لا أريد أن أنكد عليك ولكن

لا أريد أن أنكد عليك ولكن | مرابط

الكاتب: د إياد قنيبي

723 مشاهدة

تم النشر منذ سنتين

لا أحب أن أنشر صورًا مفزعةً لمعاناة مسلمي الروهينجا من السلطات البوذية..
ومسلمي تركستان من السلطات الصينية..
ومسلمي كشمير من السلطات الهندوسية..

لأن الإكثار من نشر هذه الصور وتناقل تفاصيل الأخبار المؤلمة دون إعطاء خطوات واقعية للحل كثيرًا ما يكون له أثر سلبي: إحباط، تنغص عيش بلا جدوى، ثم تبلد إحساس وتهرب من الاهتمام بأمر المسلمين..

لكن في الوقت ذاته، "مش معقول" أن تكون هذه الأحداث الأليمة تحدث الآن.. الآن في زماننا، ومع ذلك لا زال كثير من أبنائنا في المربع الأول، يناقشون:

(لماذا قاتل النبي المشركين وفرض الجزية على أهل الكتاب؟)!!!
(لماذا يقول الله: وقاتِلوهم حتى لا تكون فتنة؟)!!!
(لماذا الإسلام دين "مش متسامح"؟)!!!

وإذا ما واجههم الـمُشَكِّكون بأمور ترتبت على الحروب في تاريخ المسلمين كمُلْك اليمين ترى من أبنائنا من يضع رأسه في التراب ويستحي من دينه وقد يريد الانسلاخ منه!!

"مش معقول" أن يعيش المسلمون هذه الحالة من الفصامية عن الواقع، فلا يدركوا أن هذه الآيات والأحاديث التي يستحون منها!!! هي لمنع حالة الإجرام والتوحش التي تعيشها البشرية اليوم.

لا أدري أيها المسلم، كيف تتحمل أن يُعَيِّرك أعداء دينك بالآيات التي تأمر المسلمين أن يبسطوا سلطان الإسلام في الأرض (حتى لا تكون فتنة) وأنت ترى مسلمات الروهينجا تُغتصب إحداهن اغتصابا جميعا من مجموعة ذئاب بوذية، يُلقى زوجها وأولادها أمام أعينها في النار، وإذا شكوا أنها حامل بقروا بطنها وهي حية!! ويتكرر مثل ذلك وشبيه به للآلاف من المسلمات!!

لا أعرف كيف تتمالك نفسك ألا تبصق في وجه من يسخر من آيات القتال وأنت ترى مسلمي تركستان يُجبَرون على السجود لشرطي صيني أو لتمثال ماو تسي تونغ،ويُجبَرون على شرب الخمر وأكل الخنزير، وينتزع منهم أبناؤهم ليُرَبَّوا على الكفر!!

لا أعرف كيف تتحمل أن ترى وجهك في المرآة إن كنت ممن يصفقون وينافقون للساسة في بلاد المسلمين، الساسة الذين يؤيدون ما تفعله الصين في تركستان، ويبطلون مشروع استنكار –مجرد استنكار لما تفعله الصين- في "الأمم المتحدة"!!! بل ويوطدون العلاقات ويعطون المكافآت -من أموال أمتنا !!- لميانمار والهند على قمعهما للمسلمين!!

لا أعرف كيف تتمالك نفسك ألا تتقيَّأ قرفًا وأنت تسمع من يندد بـ"الإرهاب" ويربطه بالمسلمين، وأنت ترى إخوانك في كشمير تتُهدم مساجدهم ويطعنون بالسكاكين ويتلذذ قتلتهم بتعذيبهم قبل القتل.

هذا غير الجراح النازفة والبيوت التي تهدم على إخواننا وأخواتنا الذين لا يفصل بيننا وبينهم إلا حدود وضعها المحتل..

لا أريد أن أُنَكِّدَ عليكم بالصور والفيديوهات المؤلمة، لكن "مش معقول" أنه حتى الدروس العقدية لا يتعلمها أبناؤنا ليعتزوا بدينهم ويدركوا حاجة البشرية إليه، فتكون هذه اليقظة الداخلية خطوة أولى على طريق التحرر من رق النظام الدولي.

"مش معقول" أن يبقى يُضحك على أبنائنا بمواثيق النفاق الدولي ويمارَس التدجيل عليهم في المناهج والإعلام في العالم الإسلامي..مع أننا لا نتكلم عما مارسه أعداء الإسلام في قديم الزمان!! بل عما يمارسونه الآن..الآن ونحن نقرأ هذه الكلمات!

