ثغرات تسدها المرأة المسلمة: البيت والزوجية

ثغرات تسدها المرأة المسلمة: البيت والزوجية | مرابط

الكاتب: محمد صالح المنجد

527 مشاهدة

تم النشر منذ سنتين

أيتها الأخت المسلمة! في ثغرة الزوجية وبيت الدعوة بيتك يجب ألا يعرف الخراب؛ لأنه يتكون معه أسباب الحماية من الحب والرضا بينك وبين الزوج، وهذه ثغرة كل زوجة في القيام بحق زوجها، وينبغي أن يكون الزوج أحب الناس إلى زوجته، وأن يكون البيت قائمًا على الالتزام بالإسلام، وتربية الأولاد التربية الصالحة، والدعوة إلى الله، ودعوة الجيران، والقيام بالحقوق الشرعية، والمرأة تحتسب -وهذا أمر مهم- تحتسب في الطبخ والتنظيف وكي الملابس وغسلها.. تحتسب المرأة في خدمة الزوج، وطبخ الطعام للضيوف.. تحتسب في تنظيف الولد من النجاسات.

 

وتحتسب المرأة في آلام الحمل وما يحدث في الولادة؛ لأن عددًا من النساء يجعلن هذه القضايا عادة فلا تنوي فيها وجه الله فيفوت أجرًا عظيمًا، ولذلك صحيح أن المرأة مفطورة على هذه الأشياء، لكن احتسابك الأجر يجعل لك حسنات كثيرة لا تحصل لك دون احتساب، فإذًا الاحتساب: أن تتذكري لحظة القيام بالعمل، أنك تقومين به لوجه الله، ابتغاء مرضات الله سبحانه وتعالى، ولا تدمري البيت للخروج للعمل ويصبح العمل قضية موضة وتقليد للآخرين وفخر، وأنه يسعى إليه سعيًا حثيثًا ولو أدى إلى ما يؤدي إليه من الفساد، هذه تقول: نفسيتها مرهقة جدًا، وهذه تقول: كثرت المشاجرات بيني وبين زوجي؛ لأن فلانًا يأتي من العمل متعبًا فأي مشكلة بسيطة تثير الأعصاب، وهذه تقول: أولادي يفتقدون حناني، ولا يشعرون نحوي بما يجب من الشعور من الأم لولدها، وقد تعلقوا بالخادمة أكثر مني، هذا عيب كبير جدًا أن يحدث.

 

وعليك -أيتها المرأة المسلمة- بتقوى الله سبحانه وتعالى، وإرشاد الأخريات، علميهن أن القراءة في كتب العلم الشرعي أهم من القراءة في زاوية طبق الشهر وطبق الأسبوع.

 

لا تكوني سلبية! استغلي مناسبات الأعياد والزيارات لإلقاء النصائح والتوجيه وكسب القلوب في مشوار الالتزام بالإسلام.. انصحي في ذات الله، الجارات الجيران مصدر للشر أو الخير، فإذا قمت على هذه الثغرة -وهي نصح الجارات- تكونين قد أديت حقًا عظيمًا من حقوق الجيران، واحذري فالمؤمن ليس خبًا ولا لئيمًا لكن لا يسمح للئيم أن يخدعه، حذريهم من النـزول إلى الأسواق نزولًا محرمًا، أو الخلوة بالسائق الأجنبي، أو تضييع الأموال في الإكسسوارات والمكياجات والعطورات والملابس والأقمشة والأحذية والشنط، علميهن الاعتدال في هذه الأمور، وعلميهن الحشمة في الكلام مع البائع، ولتكوني أنت قدوة أمام الأخريات في هذا الجانب.

 

أنكري المنكرات مما يحدث في الأعراس.. من الأغاني الهابطة، والكلمات التي تخدش الحياء وتفسد الفطرة، وتكوني أنت أيضًا قائمة بثغرة إذا كنت تستطيعين المشاركة في استبدال هؤلاء المفسدات في الأعراس بنساء أنت معهن أو تأتين بهن من الطيبات اللاتي يقمن ببرامج نافعة وطيبة في تلك الليلة، وحاربي هذه المشاهد العفنة من الملابس القصيرة، أو الشفافة، أو شبه العارية، أو المليئة بالصور، والكتابات الأجنبية السيئة الموجودة على صدور المسلمات.

