ومن التصورات الشائعة: الظن أن العالم الجوهري في الإدمان الشبكي هو بفعل الجاذبية الاستثنائية للمحتوى على الإنترنت بحيث يخلب المرء عن المهام الأخرى، وهذا التصور غير دقيق البتة، فقد أكدت دراسات هذا الحقل أن الإدمان الشبكي كثيرًا ما يكون آلية هروب نفسي، للفرار من تعقيدات المهام والمطالب العلمية والعملية، كما يقول بعض الباحثين (هذا النوع من التفكير المكروب قد يقود إلى استخدام قهري للإنترنت لتوفير آلية هروب نفسي لتحاشي المشكلات الحقيقية أو المتخيلة)
ومما يؤكد -مثلا- هذه النتيجة التي يذكرها الباحثون أن المرء يلاحظ في التجارب الشخصية أن الطلاب يتكثف شعورهم بالإلحاح النفسي الداخل لزيارة مواقعهم المفضلة على الشبكة في أوقات ضغط المهام، كأوقات الاختبارات الدراسية أو في أوقات العبادة الجادة في رمضان ونحو ذلك، ليس ذلك لإغراء هذه المواقع بقدر ما هو حيلة ذاتية للتنفس خارج ضغط المهام المكتظة أو الثقيلة.
المصدر:
إبراهيم السكران، الماجريات، ص56