سلسلة كيف تصبح عالما الدرس الخامس ج2

سلسلة كيف تصبح عالما الدرس الخامس ج2 | مرابط

الكاتب: د راغب السرجاني

593 مشاهدة

تم النشر منذ سنتين

 

 

الجانب العلمي في حياة الصحابة

لقد كان عبد الله بن مسعود رضي الله عنه وأرضاه من العلماء الأفذاذ في الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم أجمعين، وقد قال كلمة عجيبة جدًا، قال: ليودنّ رجال قتلوا في سبيل الله شهداء، أن يبعثهم الله يوم القيامة علماء؛ لما يرون من كرامتهم. يعني: من قتل في سبيل الله شهيدًا عندما يرى مكانة العالم يوم القيامة يتمنى أنه لو كان عالمًا وليس شهيدًا، انظر إلى أي حد وصلت قيمة العلم في نظر عبد الله بن مسعود رضي الله عنه وأرضاه، وعمل بهذا القول طيلة حياته، فكان من أعظم علماء الأرض رضي الله عنه وأرضاه، ورضي الله عن الصحابة أجمعين.

وكذلك نفهم الكلمة التي قالها الحسن البصري وقد ذكرناها لكم في درس سابق، قال: يوزن مداد العلماء بدماء الشهداء فيرجح مداد العلماء. فالحسن رحمه الله أخذها من كلمة عبد الله بن مسعود رضي الله عنه وأرضاه؛ لأنه كما ذكرنا قبل ذلك أن العابد والمجاهد والمناضل وصاحب القضايا الهامة إذا فعل كل ذلك ليس عن علم فإنه يضل ويضل، وذكرنا فتنة الخوارج، وذكرنا أمثلة أخرى كثيرة.

وهذا عمر بن عبد العزيز رحمه الله كان يقول: العابد الذي يعبد الله على غير علم كان ما يفسد أكثر مما يصلح من أجل هذا قدم الصالحون العلماء، ورفعوا قدرهم، بصرف النظر عن النسب وعن الشكل وعن السن وعن القبيلة، لا توجد اعتبارات لهذه الأشياء مطلقًا في عرف الفاهمين، العلماء هم أعلى الأمة، لا سلطان ولا صاحب مال ولا أي شيء آخر أعلى من العلماء.

 

معاذ بن جبل وزيد بن ثابت مع العلم

لقد كان معاذ بن جبل رضي الله عنه وأرضاه شابًا صغيرًا، ومات في سنة (18ه)، وكان عمره (35) سنة، أو (36) سنة، أو (38) سنة في أكثر الروايات تقديرًا لعمره، وكان الرسول عليه الصلاة والسلام يقول عن معاذ بن جبل: (أعلم أمتي بالحلال والحرام معاذ بن جبل) فالقيمة العلم عند الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم رفعوا قدر معاذ وعظموا أمره، فكانوا لا يرفعون أعينهم في وجهه حياء وإكبارًا له رضي الله عنه وأرضاه.

ودخل أبو مسلم الخولاني مسجد دمشق فوجد شابًا صغيرًا جالسًا، وحوله شيوخ وهؤلاء الشيوخ الكثير منهم من الصحابة، وكانوا جالسين حول شاب صغير لا يتحركون إلا بأمره ولا يصدرون إلا عن رأيه، وإذا حزبهم أمر لجئوا إليه، فأستغرب أبو مسلم الخولاني وقال: ما هذا؟! ما الذي يحصل؟! من هذا الشاب الصغير الذي التف حوله الكهول من الصحابة؟! فقال: من هذا؟ فقالوا: هذا معاذ بن جبل رضي الله عنه.

نظرتم يا إخواني إلى قيمة العلم، هو لم يولد عالمًا، إنما مشى في طريق العلم، هناك جهد بذله، وكان مقدرًا لقيمة العلم فقد جعل كل حياته موجهة لتحصيله، فرفع رضي الله عنه بهذا الأمر يقول عمر بن الخطاب رضي لله عنه وأرضاه: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إن الله عز وجل يرفع بهذا الكتاب -أي: القرآن- أقوامًا ويضع به آخرين) يعني: من عرف القرآن يرفع، ومن لا يعرف عنه أي شيء يوضع.