 

وحاربي الإسراف في الولائم والتبذير فيها، ولا يجوز لك السكوت عن منكر كرمي الطعام مع القاذورات، وكذلك حاربي الإسراف في جميع مظاهره، سواء في فستان العرس، أو ما شاكل ذلك من الأمور، وحاربي العادات التي تأتي من الكفار من الأمور المختلفة التي وقع فيها نساؤنا اليوم، وحاربي السخف الموجود في المجتمع عند النساء؛ من الآراء السخيفة، أو الأمور السخيفة، التي أضرب لها مثلًا بهذه الأشياء التي تأتي إلينا من دور الأزياء الغربية ولو كانت سخيفة، فهذا عطر برائحة البطيخ خرج وانتشر مع أنه لا ذوق فيه، ولا رائحة طيبة، لكن هكذا يحصل.

 

وكذلك -أيتها المرأة المسلمة- ينبغي أن يكون هناك مشاعر فياضة منك تجاه أخواتك، وحفظ الود، وعدم إفساد العلاقات بالغيبة أو النميمة أو الحقد، والحسد والنظرات العابسة والجبين المقطب الذي يؤدي إلى حصول القطيعة والشقاق، وتجلسين شهورًا لا تكلمين فلانة، وسنين لا تدخلين بيت فلانة لأتفه الأسباب التي لا ترضي الله سبحانه وتعالى، ليست سببًا شرعيًا للهجر، وأنت تعلمين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا يحل لامرئٍ مسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث).

 

وكذلك فإنني أقول لك أيضًا: إنه ينبغي محاربة الفساد في البيوت مما يكون عند الأخت أو القريبة في صور أو مجلات وأفلام تكون موجودة في البيوت وأنت شاهدة عليها، ولو قلت: ما استمعت لي، وما انتصحت وما تأثرت، فأقول لك: إن المهم أن تقومي بما عليك من واجب الدعوة، وإقامة الحجة والنصح والبيان، انصحيهم بين حين وآخر.

 

وكذلك أقول لك: إن زيارتك لأخواتك في الله هذه من الطاعات والعبادات المهمة التي إذا تسنت الفرصة فيها بإذن الزوج أو ولي أمرك؛ الأب مثلًا فإنك تخرجين بالحشمة والملابس الشرعية، وتختارين الوقت المناسب واليوم المناسب للزيارة، وتجتنبين الزيارات المفاجئة دون موعد مسبق ولا استئذان كما يحدث لبعض النساء اللاتي يحرجن أخواتهن، ولا تطيلي مدة الزيارة لأنها تكون ثقيلة على أختك التي يكون لها مسئولية وهي زوجة وأم وربة بيت، وكذلك فإن عليك أن تتحفظي وقت الزيارة في الأقوال والأفعال، وعدم إيذاء الأخريات، وأن تحفظي أولادك من العبث بممتلكات الآخرين، وعدم توسيخ وتقذير بيوتهم، وكذلك أظهري الرضا والسرور بما يقدم إليك من الضيافة، وتجنبي كثرة المزاح الذي يؤدي إلى الحقد والاحتقار، وقومي بشكر صديقاتك عند نهاية الزيارة والدعاء لهن بالخير والصلاح والأجر العظيم من الله سبحانه وتعالى.


 

المصدر:

محاضرة ثغرات تسدها المرأة المسلمة

تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.
اقرأ أيضا
فصل في خدمة المرأة لزوجها | مرابط
مقالات

فصل في خدمة المرأة لزوجها


وأما ترفيه المرأة وخدمة الزوج وكنسه وطحنه وعجنه وغسيله وفرشه وقيامه بخدمة البيت فمن المنكر والله تعالى يقول: ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف. وقال تعالى: الرجال قوامون على النساء. وإذا لم تخدمه المرأة بل يكون هو الخادم لها فهي القوامة عليه.

