يقول أدورنو في كتابه هو وهوركهايمر "ديالكتيك التنوير": لا تدع السينما الناطقة أي مجال للخيال أو التأمل من طرف الجمهور، الذي يكون عاجزًا عن تقديم أي رد، أو استجابة ضمن بنية الفيلم، فهو يحيد عن تفاصيله الدقيقة دون أن يضيع منه خيط القصة، وهكذا يدفع الفيلم ضحاياه لأن يقيموا ضربا من المساواة المباشرة بين هذا الفيلم والواقع
بل إن أدورنو يرى أن الفرد في المجتمع أصبح يوصم بالجهل؛ ليس فقط لأنه لا يملك القدرة على الكلام على الطراز الحديث، بل لأنه لا يسير على هذا الطراز، فأصبح مجرّد عدم السير مع الموضة التي تُفرض على المجتمع والتي يُظن أنه هو الذي فرضها، أصبح جهلًا!
وهذا يشرح معنى صناعة الثقافة عند أدورنو، فالمطلوب الآن: أن نفكّر كما يفكر النجوم الجدد، وأن نتعلم منهم ما معنى أن نصبح أفرادًا أسوياء في المجتمع الذي سرعان ما ينصبع بالشكل الجديد الذي يظهر به النجم على الشاشة، ويحدد أدورنو أن مشكلة صناعة الثقافة ليست في أنها تخدع الناس وحسب، بل لأنها تعرض هذا الخداع على أنه ضرب من التنوير!
المصدر:
محمد علي فرح، صناعة الواقع الإعلام وضبط المجتمع