تفسير سورة العصر 3

تفسير سورة العصر 3 | مرابط

الكاتب: عبد العزيز الطريفي

2071 مشاهدة

تم النشر منذ سنتين

 

قيمة التواصي بالحق والتواصي بالصبر

"إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ" [العصر:3]: التواصي بالحق والتواصي بالصبر -على ما تقدمت الإشارة- أن ذلك فرع عن الإيمان وفرع عن العمل، يعني: هذه لا بد من وجودها للحفاظ على الباطن والحفاظ على الظاهر، ((إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ)): هذان أصلان، ((وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ)): على ماذا؟ على الحق الإيماني القلبي والحق أيضًا العملي، تواصوا بالحق يذكر بعضهم بعضًا وتواصوا حينئذ بالصبر.

الإيمان على ما تقدم الكلام عليه: هو حياة الباطن كحياة قلب الشجرة، والعمل هو حياة الظاهر.

ممكن الإنسان يوجد في قلبه حياة ولا توجد في ظاهره حياة، ولكنها فترة زمنية معينة ثم يكون هذا الأمر إلى زوال، الإنسان قد يأتي ببذرة ويضعها في التراب ثم يقوم بسقيها، فهل يستطيع أن يقول: إنها ميتة أو ليست بميتة؟ لا، كحال الإنسان أول ما يدخل الإسلام كاليهودي والنصراني تقول له: قل: أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن محمدًا رسول الله، فيشهد أن لا إله إلا الله ويشهد أن محمدًا رسول الله فتطلق عليه الإيمان، لكن هذا الإيمان لا يمكن أن يدوم وهو كحال البذرة، لا يمكن أن يدوم حتى يتبعه بعد ذلك العمل.

ماذا تعمل؟ أنت الآن مؤمن، لا نستطيع أن نقول: إنك كافر، نعم، دخلت الإيمان، لكن هذه بذرة وضعناها فيك كما نضع البذرة في الأرض ثم نقوم بسقيها اليوم وغدًا وبعد غد ونحو ذلك، حتى ننظر هل تخرج شيئًا أم لا؟ هل يظهر منك عمل أم لا؟ إذا لم يظهر منك عمل إذًا دعوى!

ولهذا الذي يضع بذرًا في الأرض ثم يسقيه ثم يسقيه فلا يخرج فليعلم أنه ميت، وأنه فعلًا وضع شيئًا ولكن القلب قد مات، في البداية كان حيًا ليوم أو لساعات أو نحو ذلك، ولكنه بعد ذلك زال.

ولأجل تلازم الظاهر والباطن جاء التواصي بالحق والتواصي بالصبر؛ حفاظًا على داوم العمل، لماذا؟ لأن المؤثرات في هذا عظيمة، الله عز وجل ما جعل إيمان الإنسان في دنياه حينما يؤمن باقيًا بلا مؤثر، كالحجر يضعه الإنسان ثم يجده بعد قرن أو قرنين على ما هو عليه.

 

النفس الأمارة بالسوء وأثرها على الإنسان

الله عز وجل جعل في ذلك مؤثرات ابتلاءً، ما هي هذه المؤثرات؟ المؤثرات في هذا ثلاثة:

أولها: نفس الإنسان الأمارة بالسوء، فقد جعل الله عز وجل فيها نوعًا من الانفلات؛ فلذلك تحتاج إلى مقاومة وتكبيل وعقل بالدين حتى تنفلت، وهذا من التواصي بالحق والتواصي بالصبر.

فالمؤمن يقيدها ويعينه غيره على تقييدها، بالنصح والتوجيه، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والإصلاح، وإظهار هيبة الحق وغير ذلك.

هذا من التواصي لبقاء هذا الأمر، الذي يعين الإنسان على نفسه؛ لهذا جاء في الشريعة جملة من الأوامر الموجبة لاجتماع الناس واختلاط بعضهم مع بعض، لماذا؟ لأن هذا يقوي حرارة الباطن؛ لهذا أمر الله عز وجل بصلاة الجماعة، وأمر بكثير من الأوامر الشرعية كالجهاد جماعة، وأمرهم بالائتلاف، واجتماع المسلمين في البلد الواحد تحت ولاية واحدة وتحت إمرة واحدة.لماذا الحث على الاجتماع؟ لأن الإنسان إذا كان منفردًا يذوب، مثل قطعة الثلج إذا وضعت منفردة، أو وضعت مع قطع جليد، أيهم تذوب أسرع؟