بقلم: ابن القيم
492
موقف المدرسة العقلية من السنة النبوية الجزء الثاني | مرابط
أباطيل وشبهات

موقف المدرسة العقلية من السنة النبوية الجزء الثاني


كانت المحطة الثانية في تكريس مبدأ الإعلاء من شأن العقل وتحكيمه على نصوص السنة هي ظهور الاستشراق كاتجاه فكري يعنى بدراسة حضارة الأمم الشرقية بصفة عامة وحضارة العرب والإسلام بصفة خاصة والمستشرقون هم علماء من الغرب اعتنوا بدراسة الإسلام واللغة العربية وكذلك لغات الشرق وأديانه وآدابه ويرى بعض المؤرخين أن بداية الاستشراق كانت مع بداية الاستعمار في العصر الحديث قبيل القرن التاسع عشر بينما يرى بعضهم الآخر أن الاستشراق أقدم من ذلك حيث يرون أن بدايته كانت مع اشتغال الغرب بترجمة الكتب العربية

بقلم: الشبكة الإسلامية
1316
ذم الجدال والخصومات في الدين | مرابط
مقالات

ذم الجدال والخصومات في الدين


عقد الإمام الآجري في كتاب الشريعة بابا في ذم الجدال والخصومات في الدين ومع أن المقصد الأساس من هذا الباب هو بيان الموقف من أهل الأهواء والبدع وضرورة مجانبتهم إلا أنه ألحق بذلك ما قد يكون من الجدل والمناظرة في مسائل الأحكام مما يسوغ فيه الخلاف والترجيح عند أهل العلم وهنا أكد على التمييز بين ما تكون المناظرة فيه لأجل نصرة الحق من الطرفين وأن هذا مما لا بأس به بخلاف ما قد يكون من انتصار الشخص لقوله أو لمذهبه فإن هذا مما لا ثمرة له ولا تحمد عواقبه وقل من يسلم منه.

بقلم: عبد الله القرني
336
الإمبريالية النفسية | مرابط
فكر مقالات

الإمبريالية النفسية


الرؤية المعرفية العلمانية الإمبريالية هي الرؤية المهيمنة على المجتمعات الغربية وعلى الإنسان الغربي في علاقته مع بقية أعضاء المجتمع أو مع أعضاء أسرته أو حتى مع نفسه فهو حينما يبني بيتا يخضعه تماما لعملية الترشيد المادية حيث يبنيه بهدف الإتجار فيه وتحقيق الربح ثم يتركه بعد بضع سنين وكأن المنزل والسلعة لا فرق بينهما وهو حين يدخل في علاقة مع أنثى لا يبحث عادة عن الطمأنينة وإنما يحاول تعظيم اللذة وتتحول العلاقة العاطفية إلى علاقة غزو وهو إنسان بسيط ذو بعد واحد دائم التنقل والترحال لتحقيق الربح و...

بقلم: عبد الوهاب المسيري
1351
كيف حرمت المرأة الغربية من شخصيتها | مرابط
المرأة

كيف حرمت المرأة الغربية من شخصيتها


لقد ألحقت الحضارة الخزي بالأمهات بصفة خاصة فهي تفضل على الأمومة أن تحترف الفتاة مهنة البيع أو أن تكون موديلا أو معلمة لأطفال الآخرين أو سكرتيرة أو عاملة نظافة. إنها الحضارة التي أعلنت أن الأمومة عبودية ووعدت بأن تحرر المرأة منها. وتفخر بعدد النساء اللاتي نزعتهن تقول حررتهن من الأسرة والأطفال لتلحقهن بطابور الموظفات.

بقلم: علي عزت بيجوفيتش
340
بكم الجاكيت؟ | مرابط
فكر

بكم الجاكيت؟


من يتأمل في كثير من أحوالنا يجد أننا نمارس حيلة الجاكيت الغالي ولكن بمستويات مختلفة نعلم أن الحق في المسألة كذا ولكنه يحتاج ثمنا لا نريد دفعه فنتظاهر بالحيرة بين أقوال الفقهاء ثم ننسحب إلى أهوائنا.

بقلم: بدر آل مرعي
310