المرأة بين دعاة الإسلام وأدعياء التقدم ج2

المرأة بين دعاة الإسلام وأدعياء التقدم ج2 | مرابط

الكاتب: عمر الأشقر

655 مشاهدة

تم النشر منذ سنتين

دعوات العودة إلى الفطرة

إن دعاة الحضارة والمدنية اليوم متأخرون جدًا، فأوروبا التي يزعمون أنها أم الحضارة والرقي تصرخ اليوم، فالمرأة هناك التي يسمونها متحضرة تبكي صارخة مولولة لأنها فقدت سعادتها وأمومتها وبيتها، وهذا الكلام نقل في الصحف والمجلات من مصادر علمية موثقة.

وهنالك مشروع لقانون وزع على الدول الأعضاء في هيئة الأمم المتحدة، في عام 1975م فيه حق وباطل، لكن ما جاء فيه من الحق يعتبر انعطافًا خطيرًا في الفكر العالمي الحديث، فهو ينظم قضايا المرأة، وكما نعلم أنه في عام 1975م عقد مؤتمر المرأة العالمية، والذي انعقد في الأمم المتحدة، فقالوا فيه: إن أي مشروع لوضع القوانين في بلاد العالم ينظم قضايا المرأة ويحدد علاقتها بالرجل يجب أن يراعي الواجب الأساسي للمرأة في الحياة الاجتماعية، وهو الأمومة وتربية الأطفال وتهيئة الجو لإنشاء البيت السعيد.

وهذه قاضية سويدية تسمى برجيت أور كلفتها الأمم المتحدة بزيارة البلاد العربية لدراسة مشاكل المرأة في العالم العربي وأوضاعها الاجتماعية والقانونية، فتحدثت هذه القاضية الباحثة عن المأساة التي خلفتها أوضاع الحرية المزعومة في السويد أرقى بلاد الحضارة الغربية، والدول الاسكندنافية هي أرقى دول العالم ومنها السويد، ورغم ذلك فإن الإحصائيات أثبتت ازدياد نسبة الانتحار سنة بعد سنة في السويد، وقد قدمت هذه الباحثة تقريرًا لهيئة الأمم المتحدة بينت فيه زيادة نسبة الانتحار بين النساء.

ثم تقول الباحثة بعد ذلك: إن المرأة السويدية اكتشفت فجأة أنها اشترت وهمًا هائلًا - وهو الحرية التي زعم الرجال أنهم سيعطونها للمرأة- بثمن مفزع وهو سعادتها الحقيقة، فهذه أخصائية في حقوق المرأة في سن الخامسة والسبعين تحن إلى حياة الاستقرار المتمثلة في الحياة العائلية المتوازنة جنسيًا وعاطفيًا ونفسيًا، فهي تريد أن تتنازل عن معظم حريتها في سبيل كل سعادتها.

تقول الباحثة أيضًا: والنتيجة على مستوى الأمة مذهلة حقًا، ففي تقرير رسمي خطير لوزارة الشئون الاجتماعية السويدية أعلنت الدولة أن 25% من السكان يصابون بأمراض عصبية ونفسية، وأن 30% من مجموع المصروفات الطبية في السويد تنفق في علاج الأمراض العصبية والنفسية، وأن 40% من مجموع الأشخاص الذين يحالون إلى التقاعد قبل سن المعاش بسبب العجز التام عن العمل هم من المرضى المصابين عقليًا، مع العلم أن الأمراض الجنسية لا تدخل في هذه الإحصائيات.

 

المرأة في الغرب

إن المرأة اليوم في الغرب تعمل وتكدح وتتعب في سبيل التحرر الاقتصادي، وهذا إنما يكون على حساب طبيعتها وأنوثتها وفطرتها، ثم بعد هذا التعب والكد تنفق ما جمعته من مال على الزينة؛ لترضي شهوة الرجال هناك.

