صحابيات طبيبات؟

صحابيات طبيبات؟ | مرابط

الكاتب: قاسم اكحيلات

846 مشاهدة

تم النشر منذ سنتين

ليس غرضنا إحراج الدعاة ولا بيان جهل بعضهم بالنصوص، ولكن هم من وضعوا أنفسهم في هذه الدائرة النتنة، فتجده يذكر روايات لا تصح، كعمل أمنا خدبجة، أو يفضح نفسه التي تدرك نصف العلم، كأخبار تطبيب الصحابيات للرجال. 

 

هذا الأمر ليس بالهين، لأن المرأة التي تدرس الطب إنما تدرسه مع رجال، فيُنشر لها جسد رجل عار تماما، فتلمس ذكره لتفكك أجزاءه وتكتشف أسراره بحضور زميلها الرجل! ولربما يشرح لها أكثر فهو أدرى منها بذلك!. فأي ذوق هذا؟!. 

 

عزيزي المسلم، أحاديث تطبيب النساء للرجال على نوعين: 

 

النوع الأول: أحاديث ورد فيها تطبيب النساء للرجال: 

- عن محمود بن لبيد رضي الله عنه قال: "لما أصيب أكحل سعد يوم الخندق فثقل، حولوه عند امرأة يقال لها: ‍رفيدة، وكانت تداوي الجرحى، فكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا مر به يقول: كيف أمسيت؟، وإذا أصبح: كيف أصبحت؟. فيخبره ".(صحيح في الأدب المفرد.1129).

 

- عن يزيد بن هرمز: "أن نجدة كتب إلى ابن عباس يسأله عن خمس خلال، فقال: ابن عباس: لولا أن أكتم علما ما كتبت إليه، كتب إليه نجدة: أما بعد، فأخبرني هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يغزو بالنساء؟ وهل كان يضرب لهن بسهم؟. فكتب إليه ابن عباس: كتبت تسألني هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يغزو بالنساء؟. وقد كان يغزو بهن، فيداوين الجرحى، ويحذين من الغنيمة، وأما بسهم فلم يضرب لهن". (مسلم.1812).

 

- وعن الربيع بنت معوذ، قالت: "كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم نسقي ونداوي الجرحى، ونرد القتلى إلى المدينة ".(البخاري.2882).

 

-وعن أم عطية الأنصارية، قالت: "غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سبع غزوات، أخلفهم في رحالهم، فأصنع لهم الطعام، وأداوي الجرحى، وأقوم على المرضى".(مسلم.1812).

 

- وعن أنس بن مالك، قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يغزو بأم سليم، ونسوة من الأنصار معه إذا غزا، فيسقين الماء، ويداوين الجرحى".(مسلم.1810).

 

النوع الثاني: أحاديث تنهى المرأة عن تطبيب الرجال: 

- عن أم كبشة قالت: "يا رسول الله، ائذن لي أن أخرج في جيش كذا وكذا. قال: لا. قلت: يا رسول الله، إني لست أريد أن أقاتل، إنما أريد أن أداوي الجريح والمريض، أو أسقي المريض. فقال: لولا أن تكون سنة, ويقال: فلانة خرجت، لأذنت لك، ولكن اجلسي".(صحيح رواه الطبراني.431).

وفي رواية: "اجلسي، لا يتحدث الناس أن محمدا يغزو بامرأة". (صحيح رواه ابن سعد.238/8).. فانظر كيف تحاول إقناع النبي صلى الله عليه وسلم، فهي لا تريد القتال إنما التطبيب!.

 

- عن أم ورقة بنت عبد الله بن نوفل الأنصارية: "أن النبي صلى الله عليه وسلم لما غزا بدرا. قالت: قلت له: يا رسول الله، ائذن لي في الغزو معك أمرض مرضاكم، لعل الله أن يرزقني شهادة. قال: قري في بيتك فإن الله تعالى يرزقك الشهادة.فكانت تسمى الشهيدة". (حسن رواه أبو دود.591).

 

-عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت استأذنت النبي صلى الله عليه وسلم في الجهاد فقال جهادكن الحج". (البخاري.2875.).

وهذا عام في كل جهاد.. فلماذا تهمل هذه الأحاديث مع أن منها المتأخر عن الأحاديث الأولى، حتى ذهب بعض العلماء إلى أنها ناسخة لها، مع أنه لا حاجة للقول بالنسخ، فالنبي صلى الله عليه وسلم  نهى للمرأة عن مداواة الرجال في الأصل، وإنما أباح لها ذلك للضرورة وقلة الرجال.

 

فالروايات كلها تتحدث عن الغزو، فعند الضرورة يحل للمرأة نفسها العلاج عند رجل، فعن جابر رضي الله عنه: "أن أم سلمة استأذنت رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحجامة، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم أبا طيبة أن يحجمها. قال: حسبت أنه قال: كان أخاها من الرضاعة، أو غلاما لم يحتلم". (رواه مسلم.2206).

 

وقول الراوي: "حسبت أنه قال: كان أخاها من الرضاعة، أو غلاما لم يحتلم". تأويل منه ولا حاجة إليه، قال ابن القطان الفاسي: "هذا التأوبل من أحد الرواة وهو غير محتاج إليه إذا تحققت الضرورة". (إحكام النظر.461).

 

فالاحتجاج بحالات الضرورة كالاحتجاج بجواز التبرج بحديث  أنس رضي الله عنه، قال: "لما كان يوم أحد، انهزم الناس عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ولقد رأيت عائشة بنت أبي بكر، وأم سليم وإنهما لمشمرتان، أرى خدم [موضع الخلخال ]سوقهما [جمع ساق] تنقزان القرب". (البخاري.2880.مسلم.1811).

