المراحل التي مر بها الإرجاء

المراحل التي مر بها الإرجاء | مرابط

الكاتب: محمد صالح المنجد

1180 مشاهدة

تم النشر منذ سنتين

والحقيقة أن الإرجاء مر بمراتب، مر بمراحل، يعني هناك تطورات حدثت على مذهب المرجئة، هناك تطورات حدثت على مذهب المرجئة.
فأول أمر حدث في المرجئة فيما يتعلق في قضية الإرجاء على ما قال بعض العلماء هي الفتنة التي أحدثها عبد الله بن سبأ وغيره، في التعاون مع المجوس الذين ذهبت دولتهم وملكهم، فقتلوا أمير المؤمنين عمر، ثم شرعوا بالفتن بين المسلمين في عهد عثمان، إلى أن وصلت إلى حالة اقتتال بين المسلمين في عهد علي.

وراء هذه القضية كلها طبعًا مؤامرات ضخمة حاكها اليهود مع المجوس تحديدًا، وهؤلاء يعني المرجئة الذين تأثروا بقضية قتل عثمان، وما حدث بعد ذلك من الفتنة بين المسلمين في عهد علي.

أول ما خرجت في مسألة إرجاء أمر عثمان وعلي إلى الله، وعدم موالاتهما، وعدم معاداتهما، خرجوا ببدعة جديدة، فأول يعني إرجاء حصل في الأمة، أول بدعة إرجائية هي من المرجئة إرجاء أمر عثمان وعلي إلى الله، خلاص.

مع أن هذا في فضله وهذا في فضله، كيف عدم موالاتهما، كيف عدم موالاتهما؟ لكن هذا ما حصل من هؤلاء، هذا ما حصل من هؤلاء.

طبعًا لما يقول بعض العلماء في بحث المرجئة: إرجاء الفقهاء والعباد، ثم إرجاء المتكلمين، وبعد ذلك إرجاء غلاة المرجئة، فيقصدون بالقضية إرجاء العمل عن الإيمان.
وكان لثورة ابن الأشعث وظهور الحجاج، وملاحقة العلماء والبطش بهم، أسوأ الأثر في بروز قرن الإرجاء هذا، بين صفوف ناس من البائسين المستسلمين للواقع.


وقام أهل السنة بجهد مشكور في مقاومة فكرة هذا الإرجاء، ولاحظ أهل العلم كالأوزاعي، وإبراهيم النخعي، وغيرهم، لاحظوا أنه يعني هناك نابتة جديدة، تقول: إن الأعمال غير الإيمان، فكأن هؤلاء عندهم اضطرار لقضية فصل العمل عن الإيمان، ويقولون يعني في أعمال شنيعة، لكن أصحابها مسلمون، إذن أحسن شيء نفصل الإيمان عن العمل.

فانتبه العلماء لهؤلاء، وقال الأوزاعي رحمه الله: "كان يحيى بن أبي كثير وقتادة: ليس من أهل الأهواء شيء أخوف عندهم على الأمة من الإرجاء" [السنة لعبد الله بن أحمد: 641].
إبراهيم النخعي الذي عاصر طبعًا فتنة الحجاج، قال: "الإرجاء بدعة إياكم وهذا الرأي المحدث". [الطبقات الكبرى لابن سعد: 6/273].

إبراهيم النخعي يقول عن المرجئة: "تركوا هذا الدين أرق من الثوب السابري". [السنة لعبد الله بن أحمد: 618]، يعني: أنه صار الدين أمره رقيق يعني، أرق من الثوب الساذري في غاية الرقة، فالدين متين، والدين عظيم، لكن المرجئة هؤلاء جعلوا الدين مثل الثوب الرقيق.

ورغم أن بعض الذين بدأوا يعني بالإرجاء كان عندهم شيء من الزهد والعبادة، لكن طبعًا لم يكن عندهم علم راسخ.

تصدى لبدعة الإرجاء أول ما خرجت: الإمام وكيع، وابن المبارك، وابن معين، والإمام أحمد، والبخاري، وأبو داود، لأن غلاة المرجئة بدأوا يظهروا في عهدهم، وهذا ما كان يعني يسمى بإرجاء الفقهاء، الذي فيه تأخير العمل عن الإيمان، وإخراج العمل من مسمى الإيمان، وهذه الشبهة أنه قضية أن الإيمان لا يتبعض ولا يتجزأ وليس مراتب.. إلى آخره، أوقعتهم في هذا الانحراف، فإذن أساس الشبهة: هي ضلالهم في فهم الإيمان.

