فعل الرب التبصير والتغيير وفعل الشيطان التحسير والتعيير!

فعل الرب التبصير والتغيير وفعل الشيطان التحسير والتعيير! | مرابط

الكاتب: كريم حلمي

298 مشاهدة

تم النشر منذ سنة

العبد إذا انتبه إلى تماديه في دركات التقصير أو استمع إلى موعظة أزعجت قلبه عن رقدة الغفلة = فإن فعل الشيطان معه هو التحسير والتعيير حتى يكبّله عن مسالك التدارك بآصار الكآبة والحزن واليأس، ولا يزال به حتى يوقعه في أعظم مما كان عليه، وهو التنكّر لنعم الله الدينية ولطفه بعبده وكرمه ورحمته، فيجحد الموجود حسرةً على المفقود فيجمع بين الشرين!

أما فعل الرب سبحانه فالتبصير والتغيير ..

رجلٌ في زمن النبوة الطاهر يأتي النبي صلى الله عليه وسلم ليخبره أنه قد مسّ امرأة لا تحل له ليقضي النبي صلى الله عليه وسلم فيه ما شاء، فسكت عنه النبي صلى الله عليه وسلم حتى نزل قول الله جل وعلا: "أقم الصلاة طرفي النهار وزلفًا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات"، فلم يُعيَّر ولم يُخَذَّل ولم يُحسّر وإنما دُعي إلى الإصلاح والتغيير والعمل، ولذلك قال الله سبحانه: “إلا من تاب وآمن وعمل عملاً صالحًا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورًا رحيمًا”.

حتى الرجل الذي تكرر منه شرب الخمر فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بتبكيته تنبيهًا لفؤاده وإنقاذًا لنفسه، إنما كان تبكيتًا يعين ولا يشين، ويوقظ ولا يميت، فلما تعدّى بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إلى التعيير والتخذيل واللعن = زجره النبي صلى الله عليه وسلم وقال: "لا تكونوا عَوْن الشيطان على أخيكم"، بل قطع النبي صلى الله عليه وسلم بنفسه سبيل الشيطان إلى فؤاد الرجل، فقال في رواية أو واقعة أخرى: "لا تلعنوه، فإنه يحب الله ورسوله".

وعظ الفُضَيلُ رجلًا موعظة بليغة، ففزع الرجل وبكى وقال: "يا أبا علي، ما الحيلة؟!"، فقال الفضيل: "يسيرة، اتق الله فيما بقي يغفر لك ما قد سلف".

الحيلة يسيرة إذا انشغل المرء بالممكن من حاضره وغده، وأحسن الظن بالكريم، وجمع همه على الإصلاح والتغيير.

الحيلة عسيرة إذا حبس المرء روحه خلف قضبان آثام الماضي، وأنهكها بالتخذيل، وساء ظنه بربه حتى أيس من استقامة حاله، فيدفع نفسه إذن إلى مزيد من الغفلة فرارًا من آلام ظلام الأمس والغد، وهيهات!

تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.

الكلمات المفتاحية:

#التبصير-والتحسير
اقرأ أيضا
لا يقبله العقل | مرابط
أباطيل وشبهات مقالات

لا يقبله العقل


تعد معارضة نصوص الوحي بالعقل واحدة من أعظم أبواب الانحراف وأحد مسببات الضلال الكبرى فإذا ما أورد نص شرعي على بعض الناس ولم يستوعبه عقله بادر قائلا: هذا الكلام لا يقبله العقل قاصدا رد دلالة ذلك النص والطعن فيه وفي المقال رد على هذه الشبهة وتفصيل لأصلها بأسلوب علمي دقيق

بقلم: عبد الله بن صالح العجيري وفهد بن صالح العجلان
2256
أخبار الأنبياء والرسل | مرابط
اقتباسات وقطوف

أخبار الأنبياء والرسل


تعليق لشيخ الإسلام ابن تيمية على تواتر أخبار الرسل التي وصلتنا من طرق مختلفة فجميع أهل الأرض الآن يعلمون أنه كان هناك رسل وهؤلاء الرسل كان لهم أتباع ومخالفون وأن الله في النهاية نصر الفريق الأولى من اتبعوا الرسل وأخزى الفريق الآخر ونقل هذه الأخبار يؤسس معرفية يقينية حتمية

بقلم: شيخ الإسلام ابن تيمية
2223
الرد على المفوضة الجزء الأول | مرابط
تفريغات

الرد على المفوضة الجزء الأول


وردت الكثير من الشبه حول مسألة التفويض في آيات الصفات ونسبتها إلى أهل السنة وعقيدة السلف في هذه ذلك هو الإيمان بالمعنى وتفويض الكيف أما المعطلة فيظهر فساد مذهبهم في ذلك وتأثرهم بعلم المنطق وبين يديكم تفريغ لمحاضرة للشيخ الألباني يرد فيه على المفوضة وعلى من نسب عقيدتهم إلى السلف

بقلم: الشيخ الألباني
775
احتساب السلف لأعمارهم وجهدهم في طلب العلم | مرابط
تفريغات

احتساب السلف لأعمارهم وجهدهم في طلب العلم


إن أشرف ما يستثمر باتفاق العقلاء هو الوقت لأن الوقت هو العمر وبمقدار ما يستثمر المرء هذا الوقت بمقدار ما تكون له المكانة في الدار الآخرة لأن حياته في الآخرة إنما هي باستثماره لعمره فإذا ضيعه خسر هناك وإذا استثمره حق استثماره ربح ولا أفضل ولا أجود من ضرب المثال في استثمار الوقت بحياة العلماء لأنهم هم الذين عرفوا شرف هذا العمر فلذلك نضرب المثل بهم فهم القدوة وهم الذين نأخذ عنهم الفتوى

بقلم: أبو إسحق الحويني
647
كيف تقرأ كتابا ج1 | مرابط
تفريغات

كيف تقرأ كتابا ج1


التعليم بالقلم الذي هو من أعظم نعمه على عباده إذ به تخلد العلوم وتثبت الحقوق وتعلم الوصايا وتحفظ الشهادات ويضبط حساب المعاملات الواقعة بين الناس وبه تقيد أخبار الماضين للباقين اللاحقين ولولا الكتابة لانقطعت أخبار بعض الأزمنة عن بعض واندرست السنن يعني: ذهبت واضمحلت وتخبطت الأحكام ولم يعرف الخلف مذاهب السلف وكان معظم الخلل الداخل على الناس في دينهم ودنياهم ما يعتريهم من النسيان الذي يمحو صور العلم من قلوبهم لما صار الناس ينسون من نعمة الله عليهم أن جعل لهم الكتاب وعاء حافظا للعلم من الضياع كا...

بقلم: محمد صالح المنجد
451
نماذج لشخصيات ناقدة للجندر: دكتور ليناردو ساكس | مرابط
الجندرية

نماذج لشخصيات ناقدة للجندر: دكتور ليناردو ساكس


بين يديكم مقال يعرض لنا أحد النماذج الغربية الناقدة للجندرية الجديدة وهو الدكتور ليوناردو ساكس الذي تنبه لهذه المشكلة منذ ما يزيد عن عشرين سنة وأصدر عددا من المؤلفات والمقالات يحلل فيها هذه الأزمة ويحذر منها ويشير إلى مآلاتها ومخاطرها

بقلم: مجلة أوج
626