ما الذي استفاده الساسة وأصحاب رؤوس الأموال في أميركا وأوروبا من ركوب موجة النسوية وتحرير المرأة؟
أولًا:عمل المرأة لتثبت نفسها وتحقق استقلالها يعني تحصيل ضرائب عن نصف المجتمع الذي كان يعمل في البيوت عملا لا ضرائب عليه، وستشكل عمالة أرخص من الرجال، ولا زال التفريق في الأجور والترقيات قائمًا حتى اليوم، ثم هذه المرأة التي ستخرج للأجواء المختلطة أصبحت تصرف مالها على التجميليات والمباهاة المادية، وهذا بدوره يصب في صالح المادية الرأسمالية
ثانيًا: سياسة فرق تسد، وتعزيز الفردية والفئوية بحيث تكون الدولة، أو بالأصح من يرسم سياساتها هم الحكم بين الأفراد في خلافاتهم مما يضعف التوجهات المطالبة بالحد من جشع وتسلط أصحاب رؤوس الأموال في هذا العالم الذي يمتلك 1% منه أكثر من نصف ثروته حسب مقال في الـ Guardian البرطيانية، الرابط: هنا
وقد بين كتاب The might wurlitzer اتباع الCIA لهذه السياسة في اختراق الفئات كالنساء والسود.
ثالثًا: الندية بين الأم والأب وانشغالهما عن الأبناء يعني تفتيت الأسرة وفقدانها لدورها المركزي في تربية الأبناء على ما يعتقده الوالدان، وبالتالي يصبح المربي هو المدرسة والدولة، ويملي المتحكمون في سياساتها ما شاؤوا من التوجهات على هذه القلوب الصغيرة. وقد شاع في أميركا مصطلح: العائلة النووية تم تذويبها، الرابط: هنا
وقد استفاد الساسة في ذلك من معاداة النسوية لكيان الأسرة، تقول النسوية ماري بين Mary Bane:
حتى ننشيء الأبناء بالتساوي بين الجنسين، علينا أن نأخذهم بعيدا عن العوائل ونربيهم تربية مجتمعية
وبالفعل تفككت كثير من الأسر، ووصلت نسب الأولاد المشردين في أميركا أرقاما تاريخية كما في تقرير نشرته صحيفة النيوزويك، الرابط: هنا
حيث في عام 2013 مثلا، عانى 2.5 مليون طفل من التشرد. بعض هؤلاء الأطفال هاربون من بيوتهم المفككة، الأب مشغول والأم مشغولة، أو متخاصمان متصارعان.. والابن أو البنت لا أحد يهتم به، فيهرب أو تهرب. حتى خصصت وزارة العدل الأميريكية قسما لظاهرة الأولاد والبنات الهاربين، الرابط: هنا
وهؤلاء الأولاد والبنات بلا مأوى يتفشى فيهم بشكل كبير المخدرات والأمراض النفسية والتعرض للإهانة والاستغلال الجنسي، حيث يبيع بعضهم نفسه للممارسات الجنسية مقابل المأوى: they have to trade sex for place ، طالع هذا الرابط: هنا
ويبدو أن الأرقام في تصاعد مستمر
المصدر:
محاضرة تحرير المرأة الغربية للدكتور إياد قنيبي