يوسف زيدان.. سارق لا يفقه ما يسرق!

يوسف زيدان.. سارق لا يفقه ما يسرق! | مرابط

الكاتب: د. سامي عامري

299 مشاهدة

تم النشر منذ سنة

نشر يوسف زيدان منذ سنة على إحدى القنوات الفضائية حلقة من أحد برامجه، أثارت ضجة، إذ زعم أن قصة أصحاب الفيل لا علاقة لها بمكة.. محاولا إيهام المشاهدين أن دعواه كشف من كشوفه الفريدة (وما أكثرها!).. وقد تلبّس هنا بالسرقة والكذب.. وقد رددت على دعواه في كتاب "شبهات تاريخية حول القرآن الكريم" الصادر حديثا.. وهذا نصّه:

"زعم الكاتب يوسف زيدان -صاحب الشطحات التاريخية المشبوهة والمتكرّرة- أنّ قصّة أصحاب الفيل لا علاقة لها بأبرهة، وغزو مكّة، واستدلّ لذلك بأنّ القصّة عن "أصحاب الفيل" لا "صاحب الفيل" (أبرهة)، وأنّ القصّة وقعت قبل المسيح في معركة المكابيين اليهود حيث شاركت عدة فيلة في المعركة. كما زعم أنّ ربط سورة الفيل بأبرهة من صناعة وهب بن منبّه في رواياته المحفوظة في كتاب: "التيجان في ملوك حمير". واستنكر حماية قريش الوثنية من أبرهة النصراني الأقرب للإيمان الإسلامي. كما أشار إلى التشابه بين "مكّة" و"المكابيين". والتعليق على كلامه في النقاط التالية:

1-أوحى زيدان للسامعين أنّ ما قرّره هنا، من اجتهاده في تدبّر القرآن. والحق هو أنّ هذه الدعوى جاء بها المستشرق الفرنسي دو بريمار الذي زعم في مقال نشره سنة 1998 أنّ سورة الفيل تشير إلى معركة القادسيّة (!) التي انتصر فيها "العرب" على الجيش الساساني سنة 15 هـ -بعد وفاة الرسول صلّى الله عليه وسلّم!- (Alfred-Louis de Prémare, “Les éléphants de Qadisiyya”, Arabica, 1998, 45, 261-269.).

ثم عاد سنة 2000 لنشر مقال آخر في الموضوع، زعم فيه أن سورة الفيل تفسير "مِدراشي" لسفر المكابيين الثالث (“Il voulut détruire le temple”. L’attaque de la Ka‘ba par les rois yéménites avant l’islam. Akhbâr et Histoire”, Journal Asiatique, 2000, 288/2, 261-367).  ولم تجد دعوى دو بريمار صدى في الساحة الاستشراقية؛ فقد رفضها عامة المستشرقين (قبِلها دانيال بيك، وهو ليس بباحث أكاديمي ولا علاقة له علميًا بالدراسات الإسلامية، وغيوم دي).

2-سُمّي جيش أبرهة بـ"أصحاب الفيل"؛ لأنّ الجيش هجم على مكّة مع فيل أو فيلة؛ فليست التسمية متعلّقة بأبرهة، وإنّما هي متعلّقة بجيشه.

3-أبرز معركة بين المكابيين والسلوقيين من جهة بروز خبر الفيلة فيها بصورة لافتة، هي معركة بيت زكريا التي ذكرها سفر المكابيين الأول 6،  والمؤرّخ يوسيفوس في القرن الأول في كتابين له ("عاديات اليهود"، 12. 9 و"حروب اليهود" 1. 41-46). وقد هزم السلوقيون فيها اليهود لا العكس. ومشاركة الفيلة في المعارك الأخرى أقل ظهورًا.

4-زعم زيدان أنّ الطير الأبابيل التي رمت جيش العدو، مذكورة في سفرَي المكابيين. وتلك دعوى لا تصحّ؛ فليس في سفرَي المكابيين شيء من ذلك. والأمر نفسه في سفر المكابيين الثالث. كما أنّه لا ذكر في الأسفار السابقة للحجارة النازلة من السماءء على العدو. وهذا هو الأمر المميّز للقصّة القرآنية؛ فإنّ مشاركة الفيلة في الحروب لا تُعدّ من نوادر الأحداث.

5-خبر معركة الفيل لم يتفرّد به وهب بن منبّه؛ فقد رواه أهل السير. وجاء في الصحيحين أنّ ﷺ النبي لما فتح الله عليه مكة قام في الناس، فحمد الله وأثنى عليه، وقال: "إنّ الله حبس عن مكّة الفيل، وسلّط عليها رسوله والمؤمنين ". (رواه البخاري، كتاب في اللقطة، باب كيف تعرف لقطة أهل مكة، ح/2329، ومسلم ،كتاب الحج، باب تحريم مكة وصيدها وخلاها وشجرها ولقطتها، إلا لمنشد، ح/ 2505). 