وهذا زيد بن ثابت رضي الله عنه وأرضاه كان شابًا صغيرًا من الأنصار، وكان الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم يجلونه تمام الإجلال رضي الله عنه، لدرجة أن عبد الله بن عباس وهو حبر الأمة ومن أعظم علماء المسلمين كان إذا ركب زيد بن ثابت دابته أمسك بلجامها ويمشي بها، وزيد بن ثابت كان يرفض ويقول: دع عنك يا ابن عم رسول الله، فيقول عبد الله بن عباس: أمرنا أن نفعل ذلك بعلمائنا، فيقول له زيد بن ثابت: أرني يدك، فيعطيه يده فيقبلها. يعني: زيد بن ثابت العالم يقبل يد عبد الله بن عباس ويقول: وكذلك أمرنا أن نفعل بآل بيت رسولنا صلى الله عليه وسلم.

انظروا إلى العلاقة الطيبة الجميلة بين علماء الأمة، هذا حبر الأمة عبد الله بن عباس، وهذا من أعظم علماء الأمة زيد بن ثابت رضي الله عنه وأرضاه. ولما دفن زيد بن ثابت قال عبد الله بن عباس: دفن هكذا دفن اليوم علم كثير. أي: علم زيد بن ثابت رضي الله عنه وأرضاه.

 

عطاء بن أبي رباح والكسائي مع العلم

لقد كان سليمان بن عبد الملك الخليفة الأموي المشهور في الحج، وكان معه اثنان من أولاده في الحج، فاحتاج أن يسأل بعض الأسئلة الفقهية في أمور الحج. الحج ليس من الأمور السهلة عند عموم الناس، فليس كل واحد يحج كل سنة مرة، قد تتباعد السنوات، وقد يكون أول مرة يحج فيها، فيريد أن يسأل أسئلة، فيريد أن يذهب إلى عالم، فسليمان بن عبد الملك أراد أن يسأل فدلوه على عطاء بن أبي رباح رحمه الله وهو من التابعين وكان عبدًا وأعتق، كان عبدًا أسود وفي عينه مرض..

يقال: إنه كان لا يرى إلا بعين واحدة وكان يعرج وأسود، كل الآفات أو العاهات التي ممكن تعجز الإنسان عن الحركة في حياته، وتهبط من معنوياته، لكنه مع كل هذا كان عالمًا من أعظم علماء المسلمين، فاحتاج له سليمان بن عبد الملك وولداه فذهبوا من أجل أن يسألوه، ووقفوا خلفه وهو يصلي فلما أتم صلاته سألوه فما التفت إليهم، انظروا إلى عزة العالم، وقف يصلي في مكانه بجوار الكعبة، وهم واقفون وراءه، فلما أتم صلاته سألوه فرد عليهم ولم يلتفت إليهم، ليست له إليهم حاجة، لم يرد مالًا ولم يرد وضعًا اجتماعيًا، ولم يرد منصبًا معينًا يأخذه، ولم يرد قضاء ولم يرد أي شيء، إنما يريد العلم لله عز وجل فرفعه الله به، فظل سليمان وولداه واقفين يسألونه في منتهى الذلة لعلمه.

وبعد ما أكملوا أسئلتهم قال سليمان بن عبد الملك لولديه الاثنين: يا أولادي لا تنيا في طلب العلم. أي: لا تكسلا في طلب العلم، قال: لا تنيا في طلب العلم؛ فإني والله ما أنسى أبدًا ذلنا بين يدي العبد الأسود. يعني: نحن المحتاجين لما عنده من العلم وهو ليس محتاجًا لنا، لن يعدم قوتًا، ولن يحرم أبدًا من رزق، فهذا أمر مكفول، أما العلم فقد يحرم منه كثير وكثير، إذًا: الرزق مكفول لك، أما العلم فلا بد أن تسعى لتحصيله.

