كيف تتعامل مع هذه "الخائنة"؟!
هي في الحقيقة نعمة وليست خائنة.. لكنها لغير المتيقظ خائنة..
إنها الصحة.. قد تتركك فجأة.. وقد تتركك بالتدريج.. ودون أن تشعر!
ربما تفاجأ بأنك لم تعد تستطيع القفز عاليا.. ولا الركض سريعا!
ما كنت تحمله بيسر أصبح صعبا.. وربما صرت طريح الفراش!
وأكبر خسارة .. هي ضعك عن أداء كثير من الطاعات كالصيام.. القيام.. مساعدة الناس لله عز وجل..
لكن.. رحمة الله واسعة.. وفضله كبير.. قد أعطاك هذه الفرصة الرائعة للاستثمار: اجتهد في القيام بالأعمال الصالحة وأنت في صحتك.. في المقابل سيستمر أجر تلك الأعمال الصالحة جاريا في رصيدك حتى لو توقفت عن العمل الصالح أو ضعفت بسبب مرضك أو كبر سنك!
تخيل!
قال ابن عباس- كما نقل عنه الطبري في تفسيره 511/24: (إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ) قال: فأيما رجل كان يعمل عملا صالحا وهو قوي شاب، فعجز عنه، جرى له أجر ذلك العمل حتى يموت.
وفي الحديث المبشر:
"مَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ يُصَابُ بِبَلَاءٍ فِي جَسَدِهِ، إِلَّا أَمَرَ اللهُ تَعَالَى الْحَفَظَةَ الَّذِينَ يَحْفَظُونَهُ، قَالَ: اكْتُبُوا لِعَبْدِي فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ مِثْلَ مَا كَانَ يَعْمَلُ مِنَ الْخَيْرِ، مَا دَامَ مَحْبُوسًا فِي وَثَاقِي" .. وثاقي: أي المرض الذي أصابه..
فأكثر من الصالحات ما استطعت في شبابك.. في صحتك.. واحذر أن يباغتك المرض وأنت مقصر في حالة صحتك فتخسر راتبا تقاعديا من الحسنات!
استثمر الهبة الإلهية.. وأبشر يا طيب..
-في الصورة.. محمد علي كلاي في آخر عمره.. رحمه الله
وبطل كمال الأجسام السابق روني كولمان الذي أصبح يمشي على عكاز أو "ووكر" بعد اصابته في ظهره..
المصدر:
صفحة الكاتب على فيسبوك