الموظفة: الترغيب في المحتارة والزهد في المختارة

الموظفة: الترغيب في المحتارة والزهد في المختارة | مرابط

الكاتب: قاسم اكحيلات

247 مشاهدة

تم النشر منذ سنة

الخلاصة: «المرأة العاملة غارقة في مخالفات شرعية كالاختلاط وكثرة الخروج، ومزاحمة حق الرجل في العمل، لكن لا ينبغي تعميم الحكم ،فمنهن المضطرة التي تسأل الله القرار ولم يتيسر لها بعد».

المرأة الموظفة غارقة في مخالفات شرعية:

- الاختلاط، وهذا من المعاصي المجاهر بها، فالمرأة لا تختلط بالرجال، لأنهم يشتهونها كما قال ربنا: ﴿‌زُيِّنَ ‌لِلنَّاسِ ‌حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ ﴾ [آل عمران: 14]. والنفس السوية لا تقبل نظرة أجنبي لواحدة من محارمها نظرة شهوة، وتزداد الشهوة بطول المدة، وكلما طال الوقت تخمر العنب. ومنكر هذا كمن يده في سلة الأفاعي ويجحد اللسع!. ولنا في الاختلاط كتاب الاختلاط.

- عدم القرار، فالله أمرها أن تقر في بيتها ﴿‌وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ﴾ [الأحزاب: 33]. وقد جعل صلاتها في بيتها أفضل من صلاتها في مسجد رسول الله ﷺ، فلا يكون خروجها فضيلة إلا إن كان أفضل من المسجد النبوي!.

- المرأة العاملة لا يمكن أن تؤدي ما خلقت من أجله، وهو البيت وإنشاء أسرة طيبة، وهذا لا يمكم مع دوام يستمر لثمان ساعات!. فقد مدحت المرأة برقتها وحنوها على أولادها في قوله ﷺ «خير نساء ركبن الإبل صالحو نساء قريش، ‌أحناه ‌على ‌ولد في صغره» (1) والأصل فيها أن يضيع عقلها ويسلب بأبنائها، ولهذا كان النبي ﷺ يراعي حالها:«إني لأقوم في الصلاة، ‌أريد ‌أن ‌أطول ‌فيها، فأسمع بكاء الصبي فأتجوز في صلاتي؛ كراهية أن أشق على أمه» (2).

وكانت أحق من الرجل بحضانة الولد، فقد يقتلها قلبها لفراقه، قال ﷺ «من ‌فرق ‌بين ‌والدة وولدها فرق الله بينه وبين الأحبة يوم القيامة» (3).  ثم صارت تأخذ حضانة الولد لترمي به في حضانة امرأة غيرها، ولا يضق صدرها إن طال دوامها !.

- المرأة العاملة تجني على حق الرجل، إذ لا بد للرجل من العيش في عالمين: عالم الطلب والاكتساب للرزق المباح، وهذا خارج البيت ﴿فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ ‌فَتَشْقَى ﴾ [طه: 117]. فهو من يشقى لا هي.  وعالم ‌السكينة ‌والراحة والاطمئنان ﴿وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ ‌بُيُوتِكُمْ سَكَنًا ﴾ [النحل: 80]. وهذا داخل البيت، وبقدر خروج المرأة عن بيتها يحصل الخلل في عالم الرجل الداخلي ﴿وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا ‌لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا ﴾ [الأعراف: 189] ويفقد من الراحة والسكون ما يخل بعمله الخارجي، وهو ما يثير من المشاكل بينهما ما ينتج عنه تفكك البيوت كما هو حالنا اليوم. (4

- في المقابل لا ينبغي التعميم، وذلك لأنه يجب التفريق بين المختارة وبين المضطرة، فهناك نساء فاضلات فرض عليهن هذا لعدم وجود من ينفق عليهن النفقة الواجبة، فمثلهن لا يقال لهن ذلك الخطاب، فالواجب التفريق بين من تريد تحقيق الذات والتخلص من فطرتها، وبين من أرغمت على ذلك. كما أن الدعوة لقرار المرأة في بيتها يجب أن يكون دافعه الشرع لا الانتقام، فمن له ماض مع موظفة  فيجب أن يحكيه للعبرة لا لغيرها.

فالمرأة تقر في بيتها وهو مقرها الطبيعي، وغير هذا دعوة فاسدة وتأثر بمنهج تغريبي أو اصطدام بواقع معاش. ولا ينبغي تعميم الأحكام على النساء الفاضلات ممن يطلبن القرار ولا يجدنه، بل مثلها تساعد بالزواج حتى تهرب من العمل الذي فرض عليها. كما لا يصح أن يجعلن الأصل، فالنساء الفاضلات ممن فرض عليهن  ذلك قلة لا يجلعن أصلا كما جعله بعضهم.