وهذا هارون الرشيد كان له ولدان وهما الأمين والمأمون فأتى لهما بعالم من علماء الأمة ليعلمهما وهو الكسائي رحمه الله، فكان الكسائي إذا وصل إلى الباب تسابق كل منهما من أجل أن يفتح للكسائي، يتسابق الغلامان الأمين والمأمون وهما أولياء عهد للأمة، لحمل نعلي العالم الكسائي رحمه الله، فهارون الرشيد عندما سمع هذا الكلام دعا الكسائي وقال له: يا كسائي ! قال: لبيك يا أمير المؤمنين، قال: من أعز الناس؟ قال: أمير المؤمنين، فقال هارون الرشيد: بل أعز الناس من إذا أتى الباب تسابق أولياء العهد على فتحه له، هذا أعز من أمير المؤمنين، وأعلى درجة من أمير المؤمنين.

هذه قيمة العلم الحقيقية، وهذه هي الدرجة التي وضع فيها الصالحون علماء الأمة، وهذا ما نريد أن نصل إليه إن شاء الله رب العالمين. إذًا: أول شيء أن أعرف أن ما أبحث عنه غال جدًا، حتى أضحي من أجله، أما لو كان هذا الشيء هامشيًا في حياتي فإني لا أفرغ له وقتًا، قد تقول: هناك أمور كثيرة تشغلنا، ولم نحصل على وقت نذاكر فيه، وقد تقول: الظروف منعتني.. وغير ذلك من الأمور.

 

تأثير ظروف الحياة في طلبة العلم والعلماء

تعالوا نرى الظروف: هل أثرت في حياة العلماء، أم هم الذين أثروا فيها، وأصبحوا في النهاية من أعظم علماء الأمة؟!

بعد ما عرفت قيمة العلم سأعطيك في هذا اليوم درسًا مهم جدًا؛ لكي تكون عالمًا، هذه كلمة قالها يحيى بن أبي كثير رحمه الله وهو من التابعين وهذه الكلمة موجودة في صحيح مسلم، وهي ليست من كلام الرسول صلى الله عليه وسلم ولكن من كلمات يحيى بن أبي كثير رحمه الله قال: لا يستطاع العلم براحة الجسم. يعني: إذا كنت تريد أن تصبح عالمًا فلا تركن إلى الراحة والدعة، بل لابد أن تتعب في تحصيل العلم؛ ولهذا سئل الشافعي: كيف طلبك للعلم؟ قال: كطلب المرأة المضلة ولدها ليس لها غيره.

كيف يكون حال المرأة التي عندها طفل واحد فضاع عليها؟! فالشافعي رحمه الله يبحث عن العلم كبحث هذه المرأة عن ولدها الضائع. إذًا: عرفتم قيمة العلم عند الشافعي، بهذا أصبح الشافعي رحمه الله عالمًا كبيرًا وإمامًا عظيمًا. لا تحسبن المجد تمرًا أنت آكله لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبرا

هناك ناس تظن أن العلم درس أو درسان أو محاضرة أو محاضرتان، وأن الدكتور سيعطي لنا وصفة هائلة، وسنصبح علماء الأمة، والناس تأتي متحمسة لدرس هذا اليوم، كيف تصبح عالمًا؟ والحمد لله سنخرج من المسجد ونحن علماء الأمة، أقول: هذا مستحيل، نحن نحتاج إلى سنين وسنين وإلى عمر طويل ينفق في العلم، من أول ما تعتقد هذا الاعتقاد السليم وإلى آخر نفس يخرج من صدرك، وسنضرب بعض الأمثلة لبعض العلماء الذين يطلبون العلم وهم يحشرجون حشرجة الموت، في آخر لحظة من لحظات الحياة يبحثون ويطلبون على العلم.

لعلكم سمعتم كلمة أحمد بن حنبل رحمه الله المشهورة: من المحبرة إلى المقبرة. يعني: أنا معي محبرة العلم إلى أن أدخل القبر بها. والإمام أحمد بن حنبل كانت حياته صعبة جدًا، من نشر سنة وجمع حديث وتعليم لناس، وتعذيب في السجون حياة صعبة جدًا، وسئل: متى تستريح يا إمام؟ قال: عندما أضع قدمي في الجنة. الدنيا لا توجد فيها راحة، إذا كنت تريد أن تصبح عالمًا فاتفق معنا في هذا الوقت وعاهد ربك أنك لن تستريح حتى تصبح عالمًا، وستبقى في طلب العلم حتى الموت؛ لأن ما تطلبه غال جدًا: (ألا إن سلعة الله غالية، ألا إن سلعة الله الجنة) (ليس الإيمان بالتمني).

