تعليق: يدور الحديث في هذا المقتطف حول التيار الإصلاحي الذي خرج من مدرسة الإمام محمد عبده، والذي انتهى به الحال في النهاية إلى التلبس بمضامين علمانية وإن قيلت بعبارات إسلامية
كانت هذه الحركة إصلاحية لأنها استهدفت إحياء ما كانت تعتبره العناصر المهملة في التراث الإسلامي، غير أن عملية الإحياء هذه قد تمت تحت تأثير الفكر الليبرالي الأوروبي، فأدت تدريجيا إلى تفسير جديد للمفاهيم الإسلامية بغية جعلها معادلة للمبادئ الموجهة للفكر الأوروبي في ذلك الحين. "عمران" ابن خلدون تحول تدريجيًا إلى "تمدن" غيزو، و"مصلحة" الفقهاء المالكيين وابن تيمية تحول إلى "منفعة" جون ستيوارت مل، "وإجماع" الفقه الإسلامي إلى "الرأي العام" في النظرية الديمقراطية، و"أهل الحل والعقد" إلى "أعضاء المجالس البرلمانية"..، وكانت نتيجة ذلك، لدى ما سميناه بالجناح العلماني لمدرسة محمد عبده، الفصل الواقعي الحاسم بين دائرة الحياة المدنية ودائرة الدين. ثم فتح باب جديد أمام القومية العلمانية.
المصدر:
- ألبرت حوراني، الفكر العربي في عصر النهضة، ص410