البشر والبشاشة في شخصية النبي صلى الله عليه وسلم

البشر والبشاشة في شخصية النبي صلى الله عليه وسلم | مرابط

الكاتب: محمد علي يوسف

162 مشاهدة

تم النشر منذ سنة

من أجمل الجوانب في شخصية النبي صلى الله عليه وسلم = تلك المتعلقة بطبيعته النفسية الرحبة وصدره الواسع ولين جانبه وبشاشته وبِشره وحسن تواصله مع الكون من حوله

لقد كان حقا ذا نفس جميلة..
نفس تبدو بشاشتها لكل من يعرفه ويتأمل طبيعته
ربما يظهر ذلك في ملمح قد يعده البعض يسيرا لكنه ينم عن تلك الطبيعة الجميلة بوضوح
لقد كان حبيبنا صلوات الله وسلامه عليه يسمي أشياءه
كل أشيائه.. تقريبا ما كان يترك شيئا له إلا ويجعل له اسما أو لقبا 
سواء في ذلك ما كان مخلوقا ينبض بالحياة أو جمادا باردا
لكل دابة كان يمتلكها أو يركبها اسم أو لقب

  • فبغلته دلدل وأخرى سماها فضة  وحماره يعفور وناقته العضباء وقيل القصواء
  • أما شاته التي يشرب لبنها فكان يسميها غينة و يقال غوثة وكانت له عنزات أسماؤها عجوة  وزمزم  وسقيا  وبركة  وورسة وأطلال  وأطواف 
  • أما أفراسه فأسماؤها لزاز والورد والمرتجز والسكب والطرب وهذا الأخير سمي بذلك لحسن صهيله  واللحيف وسمي بذلك لانه كان كالملتحف بعرفه 
  • أما عن أشيائه فقد كانت له عمامة يسميها السحاب وكان اسم قوسه  الكتوم  واسم كنانته الكافور  ونبله الموتصلة  وترسه الزلوق ومغفره ذو السبوغ واسم ردائه الفتح  واسم رايته العقاب
  • وكان له قدحان اسم أحدهما الريان  والآخر المضبب 
  • وكان له تور من حجارة  يقال له  المخضب والمخضد يتوضأ فيه
  • وكانت لسيوفه أسماء أيضا أشهرها ذو الفقار  والمخذم والرسوب  والعضب
  • وكان له رمح يقال له  المستوفي  وكان له  عنزة قصيرة يقال لها  المثنى 
  • وأما دروعه فكان يطلق على إحداها ذات الفضول وأخرى يسميها الفضة وثالثة يقال لها السعدية ودرع اسمها ذات الوشاح
  • وكانت له قوس نبع تسمى السداد  وكانت له كنانة تسمى الجمع  وكانت له حربة تسمى البيضاء  وكان له مجن يسمى الوفر
  • وكانت له ركوة تسمى الصادر  وكانت له مرآة يسميها المدلة  وكانت له مقراض يسميها الجامع 

وغير ذلك من الأشياء الأخرى التي ذكرها أهل السير ولا يتسع المقام لذكرها جميعا والتي تشترك في تلك الخاصية العجيبة
خاصية الأسماء التي حملتها وأطلقها عليها حبيبنا صلى الله عليه وسلم

تخيل هذه النفسية التي رغم انشغالها والهموم التي تحملها والبلاءات التي تتوالى على صاحبها ومع ذلك تصر على تسمية مرآة أو كوب ماء أو درع!! 

بعضنا لو فعل مثل ذلك لربما تلقاه الناس بالاستهجان واللوم والاتهام بالتشاغل عن الهموم الجسيمة والمهمات الجليلة ولرُمي باللامبالاة أو كما يقال بالعامية (الروقان)
لكن سيد ولد آدم وحاشاه أن يُرمى بشيء مما سبق = كان حريصا كما رأينا على تلك العادة المترسخة في سلوكه وذلك واضح في تلك النماذج التي ضربناها آنفا

وتفسير ذلك في رأيي أمران:
أما الأول فهي تلك الطبيعة النفسية الرحبة التي أشرت إليها في مطلع الكلام
وأما الثاني فرغبته صلى الإله عليه في غرس تلك القيمة في نفوس من يعرفونه ويقتدون به

قيمة البِشر والبشاشة واللين والحنان
حنان يسع كل من حوله و (ما) حوله
حنان يجعله يضع روابط مودة وأواصر صلة وجسور علاقة مع كل ما يحيط به
لا يحجب هذا الحنان هم ولا تقطع تلك الروابط أزمة ولا يقضي بلاء على تلك القيمة ولا تضيق هذا الصدر الرحب مسؤولية أو يعكر صفاءه انشغال

هكذا كان بأبي هو أمي؛ فأين صدورنا الضيقة من صدره وأين نفسياتنا من جمال روحه وسمو نفسه؟!


