سلسلة كيف تصبح عالما: الدرس الرابع ج1

سلسلة كيف تصبح عالما: الدرس الرابع ج1 | مرابط

الكاتب: د راغب السرجاني

678 مشاهدة

تم النشر منذ سنتين

 

بذل الأسباب وسبيل النهوض


أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم.. إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، إنه من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

أما بعد:

فأهلاً ومرحباً بكم في هذا اللقاء الطيب المبارك، وأسأل الله عز وجل أن يجعل هذا اللقاء في ميزان حسناتنا أجمعين.

نستكمل ما كنا قد بدأناه من حلقات حول موضوع أمة الإسلام بين علوم الشرع وعلوم الحياة، وتحدثنا في عدة محاور، كان المحور الأول هو قيمة العلم بصفة عامة في الشريعة، قيمة العلم في كتاب رب العالمين سبحانه وتعالى وفي السنة المطهرة، وأثبتنا بما لا يدع مجالاً للشك أن العلم أساس لبناء الأمم، وأول ما فتح به كتاب ربنا سبحانه وتعالى، وأن أكثر الكلمات التي جاءت في كتاب ربنا بعد لفظ الجلالة العلم.

ثم تحدثنا في محاضرة أخرى عن رصد الواقع عن قراءة في واقعنا العلمي، وفجعنا جميعاً بالفجوة الهائلة التي بين أمة الإسلام وبين غيرها من الأمم التي كانت تتشابه مع أمتنا في ظروف كثيرة، ولكنها أخذت بأسباب العلم فسبقت وقادت، وتحدثنا عن الفجوة التي بين جامعات المسلمين وبين الجامعات الغربية، والفجوة التي بين علماء المسلمين والعلماء الغربيين والشرقيين، وبين التقنية والاختراع والتصنيع والابتكار والإبداع وما إلى ذلك، وكان هذا قراءة حقيقية للواقع الذي نعيش فيه، وذكرنا ذلك بالإحصائيات والأرقام.

ثم في المحاضرة السابقة أخذنا في تحليل: لماذا وصل المسلمون إلى هذا الوضع؟ وذكرنا أن القضية في الأساس تمكن في فهم المسلمين على مدار عصور طويلة، حيث فهموا أن العلوم تقسم إلى علوم دين وعلوم دنيا، فتحرج المتحمسون لهذا الدين والملتزمون به والمحبون لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم أن ينصرفوا عن علوم الدين إلى علوم الدنيا، وأن ينشغلوا بدنياهم عن آخرتهم، كما صور الذين صنفوا هذا التصنيف: علوم دنيا وعلوم دين.

وأما التصنيف الذي أرتاح له كما ذكرت أنها علوم شريعة أو شرع وعلوم حياة، والحياة ليست مذمومة كالدنيا في كتاب ربنا سبحانه وتعالى: "فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً" [النحل:97]، أما الدنيا فتأتي مذمومة ملعونة، حتى قال رسولنا صلى الله عليه وسلم فيما رواه الترمذي وقال: حسن صحيح، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (الدنيا ملعونة ملعون ما فيها، إلا ذكر الله وما والاه، وعالماً ومتعلماً)، فالدنيا بصفة عامة ملعونة، فكيف يقرن علماً بالدنيا ثم يكون من العلوم المحمودة؟ هذا ما لم يفهمه الكثير من الملتزمين، وبذلك أعرضوا عن التفوق في العلوم الدنيوية أو العلوم الحياتية، وتوجهوا إلى العلوم الشرعية فقط، العلوم الشرعية في غاية الأهمية، وهي لا شك تسبق العلوم الحياتية، لكن لا تقوم أمة إلا بالعلمين سوياً.

وفي المحاضرة السابقة عن الإسلام وعلوم الحياة ذكرنا خمسة أدلة على أن العلوم الحياتية هي علوم شرعية، وعلى أن العلوم الحياتية إن أخذت بنية وبإخلاص تقود إلى الجنة إن شاء الله رب العالمين.