المنفردة بخلاف المجتمعة؛ لهذا يقول النبي صلى الله عليه وسلم كما جاء في حديث أبي الدرداء عند الإمام أحمد و أبي داود قال عليه الصلاة والسلام: (ما من ثلاثة في قرية ولا بدو لا يؤذن فيهم ولا تقام فيهم الصلاة إلا استحوذ عليهم الشيطان، فعليكم بالجماعة؛ فإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية)، ثمة هيبة يغرسها الله عز وجل في قلب الإنسان؛ لهذا يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (صلاة الرجل مع الرجل أزكى من صلاته وحده)، يعني: تزكي بعضها، تعطي الإنسان نوعًا من الانضباط: (صلاة الرجل مع الرجل أزكى من صلاته وحده، وصلاة الثلاثة أزكى من صلاة الرجلين)، وهكذا؛ ولهذا الله سبحانه وتعالى أمر بكثرة الجماعة، كلما اجتمعت الأمة فإن ذلك أعظم على الديمومة وأحفظ للحق الموجود الذي أمر الله سبحانه وتعالى به.

((وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ)): التواصي هنا إشارة إلى وجود أكثر من طرف يهيب بعضهم بعضًا، هذا ينصح هذا وهذا ينصح هذا، هذا لديه نزوة في المال الحرام، هذا لديه نزوة في البصر، هذا لديه نزوة في المأكل، هذا لديه نزوة في المسمع الحرام وغير ذلك، وهذا ليست لديه نزوة في المسمع وهذا لديه نزوة في الشهوات، وهذا لديه شهوة في الشبهات، ما كان منفذًا على قلبك يغلقه الآخر الذي ليس منفذًا عليه، ولديه منفذ ليس لديك تقوم بإغلاقه كذلك؛ لهذا أمر الله عز وجل بأمر الجماعة؛ ولهذا قلما يتوافق الناس في جانب الشهوات، تجد بعض الناس منضبطًا في شهواته، لكنه منفلت في جانب المال الحرام يتعامل بالربا ويسرف في هذا الجانب، وهناك من لديه انضباط في جانب المال الحرام، لكنه مسرف على نفسه في السماع المحرم أو في النظر المحرم هذا عكس ذلك، كل يغلق المنفذ الحرام الذي عند صاحبه بدائرة المبادلة؛ ولهذا أمر الله سبحانه وتعالى بالجماعة.

فإذا أردتم الحفاظ على الإيمان والحفاظ على العمل فتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر وهو شبيه بالسقي، فالإنسان -على ما تقدم- إن كان لديه شجرة فسقاها خرجت، ويستعين على ذلك بالتواصي مع غيره على سقيها على سبيل الدوام، كذلك القلب لا بد له من سقيا، ما هي السقيا؟ هي إدارة دائرة الإيمان والتواصي بالحق.

كثير من الناس يقول: أنا سمعت أن الصلاة واجبة، والصيام واجب، وقيام الليل فاضل ونحو ذلك، فيكفي ولا أحتاج أن أسمع! وهذا غلط، بل أنت محتاج إلى هذا؛ لأن القلب يغفل، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إنه ليغان على قلبي)، وهو من هو عليه الصلاة والسلام، (وإني لأستغفر الله في اليوم والليلة أكثر من سبعين أو مائة مرة)، لماذا؟ لأن القلب بحاجة وهذا أمر مشاهد؛ فالإنسان في أثاث بيته يأتي إلى طاولة تركها لأيام فيجد عليها غبارًا معدما وقد كانت نظيفة، أليس كذلك؟ تحتاج إلى شيء من المعاهدة، كذلك القلوب والعقول تحتاج إلى شيء من المعاهدة، فلا يقول الإنسان: يكفي أخذت هذه المعلومة، نعم أخذت هذه المعلومة، لكن تحتاج إلى تثبيت هذا الشيء وزيادة غرسه.

ولهذا نقول: إن القلوب والعقول والأنفس بحاجة إلى استدامة الغرس حتى يثبت ذلك؛ ولهذا الله سبحانه وتعالى أمر بالتواصي؛ إشارة إلى أن الأمر لا يقوم في ذاتك، بل بحاجة إلى طرف آخر يعينك، يقوم الإيمان بك ذاتيًا، يقوم العمل بك ذاتيًا، لكن التواصي لا بد من طرف آخر يعينك، إذًا: يكمل الناس بعضهم بعضًا في باب الإصلاح: "إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ" [العصر:3].