يذكر ابن الجوزي رحمه الله عن أحد الفقهاء أنه قال: بقيت سنين أشتهي الهريسة ولا ألقاها؛ لأن بائع الهريسة يبيعها في وقت الدرس. فهو لا يريد أن يترك الدرس من أجل الهريسة، كانوا أصحاب نفوس عالية، وفي النهاية أصبح عالمًا من علماء الأمة، والله سبحانه وتعالى يضرب لنا الأمثال بأعظم الخلق وهم الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.

كلنا يعلم قصة موسى عليه السلام مع الخضر، وموسى عليه السلام ليس نبيًا فقط ولكن من أولي العزم من الرسل، ومع ذلك عندما أعلمه الله عز وجل أن في الأرض من هو أعلم منه وهو الخضر رحمه الله قال موسى كما حكى ربنا سبحانه وتعالى في كتابه الكريم عنه: "وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا" [الكهف:60]، يعني: لو جلست سنين وسنين للبحث عن الرجل الذي يملك علمًا أكثر مني، حتى لو كنت أنا رقم (2) في العلم في العالم فسأبحث عليه حتى أتعلم العلم الذي عنده، ولما ذهب إليه تواضع له وقال: "هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا" [الكهف:66].

الذي يتكلم نبي من أولي العزم من الرسل، وهذه كلمات جاءت في كتابنا تعليمًا لنا، انظروا إلى التواضع للعلماء، يتواضع له ويشترط عليه الخضر ويوافق على الشرط ويسير معه، ويعتذر له مرة وثانية وثالثة، لماذا؟ لأن قضية العلم قضية مهمة، حتى موسى عليه السلام يبحث عن العلم بهذه الصورة كما جاء في القرآن، وكما ورد في البخاري.

 

ابن عباس والفتى الأنصاري مع العلم

اجتهد الصحابة في تحصيل العلم بما لا يتسع المجال لذكره، من ذلك: أن حبر الأمة عبد الله بن عباس رضي الله عنهما لما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم كان عمره أربع عشرة سنة، ما زال صغيرًا، فكان معه واحد من الأنصار صاحبه، فقال له: عبد الله بن عباس: تعال نسمع من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنهم اليوم كثير. يعني: في هذا الوقت عندك فرصة لطلب العلم، فقد لا تجد المحاضر، أو المكان، أو نفقد نفسك، هناك عراقيل لا حصر لها..

فالحق بسرعة، فعبد الله بن عباس رضي الله عنهما يقول: يقول له: تعال بسرعة نسمع من أصحاب الرسول عليه الصلاة والسلام وهم كثير في هذا الوقت عما قريب سيموتون، أو يغادرون المدينة للجهاد وفتح البلدان، فقال له الفتى الأنصاري الصغير: عجبًا لك يا ابن عباس ! أتحسب أن الناس تحتاج لك ولعلمك، وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم متوافرون؟!

يعني: فالصحابة كثير جدًا أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير وسعد وعبد الرحمن وكل واحد منهم أمة، فهؤلاء موجودون في المدينة وأنت ذاهب لتتعلم، ماذا ستعمل؟ ستفتي وعمر بن الخطاب موجود، ستفتي وعثمان موجود رضي الله عنهم أجمعين، لا يوجد داعي لأن تتعب نفسك، واتجه هذا الفتى الأنصاري للعب، وعبد الله بن عباس لم يسمع كلامه.

فأصدقاء السوء يحذر منهم، قد يقول لك: تعالى نجلس، ويصرفك عن العلم.