6-حماية الكعبة من هجمة أبرهة ليست في إكرام وثنيي مكّة وإنّما في إكرام كعبة إبراهيم عليه السلام، وإكرام النبي الذي سيبعث قريبًا ليحيي ملّة إبراهيم عليه السلام من جديد، وليردّ الكعبة إلى طهر التوحيد، ولتكون مكّة مبدأ تجديد ملّة إبراهيم عليه السلام.

7- كلمة "مكابيين" تُطلق على يهوذا المكابي وإخوته، ثم صارت مرادفة للسلالة الحشمونية، فهي ليست اسمًا لمكانٍ: "مكّة"!"

تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.

الكلمات المفتاحية:

#يوسف-زيدان
اقرأ أيضا
الخوف من الله حقيقته وفضله ج1 | مرابط
تفريغات

الخوف من الله حقيقته وفضله ج1


من العبث ومن الكلام الباطل المعسول أن ينقل عن بعض المتصوفة سواء كانوا نساء أو رجالا أن أحدهم كان يقول في مناجاته لربه تبارك وتعالى: ما عبدتك طمعا في جنتك ولا خوفا من نارك إلى آخر الخرافة المزعومة لا يتصور من إنسان عرف الله حق معرفته ألا يخشى من ربه تبارك وتعالى بل -كما ذكرنا- كلما كان مقربا إلى الله كلما كان أخوف من الله وأخشى لله عز وجل وما المقصود من مثل هذه الخرافة الصوفية إلا أن يحمل الناس أن يعيشوا هكذا ليس هناك خوف منهم لله يحملهم على تقواه ولا -أيضا- عندهم رغبة فيما عند الله يطمعهم ف...

بقلم: محمد ناصر الدين الألباني
647
الإبداع والانقطاع | مرابط
اقتباسات وقطوف ثقافة

الإبداع والانقطاع


وما كان لمحمود شاكر أن يستوعب المكتبة العربية قراءة وفحصا واطلاعا إلا حين اعتزل الناس عشر سنوات كاملات كما أخبر عن نفسه! وما كان لك أنت أنت.. يا من تقرأ أن تحظى ببعض الثقافة إلا حين انقطعت سويعات أورثتك طرفا من علم

بقلم: د. علي العمران
322
الإنسانية في أصدق معانيها | مرابط
فكر

الإنسانية في أصدق معانيها


فالعالم العالم بحجة الشرع والقوي قوي بالله والمرحوم مرحوم بالتسليم والطاعة والغني غني بالافتقار إلى الله والواصل واصل بتدبير الله.. فمن جعل الإنسانية دينا جعل الإنسان إلها على الحقيقة! أي إنسانية يدعون إليها؟!

بقلم: محمد وفيق زين العابدين
295
النشوز ما هو؟ | مرابط
المرأة

النشوز ما هو؟


النشوز ما هو؟ يقول صاحب أضواء البيان: النشوز في اصطلاح الفقهاء الخروج عن طاعة الزوج. يقول الطبري: نشوزهن: استعلاءهن على أزواجهن وارتفاعهن عن فرشهم بالمعصية منهن والخلاف عليهم فيما لزمهن طاعتهم فيه بغضا منهن وإعراضا عنهم

بقلم: باسم بشينية
256
بين العدل والمساواة | مرابط
تعزيز اليقين

بين العدل والمساواة


وأخطأ على الإسلام من قال: إن دين الإسلام دين المساواة! بل دين الإسلام دين العدل وهو الجمع بين المتساويين والتفريق بين المفترقين إلا أن يريد بالمساواة: العدل فيكون أصاب في المعنى وأخطأ في اللفظ

بقلم: ابن عثيمين
607
عين جالوت والقضاء على القوى العظمى الجزء الأول | مرابط
تاريخ مقالات

عين جالوت والقضاء على القوى العظمى الجزء الأول


معركة عين جالوت كانت فاصلة جدا ليس في تاريخ الإسلام فقط بل في تاريخ العالم الإنساني بأكمله فشر التتار لم يقتصر على العالم الإسلامي وإنما وصل اجتياحهم إلى قلب أوروبا وأبادوا بلادا ومدنا كثيرة وأهلكوا الحرث والنسل ودمروا كل شيء وقف في طريقهم وكانت هذه الموقعة فاصلة لأن لها ما بعدها فإما أن يستكمل التتار احتلالهم للعالم بأسره عبر اجتياح مصر ومنها إلى إفريقيا بعد أن وصلوا إلى مناطق متقدمة في أوروبا وإما أن يتصدى لهم المسلمون وينتهي شرهم وهذا مقال هام يحدثنا عن المعركة وكل تفاصيلها بقلم راغب الس...

بقلم: راغب السرجاني
2064