المصدر:
محمد علي يوسف، مع حبيبي صلى الله عليه وسلم

تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.

الكلمات المفتاحية:

#الرسول #البشاشة #تسمية-الأشياء
اقرأ أيضا
لفظ القراءة | مرابط
اقتباسات وقطوف

لفظ القراءة


والقراءة أيضا لفظ مشترك المعاني يرا به: أن ينظر المرء في كلام مكتوب في صحيفة فيتلوه سرا أو جهرا. بيد أن النظر في الكلام المكتوب معنى مضاف طارئ على أصل معنى القراءة اكتسبه اللفظ وارتداه بالإلف والعادة حتى غلب عليه. وإنما أصل معنى القراءة: أن تتتبع كلاما قائله غيرك فتجمعه في نفسك وتضم بعضه إلى بعض ثم تلفظه سرا أو جهرا مجموعا يتلو بعضه بعضا كما قاله صاحبه. وأنت تقول: قرأ فلان في صلاته سورة كذا وكذا والمصلي لا ينظر في سورة مكتوبة إنما يتلو ما حفظه وجمعه في صدره غير مبدل لكلماته.

بقلم: محمود شاكر
199
مجمل الإيمان | مرابط
اقتباسات وقطوف

مجمل الإيمان


فعامة الناس إذا أسلموا بعد كفر أو ولدوا على الإسلام والتزموا شرائعه وكانوا من أهل الطاعة لله ورسوله فهم مسلمون ومعهم إيمان مجمل ولكن دخول حقيقة الإيمان إلى قلوبهم إنما يحصل شيئا فشيئا إن أعطاهم الله ذلك وإلا فكثير من الناس لا يصلون لا إلى اليقين

بقلم: شيخ الإسلام ابن تيمية
515
الدعوة إلى الله | مرابط
مقالات

الدعوة إلى الله


ولم يمر على المسلمين زمن كانوا أبعد فيه عن القرآن كهذا الزمن فلذلك وجب على كل من امتحن الله قلبه للتقوى وآتاه هداه أن يصرف قوته كلها في دعوة المسلمين إلى القرآن ليقيموه ويحققوا حكمة الله في تنزيله ويحكموه في أهواء النفوس ومنازع العقول ويسيروا بهديه وعلى نوره فإنه لا يهديهم إلا إلى الخير ولا يقودهم إلا إلى السعادة.

بقلم: محمد البشير الإبراهيمي
204
أبو بكر الصديق الداعية المتميز | مرابط
تاريخ

أبو بكر الصديق الداعية المتميز


تضع رواية ابن اسحاق بعض هذه المفاتيح التي كان يمتلكها الصديق رضي الله عنه قال ابن إسحاق: كان أبو بكر رجلا مألفا لقومه محببا سهلا وكان أنسب قريش لقريش وأعلم قريش بها وبما كان فيها من خير وشر وكان رجلا تاجرا ذا خلق ومعروف وكان رجال قومه يأتونه ويألفونه لغير واحد من الأمر لعلمه وتجارته وحسن مجالسته فجعل يدعو إلى الله وإلى الإسلام من وثق به من قومه ممن يغشاه ويجلس إليه

بقلم: د راغب السرجاني
1351
مصير الديانات أمام التقدم العلمي الجزء الأول | مرابط
فكر مقالات

مصير الديانات أمام التقدم العلمي الجزء الأول


بعدما وصلت الموجة العلمية كل العالم تقريبا والتحديثات قد طالت كل شيء في الحياة ظهرت بعض الأدعياء يقولون أن هذا العالم الجديد لا مكان للدين فيه بل ظهرت نظرية جديدة في الطرف المقابل مضمونها أن الأديان وإن كانت عريقة في القدم لكن تقدمها الزماني لا يكسبها صفة الثبات والخلود بل هو بالعكس يطبعها بطابع الشيخوخة والهرم وينذر بأن مصيرها إلى الاضمحلال والفناء وفي هذا المقال بجزئيه رد على هذه النظرية وتلك الأباطيل

بقلم: محمد عبد الله دراز
1819
حرب التتار للخلافة العباسية ببغداد ج1 | مرابط
تفريغات

حرب التتار للخلافة العباسية ببغداد ج1


بين يديكم تفريغ لجزء من محاضرة للدكتور راغب السرجاني يدور حول الاجتياح المغولي للعراق والذي يعتبر من أبرز الأحداث في تاريخنا الإسلامي حيث يحمل الكثير من المآسي والعبر والدروس التي يجب أن نتعلمها فيما يخص تعامل المسلمين مع الأعداء

بقلم: راغب السرجاني
660