قبل أن نخوض في الأدلة الخمسة الأخرى، نجيب على بعض الأسئلة التي وردت.

في الحقيقة أنا سعيد جداً بالتفاعل الذي لمسته من الحضور من إخواننا وأخواتنا في هذا الموضوع مع صعوبته، أنا أعلم أنه ليس من القصص وليس من الحكايات والروايات التي تمر سريعاً على القلب، بل هو موضوع صعب ويحتاج إلى جهد، ومع ذلك ما شاء الله لا قوة إلا بالله تفاعلكم هذا يرفع الهمة، وحضوركم بهذه الكثافة أيضاً يرفع الهمة.

ونسأل الله أن يتقبل منا أجمعين، وأن يرفع من درجات المسلمين، وأن يعلي من شأن هذه الأمة في الدنيا وفي الآخرة.

هذه ملحوظة جاءت من كثير من الإخوة، تقول: إن الدور الرئيسي في التغيير هو دور الحكومات ونحن أفراد لا نملك الإنفاق على البحوث العلمية، ولا نملك تحسين مستوى الجامعات، ولا نملك كذا وكذا من الأمور التي ذكرتها، براءة الاختراع، والترجمة، والكمبيوتر، والعلوم التقنية، والتصنيع، والشركات الكبرى، لا نملك كل هذا.

أقول: لقد تعرضنا لهذه النقطة في الدرس السابق، ولا مانع من أن نعيد الكلام فيها؛ لأهميتها، وما أطلبه في هذه المحاضرات بعد أن نفهم قيمة العلم فهماً جيداً أن نسدد ونقارب، لو فهمنا حقيقة هي في غاية الأهمية فأنا على يقين أننا بإذن الله سنعمل بطريقة مختلفة تماماً، ليس فقط في هذا الموضوع، ولكن في كل أمور حياتنا، هذه الحقيقة: هي أن الله عز وجل برحمته لا يحاسبنا على النتائج، ولكن يحاسبنا على الأعمال، ماذا عملت في حدود إمكانياتك وقدراتك التي وضعها لك رب العالمين ويسرها لك في هذه الدنيا؟ فأنت لو أتاح الله عز وجل لك التفوق بمساحة معينة فهذه قدرتك، وليس مطلوباً منك ما هو أعلى من ذلك، يقول عز وجل: "وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ" [الأنفال:60].

فالمطلوب من الإخوة الأفاضل الحضور، والذين يسمعون هذا الكلام بعد ذلك سواء في أشرطة أو يقرءونه في كتاب أو يسمعونه من أحد الإخوة الذين ينقلون هذا الكلام، مطلوب منه أن يتحرك بقدر طاقته لرفعة الأمة في هذا الباب باب العلم، نريد من الطالب أن يكون متفوقاً، ومن الأستاذ أن يصبح معلماً جيداً ومبدعاً، ومن المهندس أن يقرأ أكثر وأكثر حتى يبدع في مجاله، قد لا تسمح الظروف أن تكون على درجة مساوية لعلماء الغرب في هذه الظروف التي تمر بها الأمة، ليس هذا هو المطلوب الآن، المطلوب هو بذل الجهد قدر المستطاع، سنتعرض إن شاء الله في المحاضرة القادمة لقضية كيف نصبح علماء؟

وما هو الطريق الذي ينبغي أن يسير فيه الفرد ليصبح عالماً؟ وأنا أقول: عالماً بملء الفم لا أقول فقط: طالب علم، أو كما يقول بعض الإخوة بتواضع شديد: طويلب علم، لا، نحن نريد طموحاً عالياً، أن تكون عالماً مفيداً لأمتك، مفيداً للإنسانية بصفة عامة، مبدعاً مخترعاً، رائداً للناس ولست مقلداً فقط لغيرك، فنحن نحاسب على الأعمال ولا نحاسب على النتائج، افرض أنك عملت كل الذي عليك لإصلاح مؤسسة علمية، أنت في جامعة أو في معهد أو في مركز بحثي أو في مدرسة أو في غير ذلك، وحاولت قدر المستطاع ثم جابهوك بالعراقيل وكسروا ما أصلحت وأفسدوا ما فعلت فعلوا كل ذلك فلم تظهر نتيجة، هل حرمت الأجر؟ لا.

