موافقة الغرب باسم الإسلام

موافقة الغرب باسم الإسلام | مرابط

الكاتب: د عادل بن حسن الحمد

481 مشاهدة

تم النشر منذ سنتين

موافقة الغرب باسم الإسلام

لقد حاول المؤلف -أبو شقة- التبرؤ من هذه الإشكالية صراحة، فقال:

"فكل هذه القضايا الخطيرة لا نطرحها اعتباطا أو مسايرة لتيار التفرنج الغازي، بل نطرحها انبعاثا محضًا من كتاب الله تعالى وسنة رسوله، صلى الله عليه وسلم، أي انبعاثا من منطوق النص الشرعي، ومن دلالته الواضحة الجلية، لا من دلالته الخفية التي حولها يختلف الناس عادة. أي إننا نطرح تلك القضايا بمفهومها الشرعي، وبآدابها الشرعية، وبحدودها الشرعية. ولا يضيرنا أن نقول كلمة أو كلمات تتشابه مع كلام قوم آخرين" (تحرير المرأة لأبي شقة 268/2)

نعم، لقد وافق كلامه كلام قوم آخرين، فمن هم الذين وافقهم؟ وما هي القضايا الخطرة التي وافقهم فيها؟
لقد وافق المؤلف الغرب في مطالبهم في القضية العالمية اليوم وهي قضية المرأة. وزاد عليهم بالتدليل على ما يريدون من الكتاب والسنة، وفق فهمه لا وفق فهم علماء الأمة

إن المؤلف يلح في كتابه على خروج المرأة من بيتها، وانخراطها في العمل العام المختلط، من أجل تقدم المجتمع وازدهاره، ومن أجل المصلحة العامة؛ وهذا كله وهم، فقد خرجت المرأة في غالب دولنا إلى الشارع العام واختلطت بالرجال وأظهرت زينتها كما يدعو إليه المؤلف، فما هي النتيجة؟ زاد تأخرنا وانحطاطنا وإذلالنا ن قبل الشراذم

إن المؤلف يرى في اختيار الله عز وجل للمرأة بالقرار في البيت تخلفًا عقليًا، لذا يستحثها على الخروج والاطلاع على أحوال العالم الخارجي ليتفتح عقلها، ولكنه أيضًا يخشى من الوقوف عند هذا الحد أن يُتهم بموافقة الغرب أو غيره، فيؤكد على أهمية قيامها بتربية أبنائها والعناية بهم؛ لذا تجده يقول:

إذا كان النقص النوعي الفطري أو العرضي نتيجة بعض وظائف الأعضاء مما كتبه الله على بنات آدم، وهو أمر صالح يعين على تحقيق كل من الرجل والمرأة دوره في الحياة؛ فإن الحياة الرتيبة المنعزلة وراء جدران البيت، هو أمر خطر على حياة المرأة وحياة الأسرة وحياة المجتمع كله، إنه خطر يكاد يذهب بعقل المرأة كله، وتكاد تصبح معه كالسائمة لا تملك من أمرها شيئًا، ولا تدري مما يجري حولها شيئًا فيضعف تبعا لذلك دورها في تربية أبنائها، وينعدم -تبعا لذلك أيضًا- دورها في إنهاض مجتمعها بنشاط اجتماعي أو سياسي (تحرير المرأة لأبي شقة، 278/1)

لقد اختلطت الأمور على المؤلف فهو يريد إخراج المرأة من بيتها، ويريد منها أن تربي أبناءها كذلك، ولكن أين ستربي المرأة أبناءها، وكم من الوقت ستحتاج لتحقيق هذا الدور العظيم، وهي تقضي زهرة وقتها اليومي في خارج البيت؟

 


 

المصدر:

د. عادل بن حسن الحمد، تحرير المرأة عند العصرانيين، كتاب تحرير المرأة في عصر الرسالة أنموذجا، ص22

تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.