لا أريد أن أنكد عليك ولكن أقول لك: ارفع رأسك بكل آية من كتاب الله عاليًا، واجعل ألمك لإخوانك المسلمين دافعًا لليقظة والعمل، وتذكر: (ولولا دفعُ الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ولكن الله ذو فضل على العالمين).

 


 

المصدر:

صفحة الفيسبوك الخاصة بالدكتور إياد قنيبي

تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.

الكلمات المفتاحية:

#الصين #تركستان #الروهينجا
اقرأ أيضا
التأويل المذموم | مرابط
أباطيل وشبهات فكر مقالات

التأويل المذموم


مصطلح التأويل من أكثر المصطلحات تداولا لدى الفرق العقدية وأكثرها حضورا في كتبهم وأقوالهم إذ كان من حججهم الكبار في تحريف النص وفي هذا المقال يناقش الدكتور فهد بن صالح العجلان قضية التأويل ويوضح لنا ماهية التأويل الفاسد وكلام العلماء عنه وكيف يصل في النهاية إلى تحريف النصوص الواضحة عن معناها ومقصدها

بقلم: فهد بن صالح العجلان
3231
مأساة أحد والعبقرية النبوية في التعامل معها | مرابط
اقتباسات وقطوف

مأساة أحد والعبقرية النبوية في التعامل معها


كان لمأساة أحد أثر سيء على سمعة المؤمنين فقد ذهبت ريحهم وزالت هيبتهم عن النفوس وزادت المتاعب الداخلية والخارجية على المؤمنين وأحاطت الأخطار بالمدينة من كل جانب وكاشف اليهود والمنافقون والأعراب بالعداء السافر وهمت كل طائفة منهم أن تنال من المؤمنين بل طمعت في أن تقضي عليهم وتستأصل شأفتهم

بقلم: صفي الرحمن المباركفوري
445
من أخلاق الكبار: ابن هبيرة | مرابط
تفريغات

من أخلاق الكبار: ابن هبيرة


ترفعوا أيها الإخوة وارتفعوا إلى أعلى وحلقوا النفس يجذبها الطين فتجردوا من الأهواء والحظوظ النفسانية هذا في مسائل العلم أما في أمور المعاش والعلاقات الاجتماعية والتجارية وغير ذلك مما يعايشه الإنسان صباح مساء ولا بد أن يجد فيه ما يجد من تقصير في حقه ومظلمة وإساءة وكلمة لربما لا يتحملها كثير من الناس فكيف يصنع؟ اسأل نفسك أنت ولا تبحث في ذهنك وتذهب إلى إنسان آخر اسأل نفسك ما موقفك حينما يبلغك أن فلانا من الناس يتكلم في حقك ويقع في عرضك كيف تصنع؟

بقلم: خالد السبت
376
طريقة ابن خلدون في إثبات النبوة | مرابط
تعزيز اليقين

طريقة ابن خلدون في إثبات النبوة


ومن علاماتهم أيضا: أنه يوجد لهم -قبل الوحي- خلق الخير والزكاة ومجانبة المذمومات والرجس أجمع. وهذا هو معنى العصمة. وكأنه مفطور على التنزه عن المذمومات والمنافرة لها. وكأنها منافية لجبلته.

بقلم: البيهقي
212
قوة العرب المعطلة | مرابط
فكر مقالات

قوة العرب المعطلة


بالإسلام يلم الشرق شعثه ويستعيد قوته وتنمو فيه أخلاق الرجولة ويتأهل لمشاركة الأمم في حمل عبء الحضارة واحتلال المحل الشريف من صف القيادة وإذا دبت في الإسلام روح الحياة فعاد إلى ما كان عليه من صفاء وبهاء وصراحة في عصر السعادة وفي أيام التابعين- فستجد فيه الإنسانية دواءها من أوصابها وسيتقي به البشر طغيان القوميات الذي يتمخض بمذبحة جهنمية تحترق بها الأرض

بقلم: محب الدين الخطيب
1603
مصير الديانات أمام التقدم العلمي الجزء الثاني | مرابط
فكر مقالات

مصير الديانات أمام التقدم العلمي الجزء الثاني


بعدما وصلت الموجة العلمية كل العالم تقريبا والتحديثات قد طالت كل شيء في الحياة ظهرت بعض الأدعياء يقولون أن هذا العالم الجديد لا مكان للدين فيه بل ظهرت نظرية جديدة في الطرف المقابل مضمونها أن الأديان وإن كانت عريقة في القدم لكن تقدمها الزماني لا يكسبها صفة الثبات والخلود بل هو بالعكس يطبعها بطابع الشيخوخة والهرم وينذر بأن مصيرها إلى الاضمحلال والفناء وفي هذا المقال بجزئيه رد على هذه النظرية وتلك الأباطيل

بقلم: محمد عبد الله دراز
1775