من يعرف واقع الشباب اليوم وما يحيط بهم من تحديات وفتن وعقبات يُدرك أن تمسّكهم بالدين واجتنابَهم المحرمات وسعيَهم لتعلم أمور دينهم وخدمة أمتهم أمرٌ في غاية الصعوبة والشدة والعسر.
وباستحضار ذلك كله فهذه مجموعة من الرسائل والتوصيات:
أولا: إلى كل حريص من الشباب على دينه وأمته رغم كل ما يحيط به: أبشر بالخير العظيم من ربٍّ شكور حليم، يراك ويعلم حالك ويعلم كل ما تعانيه، ثم يرى صبرك ومجاهدتك وحرصك، فأبشر ثم أبشر، وما يدريك لعل الله يكتب لك أجر خمسين من العاملين؟! فلا تحزن ولا تضعف ولا تيأس.
ثانيا: إلى الدعاة وطلاب العلم والمتصدرين: لنتق الله في الشباب المقبلين على دينهم، فهم أولى من يستحق الرحمة واللطف والتبشير بالخير، والتربية على ما ينفعهم في آخرتهم.
وإن من أعظم الجناية في حقهم أن يُدخَلوا في صراعات وخلافات لا شأن لهم بها.
ولنستقم؛ فإن انحراف القدوة = خيانة للمقتدي.
ثالثا: إلى الآباء والأمهات الذين رزقوا بأبناء وبنات متمسكين بدينهم في هذا الزمن الصعب: قد رُزقتم بأعظم الرزق، وجاءتكم البركة إلى أقدامكم؛ فارفقوا بهم، وأعينوهم على الثبات والعفاف، واحتملوا أخطاءهم، وادعموهم نفسيا ومعنويا وماديًا، وكونوا سندًا لهم في طريق الخير والصلاح والإصلاح.
رابعا: إلى كل محبّ للإسلام وأهله: تذكر في دعائك شباب المسلمين وفتياتهم، بأن يجنبهم الله الفتن، ويعينهم على العفاف والاستقامة والصلاح، وأن يرزقهم ويُغنيهم من فضله، وأن يجعلهم سببا لصلاح أحوال المسلمين وإعلاء كلمتهم.
وختامًا: تأملوا هذه الآية: (وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا فقل سلام عليكم كتب ربكم على نفسه الرحمة أنه من عمل منكم سوءا بجهالة ثم تاب من بعده وأصلح فأنه غفور رحيم)