ليس هذا زمن اليأس!

ليس هذا زمن اليأس! | مرابط

الكاتب: أحمد يوسف السيد

358 مشاهدة

تم النشر منذ سنة

ترك العاملون الكلام للقاعدين؛
وهجر الباذلون الجدال للفارغين،
فاستقبلوا العمل رجاء تحقيق الأمل.

جافت جنوبهم مضاجع المكتسبات الشخصية، وتسامت هممهم عن طموحات (ساكني القاع) الوقتية..

يستمسكون بدينهم وقت العسر، فيقبضون على الجمر؛ رجاء أن يكون لهم مثل عمل خمسين -من الصحابة- في الأجر.

تجدهم كلما ازداد الواقع سوءا= ازدادوا هم بذلا وعملا؛ وصبرا وأملا؛ رجاء أن يبعثوا في زمرة الأولياء،  وطمعًا في أن يحشروا مع أولي العزم من الأنبياء.

يتزايد مكر الماكرين فيزدادوا إيمانًا وتسليما: (ولما رأى المؤمنون الأحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله وما زادهم إلا إيمانًا وتسليما)

يرون في تزايد مكر الأعداء سنة إلهية في إزهاق الباطل عند اشتداده:
"ومن سنة الله: أنه إذا أراد إظهار دينه أقام من يعارضه؛ فيحق الحق بكلماته ويقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق" 
الفتاوى لابن تيمية (57/28)

ويرون أن "من أعظم أسباب ظهور الإيمان والدين، وبيان حقيقة أنباء المرسلين= ظهور المعارضين لهم من أهل الإفك المبين".
الجواب الصحيح لابن تيمية: (85/1) 

فهم على كل الأحوال في راحة،
قد رضوا من الدنيا برضا الرحمن عنهم،
وهانت عليهم في المعالي نفوسهم.

كلما فترت نفوسهم طمحت أبصارهم مخترقة الحجب لترى حوض نبيهم صلى الله عليه وسلم؛ فتنهض أرواحهم بأجسادهم حتى تكاد تطير بهم في جو السماء ألقًا وانشراحا؛ ثم لا يهدأ لهم بال، ولا يسكت عنهم داعي الشوق حتى ينهلوا من ذلك الحوض.

لا تغرهم المدائح فتصرفهم عن طريقهم، ولا تفتنهم الابتلاءات فتصدهم عن سبيلهم.

فلله هم،
ولله أوقاتهم،
ولله هممهم،
ولله عاقبتهم،
ولله يومٌ يرفعون فيه رؤوسهم،
ويلتقون فيه بنبيهم،
ويظفرون بلذة النظر إلى وجه الجليل خالقهم.

أما بعد:
فإني -والله- ما كنت في زمن أشد فألًا، ولا في وقت أعلى أملًا: منّي اليوم. -مع وعيي التام بحجم المأساة، وعمق المعاناة، وتزايد الشر، وتفاقم الخطر-؛
غير أنّ للأمل نفحات،
وللفأل علامات،
وللنور إشارات..

وقد وجد يعقوب ريح يوسف -عليهما السلام- مع ما بينهما من الحُجُب والمسافات..
وإن لضياء الفجر مقدمات لا يبصرها النائمون، وإنما يستأثر برؤيتها القائمون.

فيا لطول حسرة اليائسين القاعدين إذا رأوا العاملين وقد قطفوا -في الغد- الثمار،
ويا لشدة حسرة المنتكسين إذا أبصروا الثابتين وقد حمدوا -عند الوصول- السرى وطول الأسفار.

فاثبتوا
واعملوا
وابذلوا..
مستنيرين بضياء الوحي،
مقتبسين من النبي -ﷺ- الهدي،
فليس هذا زمن اليأس..

تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.

