يقولون: الكتاب والسنة حصن، سوره الإجماع، وبوابته أصول الفقه..
لا يمكن أن تدخل إلى فهم القرآن والسنة من غير القواعد الصحيحة التي سار عليها الصحابة ومن بعدهم وهي أصول الفقه.
بعض المدارس اليوم تقول: التجديد في أصول الفقه، ويقولون ما شأننا بقواعد أصول الفقه التي سار عليها الإمام الشافعي فقد مر عليها أكثر من ألف سنة، نحن نضع قواعد للفهم تتناسب مع العصر الحاضر، أو بعبارة أخرى نحن نريد هدم القواعد التي سار عليها السلف، ليست قضيتهم وضع قواعد، بالعكس هم يريدون الأمر كما يقولون: قدسية النص وحرية القراءة.
بمعنى أنه يقول: القرآن والسنة على الرأس والعين لا يجوز لأحد أن يتعرض للقرآن والسنة أو يزهد فيها، لكن من حقك أن تفهم القرآن والسنة بما تريد، النص مقدس، وأما الفهم فهي حرية، فإذا أراد إنسان أن يقول: أحل الله البيع وحرم الربا يقول: هذا عام أريد به خصوص زمن النبي -صلى الله عليه وسلم- والصحابة، أما الأزمان الحاضرة فقد صارت بها ضرورة اقتصادية لا يمكن أن تنفك عنها اقتصادات الدول ونحو ذلك من الفهم، فما الذي بقي من قيمة النص إذا تر كنا فهم النص على أي وجه كان؟ بقي التعبد بتلاوته، وكل يفهمه بما يريد.
ولهذا قلت لك: الكتاب والسنة حصن سوره الإجماع، وهو فهم السلف في المسائل، وبوابته أصول الفقه، وهي: قواعد السلف في الفهم، وإلا لو كسرنا هذا السور ما بقي من قدسية حقيقية للنص إذا كان النص كل يفهمه بما يريد.. "لا تقربوا الزنا" يقول: هذا إذا كان الزنا ذريعة إلى اختلاط الأنساب عام أريد به الخصوص، ويمكن أن يستخدم أي لفظ حتى يمكن أن يكون أحدهم ألحن بحجته من الآخر، لكنك إذا هدمت حجية الإجماع وقواعد أصول الفقه في الفهم ضاعت قواعد الفهم وصار كل إنسان يتكلم بما شاء.