فهل يستدل بانكشاف ساق أم سليم وعائشة على جواز كشف سوق المسلمات؟!. مع أن الموقف موقف حرب وكر وفر وخوف وذعر.. ثم لا تنفك المسلمة المخدوعة أن تقول ( أنتم تبحثون عن طبيبة حينما ترغبون في توليد نسائكم). 

 

قولك هذا يجعلك تتفقين معنا على حرمة الاختلاط، وإنما يباح للضرورة، فهل هذا يعني أنك ستمنعين المرأة من باقي المهن المختلطة التي لا نحتاج فيها إلى نساء، كالمحاسبة مثلا!. وماذا عن تجمعاتك الخارجة عن ضرورة التطبيب؟ كالدعوة المختلطة، والأندية..

 

نحن لا نبحث عن طبيبة، لأنها موجودة، فالتبرج حرام وهو موجود، والخمر محرمة وهي موجودة، وكذا الاختلاط محرم والطبيبات موجودات فنحن لم نصل لحد لا نجد فيه طبيبة،نحن نخاطبك أنت، أنت لست مضطرة للتماعك مع الرجال، وحينما نصل لمرحلة تمتثل فيها كل النساء للشرع حينها يمكن الحديث عن الضرورة.

 


 

المصدر:

صفحة الكاتب على فيسبوك

تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.

الكلمات المفتاحية:

#عمل-المرأة
اقرأ أيضا
يوسف زيدان.. سارق لا يفقه ما يسرق! | مرابط
مناقشات

يوسف زيدان.. سارق لا يفقه ما يسرق!


نشر يوسف زيدان منذ سنة على إحدى القنوات الفضائية حلقة من أحد برامجه أثارت ضجة إذ زعم أن قصة أصحاب الفيل لا علاقة لها بمكة.. محاولا إيهام المشاهدين أن دعواه كشف من كشوفه الفريدة وما أكثرها!.. وقد تلبس هنا بالسرقة والكذب.. وقد رددت على دعواه في كتاب شبهات تاريخية حول القرآن الكريم الصادر حديثا.. وإليكم نصه

بقلم: د. سامي عامري
513
بكم الجاكيت؟ | مرابط
فكر

بكم الجاكيت؟


من يتأمل في كثير من أحوالنا يجد أننا نمارس حيلة الجاكيت الغالي ولكن بمستويات مختلفة نعلم أن الحق في المسألة كذا ولكنه يحتاج ثمنا لا نريد دفعه فنتظاهر بالحيرة بين أقوال الفقهاء ثم ننسحب إلى أهوائنا.

بقلم: بدر آل مرعي
310
دور الحملة الفرنسية | مرابط
تاريخ

دور الحملة الفرنسية


إذا طالعت الكتب الدراسية التي تقدم للتلاميذ والطلاب في بلادنا ووقفت على ذكر الحملة الفرنسية فيها فلا بد أن يمر عليك ما يطلق عليه مآثر الحملة الفرنسية أو ربما مساهمات الحملة الفرنسية في تحقيق التقدم والرخاء للمجتمع المصري أو انتشاله من ظلمات الضياع والجهل وغير ذلك من العبارات التي قد توصف بها المساهمة العظيمة للحملة الفرنسية في مصر وبالطبع ستجد حديثا طويلا حول المطابع العلمية التي جاء بها نابليون إلى بلادنا وكيف أفادتنا وحققت طفرة ونقلة ضخمة على المستوى العلمي لبلادنا وكذلك البعثة العلمية ال

بقلم: الأستاذ محمد قطب
3709
لماذا كره السلف علم الكلام | مرابط
اقتباسات وقطوف

لماذا كره السلف علم الكلام


مقتطف من مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية يوضح فيه أن السلف لم يكرهوا علم الكلام بسبب الألفاظ المستحدثة أو المولدة والجديدة فيه وإنما لما تشتمله هذه الألفاظ من المعاني المبطنة والتي تحوي خيرا وشرا وتحوي صوابا موافقا للشريعة وخطأ مضادا للكتاب والسنة

بقلم: شيخ الإسلام ابن تيمية
2040
حقيقة الصوم | مرابط
اقتباسات وقطوف

حقيقة الصوم


وللصوم تأثير عجيب في حفظ الجوارح الظاهرة والقوى الباطنة وحميتها عن التخليط الجالب لها المواد الفاسدة التي إذا استولت عليها أفسدتها واستفراغ المواد الرديئة المانعة لها من صحتها فالصوم يحفظ على القلب والجوارح صحتها ويعيد إليها ما استلبته منها أيدي الشهوات فهو من أكبر العون على التقوى كما قال تعالى ياأيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون

بقلم: ابن القيم
347
لا تستعجل النتائج | مرابط
اقتباسات وقطوف

لا تستعجل النتائج


إن القرآن يوجه القلوب والعقول ألا تستعجل النتائج فهي لا بد آتية حسب السنة الماضية التي لا تتبدل وأعمار الأفراد ليست هي المقياس والجولة العارضة ليست هي الجولة الأخيرة قد ينتصر الباطل فترة من الوقت ويزدهر ويتمكن ويعلو في الأرض ولكن هذا ليس نهاية القول ولا نهاية المطاف إنه جزء من سنة الله المتشعبة الجوانب

بقلم: محمد قطب
825