 


 

المصدر:

https://almunajjid.com/courses/lessons/252

تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.

الكلمات المفتاحية:

#المرجئة
اقرأ أيضا
قصة العلمانية المؤسلمة | مرابط
مقالات العالمانية

قصة العلمانية المؤسلمة


يستعرض المقال عددا من الرؤى التجديدية في الفكر السياسي كما يعرضها بعض المعاصرين ويفحصها جميعا من خلال مقارنتها ب المضمون العلماني ليكشف عن وجه الاختلاف الذي تفترق فيه هذه الرؤى عن المضمون العلماني حين نفحص هذا الوعاء نجد أن المبادئ العامة أمور كلية فطرية متفق عليها بين جميع الناس فلا وجود لمنظومة فكرية ذات بال تقول إنها ترفض الحرية أو العدالة أو المساواة وإنما الخصومة والنزاع دائما في التفصيلات والتشريعات الجزئية

بقلم: د فهد بن صالح العجلان
2264
مشروعية الرخصة | مرابط
اقتباسات وقطوف

مشروعية الرخصة


مقتطف للإمام الشاطبي يتحدث فيه عن مشروعية الرخصة حيث أراد الله جل وعلا أن يخفف على المكلفين ويرفق بهم فالأخذ بالرخصة إذن موافق لقصده وعلى الجانب الآخر من يرفض الأخذ مطلقا بالرخصة واقع فيما نهى عنه القرآن وما نهى عنه الرسول وهذا ما يقف عليه الشاطبي في هذا المقتطف

بقلم: الشاطبي
1236
تسميم الفكر الأوروبي ضد الإسلام | مرابط
اقتباسات وقطوف

تسميم الفكر الأوروبي ضد الإسلام


يبدو أن العداء الصريح للإسلام كان هو السمة التي ترسخت في الشخصية الجمعية الغربية وجاء ذلك نتاج الحروب الصليبية التي لم تتوقف على الصدام العسكري المسلح فقط وإنما نتج عنها الكثير من التشوهات الفكرية والثقافية التي ظلت باقية في المخيلة والعقلية الأوروبية فيما بعد

بقلم: محمد أسد
2059
شبهات حول الحجاب: الحجاب شريعة رجعية 2 | مرابط
أباطيل وشبهات مقالات المرأة

شبهات حول الحجاب: الحجاب شريعة رجعية 2


كثيرا ما طرق آذان المسلمات قول صارخ منتفش ودعوى فجة مغرورة أن مطالبة المرأة العربية بارتداء الحجاب في القرن الواحد والعشرين حيث تطور العالم وبلغ في ابتكاراته العلمية الذروة وتطور المجتمع وأصبح أكثر انفتاحا ونضجا لهو دعوة صريحة إلى الانتكاس والعودة إلى القرون الوسطى عصور الظلام

بقلم: سامي عامري
843
شبهة حول ميراث المرأة | مرابط
أباطيل وشبهات اقتباسات وقطوف المرأة

شبهة حول ميراث المرأة


أن الميراث له حالات متعددة منها ما تعطى فيه المرأة أكثر من نصيب الرجل ومنها ما تعطى فيه مساوية للرجل ومنها ما ترث فيه الأنثى ولا يرث الرجل ومنها ما يكون نصيبها فيه أقل من نصيب الرجل ولكنهم يجهلون أو يتجاهلون

بقلم: أحمد يوسف السيد
453
الإنسان في تصوير الإسلام | مرابط
تعزيز اليقين فكر اقتباسات وقطوف

الإنسان في تصوير الإسلام


الإنسان في تصوير الإسلام هو ذلك الكائن المزدوج الطبيعة المكون من قبضة من طين الأرض ونفخة من روح الله ممتزجتين مترابطتين غير منفصلتين ومن ثم لا يكون قبضة طين خالصة فيهبط كالجماد أو الحيوان ولا نفخة روح خالصة فيؤله أو يتأله

بقلم: محمد قطب
2397