 

التواصي بالصبر

والتواصي بالصبر مهم؛ حتى لا يرد على الإنسان الملل، فالإنسان يمل حتى من العبادة والعمل الصالح، أمر جبلي لا يؤاخذ عليه؛ ولهذا النبي صلى الله عليه وسلم -كما جاء في الصحيح-: (لما دخل عند أم المؤمنين زينب وجد حبلًا مربوطًا لها، فقال: ما هذا؟ فقيل: هذا لـزينب تصلي من الليل، فإذا تعبت قامت عليه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: مه! عليكم من العمل ما تطيقون؛ فإن الله لا يمل حتى تملوا)، هذا إشارة إلى معنى قد جاء في الحديث: (أن أحب العمل إلى الله أدومه وإن قل).

لماذا كان الدائم أفضل؟ نرجع إلى الشجرة، إذا أتيت شجرة ثم أفرغت عليها خزان ماء ليوم واحد ثم مضيت وتركتها، أيها أنفع: وأنت تقطر عليها على مدى سنوات، أيها أنفع؟ تقطر عليها على مدى سنوات؛ لأن الشيء القليل من الخير أفضل من الكثير المنقطع؛ لهذا من تلبيس إبليس على إقبال الإنسان إلى الحق أن يجد الإنسان من يسمع موعظة ويقرب قلبه إلى الله سبحانه وتعالى، أو يكون من البعيدين عن الحق ثم يقبل إقبالًا كاملًا، من المداخل على بعض المقبلين إلى الحق: أن الشيطان لا يستطيع أن يكبح جماح الإنسان؛ لأنه ليس ربًا حتى يقيد النفوس ويقيد القلوب، لكن لديه محاولات وسياسية يجرف، كحال السيل حينما يأتيه يقوم بحرفه يمينًا أو يسارًا، أو بالتقليل منه أو شيء من هذا.

إذا رأى الشيطان إقبال الإنسان على الحق فأراد -مثلًا- أن يقوم الليل أو يؤدي جميع الواجبات، ورأى إقبالًا منه شديدًا، أحيانًا من سياسية إبليس يفتح له المجال ويدعه، لماذا؟ يريد أن يفرغ كل شيء مرة واحدة؛ ولهذا أكثر الناس المقبلين على الحق إقبالًا واحدًا ينقطعون؛ لأنه يعلم أنه إذا صلى اليوم الليل كاملًا -وهو قد كان على غير قيام من قبل- فإنه في اليوم الثاني سينقطع، لكن لو أخذه إبليس على سبيل التدرج فإن هذا يعني إعانته على الاستدامة.

ولهذا نقول: إن دوام العمل الصالح من الأمور المهمة والمطلب الشرعي؛ ولهذا جاء في الشريعة مسألة التدرج في العمل الصالح، في جانب التربية، وفي جانب التعليم وغير ذلك؛ حتى لا ينقطع الإنسان؛ لأن الإنسان بطبعه إذا أخذ الأمر كله من أول مرة من غير تدرج فتر عنه بعد ذلك، وقد جعل الله عز وجل ذلك شيئًا كونيًا حتى في تكوين الناس أنهم يخلقون أطوارًا، كذلك ينبغي أن يكون العلم أطوارًا حتى يثبتوا على مثل هذا العمل، فالله عز وجل ما خلق شيئًا مرةً واحدة وإنما جعل ذلك على سبيل التدرج.

 

تواصي أهل الباطل

قال: ((وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ)): إشارة إلى أن ثمة تواصيًا بالباطل، وأن الذي أراده الله سبحانه وتعالى هو التواصي بالحق، المنافقون يتواصون بالباطل؛ لأن بعضهم أولياء بعض: "يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ" [التوبة:67]، إذًا: عكسهم أهل الإيمان، ولكن أهل الإيمان الحق هم الذين يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، يأمرون أنفسهم ويأمرون غيرهم ويقومون بتوجيههم.

 

مراتب الصبر والأمور المعينة عليه

قال: "وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ" [العصر:3] : الصبر في ذلك على مراتب متعددة، فمن الصبر المراد هنا: تصبير الإنسان وتثبيته على جانب العبادة، وتذكيره بالأمر الذي أمامه من الأجر والثواب الذي عند الله سبحانه وتعالى؛ ولهذا جاء في الشريعة معانٍ مرغبة للعمل أو محذرة منه في الكتاب والسنة مثل: بيان الثواب والعقاب على بعض الأعمال، وذلك داخل في دائرة تصبير الإنسان على عمل الخير، يعني: عليك أن تشد المسير إلى الله؛ فإن الأجل قريب، وعليك أن تثبت في مثل هذا العمل؛ فإن الثواب عند الله سبحانه وتعالى عظيم، وعليك أن تصبر في ترك المحرم؛ فإن العقاب عند الله عز وجل شديد، وهذا نوع من التصبير والتثبيت، لماذا؟ لأن للنفس نزوات ولها رغبات تميل إلى الراحة وتميل إلى الدعة.