يا أخي! كن كـأسعد بن زرارة رضي الله عنه وأرضاه، كـمصعب بن عمير رضي الله عنه وأرضاه، كحمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه وأرضاه، كـأنس بن الربيع، كـأنس بن النضر، كالكثير والكثير والكثير من عظماء الصحابة الذين قدموا ثم لم يشاهدوا تمكيناً في حياتهم، إنما جاء التمكين بعد ذلك بسنوات وسنوات، هل حرموا من الأجر؛ لأن النتائج لم تتحقق في عصرهم وفي عهدهم؟ أبداً، إذا راجعت قصة قيام الدولة الأيوبية والانتصار على الصليبيين ستجد أنه حتى قبل نور الدين محمود وقبل عماد الدين زنكي كان هناك العلماء الذين يربون الأمة على الخير وعلى الصلاح، وعلى العودة إلى الله عز وجل، وعلى البناء في شتى المجالات، فـنور الدين محمود لم يكن مهتماً فقط بالعلوم الشرعية وإن كان شديد الاهتمام بها رحمه الله، لكن كان مهتماً أيضاً ببناء المصانع، وبناء الأسواق، وتعبيد الطرق، وتعليم الحمام الزاجل، والتدريب على السلاح، وبناء القلاع، عمل كل الأسباب المادية المتاحة في حياته ولم يصل إلى قوة الصليبيين في زمانه، ولكنه قدم ما يستطيع، هذا ما نسأل عنه.

لو فهمت هذا المفهوم ما يضرني أن هناك الآلاف والملايين من المفسدين في الأرض في بلاد المسلمين وفي غير بلاد المسلمين، حتى لو كنت وحدي، وسأقول كما قال الصديق رضي الله عنه وأرضاه عندما قرر أن يحارب المرتدين وعارضه الصحابة؛ لقلة العدد، قال: سأقاتلهم وحدي حتى تنفرد سالفتي. يعني: سأستمر حتى لو كنت في هذا الطريق وحدي.

إذاً: هذا هو الطريق الذي به تصلح الأمة إن شاء الله رب العالمين.


دور المرأة في هذا المضمار


هذا سؤال طيب جداً من إحدى الأخوات تقول: أين المرأة في قضية العلم، تقول: إنها متزوجة ولها أولاد وعندها انشغالات في أمور خاصة ببيتها وبأسرتها، فهل تترك هذه الأمور وتتفرغ لتحضير الدراسات العليا كالماجستير والدكتوراه وما إلى ذلك أم لا؟

أقول: الأخوات الفاهمات الواعيات نرجو منهن الكثير والكثير، نريد منهن التحرك في ثلاثة محاور رئيسية، هذا الكلام للأخوات اللاتي يسمعن ومن لم يسمع منهن فنحن ننقل لزوجاتنا وننقل لبناتنا وننقل لأمهاتنا.

 

