التمهيد لابن عبدالبر
الفتح لابن حجر
المغني لابن قدامة
إلخ
لم تكن وليدة شهر ولا سنة
ولكنها خلاصة عمر، ومشروع حياة
نراها في نسختها الأخيرة فنتعجب من قدرة أصحابها التصنيفية - وحق لنا ذلك - لكنَّا لو نظرنا إلى تدرُّج تأليفها لعلمنا أن رأس مال الأمر في الجد والمصابرة
نُقدِم على متن ونسعى في وضع شرح له، ومع ثاني فصوله تخور القوى، لأننا نريد أن يتم الشرح في بضع ليال، ولو أنَّا صرفنا النظر عن النهايات، وأحكمنا العزم وعاقدنا الصبر وأخذنا أنفسنا بالإنجاز اليومي - ولو قل - لكانت النتيجة بعد حين مذهلة!
تخيل لو أن لك في ٣ فنون ٣ متون تشتغل بشرحها، وكل يوم تشرح ٣ جمل فقط من كل متن
صدقني .. لن تمضي عليك سنتان إلا وقد فرغت من ٣ شروح
قل مثل ذلك في الحفظ، والقراءة، وغيرها
هذه حصيلة عامين، ترى فيها مكتوباتك ومحفوظاتك ومقروءاتك تتضخم بما لم يخطر لك على بال .. فكيف إذا كان هذا سمتًا عامًّا في تحصيلك .. كم تأليفا ستنجز، وكم متنا ستحفظ، وكم كتابا ستقرأ؟
لا تحدثني عن قدراتك الفائقة، وآمالك الكبرى، وخططك المستقبلية .. حدثني فقط عن إنجازك اليومي، فهو برهان آمالك وعنوان نهاياتك
"وإذا رأيت من الهلال نموَّه
أيقنت أنْ سيصير بدرًا كاملًا"