وأعظم ما يفيد الإنسان في هذا: قصر الأمل بأن ينظر إلى أنه مقبل على الله، فالموت قد يأتيه اليوم وقد يأتيه غدًا أو يأتيه بعد ساعة أو يأتيه بعد عام، كلما قصر أمله قرب من الله سبحانه وتعالى.

قال: "وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ" [العصر:3] : مما يعين على التواصي في ذلك: الإتيان إلى مجالس الذكر، ومجالس العلم.

إن أعظم ندامة ترد على الإنسان أن يصل الخير إلى قعر داره أو عمله أو حيه أو نحو ذلك ثم يعرض عنه؛ ولهذا الصاحبان اللذان ذكر الله عز وجل أمرهما في النار، من وجوه الندامة التي ذكرها عنهما ما جاء في قوله: "لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي" [الفرقان:29]، يعني: جاءني الذكر إلى حيث أنا ثم حرفني فلان، فهذا غاية الندامة أن يوفق الإنسان إلى شيء من العلم أو لشيء من المعرفة ثم يتمكن منه ثم ينحرف عن ذلك.

فليتوص المسلمون على حضور مجالس العلم، ومجالس الذكر، ومجالس التربية التي تعين الإنسان على الثبات في نفسه والتمسك بما أمر الله سبحانه وتعالى في ذلك، فهذا من أعظم ما يعين الإنسان: "وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ" [العصر:3] : هذان الأمران هما اللذان يثبتان الإيمان في قلب الإنسان، ويقويان لديه جانب العمل.

 

أثر شياطين الإنس والجن على العبد

كذلك أيضًا من أعداء الإنسان بعد نفسه الأمارة بالسوء: شياطين الإنس وشياطين الجن، ذكرنا أن أعداءه ثلاثة: نفسه الأمارة بالسوء، وشياطين الإنس، وشياطين الجن، وقد تجتمع هذه الثلاثة على الإنسان، قد يجتمع بعضها أو تجتمع هذه الثلاثة بضعف وقد تجتمع بقوة، وكلما تكالبت على الإنسان فعليه أن يدفعها بالتواصي على الحق مع غيره، كذلك أيضًا الصبر على مثل هذا الطريق والإكثار من القراءة فيما يسمى بفضائل الأعمال أو أحاديث الترغيب والترهيب التي تعين الإنسان وتثبته على عمل الصالحات.

فالإنسان يعمل ويكدح ويذهب إلى الوظيفة؛ لأنه يتذكر نهاية الشهر، وهذا نوع من الترغيب، وربما ينضبط بشيء؛ لأنه يستحضر العقاب عند المخالفة فيقوم بانضباطه.

هذا في الجانب الدنيوي، كذلك ينبغي أن يكون هذا في الجانب الأخروي، وكلما كان الإنسان أبصر في جانب الثواب وفي جانب العقاب كان أكثر التزامًا وتمسكًا فيما أمر الله سبحانه وتعالى به من العمل الصالح وأكثر اجتنابًا لما نهى الله سبحانه وتعالى عنه وزجر.


العبر والفوائد العامة في سورة العصر

هذه السورة هي سورة عظيمة ينبغي للمؤمن أن يكثر من تدبرها وتأملها، والنظر بما فيها من آيات ومعانٍ وحكم ودلالات، ولو أراد الإنسان أن يتكلم عن جزئية واحدة منها لأسهب وأخذ من ذلك زمنًا طويلًا، من جهة ما فيها من تفجر الحكم والدلالات والوصايا العظيمة التي أشار الله سبحانه وتعالى إليها فيها؛ ولهذا قول الشافعي: لو ما أنزل الله عز وجل على أمة محمد إلا هذه السورة لكفتهم، قول حصيف؛ لما في هذه السورة من ذكر جوانب الإيمان، والعمل، وجوانب التواصي وتماسك الأمة، وتصبير بعضهم بعضًا، وفيها أيضًا الإشارة إلى الحرص على الثبات الفردي، والأمن من النفاق، واجتماع المسلمين مع رفاقهم أو الفرد مع الرفقة الصالحة، واجتنابه للاختلاف السيئ، كذلك أيضًا اغتنام الوقت لأمر دينه وأمر دنياه، هذا منفر أيضًا من المفرطين في جانب ذلك الزمن.