دور المرأة في البيت

المحور الأول في قضية العلم: هو البيت، فالمرأة مسئولة عن إخراج علماء من بيتها، ليس بالضرورة أن تكون المرأة هي التي تقود حركة التغيير في قضايا العلم، ولكن هي مسئولة عن إخراج الزوج والأولاد في صورة علمية جيدة، تهيئ الجو المناسب للزوج ليبدع وينتج، تحمسه على الإبداع وعلى الاختراع وعلى التفوق والتقدم، توفر له الجو الهادئ المناسب، تضيق أحياناً على ظروف المعيشة في داخل البيت؛ لأجل توفير كتب العلم، وهذا ينبغي أن يترسخ بداخلنا، أنا أرى الناس التي تتزوج تفكر أن تأتي بغرفة نوم وغرفة سفرة، وصالون وأجهزة كهربائية وكذا وكذا، وقد لا يخطر على بالهم أن يشتروا مكتبة قيمة، وتكون من ضمن الأمور التي ستبدأ بها الحياة الزوجية، ليس مهماً أن تكون المكتبة القيمة في الخشب، أو في الشكل الخارجي، لا، أنا أقصد مكتبة قيمة فيها الكتب المتنوعة النافعة لك ولأسرتك، فالزوجة تستطيع أن تهيئ هذا الجو في داخل البيت.

والأهم من ذلك أيضاً الأولاد، وكلنا نرى ظروفنا كرجال في هذا الآونة التي تعيش فيها الأمة للأسف الشديد، كلنا مشغولون فمنا الذي يشتغل في الصبح وبعد الظهر وبين كذا وكذا، ومنا الذي لا يرجع إلى البيت إلى في منتصف الليل أو بعد ذلك، ويستيقظ الصبح باكراً وينطلق إلى عمله، وهذا ليس عذراً للأزواج، ولكن هذا واقع نرصده، والزوجة هي التي تبقى مع الأولاد، فهل سيكون أولادك كـالبخاري وكـمسلم وكـأحمد بن حنبل وكـالشافعي وكغيرهم من علماء المسلمين رحمهم الله جميعاً، أو كـجابر بن حيان وكـالرازي وكهؤلاء الذين غيروا وجه التاريخ، أم سيكون إنساناً بسيطاً عادياً من الصعوبة بمكان أن يعرف بعض المعلومات عن دينه وعن حياته وعن أمته؟ هذا دور في غاية الأهمية.

نقف وقفة مع زيد بن ثابت رضي الله عنه وأرضاه، ومع أمه رضي الله عنها وأرضاها، فـزيد بن ثابت وهو طفل صغير عمره ثلاث عشرة سنة أراد أن يخرج للقتال في بدر واشتاقت نفسه للجهاد في سبيل الله وهو لا يزال صغيراً، لأن حركة المجتمع كله كانت متجهة للجهاد، فارتفعت حميته للجهاد في سبيل الله، لكن الرسول عليه الصلاة والسلام رآه صغيراً فأشفق عليه فرده، فبكى زيد بن ثابت حباً واشتياقاً للجهاد، ورجع إلى البيت وهو يبكي، فقالت له الأم: ما يبكيك؟ فقال: ردني رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الجهاد في سبيل الله، فقالت: إن كنت لا تستطيع أن تجاهد بالسيف كما يقاتل المقاتلون، فأنت تستطيع أن تخدم رسول الله صلى الله عليه وسلم والإسلام بالعلم الذي عندك، أنت تقرأ وتكتب وتحفظ من القرآن ما لا يحفظ غيرك، وتقرؤه كما أنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتعال نعرض هذه الإمكانيات على الرسول صلى الله عليه وسلم فقد يستغلها.

 

انظروا إلى الأم الفاهمة الواعية للشرع.

