الحمد لله وحده.
من أجل هذا ونحوه، يصدُّكم أهل الأهواء ودعاة الشرك بالله عن القراءة لابن تيمية؛ لأنه لا يسلِّم بالمحدَثات، وهم المحدِثون المبتدعون، ولأنه يسأل كلَّ قائلٍ عن إسناده، إلى الله أو رسول الله صلى الله عليه وسلم، إن كانت عبادة ودينا، مما يسع فيها الاختلاف.. فكيف إن كان الأمر جنةً ونارًا، وشركًا وإيمانًا، مما لا يجوز فيه اختلاف ولا نزاع؟
وأما هم فلا يريدون أن يسألهم أحد عن دليل، ولا تعليل، وغايتهم نقولات عن بعض المخطئين، أو الأفاكين الضالين.
يقولون: لا يلزمنا دليل، ولا يحق لكم السؤال.
وأحسن أحوالهم أن يقولوا: ليس هناك مانع من هذا الفعل أو القول..
وهذا هو عين المحادة لله!
نصبوا أنفسهم أصحاب تشريعات، فويل لهم من كذابين، وابن تيمية يريد - إن شاء الله - التحقق بدين الإسلام نقيا من الشوائب، وأن يتَّبع المسلمون الرسول صلى الله عليه وسلم، وألّا يحدثوا في دينه الأحدوثات، فيهلكون كما هلك الذين من قبلهم بالتحريف والنسيان، والزيادة والنقصان، ومع ذلك، فيعذر كل مخطئ بأدنى سبب، أنواعا من العذر لا يبلغ أحد من هؤلاء مبلغها.
يقول ابن تيمية في موضع آخر:
(من ترك النقلَ المصدَّقَ، عن القائل المعصوم، واتَّبع نقلًا غير مصدَّقٍ، عن قائلٍ غير معصومٍ؛ فقد ضلَّ ضلالًا بعيدًا).
وهؤلاء الناهون عن علم ابن تيمية: كذلك يفعلون، لكنك قد تكون أعمى أصم، عن بيَّنات الوحي، متبعا لمن اتخذته وليا من دون الله! ويحك! قال الله تعالى: {اتَّبِعوا ما أُنزِل إليكم من ربكم ولا تتّبعوا من دونه أولياء قليلا ما تذكرون} !!
وأما أهل الأهواء ونحوهم: فيعتمدون على نقل لا يعرف له قائل أصلًا، لا ثقة ولا ضعيف، وأهون شيء عندهم الكذب المختلق، وأعلم من فيهم لا يرجع فيما ينقله إلى عمدة، بل إلى سماعات عن المجاهيل والكذابين وروايات عن أهل الإفك المبين!
-ابن تيمية