لهذا نقول: فيها من الوصايا والمعاني العظيمة شيء كثير, ولو أراد الإنسان أن يتكلم فيها أو يستنبط ما تضمنته من عبر وأحكام ودلالات وآداب وتربية ووصايا، لتحير الإنسان مما فيها، ومن نظر في كتب التفسير وجد ذلك ظاهرًا.

أسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلني وإياكم من الذين آمنوا، وعملوا الصالحات، وأن يجعلنا من الذين تواصوا بالحق وتواصوا بالصبر، إنه ولي ذلك والقادر عليه، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.

الكلمات المفتاحية:

#سورة-العصر
اقرأ أيضا
الانتصار للحق أم للنفس؟ | مرابط
مقالات

الانتصار للحق أم للنفس؟


وهاهنا أمر خفي ينبغي التفطن له وهو أن كثيرا من أئمة الدين قد يقول قولا مرجوحا ويكون مجتهدا فيه مأجورا على اجتهاده فيه موضوعا عنه خطؤه فيه ولا يكون المنتصر لمقالته تلك بمنزلته في هذه الدرجة لأنه قد لا ينتصر لهذا القول إلا لكون متبوعه قد قاله بحيث أنه لو قاله غيره من أئمة الدين لما قبله ولا انتصر له ولا والى من وافقه ولا عادى من خالفه وهو مع هذا يظن أنه إنما انتصر للحق بمنزلة متبوعه وليس كذلك

بقلم: عبد الله القرني
342
من آثار بر الوالدين | مرابط
تفريغات

من آثار بر الوالدين


بر الوالدين من أعظم الأسباب التي توجب الرحمة من الله في تيسير الأمور والعكس بالعكس فإن العاق ما حضر مكانا إلا كان شؤما على أهله حتى أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الرحمة لا تنزل على قوم فيهم قاطع رحم فكيف بالذي عق والديه

بقلم: محمد مختار الشنقيطي
361
بين المحكم والمتشابه في القرآن الكريم | مرابط
تعزيز اليقين

بين المحكم والمتشابه في القرآن الكريم


والمحكم ضد المتشابه وهو ما لا يحتمل في الشريعة إلا قولا ووجها سائغا واحدا وعرف أحمد المحكم: بأنه الذي ليس فيه اختلاف ومراده: ما استقل بالبيان بنفسه فلم يحتج لغيره فقد روى ابن أبي حاتم وابن المنذر والطبري عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال: محكمات الكتاب: ناسخه وحلاله وحرامه وحدوده وفرائضه وما يؤمن به ويعمل بهوبنحو هذا قال عكرمه ومجاهد وقتادة وغيرهم.

بقلم: عبد العزيز الطريفي
238
الأهواء المتدينة | مرابط
فكر مقالات

الأهواء المتدينة


نتعامل في واقعنا المعاصر مع إشكال جديد يمكن تسميته بالأهواء المتدينة هذا الإشكال يظهر في أن ترك الالتزام بالأحكام الذي هو من جنس التقصير والهوى أصبح محسنا مزينا في نفس المسلم متوافقا مع الدين مقربا إلى الحق فلم تعد تلك المخالفات متضمنة مفسدة المخالفة فقط بل أضيف لها مفسدة التحسين والتزيين للهوى والباطل

بقلم: فهد بن صالح العجلان
998
مصارع المغرقين | مرابط
فكر مقالات

مصارع المغرقين


سأل رجل الإمام الشافعي عن مسألة فقال: يروى فيها كذا وكذا عن النبي صلى الله عليه وسلم فقال له السائل: يا أبا عبد الله تقول به فرأيت الشافعي أرعد وانتقص فقال: يا هذا أي أرض تقلني وأي سماء تظلني إذا رويت عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثا فلم أقل به نعم على السمع والبصر على السمع والبصر

بقلم: فهد بن صالح العجلان
719
هل الحجاب يتعارض مع أناقتي في المناسبات؟ | مرابط
المرأة

هل الحجاب يتعارض مع أناقتي في المناسبات؟


التأنق والأناقة التي أفهمها تعني التزين ومواكبة الموضة والألوان والاتجاهات المنتشرة في الملبس فتلبس في الصيف كذا وتلبس في الشتاء كذا وتضع اكسسوارا بالصورة الفلانية وتلف الطرحة بالطريفة كذا وكذا .. كل هذه الأمور لا تلزم المسلمة في شيء ما دامت تخالف الركن الركين في زي المرأة المسلمة وهو: الستر.

بقلم: محمد حشمت
378