هناك بعض الإخوة لما يغلق باب الجهاد يعتقد أن القضية انتهت، وما عليه إلا أن يقعد إلى أن يفتح باب الجهاد، نقول: لعله لا يفتح باب الجهاد في حياته، فالمسلم لا يقعد ويركن أبداً، فـزيد بن ثابت رضي الله عنه وأرضاه أغلق أمامه باب ففتحت له أمه باباً آخر، ألا وهو باب العلم، وذهبت به إلى الرسول عليه الصلاة والسلام وعرضت عليه الإمكانيات التي عنده، فسمع منه صلى الله عليه وسلم واختبره، فقرأ زيد بن ثابت رضي الله عنه وأرضاه أمامه القرآن وأحسن القراءة، وهو أيضاً يكتب، وهذا نادر في هذه البيئة، فقال له: اذهب وتعلم لي لغة اليهود؛ فإني لا آمنهم على كتابي، وذهب زيد بن ثابت فتعلم اللغة العبرية في سبع عشرة ليلة، ستقول لي: كيف استطاع أن يعمل هذا؟ سأقول لك: لا أعرف، لكن هو ربنا سبحانه وتعالى بارك له في وقته، أو لعله كان يعرف بعض الأمور عن اللغة العبرية وأتقن هذه اللغة في هذه الأيام السبعة عشر، لكن الظاهر أن ربنا بارك له في وقته وبارك له في علمه، وفتح له أبواب الخير، وعاد يتكلم اللغة العبرية كأهلها، وبعثه الرسول عليه الصلاة والسلام ليتعلم لغة أخرى وهي السريانية فتعلمها، ثم أمره بكتابة الوحي، وصار من كتبة الوحي، فمات الرسول عليه الصلاة والسلام في سنة إحدى عشرة من الهجرة، وأوكل الصديق رضي الله عنه وأرضاه لـزيد بن ثابت مهمة جمع القرآن، وكان عمره حينها ثلاثاً وعشرين سنة.

انظر ثلاثاً وعشرين سنة في زماننا يكون وقت التخرج من الجامعة، فـزيد بن ثابت أوكلت إليه مهمة من أثقل المهام في تاريخ البشرية جمعاء، إنها مهمة جمع كتاب الله عز وجل ليحفظ إلى يوم القيامة، كل واحد فينا وفي أي بلد في العالم وفي أي زمن من الأزمان يقرأ في كتاب ربنا سبحانه وتعالى يعطي زيداً أجراً، دون أن ينقص من أجورنا شيئاً إن شاء الله، فهذا عمل أفاد الأمة الإسلامية، وهو من جانب العلم وليس من جانب الجهاد كما ذكرنا.

يقول الحسن البصري كلمة عجيبة جداً يقول: يوم القيامة يوزن مداد العلماء بدماء الشهداء فيرجح مداد العلماء قد نستغرب من هذا الكلام، لكن هذا واقع، كم من المجاهدين الذين جاهدوا بإخلاص، ولكن ليس عن علم فضلوا وأضلوا، كما هو حال الخوارج، والآن ترون بعض الناس تتطوع بقتل من لا يجوز أن يقتل وتدمير ما لا يجوز أن يدمر، وفعل الموبقات باسم الإسلام، وهو يتوجه توجهاً صادقاً إلى الله عز وجل، لكن هذا التوجه يفتقر إلى العلم، فيضيع نفسه ويضيع أمته، وهذا مشاهد بكثرة في القديم والحديث، من أجل هذا قدم العلم على الجهاد في سبيل الله، وليس معنى هذا أن نأخذ العلم فقط ونترك الجهاد، لا، (فكل ميسر لما خلق له) يعني: كل واحد بحسب إمكانياته، لكن الآن لا عذر لك أن تكون عالماً.

إذاً: نرجع لأختنا السائلة ونقول: إن من الأدوار الهامة جداً عليك أن تعملين كما عملت أم زيد بن ثابت، وهو أن تربي ابنك حتى يكون عالماً من علماء الأمة، وسنتعرض إن شاء الله في الدروس القادمة لموقف أم الشافعي وأم أحمد بن حنبل وأم البخاري وغيرهم من العظماء وأم صلاح الدين الأيوبي رحمه الله، فهناك كثير جداً من العظماء أثرت فيهم الأمهات، وأخرجن للأمة رجالاً غيّروا -حقيقةً- من وجه التاريخ.

إذاً: هذا هو أول محور تسير فيه المرأة المسلمة.

تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.

