البشر والبشاشة في شخصية النبي صلى الله عليه وسلم

البشر والبشاشة في شخصية النبي صلى الله عليه وسلم | مرابط

الكاتب: محمد علي يوسف

286 مشاهدة

تم النشر منذ سنة

من أجمل الجوانب في شخصية النبي صلى الله عليه وسلم = تلك المتعلقة بطبيعته النفسية الرحبة وصدره الواسع ولين جانبه وبشاشته وبِشره وحسن تواصله مع الكون من حوله

لقد كان حقا ذا نفس جميلة..
نفس تبدو بشاشتها لكل من يعرفه ويتأمل طبيعته
ربما يظهر ذلك في ملمح قد يعده البعض يسيرا لكنه ينم عن تلك الطبيعة الجميلة بوضوح
لقد كان حبيبنا صلوات الله وسلامه عليه يسمي أشياءه
كل أشيائه.. تقريبا ما كان يترك شيئا له إلا ويجعل له اسما أو لقبا 
سواء في ذلك ما كان مخلوقا ينبض بالحياة أو جمادا باردا
لكل دابة كان يمتلكها أو يركبها اسم أو لقب

  • فبغلته دلدل وأخرى سماها فضة  وحماره يعفور وناقته العضباء وقيل القصواء
  • أما شاته التي يشرب لبنها فكان يسميها غينة و يقال غوثة وكانت له عنزات أسماؤها عجوة  وزمزم  وسقيا  وبركة  وورسة وأطلال  وأطواف 
  • أما أفراسه فأسماؤها لزاز والورد والمرتجز والسكب والطرب وهذا الأخير سمي بذلك لحسن صهيله  واللحيف وسمي بذلك لانه كان كالملتحف بعرفه 
  • أما عن أشيائه فقد كانت له عمامة يسميها السحاب وكان اسم قوسه  الكتوم  واسم كنانته الكافور  ونبله الموتصلة  وترسه الزلوق ومغفره ذو السبوغ واسم ردائه الفتح  واسم رايته العقاب
  • وكان له قدحان اسم أحدهما الريان  والآخر المضبب 
  • وكان له تور من حجارة  يقال له  المخضب والمخضد يتوضأ فيه
  • وكانت لسيوفه أسماء أيضا أشهرها ذو الفقار  والمخذم والرسوب  والعضب
  • وكان له رمح يقال له  المستوفي  وكان له  عنزة قصيرة يقال لها  المثنى 
  • وأما دروعه فكان يطلق على إحداها ذات الفضول وأخرى يسميها الفضة وثالثة يقال لها السعدية ودرع اسمها ذات الوشاح
  • وكانت له قوس نبع تسمى السداد  وكانت له كنانة تسمى الجمع  وكانت له حربة تسمى البيضاء  وكان له مجن يسمى الوفر
  • وكانت له ركوة تسمى الصادر  وكانت له مرآة يسميها المدلة  وكانت له مقراض يسميها الجامع 

وغير ذلك من الأشياء الأخرى التي ذكرها أهل السير ولا يتسع المقام لذكرها جميعا والتي تشترك في تلك الخاصية العجيبة
خاصية الأسماء التي حملتها وأطلقها عليها حبيبنا صلى الله عليه وسلم

تخيل هذه النفسية التي رغم انشغالها والهموم التي تحملها والبلاءات التي تتوالى على صاحبها ومع ذلك تصر على تسمية مرآة أو كوب ماء أو درع!! 

بعضنا لو فعل مثل ذلك لربما تلقاه الناس بالاستهجان واللوم والاتهام بالتشاغل عن الهموم الجسيمة والمهمات الجليلة ولرُمي باللامبالاة أو كما يقال بالعامية (الروقان)
لكن سيد ولد آدم وحاشاه أن يُرمى بشيء مما سبق = كان حريصا كما رأينا على تلك العادة المترسخة في سلوكه وذلك واضح في تلك النماذج التي ضربناها آنفا

وتفسير ذلك في رأيي أمران:
أما الأول فهي تلك الطبيعة النفسية الرحبة التي أشرت إليها في مطلع الكلام
وأما الثاني فرغبته صلى الإله عليه في غرس تلك القيمة في نفوس من يعرفونه ويقتدون به

قيمة البِشر والبشاشة واللين والحنان
حنان يسع كل من حوله و (ما) حوله
حنان يجعله يضع روابط مودة وأواصر صلة وجسور علاقة مع كل ما يحيط به
لا يحجب هذا الحنان هم ولا تقطع تلك الروابط أزمة ولا يقضي بلاء على تلك القيمة ولا تضيق هذا الصدر الرحب مسؤولية أو يعكر صفاءه انشغال

هكذا كان بأبي هو أمي؛ فأين صدورنا الضيقة من صدره وأين نفسياتنا من جمال روحه وسمو نفسه؟!