نشرت إحصائية في الصحف البريطانية عام 1962م أو عام 1963م مفادها أن النساء في بريطانيا ينفقن تسعين مليون جنيه استرليني على شراء مستحضرات التجميل، ومائتي مليون جنيه على تسريح الشعر والباروكات، فيا ترى كم صرفن على الملابس والعطور وشرب الخمور ومخالطة الرجال؟

ولم يكتف الرجال هنالك بالزج بالمرأة في هذا العالم الموبوء وتسخيرها - باسم الحرية والمدنية والحضارة - بل حاولوا أن يستغلوا المرأة للحصول على الكسب المادي، ونحن نرى ونشاهد حتى في الكويت كيف يستغل التجار والشركات وأصحاب الأموال المرأة في الدعايات؛ لأن ذلك يجر عليهم أرباحًا كبيرة، أما في البلاد الأوروبية فإن الأمر أكثر من ذلك، فعلى سبيل المثال عندما أراد منتجو السيارات العالمية عرض أحدث ما توصلوا إليه في صناعة السيارات، جاءوا بعشرات الفتيات وهن شبه عاريات ليقمن بعرض السيارات؛ لأنهم يعلمون أن في ذلك جني الكثير من الأرباح.

فأصبح أسلوب المتاجرة بالمرأة أسلوبًا عامًا في مظاهر الحياة التجارية كلها وبشكل خطير سواء كان ذلك في المجلة، أو الكتاب أو وسائل الإعلام الأخرى، والرجال المتحضرون في أوروبا اليوم يأخذون من المرأة كل شيء ثم يتركونها جثة هامدة، ودعاة التقدمية والحضارة الذين يريدوننا أن نتأسى ونقتدي بهم إنما يريدون لنا أن ننحدر إلى الحضيض الذي وصلوا إليه، ونترسم خطى حضارة تمردت على التقاليد والنظم، فتمادت في غيها، وانتقلت من خطأ إلى خطأ، ومن ضلال إلى ضلال.

 

المرأة ودعاة الإسلام

إن الإسلام ليس كغيره من المذاهب والأديان، فنحن لسنا كالنصرانية ولا اليهودية، إن النصرانية واليهودية في أصلها دينان سماويان لكنهما حرفتا وبدلتا، فنظرة الديانة اليهودية الموجود الآن إلى المرأة نظرة سيئة، فهم يصورون أن الآلام والأحزان والأوجاع كلها من حواء، هكذا تقول الأسطورة اليهودية، أما المرأة في عقيدة النصارى فهي ينبوع المعاصي، وأصل السيئة والفجور، وهي للرجل باب من أبواب جهنم؛ لأنها المصدر الذي تحركه وتحمله على الآثام، ومنها انبثقت عيون المصائب الإنسانية جمعاء، أما العلاقة بين الرجل والمرأة فهي عندهم رجس وقذارة، ولذلك الرجل الفاضل عندهم هو ذلك الراهب الذي يهرب إلى المغارة والصومعة ولا يتزوج ولا يولد له؛ لأن الزواج عبارة عن علاقة آثمة.

أما الهندوسية فإنها ترى أن المرأة ملك لأبيها عندما تكون بكرًا، وملك لزوجها عندما تتزوج، وملك لأولادها إذا أنجبت، بل إنهم كانوا إذا مات الزوج يحرقون جثته ثم يأتون بالزوجة فيحرقونها فوقه.

والإسلام ليس كما يزعم بعض علماء المسلمين الذين لم يفقهوا الإسلام فقالوا: المرأة لا تخرج إلا من بيت أبيها إلى بيت زوجها ثم إلى قبرها، فلا تخرج إلى دور العلم، ولا تقرأ ولا تكتب، ولا تشارك في أي نشاط اجتماعي، فقول هؤلاء ليس هو قول الإسلام، وفهمهم ليس هو فهم الإسلام، بل هم مخطئون، أما قول الإسلام الذي أنزله الله سبحانه وتعالى فهو المتمثل في قولة الرسول صلى الله عليه وسلم في النساء في الحديث الصحيح: (إنما النساء شقائق الرجال)، كلمات صغيرات قليلات، ولكنها تبين الحقيقة وتكشفها.

والإسلام يقول لنا: إن المرأة خلقت من أجل المهمة التي خلق لها الرجل، قال تعالى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ [الحجرات:13]، يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا [النساء:1]، خلق الله آدم من قبضة من طين، ومن ضلع آدم خلق زوجه حواء،  وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا، أي: خلق حواء من آدم، وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا [النحل:72].

