الديمقراطية الأمريكية

الديمقراطية الأمريكية | مرابط

الكاتب: عمرو عبد العزيز

550 مشاهدة

تم النشر منذ سنتين

والحقيقة أن الديمقراطية المتعارف عليها عالميا الآن هي المستوحاة من النموذج الأميركي، وما ترك المسلمون للشورى إلا رغبة في محاكاة هذا النموذج بالذات، فلا يوجد تعريف واضح لها يمكن الرجوع إليه لفصل التجربة التاريخية، والتجربة التاريخية الناجحة حاليًا هي الأمريكية، ولا أميركا دون رأسمالية.. والأمريكان يدركون ذلك، فهذا واحد من كبار المعلقين السياسيين الأمريكان يكتب في النيويورك تايمز بعد نهاية الحرب الباردة: انتصار أميركا في الحرب الباردة كان انتصارًا لجملة من المبادئ السياسية والاقتصادية هي الديمقراطية والسوق الحرة، هي مبادئ التوجيه للمستقبل حيث تكون له أميركا الحارس والنموذج المحتذى على السواء، وكما قال كلينتون من قبل: مهمتنا الجديدة هي تعزيز انتصار الديمقراطية والأسواق المفتوحة.

الأمريكان يدركون أنهم النموذج المهيمن عالميا وبالتالي يفرضون نموذجهم الديمقراطي الرأسمالي على الجميع ما أمكن، خاصة الدول الصغرى التي لن تنجو من المسير في الركب وإلا العقاب. لهذا فإن نقد الديمقراطية لا يكون واقعيًا إلا بانتقاد النموذج الأميركي الرأسمالي التضليلي.. هو طرد يسلم للمرسل إليه كما هو!

والرأسمالية دين شبه كامل حتى بمفاهيم الولاء الخاصة به والبراءة ممن لا يتبعه، ولا تفسير لاندماج رجال أعمال عرب في المنظومة الغربية، مثل امتلاك رجال أعمال خليجيين لأندية ومؤسسات أوروبية ليست صغيرة، وإمبراطورية الوليد وغيره.. مع أنهم -نظريًا- يتبعون الديانة الإسلامية ومعروف حجم العداء الغربي لهذه الديانات بالذات، إلا أن هؤلاء قد تبعوا الدينا الرأسمالي بشكله الديمقراطي.. فأصبح دينهم مركب تقبع الرأسمالية الديمقراطية كمكون رئيسي فيه واقتصر الإسلام على جزء ضئيل من العبادات الظاهرية الحياتية أو ربما حتى رداء عربي تراثي!

 


 

المصدر:

عمرو عبد العزيز، وطن الراشدين، الطبعة الأولى، ص36

تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.

الكلمات المفتاحية:

#الديمقراطية #الرأسمالية
اقرأ أيضا
حاجة النبي للوحي وتأخره: دليل على مصدرية القرآن | مرابط
تعزيز اليقين اقتباسات وقطوف

حاجة النبي للوحي وتأخره: دليل على مصدرية القرآن


إذا تأملت الحالات والمواقف التي كان النبي صلى الله عليه وسلم في حاجة إلى نزول الوحي ولكنه كان يتأخر ستدرك بشكل قاطع أن هذا القرآن ليس من عند النبي كما ادعى أولياء الشيطان زورا وظلما وبهتانا ولكنه وحي من عند الله وإلا لو كان غير ذلك لسهل على النبي -حاشاه- أن يصدر كلاما من تلقاء نفسه وينسبه للوحي وهذا الكلام المقتطف للدكتور محمد عبد الله دراز يناقش إحدى الحوادث التي كان فيها النبي في حاجة للوحي ولكنه تأخر

بقلم: محمد عبد الله دراز
2074
أساطير العهد القديم | مرابط
فكر مقالات

أساطير العهد القديم


يشتمل هذا المقال على مجموعة من الأخبار عن عدد بنى إسرائيل حين دخلوا مصر وحين خرجوا منها ويقف المؤلف على قدر من التزوير والتلفيق الموجود في التوراة هنا سنرى أساطير العهد القديم كما وردت في الكتاب وكيف تخالف أخبارهم بدائه العقول

بقلم: محمد الغزالي
1282
البر المعنوي | مرابط
ثقافة

البر المعنوي


إن البر المعنوي يكمن في إظهار أهميتهم ومكانتهم والاعتراف لهم بالامتنان دوما وإشعارهم بأن دورهم لم ينته أبدا من حياتنا ولا يمكن أن ينتهي بل تزداد حاجتنا لهم كلما مضت السنين وتقدموا في السن ﻷن مما هو مشاهد أن شعور الوالدين يزداد حساسية كلما تقدم بهم السن ورأوا انشغال أبناءهم بالحياة وانغماسهم في أعمالهم ووظائفهم وأسرهم واستغنائهم فيحتاجون كثيرا حينها إلى البر المعنوي العاطفي واللبيب الموفق من الأبناء من فهم هذه الحاجات النفسية لوالديه وتفطن لها وسعى في تلبيتها.

بقلم: د. طلال الحسان
574
الكتاب المعجز الجزء الثاني | مرابط
تعزيز اليقين

الكتاب المعجز الجزء الثاني


ولو عدنا ثانية إلى الفرض بأن القرآن من تأليف النبي - صلى الله عليه وسلم - وإنشائه لتبين لنا استحالة هذا الفرض بمجرد النظر في نظم القرآن وأسلوبه ومقارنته مع أسلوب النبي - صلى الله عليه وسلم - في حديثه المدون في كتب السنة والحديث ليقيننا أنه لا يمكن لأديب أن يغير أسلوبه أو طريقته في الكتابة بمثل تلك المغايرة التي نجدها بين القرآن والسنة ولو شئنا أن نضرب لذلك مثلا فنقارن بين بيان القرآن وأسلوبه وبين كلام النبي - صلى الله عليه وسلم - فكلاهما كلام بليغ لكن شتان بين كلام الباري وكلام عبده

بقلم: د منقذ السقار
784
عقيدة أهل السنة والجماعة في الولاء والبراء | مرابط
اقتباسات وقطوف

عقيدة أهل السنة والجماعة في الولاء والبراء


مقتطف لشيخ الإسلام ابن تيمية يلخص فيه عقيدة أهل السنة والجماعة في الولاء والبراء والموالاة والمعاداة وكيف ينقسم الناس بالنسبة لهذه العقيدة فمن كان مؤمنا وجبت موالاته ومن كان كافرا وجبت معاداته ومن جمع بين الإيمان والفجور حاز من الموالاة والبغض بقدر ما عنده من الحسنات والسيئات

بقلم: شيخ الإسلام ابن تيمية
1392
ثمن الكرة الذهبية! | مرابط
فكر

ثمن الكرة الذهبية!


في لاعب مشهور اسمه زلاتان إبراهيموفتش ويقال أنه كان يستحق يفوز بالكرة الذهبية في وقت ما.. لكنه لم يفز بها.. اللاعب ده صرح بإن الكرة الذهبية لا يفوز بها إلا mr. nice guy .. ويقصد بها الأشخاص المرضي عنهم! .. ألا يذكرك هذا بصورة ميسي وهو يرتدي القبعة الصهيونية ويقف أمام حائط المبكى

بقلم: علي محمد علي
503