قبول الأعمال متوقف على صحة العقيدة، فالعقيدة هي الأساس، وإذا كان الأساس فاسدًا، فكل ما بُني على فهو فاسد "وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا" [الفرقان: 23]. افترض أن رجلًا قد أجاد البيوع والنكاح، وأجاد علومًا في الفقه، وأجاد علومًا في اللغة العربية، وأجاد علومًا في الأصول، وأعماله من جهة العبادات صحيحة شكلًا، يُخرج الزكاة بالمقادير 2.5%، يحج البيت، يصوم من الفجر إلى المغرب، صحيحةً كاملةً، لكنه مُشركٌ، فما فائدة كل الأعمال التي يعملها؟ لا شيء، ما فائدة العلوم التي يعلمها إذا كان علمه في العقيدة منحرفًا أيضًا، فلذلك قبول الأعمال متوقف على علم العقيدة، وصحة العقيدة.
والتوحيد تتوقف عليه النجاة في الآخرة، فهو يمنع الخلود في النار، ولا يخلد في النار موحدٌ، وأعظم ما فيه أن من حققه يدخل الجنة بغير حساب ولا عذاب.. ويتحرر المخلوق بالعقيدة الصحيحة من رق المخاليق، وعبوديته لهم، والخوف منهم، والنظر إلى مدحهم وقدحهم وهذه قمة العزة في الحياة، "وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ" [آل عمران: 139].
من أهمية العقيدة أنها أول دعوة الرسل، أي رسول يُبعث يقول: "اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ" [المؤمنون: 32].
أنها أول واجب على المكلف، "أُمرت أن أُقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله" [رواه البخاري: 25، ومسلم: 20].
أنها آخر واجب على المكلف، ففي السنن: "من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة" [رواه أبو داود: 3118، وصححه الألباني في صحيح أبي داود: 3118]. وفي حديث مسلم: "لقنوا موتاكم لا إله إلا الله" [رواه مسلم: 917].
المصدر:
https://almunajjid.com/courses/lessons/311