بقدر وضوح طريق الحق لدى الإنسان، تكون الحجة قائمة عليه أقوى، وكلما كانت البينة ظاهرة للإنسان المفرّط، كان نزول العقاب عليه أشد، وإذا كانت الحجة ضعيفة في عقله وإدراكه كان نزول العقاب أقل وإذا انعدمت الحجة والبيان، لم يكن ثمة عقاب ولهذا قال تعالى "وما كنا معذبين حتى نبعث رسولًا"
الحق يثبت بالحجة لا بالقوة "ويريد الله أن يحق الحق بكلماته" القوة تحمي الحق وتحرسه لا تغرسه
الحق يثبت بالحجة والبرهان لا بالسب والشتم، وكثيرًا ما يشوّه صاحب الحق حقه بالسب، ويزين صاحب الشر شرّه بالأدب والعاقل يفرق بين الرأي وأهله.
ليست العبرة بوجود الحجة، فعبّاد الحجر والكواكب والبقر والفأر لديهم حجج من العقل والمنطق يرونها قوية، ولكن العبرة بموقف الوحي من الحجة.
يتعامل الناس مع الحجج كالصُّناع مع المعادن، يُكيفونها كما يريدون، ومن عرف جوهر المعدن ونوعه وأصله، عرف قدر النار الذي تذيبه مهما تنوع وتشكل.
بين الأذهان مسافات كالأبدان، إذا لم تتقارب لا تسمع، لا تطرح حجة مع عقل بعيد عنك لا يرى حجتك، فلن يفهم تحريم الاختلاط من هو بعيد عنك يحل الزنى
المصدر:
عبد العزيز الطريفي، أسطر من النقل والعقل والفكر، ص194