الكلمات المفتاحية:

#تحرير-المرأة
اقرأ أيضا
من وصايا لقمان.. عن المرأة الصالحة والمرأة السوء | مرابط
اقتباسات وقطوف المرأة

من وصايا لقمان.. عن المرأة الصالحة والمرأة السوء


ومثل المرأة السوء كمثل السيل لا ينتهي حتى يبلغ منتهاه: إذا تكلمت أسمعت وإذا مشت أسرعت وإذا قعدت رفعت وإذا غضبت أسمعت. وكل داء يبرأ إلا داء امرأة السوء.

بقلم: الطاهر بن عاشور
489
مطالعة في كتاب إسلام السوق لباتريك هايني | مرابط
فكر مناقشات

مطالعة في كتاب إسلام السوق لباتريك هايني


في عام 2005م نشر الباحث السويسري باتريك هايني رصدا لنمط جديد من التدين -بحسب رؤية الباحث- وذكر أن البحوث الغربية الحديثة لم تسلط الضوء عليه هذا النمط الجديد من التدين ذكر الباحث أن له منظومة عناصر وهي: مركزية الفردانية وبحث المتدين الجديد عن مشروعات شخصية وتمجيد التجارة والاستثمار والبزنس والاستغراق في أدبيات الفكر الإداري الأمريكي كالتنمية البشرية وتحقيق الذات وعلم النجاح والاستمتاع بالحياة ونحوها وغلبة النزعة الاستهلاكية والرفاه والاهتمام بالماركات في الزي ونحوه ومن ذلك تفريغ الحجاب من مض

بقلم: إبراهيم السكران
2101
تراجع الخيرية | مرابط
مقالات

تراجع الخيرية


من تأمل في تراجع الخيرية في قرون الإسلام الأولى علم أنه كلما ابتعد الناس عن نور النبوة الأولى والتربية النبوية الأخروية فإنه يحصل لبعض المنحرفين في المجتمع الإسلامي من الانبهار بالثقافات المجاورة مالا يحصل لسابقيهم وهذا كله بسبب ما نقص في قلوبهم من تعظيم الآخرة عمن سبقهم وما دخل القلوب من التثاقل الى الأرض.

بقلم: إبراهيم السكران
308
ولا يبدين زينتهن | مرابط
تفريغات المرأة

ولا يبدين زينتهن


قول الله جل وعلا: ولا يبدين زينتهن النور:31 في نهي الله جل وعلا عن إبداء الزينة جاءت الزينة في هذه الآية في موضعين: الموضع الأول في النهي والموضع الثاني في الاستثناء إلا ما ظهر منها أمر الله جل وعلا بعدم إبداء الزينة وفي قوله جل وعلا: إلا ما ظهر منها النور:31

بقلم: عبد العزيز الطريفي
717
حول مشروع الجندر | مرابط
الجندرية

حول مشروع الجندر


تدور الفكرة الرئيسية لمفهوم الجندر حول أن صفاتنا النفسية والاجتماعية وأدوارنا لا تولد معنا بل نكتسبها من خلال التربية والثقافة المحيطة وأن الاختلاف الطبيعي الوحيد بين الذكر والأنثى هو في تلك الوظيفة الإنجاب أما الاختلافات الأخرى من حيث الطباع أو الأدوار الاجتماعية التي يقوم بها كل من الذكر والأنثى فهي ليست مرتبطة بالاختلافات البيولوجية أو الفيزيولوجية الموجودة في جسد كل منهما بل بسبب عوامل اجتماعية صنعها البشر أنفسهم

بقلم: الحارث عبد الله بابكر
492
هل المذاهب الفقهية بدعة محدثة؟ | مرابط
أباطيل وشبهات

هل المذاهب الفقهية بدعة محدثة؟


هل المذاهب الفقهية بدعة محدثة وأنه لا يجوز تقليد المذاهب بل يجب اتباع الدليل أينما كان وأن أصحاب المذاهب الفقهية أضاعوا السنن لجمودهم على آراء أئمتهم كما يقول بعض المعاصرين؟ بين يديكم الرد الشافي على هذا السؤال.

بقلم: أ.د.حاكم المطيري
571