الكلمات المفتاحية:

#اليأس
اقرأ أيضا
الخوف من الله حقيقته وفضله ج2 | مرابط
تفريغات

الخوف من الله حقيقته وفضله ج2


من العبث ومن الكلام الباطل المعسول أن ينقل عن بعض المتصوفة سواء كانوا نساء أو رجالا أن أحدهم كان يقول في مناجاته لربه تبارك وتعالى: ما عبدتك طمعا في جنتك ولا خوفا من نارك إلى آخر الخرافة المزعومة لا يتصور من إنسان عرف الله حق معرفته ألا يخشى من ربه تبارك وتعالى بل -كما ذكرنا- كلما كان مقربا إلى الله كلما كان أخوف من الله وأخشى لله عز وجل وما المقصود من مثل هذه الخرافة الصوفية إلا أن يحمل الناس أن يعيشوا هكذا ليس هناك خوف منهم لله يحملهم على تقواه ولا -أيضا- عندهم رغبة فيما عند الله يطمعهم ف...

بقلم: محمد ناصر الدين الألباني
694
قواعد جليلة لأهل السنة والجماعة في بيان حقيقة التوحيد ج2 | مرابط
تعزيز اليقين

قواعد جليلة لأهل السنة والجماعة في بيان حقيقة التوحيد ج2


مجموعة من القواعد التأصيلية يذكرها ابن القيم في كتاب الصلاة ويقف بها على عقيدة أهل السنة والجماعة وحقيقة التوحيد والشرك والإيمان والكفر وهذه القواعد التي ذكرها تمثل كليات العقيدة وبها تنضبط المسائل أصولها وفروعها وبها يعلم القارئ أحوال الناس ومراتبهم

بقلم: ابن القيم
1451
عن الدراسة والعمل في الغرب | مرابط
فكر

عن الدراسة والعمل في الغرب


نصيحة من واقع معايشة للأخوة المتجهين للدراسة في الخارج.. أخي الفاضل أختي الكريمة دينكم هو أغلى وأعز ما تملكون في هذا العالم رأيت بنفسي للأسف حالات كثيرة لمسلمين هاجروا إلى الغرب فكانت نهايتهم الردة عياذا بالله وقصتهم دائما واحدة تقريبا وخطواتها نفصلها في المقال.

بقلم: أشرف قطب
401
الوسطيتان | مرابط
فكر مقالات

الوسطيتان


من الملاحظ أن مصطلح الوسطية قد كثر استخدامه في الساحات الفكرية والشرعية في بلادنا فيقول لك الإسلام الوسطي والشيخ الوسطي ويبدو أن الأمر يحتاج إلى فحص وتمحيص حتى نعلم مرادهم من هذه الوسطية ومن هنا يأتي المقال الذي بين يدينا للكاتب إبراهيم السكران ويوضح لنا نوعين من الوسطية: أحدهما مطلوب ومحمود والآخر مرفوض ومذموم

بقلم: إبراهيم السكران
2142
شهوة الجاه | مرابط
فكر مقالات

شهوة الجاه


شهوة الجاه هي أم الشهوات ﻷن الجاه إذا تحقق حقق بقية الشهوات وجلبها جميعا وأما غير شهوة الجاه فلا يلزم إذا تحققت أن يحقق الجاه معها ولشهوة الجاه فروع كثيرة فإذا تعلقت النفس بها تحايلت على كل أسبابه التي توصل إليه بحيل تحير العقل حتى تستدعي مدحها بأساليب ذمها وربما تتحمل ما تكره ليمدحها الناس حتى ربما تقتحم الموت لتمدح بالشجاعة فتحب المدح من ورائها وهي ميتة ولو لم تسمع أصوات المادحين ولم تستمتع بآثار مدحها مع تقدير وتعظيم وإجلال

بقلم: عبد العزيز بن مرزوق الطريفي
2760
عن الدعاء والتوسل والاستغاثة ج1 | مرابط
تفريغات

عن الدعاء والتوسل والاستغاثة ج1


محاضرة هامة حول مسائل الدعاء والتوسل والاستغاثة.. وهي التي أثار بها علماء السوء جدلا واسعا في الفترة الأخيرة حيث أباحوا ما يفعله العوام عند الأضرحة والقبور وحاولوا الاستدلال ببعض الآثار والأخبار وحاولوا لي أعناق النصوص وهنا توضيح لهذه المسائل ورد على تلك المزاعم وإزالة للإشكال الحادث وتبيين لعقيدة أهل السنة والجماعة في هذه المسائل.

بقلم: محمد الحسن الددو الشنقيطي
497