والله عز وجل يذكر المسلمين والمؤمنين والقانتين، ويذكر في مقابلهم المسلمات والمؤمنات والقانتات والصادقات والصابرات والصائمات والذاكرات، فكما يذكر الرجال الذين اتصفوا بهذه الصفات يذكر النساء المتصفات بها.

والإسلام كلف المرأة بنفس التكاليف التي كلف بها الرجل، فالرجل يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وكذلك المرأة، والرجل كلف بالصلاة والصوم والزكاة والحج والذكر والاستغفار.. وغير ذلك، والمرأة كذلك كلفت بكل ذلك، قال تعالى: مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً [النحل:97].

وقد استثني من كل ذلك الجهاد رحمة بالمرأة وتكريمًا لها؛ ولأن لها مهمة عظيمة وهي بناء البيت المسلم فإذا ما كلفت بالجهاد فإنها ستشغل عن تلك المهمة.

وقد بايع الرسول صلى الله عليه وسلم النساء كما بايع الرجال في بيعة العقبة، وقد جاء في كتاب الله ذكر بيعة النساء خاصة وذلك في قوله تعالى:يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَنْ لا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا وَلا يَسْرِقْنَ وَلا يَزْنِينَ وَلا يَقْتُلْنَ أَوْلادَهُنَّ وَلا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ [الممتحنة:12]، فالمرأة في الإسلام ليست كما تقول النصرانية واليهودية: رجس ولا نقص، إنما هي مخلوق كريم كالرجل تمامًا.

 

المرأة في الكتاب والسنة

إن الله عز وجل أثنى على نساء كريمات في كتابه، وأثنى الرسول صلى الله عليه وسلم على نساء كريمات في أحاديثه، فقد أثنى الله على امرأة فاضلة وهي آسية امرأة فرعون، فقال تعالى: وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنَ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ [التحريم:11] آمنت بموسى وهي ملكة مصر، فخلد الله ذكرها في كتابه، وذكر الله مريم في كتابه فقال: وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ [التحريم:12]، وبرأ الله الصديقة بنت الصديق من فوق سبع سماوات عندما اتهمت بالفحشاء، حيث أنزل براءتها في القرآن في سورة النور: إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ [النور:11].

وجاءت امرأة تجادل رسول الله صلى الله عليه وسلم في زوجها فاستمع الله إلى كلامها من فوق سبع سماوات، وأنزل في شأنها قرآنًا يتلى، حيث جاءت خولة بنت ثعلبة تجادل رسول الله صلى الله عليه: (يا رسول الله! إن زوجي أوس بن الصامت في حال الغضب قال: أنت علي كظهر أمي، يا رسول الله! إن لي منه صبية صغارًا، إن ضممتهم إلي جاعوا، وإن ضممتهم إليه ضاعوا، فيقول لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما أراك إلا قد حرمت عليه، فقالت: أشتكي إلى الله ما نزل بي وبصبيتي، فأنزل الله من سورة المجادلة: وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ [المجادلة:3]..) إلى آخر الآيات، فالله عز وجل ما قال: هذه المرأة لا قيمة لها، وإنما أنزل قرآنًا في شأن النساء كما أنزله في شأن الرجال، واعتبر الذين تلفظوا بكلمة على امرأة عفيفة -وهي عائشة- بهتانًا عظيمًا.

فالإسلام لا ينظر إلى المرأة نظرة مختلفة عن الرجال كما يزعم المرجفون، والإسلام لم يأت ليرفع طبقة على طبقة، ولم يأت لتكون العزة للعرب، أو لبني هاشم أو لقريش على غيرهم، أو لأمة على أمة، أو لجنس على جنس، أو للرجل على المرأة، أو للمرأة على الرجل، وإنما جاء الإسلام بشعار، إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ [الحجرات:13].

 

دعوات تحرير المرأة

إن المرأة في الإسلام بانية أمة ومؤسسة حضارة، يتخرج من بيتها رجال ونساء أتقياء بررة، فكم من قائد غير مسار التاريخ، وجد أنه كان وراءه أم غرست فيه البطولة والشجاعة والمبادئ.