رفض الزواج بالموظفة المختارة هو الشرع، شرط عدم التعميم، ويرغب في زواج المحتارة التي لا تجد من ينفق عليها، هروبا مما فرض عليها.


الإشارات المرجعية:

  1. [صحيح البخاري (7/ 6 ط السلطانية)]
  2. [صحيح البخاري (1/ 143 ط السلطانية)]
  3. [مسند أحمد (38/ 486 ط الرسالة)]
  4. [حراسة الفضيلة (ص63)].
     
تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.

الكلمات المفتاحية:

#المرأة-العاملة #المرأة-الموظفة
اقرأ أيضا
رسالة شيخ الإسلام ابن تيمية إلى والدته | مرابط
اقتباسات وقطوف

رسالة شيخ الإسلام ابن تيمية إلى والدته


تعلمون أن مقامنا الساعة في هذه البلاد إنما هو لأمور ضرورية متى أهملناها فسد علينا أمر الدين والدنيا ولسنا - والله - مختارين للبعد عنكم ولو حملتنا الطيور لسرنا إليكم ولكن الغائب عذره معه وأنتم لو اطلعتم على باطن الأمور فإنكم - ولله الحمد - ما تختارون الساعة إلا ذلك ولم نعزم على المقام والاستيطان شهرا واحدا بل كل يوم نستخير الله لنا ولكم وادعوا لنا بالخيرة

بقلم: شيخ الإسلام ابن تيمية
289
لماذا نحب الرسول الجزء الثالث | مرابط
تفريغات

لماذا نحب الرسول الجزء الثالث


آثار رسول الله صلى الله عليه وسلم ذهبت هذه الآثار كانت عندما كان الرسول صلى الله عليه وسلم حيا أو ما بقي منها مع الصحابة بعد موته لكن الآن آثاره صلى الله عليه وسلم فقدت ويصعب نسبتها إليه عليه السلام أي: بعض الناس يقولون: في تركيا هناك شعرة وسيف لكن ليس بمؤكد نسبتها له صلى الله عليه وسلم فلذلك لا يجوز التبرك بشيء منها بعد موته مادمنا غير متأكدين من أنها له عليه الصلاة والسلام

بقلم: محمد المنجد
694
عليك بدين الصبي | مرابط
تعزيز اليقين

عليك بدين الصبي


والأصل الجامع في هذا الباب أنه ما ابتدعت في الإسلام بدعة إلا كان لها مقدمات تنبوا عنها أفهام المخاطبين الذين يتلقون الخطاب فطريا بلا تكلف ولا تعسف فلا يسلم بها من بقي على الأصل الذي يأتي عليه خطاب الوحي وإنما لابد أن ينحرف المبتدع عما يقبله عموم المخاطبين إلى ما لا يقبل إلا مع قيود خارجة عن اعتبار الخطاب على أصله.

بقلم: عبد الله القرني
293
علمنة العلاج النفسي | مرابط
فكر العالمانية

علمنة العلاج النفسي


حتى المعالج المحب لدينه قد يذكر للمريض آيات وأحاديث لرفع معنوياته وإزالة كآبته لكن المعنى المسيطر عنده وعند المريض هو تسخير ذلك كله لدنيا المريض فحسب. بينما النظرة المتوازنة تتطلب أن يجعل هذا البلاء مسخرا لنفع المريض في دينه وآخرته مع الأخذ في الوقت نفسه بأسباب تخليصه من مرضه.

بقلم: د. إياد قنيبي
416
عوائق بر الوالدين | مرابط
تفريغات

عوائق بر الوالدين


إن الله تبارك وتعالى إذا يسر للإنسان البر ورأى دلائله فما عليه إلا أن يشكر فإن الله تأذن بالمزيد لمن شكر إذا وجدت سرور الوالدين بك ورضاهما بما كان منك فاحمد الله عز وجل على نعمته واسأله المزيد من فضله نسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يرزقنا البر برحمته

بقلم: محمد مختار الشنقيطي
338
التوسل إلى الله بالأعمال الصالحة | مرابط
اقتباسات وقطوف

التوسل إلى الله بالأعمال الصالحة


ثم الدعاء والتضرع يفتح له من أبواب الإيمان بالله عز وجل ومعرفته ومحبته والتنعم بذكره ودعائه ما يكون هو أحب إليه وأعظم قدرا عنده من تلك الحاجة التي همته. وهذا من رحمة الله بعباده يسوقهم بالحاجات الدنيوية إلى المقاصد العلية الدينية

بقلم: شيخ الإسلام ابن تيمية
371