المصدر:
محمد علي يوسف، مع حبيبي صلى الله عليه وسلم

تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.

الكلمات المفتاحية:

#الرسول #البشاشة #تسمية-الأشياء
اقرأ أيضا
شبهة حول الجنة والخمر | مرابط
أباطيل وشبهات

شبهة حول الجنة والخمر


من الشبهات السطحية التي يروجها العلمانيون حول الإسلام يقولون إذا كان الله لا يجعل المحرم جزاء للمؤمنين فما باله جعل الخمر جزاء لهم وفي هذا المقال الموجز يقف بنا الدكتور منقذ السقار حول حقيقة هذه الشبهة ويفصل لنا الرد عليها

بقلم: منقذ السقار
774
الاستبدادان | مرابط
فكر مقالات

الاستبدادان


تجري كلمة الاستبداد على ألسنة كثير من الناس دون دراية بمضمونها أو مفهومها على وجهه الحقيقي حتى أن أحد هؤلاء قد يكون واقعا في معنى من معاني الاستبداد ولكنه لا يدري أو ربما يراه من أسمى معاني الحرية وفي هذا المقال يوضح لنا الكاتب معنى الاستبداد ومفهومه ويفرق لنا بين نوعين من أنواع الاستبداد

بقلم: إبراهيم السكران
2260
وظن أنه الفراق | مرابط
مقالات

وظن أنه الفراق


يمكننا تلخيص فكرة الموت بأنها خروج الروح من الجسد وانفصالها عنه بعد التحام وامتزاج دام طوال العمر حيث ابتدأت العلاقة في طور الجنين قبل الإدراك حينما جاء الملك بالروح من عالم الذر ونفخها في تلك المضغة اللحمية في رحم الأم فالإنسان الحي لا يعي حالة الروح المجردة عن الجسد ولا يذكرها البتة.

بقلم: د. جمال الباشا
335
شبهة: اختلاط الرجال والنساء أثناء الوضوء في زمن الرسول | مرابط
أباطيل وشبهات

شبهة: اختلاط الرجال والنساء أثناء الوضوء في زمن الرسول


وأما الاحتجاج بحديث: كان الرجال والنساء يتوضؤون في زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم جميعا..فلا أدري كيف يفهم منه الاختلاط فكيف يقول النبي عن الصلاة: اخير صفوف الرجال أولها وشرها آخرها وخير صفوف النساء آخرها.. وهو قد جمعهم قبل الصلاة يتوضؤون جميعا ثم يفرقهم وقت الصلاة ولا ريب أن من فهم هذا الفهم أساء بالنبي فهما وتشريعا والمقصود به غير هذا المعنى.

بقلم: عبد العزيز الطريفي
350
المرأة القارة في البيت: تصحيح المفاهيم | مرابط
مقالات المرأة

المرأة القارة في البيت: تصحيح المفاهيم


أكثر امرأة ظلمت في العالم هي المرأة التي اختارت القرار في البيت والانشغال بتربية أبنائها وإصلاح بيتها فهي أكثر النساء تعرضا للشيطنة والتحقير والبخس والتهميش! هي أكثر من يزدرى مع أنها أهم امرأة وأكثرهن خدمة لأمتها قبل نفسها! وظلم هذه المرأة ظلم لها ولزوجها وأبنائها. وهو ظلم مركب!

بقلم: د. ليلى حمدان
301
صلاح القلوب بالشكر لله على نعمائه | مرابط
اقتباسات وقطوف

صلاح القلوب بالشكر لله على نعمائه


فإن صلاح القلوب بالشكر لله على نعمائه والصبر على بلائه وانتظار الفرج من الله إذا ألمت الملمات واللجوء إلى الله عند جميع المزعجات والمقلقات فأقل الأحوال عند هذا المؤمن أن تتقابل عنده المصائب والمحاب والأفراح والأتراح وقد تصل الحال بخواص المؤمنين إلى أن أفراحهم ومسراتهم عند المصيبات تزيد على ما يحصل فيها من الحزن والكدر الذي جبلت عليه النفوس

بقلم: عبد الرحمن بن ناصر السعدي
323