فشتان بين نظرة أدعياء التقدم، ونظرة دعاة الإسلام، فهما نظرتان متخالفتان فأولئك يريدون أن يدوسوا كرامة الإنسان وأن يمتهنوا الإنسان؛ ليرضوا شهواتهم وأطماعهم ونزواتهم، ونحن نريد أن يحق الله الحق بكلماته، ونريد سعادة وحياة طيبة في الدنيا لكل من الرجل والمرأة، ونريد سعادة في الأخرى.

إن حياتنا ستنتهي وأيامنا وأعمارنا ستتلاشى، وسيأتي يوم نفارق فيه الحياة، بل سيأتي يوم تندثر فيه الحياة، وسيأتي يوم يفنى فيه كل شيء ولا يبقى إلى الله سبحانه وتعالى: كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ [الرحمن:26-27]، وسيأتي يوم ينفخ فيه في الصور، ويقوم الناس لرب العالمين، ويجمع الله الأولين والآخرين، ذَلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ [هود:103]، يجمع الله فيه الأولين والآخرين فيحاسبهم على ما قدموا، إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا * لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا * وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا [مريم:93-95]، يوم طويل مهول، يُدَبِّرُ الأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ [السجدة:5]، تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ * فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا * إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا * وَنَرَاهُ قَرِيبًا * يَوْمَ تَكُونُ السَّمَاءُ كَالْمُهْلِ * وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ * وَلا يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيمًا [المعارج:4-10]، وينادي مناد يوم القيامة: (يا أهل الجنة! خلود فلا موت ويا أهل النار خلود فلا موت).

إن سعادتنا في الآخرة متوقفة على مسيرتنا في الدنيا، أما أدعياء التقدمية فإنهم يريدون الشقاء لهذه الأمة، ماذا يغني عنا هؤلاء إذا ألقينا في النار، عندما ينادي الإنسان: مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ * هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ * خُذُوهُ فَغُلُّوهُ * ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ * ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ [الحاقة:28-32]؟ ماذا يغني عنا هؤلاء إن تمردنا على حكم الله وشريعته؟ ماذا يغني عنا هؤلاء إذا نحن لم نلتزم بأمر الله؟ هؤلاء المخلوقون الذين لا يملكون لأنفسهم ضرًا ولا نفعًا، ماذا يغنون عنا في ذلك اليوم؟ َيَقُولُ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا [غافر:47]، تقول الجماهير التي تسير وراء المفكرين، ووراء الزعماء إِنَّا كُنَّا لَكُمْ [غافر:47]، في الدنيا تَبَعًا فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا نَصِيبًا مِنَ النَّارِ [غافر:47] قالوا: إِنَّا كُلٌّ فِيهَا إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ الْعِبَادِ [غافر:48].

يوم القيامة يسير القادة والزعماء والذين اتبعوهم في الدنيا يسيرون وراءهم، فأولئك يرمى بهم في النار، ثم يلقى هؤلاء في أثرهم، يقول الله عن فرعون: يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ [هود:98].

في الختام أسأل الله سبحانه وتعالى أن ينفعنا بما سمعنا، ويجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأملي أن تمضي مسيرة المسلمين قدمًا إلى الأمام تشق الطريق رغم الصعاب والمشكلات التي تواجه المسلمين، فقدر المسلم أن يحيا للإسلام، وأن يعيش للإسلام، وأن يكون مسلمًا رجلًا أو امرأة، في حال الشباب وفي تقدم العمر وفي الشيخوخة، ذلك أملنا، والله سبحانه وتعالى يتولى الصالحين.

وَمَنْ جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ [العنكبوت:6].

 


 

المصدر:

محاضرة المرأة بين دعاة الإسلام وأدعياء التقدم للشيخ عمر الأشقر

تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.