إذًا: نحن نريد أن نأخذ القضايا بنوع من التجرد لله عز وجل، قدم لله عز وجل ما يسرك عند لقائه سبحانه وتعالى يوم القيامة، حتى تكون فخورًا بما قدمت يوم القيامة، فعبد الله بن عباس ترك الفتى الأنصاري وذهب واتجه للعلم، كان يذهب إلى بيوت علماء الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم واحدًا تلوى الآخر، يذهب فيجد أحد الصحابة نائمًا وقت القيلولة فيتوسد رداءه على باب بيته هذا عبد الله بن عباس ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومع ذلك ينام على باب الصحابي الذي عنده علم حتى يخرج ويسأله، وفي رواية: فتسفي علي الريح من التراب ما تسفي. كانت شوارع المدينة المنورة من الرمل، لم تكن الشوارع مرصوفة، كل هذا من أجل العلم.

وتمر الأيام وينظر الفتى الأنصاري عندما كبر إلى الشاب عبد الله بن عباس رضي الله عنهما وهو جالس والناس حوله بالمئات يستمعون لكلمته وينظرون إلى فتواه، رضي الله عنه وعن أبيه، فيقول كان هذا الفتى -يعني: عبد الله بن عباس - أعقل مني. يعني: ذهب علي وقت طويل جدًا لم أتعلم فيه. من أجل هذا أقول لكم: من هذا الوقت نبدأ رحلتنا في العلم، لا من السنة التي ستأتي، أو الأسبوع القادم، لا.

فهذا شخص قبل الاختبار يريد عمل جدول للمذاكرة فيقول: أنا أريد أعمل الجدول من أول الأسبوع من أجل البداية، ويكون هناك يومان حتى يأتي أول الأسبوع، فيلعب في هذين اليومين؛ لا توجد عزيمة ولا يوجد هدف، وهناك ناس لا تعمل جدول مذاكرة أساسًا، يقول: هكذا وربنا يسهل بالبركة، وينتظر الواحد من هؤلاء أن يكون من علماء الأمة، نقول: هذا مستحيل، لابد أن يبذل، لا يستطاع العلم براحة الجسم. احفظ هذه الكلمة الموفقة ليحيى بن أبي كثير رحمه الله.

فعبد الله بن عباس رضي الله عنهما كان يجلس على باب أبي بن كعب رضي الله عنه؛ لأن أبي بن كعب كما يقول عبد الله بن عباس من الراسخين في العلم، فيجلس على بابه ولا يدق عليه حتى يخرج، فإذا خرج مشى معه إلى المسجد ويسأله، فأبي بن كعب عندما يخرج ويجد ابن عم رسول الله جالسًا بالباب يقول له: هلا أخبرتني فآتيك؟ لمكانه من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وابن عباس ما يزال صغيرًا، فيقول أبي بن كعب: هلا أخبرتني فآتيك؟ فيقول ابن عباس: أنت أحق أن آتيك. يعني: أنت العالم ونحن الذين نأتي لنتعلم عندك.

يقول عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: عندما فتحت البلاد والأمصار أقبل الناس على الدنيا وأقبلت على عمر بن الخطاب رضي الله عنه لأستفيد من علمه. كثرت الفتوحات في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه وكثرت الأموال والخيرات والقصور والثمار والظلال الوارفة، فأهل الجزيرة العربية كانوا يعيشون في صحراء قاحلة، فأول ما حصلت هذه الفتوحات ذهبوا من الجزيرة إلى الشام وإلى العراق وإلى مصر، وابن عباس ذهب إلى عمر بن الخطاب، أي فوز حققه عبد الله بن عباس رضي الله عنهما؟ لقد أصبح حبر الأمة رضي الله عنهما.

تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.