الكلمات المفتاحية:

#كيف-تصبح-عالما
اقرأ أيضا
المراحل التي مر بها الإرجاء | مرابط
تفريغات اقتباسات وقطوف

المراحل التي مر بها الإرجاء


والحقيقة أن الإرجاء مر بمراتب مر بمراحل يعني هناك تطورات حدثت على مذهب المرجئة هناك تطورات حدثت على مذهب المرجئة حتى وصلوا إلى مرحلة الغلو التي تحدث عنها العلماء وفي هذا المقتطف من محاضرة الشيخ محمد صالح المنجد يتحدث عن هذه المراحل أو التطورات بشكل مختصر

بقلم: محمد صالح المنجد
1261
البحث عن مصدر القرآن الكريم ج2 | مرابط
أباطيل وشبهات تعزيز اليقين مقالات

البحث عن مصدر القرآن الكريم ج2


كان القرآن في مكة يقص على المسلمين من أنباء الرسل ما يثبت فؤادهم ويعدهم الأمن والنصر الذي كان لمن قبلهم ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين إنهم لهم المنصورون وإن جندنا لهم الغالبون إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد فلما هاجروا إلى المدينة فرارا بدينهم من الفتن ظنوا أنهم قد وجدوا مأمنهم في مهاجرهم ولكنهم ما لبثوا أن هاجمتهم الحروب المسلحة من كل جانب فانتقلوا من خوف إلى خوف أشد.

بقلم: محمد عبد الله دراز
344
شبهة حول اسم مريم أم المسيح عليه السلام في القرآن الكريم | مرابط
أباطيل وشبهات

شبهة حول اسم مريم أم المسيح عليه السلام في القرآن الكريم


تقول الشبهة: يسمى القرآن والدة المسيح - عليه السلام - باسم أخت هارون 19: 28 ولعل محمدا - صلى الله عليه وسلم - خلط بين مريم أم المسيح ومريم أخرى كانت أختا لهارون الذى كان أخا لموسى - عليه السلام - ومعاصرا له ولا يوجد مثل هذا التناقض فى الكتاب المقدس وفي هذا المقال رد على التساؤل أو هذا الزعم وتوضيح الخطأ فيه

بقلم: محمد عمارة
1539
لماذا نحتاج إلى الخالق طالما عرفنا القوانين؟ | مرابط
أباطيل وشبهات الإلحاد

لماذا نحتاج إلى الخالق طالما عرفنا القوانين؟


يفترض الملحد أن القوانين تكفي لخلق الكون وظهوره وقد اعتمد بعض الملحدين على فكرة قانون الجاذبية وأنه كاف لظهور الكون وبغض النظر عن سقوط هذا الزعم ذاتيا بمجرد التفكير في مصدر قانون الجاذبية أو من الذي قننه أو من الذي أعطاه صفة التدخل وإظهار الأثر؟ بغض النظر عن هذه البديهيات الأولية فإن قانون الجاذبية لا يؤدي إلى دحرجة كرة البلياردو! فالقانون وحده عاجز عن أي شيء بدون ظهور الشيء.

بقلم: د. هيثم طلعت
408
العقل والغيبيات | مرابط
فكر

العقل والغيبيات


أرسل إلي أحد الأصدقاء هذا السؤال: جملة العقل لا يدخل في الغيبيات هل هي هكذا صحيحة على إطلاقها؟ وما التفصيل؟ إليكم الرد

بقلم: د. سلطان العميري
335
مواجهة المشكلات | مرابط
تفريغات ثقافة

مواجهة المشكلات


ن اللجوء إلى الله جل وعلا هو من عتاد المسلم في الكروب وعلينا ألا نغفل عن هذا الجانب فلدى الله تعالى من أشكال المعونة وتفريج الكربات أكثر بكثير مما يظن الناس وأكثر بكثير مما يعرفون لنجعل من المشكلات والأزمات نقاط انطلاق جديدة ولنجعل منها مصدرا لتجديد الوعي واستخراج الإمكانات الكامنة ومصدرا للمراجعة والنقد الذاتي وبذلك تنقلب المحنة إلى منحة

بقلم: د عبد الكريم بكار
402