال قائل: أعطونا مثالا واحدا على أن أحد الصحابة قال: هذا فاعل وهذا مفعول به وهذا مفعول للتمييز وهذا للحال.. إلى آخر ما هنالك من مصطلحات وضعت بعد الصحابة

بقلم: الألباني
562
آثار مفهوم النسوية على الأديان ج2 | مرابط
النسوية

آثار مفهوم النسوية على الأديان ج2


آثار مفهوم النسوية في مجالات الدين الإسلامي لقد ظهر تأثر النسوية العربية والإسلامية بالنسوية الغربية جليا واضحا في دعوتها إلى التعامل مع القرآن الكريم بنفس الآليات التي تعاملت فيها النسوية الغربية مع الكتاب المقدس

بقلم: أمل بنت ناصر الخريف
509
مدمنو البيانات | مرابط
ثقافة

مدمنو البيانات


شبكة الإنترنت خلقت نوعا جديدا من السلوك القهري يشتمل على الإفراط في تصفح الشبكة والبحث في قواعد المعلومات وهؤلاء الأفراد يبددون كمية غير مناسبة من الوقت في البحث وجمع وتنظيم المعلومات وهو ما يسمى بالإفراط في تحميل المعلومات

بقلم: إبراهيم السكران
427
بكم الجاكيت؟ | مرابط
فكر

بكم الجاكيت؟


من يتأمل في كثير من أحوالنا يجد أننا نمارس حيلة الجاكيت الغالي ولكن بمستويات مختلفة نعلم أن الحق في المسألة كذا ولكنه يحتاج ثمنا لا نريد دفعه فنتظاهر بالحيرة بين أقوال الفقهاء ثم ننسحب إلى أهوائنا.

بقلم: بدر آل مرعي
241