الكلمات المفتاحية:

#كيف-تصبح-عالما
اقرأ أيضا
الشعر الجاهلي واللغة ج2 | مرابط
مناقشات

الشعر الجاهلي واللغة ج2


تعتبر مقالات محمد الخضر حسين من أهم ما قدم في الرد على كتاب طه حسين في الشعر الجاهلي وهذه المقالات تفند جميع مزاعمه وترد عليها وتبين الأخطاء والمغالطات التي انطوت عليها نظريته التي قدمها فيما يخص الشعر الجاهلي وكيف أن هذه الأخطاء تفضي إلى ما بعدها من فساد وتخريب وبين يديكم مقال يقف بنا على زعم طه حسين بأنه لا يسلم بصحة هذه الكثرة المطلقة من الشعر الجاهلي وأن هذا الشعر لا يمثل اللغة العربية ولا يعبر عنها بحال

بقلم: محمد الخضر حسين
652
تحديد المنهجية في انتقاء الكتب | مرابط
تفريغات

تحديد المنهجية في انتقاء الكتب


ما هو السبيل إلى الانتفاع بالكتب وهي كثيرة لأنك إذا دخلت في الكتب على غير منهج تفارق عليك أمرك فأفضل وسيلة بعدما تأخذ قدرا من العلم وهذا كلام موجه إلى من انتهى من الفرض العيني ويريد أن يتخصص يعني كلامنا ليس للذين يطلبون الفرض العيني فأفضل وسيلة أن تأتي لكل فن من الفنون بأفضل كتاب وأشده تحريرا وتبدأ تخدم هذا الكتاب وتقرؤه بتمعن فافترض مثلا أنك تبنيت كتابا فقهيا فتأخذ -على سبيل المثال- نيل الأوطار أو سبل السلام -وله متن أيضا- على أساس أنه من أقصر الكتب وأفضلها

بقلم: أبو إسحق الحويني
590
شبهة تشابه الإسلام مع الزرادشتية | مرابط
أباطيل وشبهات

شبهة تشابه الإسلام مع الزرادشتية


إن الزرادشتيين المتأخرين الذين كانوا يعيشون في الدولة الإسلامية هم من سرق شرائع الإسلام ووضعوها في كتبهم وهذا مثل الترجوم الثاني لإستر في الديانة اليهودية فأصله قديم إلى ما قبل الميلاد لكن النسخة التي يأخذون منها التشابه مع الإسلام تعود إلى ما بعد الإسلام بقرون وقد أثبت علماء التوراة اختلاف النسختين وعدم وجود التشابه مع القرآن في النسخة الأقدم وكذلك في الزرادشتية فهؤلاء قوم يعدلون كتبهم كل فترة

بقلم: موقع هداية الملحدين
657
فصل في خدمة المرأة لزوجها | مرابط
مقالات

فصل في خدمة المرأة لزوجها


وأما ترفيه المرأة وخدمة الزوج وكنسه وطحنه وعجنه وغسيله وفرشه وقيامه بخدمة البيت فمن المنكر والله تعالى يقول: ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف. وقال تعالى: الرجال قوامون على النساء. وإذا لم تخدمه المرأة بل يكون هو الخادم لها فهي القوامة عليه.

بقلم: ابن القيم
395
المرأة ومطاردة الجمال الوهمي | مرابط
اقتباسات وقطوف المرأة

المرأة ومطاردة الجمال الوهمي


إن المرأة بهذا الهوس اللا متعقل في مطاردة الجمال الذي يوهمها به الإعلام كل ما تقوم به هو تأخير موعد الخيبة التي تنتظرها تلك المرحلة اليائسة التي ستخامرها حين يسرق الزمن من عمرها السنوات ليقول جسدها الحقيقي كلمته ولينطق وجهها الحقيقي صدقه

بقلم: أمل الصالح
433
العجمة وظهور البدع | مرابط
تفريغات

العجمة وظهور البدع


ينبغي للإنسان إذا أراد أن يفهم مسائل الدين أصولا وفروعا أن يرجع إلى أقوال أهل العربية من أهل العلم والفضل وصدر ذلك هم الصحابة عليهم رضوان الله تعالى في المدينة ومكة وكذلك أيضا الأجلة من فقهاء التابعين في المدينة ومكة فينبغي له أن يعرف أقوالهم وأن يتبصر بها ولهذا النبي صلى الله عليه وسلم إنما فضل أصحابه لهذا الباب وكذلك أيضا إنما جاء تفضيل المدينة وأهلها وفضل سكناها باعتبار أن البدع فيها أقل من غيرها.

بقلم: عبد العزيز الطريفي
443