أنت أيها الزوج كيف تتصرف حينما تتعذر العشرة بينك، وبين امرأتك؟ بعض الأزواج يضيق عليها، ويشدد الخناق، بل بعضهم - ولا أبالغ أيها الإخوة - قد يفصل الكهرباء من البيت ليضطر هذه المرأة بألوان من التضييق، والأذى لتطلب الطلاق هي، وتفتدي منه، وتدفع له ما خسر كما يزعم، تدفع له المهر، والتكاليف التي دفعها في زواجه، وقد استمتع بها، ولربما أكل شبابها، فأين المروءات؟ حينما يقف الإنسان، ولا رغبة له في المرأة يقف، وكأنما يجلس على الجمر لكراهيته لها، والبقاء معها من أجل أن تطلب هي الطلاق؛ وقد تعذرت العشرة، وحينما يقع ذلك كيف تتصرف؟
هذا جبير بن مطعم تزوج امرأة فسمى لها صداقًا، وطلقها قبل الدخول، ثم تلا هذه الآية: إَلاَّ أَن يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ [البقرة: 237] فقال: أنا أحق بالعفو، فسلم إليها الصداق كاملًا مع أنها تستحق نصف الصداق، ولو أن هذه الزوجة تصرفت معك تصرفًا لا يليق، فهل ينبثق ذلك عن أحقاد؟ هل ترميها بالثلاث كما يفعل بعضهم؟ هل تضربها، وهل تعذبها؟ هل تهجرها هجرًا مليًا؟ بعض النساء يقلن: يهجرني من سنوات، وبعضهن تقول: أصبت بالصرع المتكرر من كثرة ما يضربني على رأسي، وبعضهن تقول: يدخل بشتم، ويخرج بشتم من غير سبب.
نقول: تجنبي الأمور التي تثيره، تقول: هو يأتي ثائرًا أصلًا، لم أترك شيئًا إلا صنعته معه، ويغضب على أتفه الأسباب، ولربما في مناسبات لا يليق فيها هذا الصنيع كليلة العيد، وصبيحة يوم العيد، وبعض النساء تتصل تسأل تقول: طلقني بالثلاث في صبيحة العيد؛ لأني كنت أوقظه ليأكل ما أعددت له من طعام، ثم يخرج إلى المسجد، فرماني بالثلاث، وقام إلي، ونثر الطعام في المطبخ، وضربني ضربًا مبرحًا، وشتمني، وشتم أهلي صبيحة يوم العيد - فنسأل الله العافية - وماذا صنعت؟ هل جزاء الإحسان إلا الإحسان.