الكلمات المفتاحية:

#ظلم-المرأة #تحرير-المرأة
اقرأ أيضا
كيف استفاد أصحاب رؤوس الأموال من الموجة النسوية | مرابط
فكر تفريغات النسوية

كيف استفاد أصحاب رؤوس الأموال من الموجة النسوية


عمل المرأة لتثبت نفسها وتحقق استقلالها يعني تحصيل ضرائب عن نصف المجتمع الذي كان يعمل في البيوت عملا لا ضرائب عليه وستشكل عمالة أرخص من الرجال ولا زال التفريق في الأجور والترقيات قائما حتى اليوم ثم هذه المرأة التي ستخرج للأجواء المختلطة أصبحت تصرف مالها على التجميليات والمباهاة المادية وهذا بدوره يصب في صالح المادية الرأسمالية

بقلم: د إياد قنيبي
626
جهاد النفس ومنعها من شهواتها | مرابط
مقالات

جهاد النفس ومنعها من شهواتها


حدثني محمد بن عبيد الله ثنا عثمان بن مطر عن ثابت عن مطرف بن عبد الله أنه كان يقول: يا إخوتاه اجتهدوا في العمل فإن يكن الأمر كما ترجو من رحمة الله وعفوه كانت لنا درجات الجنة وإن يكن الأمر شديدا كما تخاف وتحذر لم نقل: ربنا أرجعنا نعمل صالحا غير الذي كنا نعمل نقول: قد عملنا فلم ينفعنا ذلك

بقلم: ابن أبي الدنيا
586
ضرر علم الكلام على العوام | مرابط
اقتباسات وقطوف

ضرر علم الكلام على العوام


ليس على العوام أضر من سماعهم علم الكلام وإنما ينبغي أن يحذر العوام من سماعه والخوض فيه كما يحذر الصبي من شاطئ النهر خوف الغرق وربما ظن العامي أن له قوة يدرك بها هذا وهو فاسد فإنه قد زل في هذا خلق من العلماء فكيف العوام؟! وما رأيت أحمق من جمهور قصاص زماننا فإنه يحضر عندهم العوام الغشم فلا ينهونهم عن خمر وزنا وغيبة ولا يعلمونهم أركان الصلاة ووظائف التعبد بل يملؤون الزمان بذكر الاستواء وتأويل الصفات وأن الكلام قائم بالذات فيتأذى بذلك من كان قلبه سليما.

بقلم: ابن الجوزي
304
ليس مثل الصحابة أحد | مرابط
اقتباسات وقطوف

ليس مثل الصحابة أحد


مقتطف بديع للإمام ابن قيم الجوزية من كتابه إعلام الموقعين يتحدث فيه عن مكانة الصحابة وكيف أن الواحد منهم كان يرى الرأي فينزل القرآن مؤيدا له في أكثر من حادثة ويضرب الكثير من الأمثلة على ذلك ثم يسأل بعد ذلك كيف لأحد منا أن يساويهم أو يدانيهم إنهم سادتنا وحقيق بمن كانت آراؤهم بهذه المنزلة أن يكون رأيهم لنا خيرا من رأينالأنفسنا

بقلم: ابن القيم
1106
الزينة والنمص | مرابط
تفريغات المرأة

الزينة والنمص


ومن اتباع الهوى والشيطان تكلف الفتاة في تزيين مظهرها ومثال ذلك النمص وهو تغيير لخلق الله وتعرض للعنة الله فقد صح عند أبي داود وغيره عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الواشمة والمستوشمة والنامصة والمتنمصة المغيرات لخلق الله.

بقلم: محمد العريفي
387
حجاب المرأة ولباسها في الإسلام | مرابط
فكر مقالات المرأة

حجاب المرأة ولباسها في الإسلام


لا يختلف العلماء في جميع المذاهب: أن المرأة يجب عليها ألا تلبس لباسا ملتصقا يصف جسمها ولا أن تلبس شفافا يبدي لون أو هيئة ما يجب عليها ستره من بدنها وهن المقصودات بقوله صلى الله عليه وسلم في أحد الصنفين من أهل النار: نساء كاسيات عاريات يعني: لا هي كاسية ولا هي عارية لشفوف لباسها ووصفه وفي المسند عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال: كساني رسول الله صلى الله عليه وسلم قبطية كثيفة مما أهداها له دحية الكلبي فكسوتها امرأتي فقال: ما لك لم تلبس القبطية

بقلم: عبد العزيز الطريفي
686