كيف تتصرف عندما يعاملك أحد بتقصير؟

كيف تتصرف عندما يعاملك أحد بتقصير؟ | مرابط

الكاتب: خالد السبت

356 مشاهدة

تم النشر منذ سنة

وأنت أيها الداعية: كيف تتصرف حينما يتصرف أحد المدعوين نحوك بتقصير، أو بكلمة، أو بفعل لا يليق؟

أتعاديه، وتجانبه، وتجفوه، أتأمر أصحابك أن يقاطعوه، ويهجوه، ويهجروه، أتتخذ منه موقفًا: هو في سبيله، وأنت في سبيلك من أجل نفسك، إن هذا لا يليق أيها الإخوة.

أخرج الشيخان من حديث ابن مسعود قال: “ كأني أنظر إلى النبي ﷺ يحكي نبيًا من الأنبياء - صلوات الله، وسلامه عليهم - ضربه قومه فأدموه، وهو يمسح الدم عن وجهه، ويقول: رب اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون” ولو ضربك أحد من المدعوين فأدماك ماذا تقول عنه؟ تدعو عليه، تلعنه، تضربه، لكن انظر إلى قول هذا النبي: اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون.

أنت أيها المسؤول، أيها المدير في المدرسة، أو في الشركة؛ إذا جاءك أحد المراجعين، وتكلم بنفس مشحونة، وبلغة مستعلية، يتكلم معك كأنك أجير عنده، فكيف تصنع؟

جاء رجل إلى النبي ﷺ فجذب ردائه حتى أثر في رقبته يقول: "أعطني فإنك لا تعطيني من مال أبيك، ولا أمك" وهذه لو قالها لأحد غير النبي ﷺ لسبقه رأسه قبل أن يكمل هذه الأحرف، فماذا صنع النبي ﷺ ؛ هل عاداه، واتخذ منه موقفًا؟ لا.. أبدًا بل أعطاه، وأعطاه، وأعطاه حتى رضي، وهذه أخلاق الأنبياء.

نحن - أيها الإخوة - في هذا المسجد، يا معاشر المصلين: لو أن أحد الأطفال الموجودين الآن وقف على هذه الطاولة، وجلس يتبول - أعزكم الله - أو جاء رجل كبير، وذهب إلى ناحية المسجد الآن، وجلس يتبول، ماذا سنصنع به؟

إنه لن يدري هو في يد من - نسأل الله العافية - هذا يضربه، وهذا يلعنه، والذي لا يستطيع الوصول إليه يتابع له السب، والشتم؛ ويرشقه بقبيح القول، جاء رجل إلى المسجد، والنبي ﷺ مع أصحابه، وعمد إلى ناحية من نواحي المسجد، وشج يبول، وما وجد مكانًا إلا المسجد، فنهره الصحابة، فنهاهم النبي ﷺ فقال: لا تزرموه - أي لا تقطعوا عليه البول لئلا يتضرر - ثم دعا بذنوب من ماء، فصب عليه، ثم علمه، وقال: هذه المساجد لا يصلح فيها شيء من أذى الناس..

لقد انتهت المشكلة، وما أصابه ضرب، ولا داسوه بالأقدام، ولا سحبوه برجله، وأخرجوه من المسجد، ولا حبسوه، ولا فعلوا له شيء آخر، إنما قيل له لا يصلح فيها شيء من أذى الناس فمثل هذا الإنسان يملك قلبه بهذا يقول: "بأبي هو، وأمي، والله ما قهرني، ولا نهرني، وما رأيت معلمًا مثله" فهل نحن كذلك مع الطلاب، ومع المدعوين؟ ومع المصلين؟

تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.

الكلمات المفتاحية:

#أخلاق-الكبار #خالد-السبت
اقرأ أيضا
نصيحة للنساء | مرابط
المرأة

نصيحة للنساء


الله سبحانه وتعالى كرم المرأة ودلها إلى الصراط المستقيم وجعل لها قدوات صالحات بين لها أحكام البيت وأحكام الشريعة وبين لها مكائد النفوس ومكائد أهل الأهواء والشبهات والشهوات في إضلالها وأعظم مكيدة في زماننا تراد في المجتمعات هي المكيدة بالمرأة المكيدة الموجه إليها وذلك لعقيدتها وعفافها وفطرتها وحجابها وسترها كل هذه الأشياء المتنوعة تغزى بها المرأة لتنحرف عن طريقها ومنهجها

بقلم: عبد العزيز الطريفي
294
الإنسان ودوامات الحياة | مرابط
اقتباسات وقطوف

الإنسان ودوامات الحياة


لحظة الصدمة تقع دوما حين يتذكر المؤمن لحظة لقاء الله وقرب هذه اللحظة..وقد أشار القرآن إلى مفارقة مؤلمة وهي شدة قرب لقاء الله مع كون الإنسان يغفل كثيرا عن هذه الحقيقة لقاء الله قريب ولا زلنا غافلين كما قال تعالى: اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون.

بقلم: إبراهيم السكران
413
أهل العزة | مرابط
اقتباسات وقطوف

أهل العزة


إن العزة قد تكون في الحق فيكون صاحبها عزيزا ولو كان ضعيفا مستضاما لا يذل للخلق ولا يتنازل عن شيء من دينه.. عزيز بعزة الله تعالى لأنه قد شرف بعبوديته له والانتساب لدينه والفخر بإسلامه وتطبيق شريعته ولو سخر منه الساخرون واستهزأ به المنافقون

بقلم: د. إبراهيم بن محمد الحقيل
419
الإبداع والانقطاع | مرابط
اقتباسات وقطوف ثقافة

الإبداع والانقطاع


وما كان لمحمود شاكر أن يستوعب المكتبة العربية قراءة وفحصا واطلاعا إلا حين اعتزل الناس عشر سنوات كاملات كما أخبر عن نفسه! وما كان لك أنت أنت.. يا من تقرأ أن تحظى ببعض الثقافة إلا حين انقطعت سويعات أورثتك طرفا من علم

بقلم: د. علي العمران
342
هل أخطأ نساخ القرآن في كتابة بعض كلماته؟ | مرابط
أباطيل وشبهات

هل أخطأ نساخ القرآن في كتابة بعض كلماته؟


قالوا: النص القرآني تعرض للتغيير والتحريف الذي طرأ عليه بسبب خطأ الرواة والنساخ واستدلوا لذلك بما روي عن ابن عباس أنه كان يقرأ أفلم يتبين للذين آمنوا فقيل له: إنها أفلم ييأس الذين آمنوا الرعد: ٣١ فقال: إني أرى الكاتب كتبها وهو ناعس.. وبين يديكم رد على هذه الشبهة بقلم الدكتور منقذ السقار.

بقلم: منقذ السقار
605
الزهد: بين ما نؤمن به وما نعيشه | مرابط
فكر

الزهد: بين ما نؤمن به وما نعيشه


هل تريد أن نستمتع بالدنيا بدرجة من الرفاه والعلو؟ هل تريد أن تمتلك الدنيا بيديك وفي جيبك وتزهو يمنة ويسرة؟ قد لا يكون هذا حراما إذا أخذت حيطتك من الحرام والعلو في الأرض. لكن عليك أن تقر بمنزلة أخرى هي خير من منزلتك فأنت تنكرها. أنت تنكر أن يكون بعض الزهد هو هجر متاع الدنيا وعدم تملكه من الأساس. وبناء عليه تقول لتصرفات بعض الزهاد: إنهم متنطعون.. متشددون.. يحرمون زينة الله التي أخرج لعباده..

بقلم: خالد بهاء الدين
379